سوانح طبيب في التدخين!
د. سلمان بن محمد بن سعيد
عندما أرى مدخنا وكبيرا في السن.. أقول "بيني ويين نفسي" كان الله في عونك ورزقك الإقلاع عن التدخين.. وسبب موقفي وقولي هذا هو أنني أعرف أناسا أفاضل كُثُر ويجتمع في شخصياتهم كل خلق كريم وصفة حميدة.. مَظهرا ومَخبرا.. إلا عادة التدخين السيئة.. ويريدون الإقلاع عن التدخين فلا يستطيعون.. رغم استعمالهم عدة طرق لترك التدخين.. وعزيمة قوية غلبتها تلك العادة الخبيثة.. ويتذكرون بندم أول سيجارة أخذوها وهم يعبثون ويجربون مقلدين الآخرين وغير مدركين أن التدخين "أوله دلع وآخره ولع" وعادة التدخين الكل يكرهها.. حتى النساء.. فهذه شاعرة تخاطب حبيبها قائلة:
لا تشرب التتن يا المملوح
يخرب ثناياك يا الغالي
وصدقت في وصفها لتأثير التدخين على الأسنان والثنايا.. خاصة إن كان المدخن مملوحا كما قالت الشاعرة.. وكل شاب وسيم إن كان مدخنا.. ستطرد عنه أسنانه الصفراء كل الغواني والمعجبات.. وهن يقلن خسارة أو "يمه ضروسه صفر" ما علينا.. وأحدث ما سمعته وقرأته عن عالم صناعة التبغ.. هو الدعاوى القضائية المقامة ضد شركات التبغ كشركة فيليب موريس ورينولدز.. بسبب تضليل الناس في انتاج نوع من السجائر يُطلق عليها خفيف "لايت" وهي في الواقع كغيرها من السجائر.. لا تختلف من ناحية الضرر والتسبب في كثير من الأمراض يأتي في مقدمتها سرطان الرئة.. ويختم الخبر الآتي من واشنطن ونشرته جريدة "الرياض".. قوله.. وتواجه صناعة التبغ منذ عقدين من الزمان في الولايات المتحدة سلسلة من الملاحقات القضائية حول أكاذيبها بخصوص مخاطر التبغ.. ومن نافلة القول أن هناك بحوثا أجريت حول تأثير التدخين على الباءة والقدرة الجنسية للمدخن.. استغلته إحدى الدول لتضعه تحذيرا على "بكيت السجائر" عن علاقة التدخين بالضعف الجنسي.. ومختلفا عن التحذيرات السابقة عن التسبب في الذبحة الصدرية وسرطان الرئة.. وغيرها من مضار التدخين.. ماأدى إلى انخفاض عدد المدخنين في تلك الدولة.. وفي الأخير أقول لكل "مملوح" أن ضرر التدخين لم يعد مقتصرا على الثنايا كما قالت الشاعرة العاشقة.. بل تعداه إلى ماهو أخطر من الجلطة القلبية وسرطان الرئة.. فانتبه يا رعاك الله.. واقلع عن التدخين.. وإلى سوانح قادمة بإذن الله.