جدال حول معوقات الحوار والسلام بين الشعوب
جدال حول معوقات الحوار والسلام بين الشعوب
لطفي عبداللطيف - الرياض
شهدت ندوة “معوقات الحوار والسلام بين الشعوب.. رؤية عربية إسلامية ورؤية غربية” التي اقيمت ضمن النشاط الثقافي لمهرجان الجنادرية، جدالاً واسعاً حول أهمية الحوار وضرورته وظروفه، وأي حوار يكون حول اي قضايا؟ وقد أكد المشاركون في الندوة على اهمية الحوار وإنه واجب ديني، ولكنهم رفضوا ان يكون الحوار من طرف الضعيف مقابل القوي الذي يريد أن يفرض شروطه على حساب الآخر. في البداية اكد الشيخ سلمان العودة على أهمية الحوار وطالب باستبعاد الرؤية التشاؤمية، وأن الحوار لا ينتهي بفترة زمنية بل هو مستمر ويجب ان يتناول القضايا المختلفة، وقال: الحوار ضرورة بشرية والعالم كله لا بد ان يندمج في الحوار حول القضايا المشتركة، مؤكداً أن القيم الإسلامية تعزّز الحوار وتدعو إليه والنصوص القرآنية التي تشير إلى ذلك كثيرة. وطالب بالمزيد من المعرفة بالآخر كمذاهب وأديان وثقافات لكي يكون الحوار مجدياً، مشيراً إلى وجود عقلاء كثيرين في الغرب يرغبون في الحوار ويدعون إليه، ومفكرين منصفين لهم كتابات منصفة للإسلام، فبعض القضايا التي أثيرت مثل منع المآذن والاساءات تم استيعابها من قبل القيادات السياسية الإسلامية، ولذا تنبع ضرورة الحوار مع الذات قبل الحوار مع الآخر. وزاد: الحوار أوسع من الدعوة، حيث ان الدعوة تعني النقد، والحوار قد يكون لوناً من ألوان الدعوة، أو قضايا الحياة، وبدون تنوع أو تعددية ليس هناك حوار. وبيّن العودة أن أقوى معوقات الحوار أن الكثيرين يتحدثون عنه، بل أصبح شغل من لا شغل له، أو تعبيراً لتمضية الوقت أو إحراج الآخرين، وانتقد الأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية وقال إنهما لا تشكلان مرجعية، مضيفاً أن الغرب يحاول أن يفرض علينا ان نكون معتدلين، فهناك من يحولون فرض تقبّل الشذوذ الجنسي علينا حتى نكون إسلاميين وسطيين، فبذلك تحول الحوار إلى إملاء. أما المفكر العربي كلوفيس مقصود فتحدث عن شروط الحوار قائلاً: لا بد أن يكون واضحا ومحددا ومتكافئا، فالرضوخ للغرب والاستجابة لاملاءاته يجعل الحوار غير مجدي رغم أنه حاجة ملحة، مشيراً إلى أن الحوار لابد أن ينطلق من قناعة. وقال: هناك حالة من التشويه في ثنائية الاعتدال والتطرف، فاذا كان التطرف تأكيدا وإصرارا على الحق فهذا ليس تطرفا، والاعتدال لا يعني التفريط في الحقوق، مؤكدا على أن يكون أي حوار ملتزما بثوابت الأمة. وتناول المفكر التونسي أبو يعرب المرزوقي دور النخب العربية في الحوار، وتساءل: ما الذي يجعل هذه النخب تستجدي الحوار، والنخب في الغرب ترفض ذلك؟ وقال: يجب أن ندرك أن الغرب في بنيته الفكرية والدينية انبثاقا من ميراثه الثقافي، مضيفاً أن الحوار مع المسلمين هدفه تنويمهم، لأن المسلمين يحاورون من الطرف الضعيف فيتقبّلون كل شيء يُفرض عليهم. وتداخل الدكتور أحمد عمر هاشم (رئيس جامعة الأزهر السابق) مؤكداً على اهمية الحوار العربي- العربي أولاً، والحوار الإسلامي- الإسلامي، لأن هناك خلافات مذهبية وقومية تعوق توحيد الكلمة، إضافة إلى عدم فهم الآخر، وعدم إجادة لغة الحوار. وطالب الشيخ خلدون عرموط (مدير دار الفتوى في لبنان) بالخروج من حالة الاحباط التي نعاني منها كمسلمين ونحاور منطلقين من ثوابتنا. وحذر المفكر الليبي إبراهيم الفقيه من المفاهيم المغلوطة التي ندخل بها كعرب ومسلمين الحوار. فيما تساءل الشيخ الدكتور عبدالوهاب ابو سليمان (عضو هيئة كبار العلماء) عن غياب أعضاء الحوار الإسلامي الذي شارك في الحوار مع الغرب عن الندوة، وقال: كنا نريد أن نستمع إلى هؤلاء وإلى تجربتهم الطويلة، مشيراً إلى أن الأمة الإسلامية بدأت الحوار من عشرات السنين وأخيراً انتهوا إلى ان ما جرى من جلسات «مداورة وليست حوار»، ولذلك توقف الكثيرون ممن شاركوا في الحوار عن الاستمرارية فيه. وأشار أبو سليمان إلى احداث 11 سبتمبر وقال: مازالت هذه الاحداث غامضة ولا يُعرف حقيقة ما حدث ومن يقف وراءه، مؤكدا انه لا يزال يحفها الكذب والشك وان الحقيقة لم تظهر بعد. أما الدكتور عبدالمحسن القحطاني (رئيس النادي الأدبي بجدة) فأكد أن الحوار مهم وكلانا يحتاج للآخر وان الشعوب هي التي في أشد الحاجة للحوار. وطالب د. حمود السويلم (الاستاذ بجامعة القصيم) بالاهتمام بمقومات الحوار لا معوقاته.
المصدر:
http://www.al-madina.com/node/233973