من مشاكل الثقافة العربية: نموذج جاك بيرك

(أندريه ميكيل)

ترجمة: أحمد عثمان على سبيل التقدمة جاك بيرك (4 يونيو 1910 – 27 يونيو 1995)

ولد جاك بيرك في الرابع من يونيو عام 1910. كانت طفولته وكذا مراهقته مرتبطتين بعمق بالجزائر والمغرب، وقد تغذى على ثقافتهما ومناظرهما ولهجتهما الدارجة، وعمل على مزجهما في كتاباته الكلاسيكية التي تابعها في جامعتي الجزائر وباريس. البحث، من فوره، تبدى لديه انه غير متوافق مع ما أثار شغفه دوما: الأرض. عمل بالإدارة الكولونيالية، ولذا وجد نفسه مراقبا مدنيا في المغرب التي عرف مدنها وقبائلها أيضا، حيث أدار وحكم ولاحظ. وقد وضع مشروعا فلاحيا إصلاحيا، وفي الأطلس، بدأ في تجميع مواد أطروحته المهمة حول بنى هذا الإقليم الاجتماعية، وسوف يتابع جهده حتى عام 1955، متلقيا عليه ثناء عظيما من قبل المؤرخين والمستشرقين. 

بيد أن جاك بيرك جعل يتساءل ويقابل ماضي العرب بالمسلك الكولونيالي الطويل والمؤلم، ثم بنضاله نحو الاستقلال. قطع كافة حباله مع الإدارة الكولونيالية في عام 1953، ورحل إلى مصر كخبير عالمي من عام 1953 إلى عام 1955. ومنها إلى لبنان حيث أسس وأدار خلال عامين معهد تعليم العربية الحديثة في بكفيا. خلال هذه الفترة، انتخب أستاذا في القسم الرابع بالمدرسة التطبيقية للدراسات العليا. وحينما رجع إلى البلاد في عام 1956، شغل مقعد أستاذ التاريخ الاجتماعي للإسلام المعاصر حتى عام 1981.

يغطي نتاج جاك بيرك- المليء بالتجارب المحلية- المجال العربي ويتبلور عبر الحوار الثابت الذي يقترحه بين الماضي وعظمته من ناحية، وبين الوقت الراهن من ناحية أخرى، حول موضوعات اغتصاب العالم الشهيرة. بنفس الروح، قادت المواجهة مع التاريخ جاك بيرك ليس فقط إلى فحص النصوص الأرشيفية، وإنما إلى قراءة وترجمة كتب الأدب العربي الكبرى عاملا على فك شفراتها: قصائد الشعر الجاهلي أو مختارات- طبعت بعد وفاته- من كتاب الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني.

هذا العمل ضاعف نتاج الكاتب؛ إذ كان له أسلوب خاص به، ودون شك بلور بيرك الشكل بلا تحفظ. إنه معنى الاستعارة التي أحفظها هنا. في مثالين، أخذتهما بمحض الصدفة. مستدعيا البنى الرائعة للغة العربية التي اجتازت عصورا وعصورا دون أن تتعثر، رآها بيرك كأرصفة تنتصب في بحر الحداثة. فضلا عن ذلك، رأى في المرأة حارسة التقاليد في الأزمنة الصعبة؛ حيث قال: "هذه الحارسة خلال الليالي الكولونيالية الطويلة".

يتبقى القول: إن هذا الرجل كان "معلما"، استطاع أن يكوّن جمعا من الباحثين الشرقيين والغربيين، وأن يحمل لواء الحوار في العديد من البلاد، سواء العربية أو غيرها، مناديا دوما بحقوق وواجبات شركاء البحر المتوسط، مشاركا في الأنشطة السياسية، بمقالاته وندواته، والمؤتمرات التي نظمها في وزارة التربية الوطنية.

هذا الرجل النشط والشغوف مات صعقا ذات نهار من صيف عام 1995، في مسكنه باللاند Landes. بلور بيتنا. ولكن واجب الذاكرة يرتبط هنا بعاطفة الصداقة؛ فمن يتحدث إليكم لن ينسى أبدا أن جاك بيرك قدم لجمعكم مشروعه التعليمي، في الثلاثين من نوفمبر 1975. ومن بين العديد من اللقاءات، هذا اللقاء سوف يوسم للأبد تاريخ صداقتنا.

من مشاكل الثقافة العربية:

إذا عرفنا بسهولة أعداء الثقافة، فإننا نرتبك حين نريد أن نعرف أصدقاءها. وإذا تعلق الأمر بتعريف الثقافة، يتزايد الارتباك أيضا، وفي هذا الشأن يعطي عالم الإتنولوجي لهذا المصطلح تعريفا واسعا؛ إذ يراها عبارة عن تبادل ميكانيكي بين الطبيعة والمجتمع. يتبدى هذا التبادل في النتاجات والتطبيقات. يستدعي خاصيتها، بعد أن بلغ ذروة القيم، والقيمة الجمالية من بينها، وانتهى إلى تأسيس الوعي والفن.

هذا يوضح حالية الثقافة العربية المعاصرة؛ فهي تقريبا حققت مساعي استعادتها- عبر الشرق العربي- لشخصيتها وطبيعتها في آن واحد. تقابل هذه المساعي على طريق الاستعادة نظاما اجتماعيا يتأتى من الداخل، محاطا بالتقلبات السياسية التي تمرر البيانات الخارجية إلى أعماق الظاهرة. في بادئ الأمر، من اللازم البحث عما أسميه "الموصلين" Condicteurs.

لا يعد الموصلين إشارات تقودنا إلى سر الذات؛ إذ تتوفر علامات على الرغم من أن أي حضارة تعرفهم على اختياراتهم. 

لكن ما هي معايير الاختيار؟ هل الاختيار جمالي أم هدف اجتماعي؟ إنه التعايش الآدمي، الذي يبين هذا العرض في الوقت الملائم. منذ ذاك، نلاحظ أن مصطلح الثقافة لا يقتصر على الآداب والفنون. في المعنى الجاري أصبح تطور المصطلح يعبر عن مصلحة المجموع والشبيبة بقدر ما تخلص من الاستبداد التقليدي بالرأي، المثالي والأدبي، حتى الأرسطي الذي يترجم لفظة "أدب" Adab. اليوم، تتبادل الثقافة بين الاجتهادات التجديدية والقيم الشكلانية. وبذلك يتبدى نمط تربوي وجمالي للتاريخية، متأثر ومطبق على مشهد النمط العربي المعاصر.

نحو تأصيل هوية جمعية:

يصبح أي تعريف خاطئا بوسط شطط النسبية. ودون شك، يستعيد غالبية الممارسات والمواقف، غير أنه لا يختص بالنتاج عامة، وأيضا بالروائع، حيث يلقي الضوء على الآفاق القريبة، وقد انتمى إلى المطلق. ومع ذلك نعرف ما يمكن التحصل عليه لأجل روح الفنان. هذه الثقافة تقاوم التقاليد الألفية، تقاليد قصائد المناسبات والحفلات الجماهيرية. نستطيع القول:إن الهجوم عليها نجح؛ بل وتخلص من كافة آثار "الأدب الرفيع" على الرغم من أنه يحض على توتر جدير بالثناء. وبما أن الهجوم الذي صحب معه أشكالا هجومية أخرى- جمعت بين رفض التراكيب القديمة والتبعية- يقود ليس إلى هجر الشخصية وإنما إلى إصلاحها.

يتمثل مشكل العربي الأساسي في الاندماج مع الشعوب خلال مسيرة الاستقلال، والاتحاد معها والتوجه نحو نهضتها في آن واحد وعلى قدم المساواة مع العودة إلى الأصالة. لكن كيف نربط بين التواصل والقطيعة، بين التبادلات والإصلاح؟ إذا كان خطاب التقنية يتواجد بسهولة بين شعوب الاتصالات الواحدة، تتأتى الصعوبة من الذوق الأدبي أيضا، وبالأحرى من أذواق فنية أخرى، كما الذوق الموسيقي على سبيل المثال، وكذا من الطرق الخفية التي تتسلل دوما إلى أعماق الإنسان. ها نحن أولاء عبر هذه الفكرة - فكرة اختلاف المستوى - نرجع إلى درجات تدليلها، التي تدرج من الخارج ومن الداخل على حد سواء، حتى أن العربي في الماضي كان يمدح المرأة أنها ذات (جمال ودلال) Jamal wa dalal وأيضا نستطيع- خلال التظاهرات الثقافية- المرور من الجمال إلى دلالته. آنذاك يروم التفسير- من خلال الثقافة والمرجعية العربية في العالم المعاصر- إلى التوصل إلى العام والإيجابي؛ أي إلى الثاقب والنوعي المطلق، وربما التوصل- عبر إشارات متواضعة- إلى نغمة بيت شعري، تغيّر الإيقاع والصوت والرائحة. ربما كانت رائحة السمسم المألوفة، التي نشمها في أي ركن من أركان الشارع، كما في الحكاية الخرافية، تمكننا من فتح باب المغارة واكتشاف الكنوز...

منذ سنوات عدة، حضرت حفلا في الجبل اللبناني لتأبين أحد الشعراء. كانت القرية صغيرة المساحة، تقع على ارتفاع ألف وخمسمائة متر عن سطح البحر، وقد تفرقت أسطح المساكن القرميدية على المنحدرات المكسوة بأشجار الصنوبر التي تلتحف بقرية "صنين" الثلجية. تجمعنا في رحاب الكنيسة، تحت أوراق أشجار السنديان الشهيرة التي طالما أوحت للشعراء اللبنانيين، مثل ساحة المدرسة وألعاب الطفولة. استجمع الحضور حواسهم، وألقى بعض المخلصين القصائد، وخلفوا أثرا بلاغيا مضجرا، بيد أنه يكشف عن شيء من العاطفة الجياشة؛ لأن غالبية من حولي- من النساء والرجال- أخذوا يبكون بقوة. أخذت تبكي، على وجه الخصوص حينما استمتعت إلى القصائد الزجلية Zagal، حيث تنفتح المقاطع الشعرية الكلاسيكية على الذوق المحلي. 

أود القول: إن الفهم/الإدراك الحيلي لهذا الجمهور لم يمس إدراكه السليم بعد، ولا نعرف لما هو سليم؛ ربما من الحضارة الصناعية التي استدعاها كثيرا. تحطمت الكوزموبوليتانية قليلا في أرجاء العالم، على كل الأصعدة، ولكن دون أن تستبدلها بحماية أخرى. هذا يدل على أن هذه القصيدة العربية المستقاة من العصور القديمة- ذات الروح الأرمينية- قصيدة راقية. في القرية تسود توليفة معينة من مختلف القوى المتنافسة، تلك جغرافية جبلية خالصة، صادقة؛ لكنها ترحب بالتجارب القادمة من بعيد، وهذه التجارب الجريئة تطرح أحيانا صراعات مع أشكال الوعي والمجتمعات. هذه الصراعات مؤلمة أحيانا، ودموية أحيانا أخرى، صراعات غير مفهومة لدى المواطنين أنفسهم؛ بيد أني لا أريد رؤية نقيض الثراء العظيم.

تطور على مدى الزمن:

لا يمكن أن يتضح التشعب سوى من خلال مرجعية المستقبل. لكي ندرج العالم الشرقي في الحسبان خلال نصف قرن؛ مثلا، قاهرة العدد الأول من مجلتي "الهلال" و"المقتطف"، أو دمشق أوائل القرن، دمشق المصبوغة بالإصلاح الذي ينبض بمستقبل قلق؛ لكنها مكسوة بطبقة غليظة من "التقاليد". هذا العالم يعاني من تفاوت فادح بين غزارة علاماته وفقر وقائعه.

تقريبا، كل شيء لديه علامة، وقد تبدى بواسطة الأدب القانون والسير. إنه عالم غير منتج، لذا كيف يظهر الغرب له؟ بداية، يظهر في صورة تحطم الأشياء: المعدات، التجهيزات، التسليح، مقالات الاستهلاك. هذه الأشياء ظهرت- منذ زمن طويل- في أسواق حلب، وانتشرت بقوة في القرن التاسع عشر، واكتسحت كافة الأسواق، على الرغم من كون هؤلاء "الغرباء الشجعان" بُكْما ويحملون أسماء أجنبية. أي موقف تم اعتناقه في مواجهة الحقيقة البربرية للغرباء الشجعان؟ ربما كان الرفض الوسيلة الأولى. هذا الموقف- الذي يحمل الماضي- كتب له الفشل. من الممكن أن يرهقكم هذا الشيء، مع أنكم لم توافقوا على تحمله. إذن، يوجد طور القبول ثم طور الاستعمال، بوعي زائف، قبول واستعمال الأشياء المستوردة التي تنافس أشياء الداخل. 

هذا التجديد النظري يتبدى واضحا للعيان إذا لاحظناه ضمن التواصل الحقيقي، الذي يربط التطوير الظاهر في النهضةNahda الأولى "بالنهضة"Renaissance البيروتية في الآداب العربية، إبان الثلث الأخير من القرن التاسع عشر. قبل أي شيء، أوضح أن هذه النهضة أخذت شكل إصلاح الأصالة، بدلا من البحث عنها في بعث اللغة الأم. هذه مقارنة مفارقة تمس بعض الحالات. أضع الإصلاح المطابق للشعر، سلفيةSalafiya الإصلاحيين المسلمين، مصلحي Moslihin القاهرة وسوريا في المرتبة نفسها مع المجددين اللغويين اللبنانيين. إذن يأتي تطور العالم العربي- في بادئ الأمر- من هذين المكملين؛ لكي يضمن دخوله إلى التاريخ وبواسطة "الأصيل".

تضخم الوضع البراجماتي منذ عام 1920. هذا العالم المولود ثانية يبحث عن رغبته في التعبير عن الأشياء، بمعنى أنه عزم على التعبير عنها. وقد نجح في هذا الشأن إلى حد ما. هنا وهناك. منحه نجاحه وفشله في إدارة مؤسسة لا تراقبها سوى أماكن معينة في العالم الشرقي، وهي المؤسسة التي تضطلع بإنتاج الشيء؛ أي منحه الدلالة؛ لأنه حينما تنتجونه تفهمونه وبالتالي تعينونه وتعينون علاقات ليست وظيفية فقط وإنما نقاشية أيضا. تلك هي ساعة التصنيع والتخطيط، إنها الظاهرة الناهضة. حينذاك، تتأسس روابط بين الصيرورة المؤسساتية لهذه المجتمعات وقيمها من ناحية وبين الطبيعة وتغيراتها من جهة أخرى. هذا التطور لم ينته بعد في جميع أرجاء العالم. في الغالب، لم يزل التطور جاريا، وقد حاز على انتصارات ملحوظة، رغم الصعوبات الهائلة، التي لا تعد مادية فقط: صعوبات الترابط العميق بين الطبقات المتنافرة؛ لكن أليس لكل اجتهاد اجتماعي هذا الثمن؟ 

هذه الانتقالات تفضي إلى التحول، وتقريبا إلى إبدال الشخصية الجمعية؛ إذ أن التبادل أحدث غزوا للداخل ممن في الخارج، ثم الاستعادة من الخارج بواسطة من في الداخل. ما أشد الاختلالات! هذا التبادل لا يتم بواسطة آلياتها المتشددة، تماثلاتها الطفيفة، اختلالاتها الشعرية شبه الدقيقة التي يتعارف الشرق التقليدي على ذاته منها، ويؤثر في ذاته ويتمتع بها! في الواقع، فرض العالم الحديث على الشرق العجوز هوس سمة الجسيم. هذه السمة يجب معالجتها بجعلها ملموسة عن طريق خلق "جسد" لها. الثقافة العربية، وبالتالي، إشارات الأشياء، وهي غير مجسدة من ناحية السمة.

على الرغم من أن تغيير السلطة إلى سلطة أخرى، يتحقق بفعل الاصطدام بذاتها. كثرت الانتصارات بفضل "الحنين الوقور" لهذا العالم المتمرد لأجل وضد الحداثة، وقبل أي شيء كثرت بفضل اللغةLugha العظيمة التي تبدع إنتاجا يقود إلى رمز القيم الضائعة وسلاح معارك الاستعادة في آن معا، وأيضا، في دورها الحديث تعد أداة للاتصال والإعلام والتوازن. هذه الوظيفة الثلاثية تضطلع اللغة بها خلال جيل أو جيلين. على الرغم من أننا نبدأ بنقدها. من يتحدثون بها، من خدعوا بها، من يشيدون بثراء مفرداتها اللغوية، ها هم أولاء يأخذون عليها الآن لا محدوديتها! نجد بها كثيرا من المترادفات، وتلتزم النحو بصرامة. بالتأكيد، نعترف بقدرتها على التعبير عن حماسته والتغيير التفاضلي، الذي يميز اللغة "بالعبقري العجوز".

بالتماثل مع الانطلاقة الروحية واللغوية، تنمو انطلاقة سياسية، اقتصادية واجتماعية. توصلنا اليوم إلى أبحاث جديدة، وأيضا تواصل الروح والأسلوب. وإذا – رغم النزعة المقاومة الدوغمائية – كان أغلب العرب ارتبط بها بغية تغيير عام، فقد طرأت تفاوتات جديدة؛ فبعضهم يرغب في تدفق الإبداع ضمن نماذج "محترمة" تابعة للعصر الذهبي، وآخرون يحررونها من كافة النماذج السابقة، وثالثون يرفضون نقاشات اللغات والأشكال ويرغبون في غلبة الجمالية. 

نبدأ بعرض المعركة: ليست معركة الحداثة ضد الماضوية ولا معركة الطلائعية ضد الكلاسيكية ولا معركة التاريخية ضد الأسلوبية، وإنما معركة الاستجواب ضد التواصل ومعركة الإفراط في النقد ضد الواقعية. مما سبق، اتضح أن عددا من التوترات أثارت الحيرة حول الشخصية العربية، إلا أنها مطابقة تماما للحيرة المماثلة في بقية أنحاء العالم.

في الوقت نفسه، انهارت حقائق ناطقة أخرى، منذ بدأ العرب ينتقدون الإفراط في "اللفظية" Lafzya. أخذوا على قيمهم الجماعية العتيقة والبطريريكية توافقها مع الرجعية، وأخذوا على إرثهم الجمالي نزعته الشكلانية وبراعته التصويرية. اليوم، رأينا محاولة شعراء وناثري العربية في إثراء المضمون، دون التعرض لتقريع الفقر. للأسف، كل شيء معتم عند التوضيح. هذا العالم لا يرغب في تحويل تظاهراته إلى تقييم بسيط لما هو ذاتي؛ إنه يريد حركة تاريخية، وبذا أخذ يضع نهاية أو اتجه فعلا صوب إنهاء الرؤية الأرسطية في العالم.

وافق العربي على التخلي عن كونه أميرا شريطة أن يصبح مواطنا صالحا في الزمن القادم، وذاك لن يتأتى دون تمزقات وتفردات. هذا الإنسان المتحدر من وطن قديم، حيث يرتجف لسانه من ضخامة صوت النبي إبراهيم (عليه السلام)، يمضي يوم عمله أزرق اللون؛ أي يمضي يومه مرتديا "العفريتة" Al Afrita[ملابس العمال الزرقاء] كما يسميها المصري على ما أذكر. يتعارك مع الآخر، ولكن مع ذاته أيضا، إذ يتبدى أن حماية هويته مرتبطة بهاتين المعركتين. وبكل غرابة، ينتظم في مسيرة العالم باحثا عن التميز والتفرد. نستطيع التساؤل: هل يصعب التعارض المطلق والتوافق المطلق أي مسيرة؟ فالشرق – الذي أثبت وجوده بالنظر إلى الحضارة الصناعية – ظل ميتافيزيقيا صلبا. هذا الوضع استحالة تاريخية، دون شك؛ ولكنه صدق متعال، ملآن بالعبر.

تعارضات:

تعمق الخلاف بين القدامى والمجددين. 

فهذا جيل ينهض، استنادا إلى فضيحة من الممكن أن أنعتها "بفضيحة دريفوس" الآداب العربية، أرغب في القول مثل قضية كتاب طه حسين حول الشعر الجاهلي. 

لن أستطيع امتحان قيمة الحجة التي طرحها؛ لأن إمكانية الاطلاع غير متوفرة. تلك هي الشهادة التي نهتم بها، وهي ما تم التعبير عنها في الواقع، مع مزج القسوة الراديكالية والفخامة البلاغية كما تتجلى في حالة آناتول فرانس. هذا هو نفي الأصنام وذاك هو حق التفكير. في أماكن عدة، يتعارك كثير من أعدائه، وعلى الرغم من أن المجدد طه حسين دافع عن نفسه بتطرف إيديولوجي إلا أنه يظهر حاليا ككلاسيكي عن كونه ثوريا. هذه مرحلة مهمة تخطاها الشرق إلى صوت العقلنة. يرى البعض أن هذا التطور لم يتجه نحو العلمية. لا أقول: مجتمعات، فلن أتناول- هذا المساء- هذه المشكلة؛ وإنما أقول: مقاربة ثقافية ولغوية مع الغرب، لذا أنصح بإعادة قراءة صور الهجاء التي قابلت المجدد؛ فهل أتجاسر اليوم على إعادة كتابتها أو على الأقل الدفاع عن سبب هذه الطريقة؟

اشتدت النقاشات الجارية؛ لكنها تقدمت. عدت تاريخية المجتمعات العربية، حاليا، على اعتبار كونها "حيوية الذات" في نقاش "القديم" Qadim و"الجديد" Jadid، ولا يعد نقاشا بين "العتيق" Antique و"الحديث"Moderne؛ وإنما هو نقاش "العضوي" Organique والنقد – نستعير هذين المصطلحين من الاشتراكية الطوباوية – إلا أن آخر الأمر النقد هو المهزوم. تخطت أخبار العالم الموسوعية روادها الأوائل: بطرس البستاني، فريد وجدي، شبلي شميل؛ إذ إن مشكلة الشرقيين لم تدرج الترتيب في العالم وإنما أدرجت التكيف مع هذه الخبرة.

يشير الإنسانيون الجدد أمثال: قسطنطين زريق، علي الوردي، كامل حسين، ميخائيل نعيمة، توفيق الحكيم وسلامة موسى إلى التوازن من خلال الثراء المتبادل، الذي يعيد تأسيس الإنسان العربي بواسطة العالمية ورغما عنها في آن واحد. يلتصق بالإيمان، وإلا ناهض "عروبة" أصبحت اشتراكية، وليس اشتراكية أصبحت عربية. إنهما يتضافران بطرق مختلفة واحتمالات لا متكافئة وإن كانت موضوعية. 

انتقال "الأصول" إلى التاريخية أتم السؤال المطروح على القيم المتبادلة للمصطلحين. وبالتالي يتذبذب المستقبل بين الشقين الإبداعي والروابط التي تلاحق التاريخ والأصول Ucul. هذه الجدلية القائمة بين التاريخية والأصول هي نتاج عصرنا الحالي، إنها رابع المستحيلات! يا للأبحاث المفترضة، يا للخيارات أو يا للمزج بين المبادئ المتعارضة!

بالمثل عندما قام عالم مثل جابر بن حيان- خلال العصور الوسطى- باستغلال الكيمياء القديمة، لمزج الكبريت الأحمر - "الكلام" - بالزئبق – "مادة أولية" - فإن السعي العربي الحديث يرغب في مزج أشكال الأصالة المتعارضة: أصالة القمة والقاع؛ يا للنجاح المثالي المتحقق! لن يتحقق هذا في الفكرة المؤسسة على التفوق والباطنية. لكن في حياة القيم المتحقق من القاع بما يتأتى من القمة. في كل مرة، نتحدث فيها عن الإصلاح- الذي يعد عودة إلى الأصول، أو عن التحديث اللغوي- ترتبط المفهومية الشعبية بالصدق الكلاسيكي. هذا ينفذ إلى التطبيقات الملحة، وهو لم يتأت من السياسة العربية، من السلوك الجمعي أو من التربية التي تمارس بواسطة أي خيار، ومن ثم يحدث قدرا من الاجتهادات الجديدة مطبوعة في طبعات شعبية، في مصر تحديدا، ومصوراً في الترجمة، وتربية الصغار والشباب، وبالتالي اجتهاد "دمقرطة التعليم"، في الماضي كان مخصصا لحلقات ضيقة ثم اتسع ليشمل كافة الطبقات وأخذ يتوغل أكثر فأكثر في جسد الشعب. بالتوازي لا يطرح سؤال حفظ الخاصية وبقاء النخب. جميع المصالحات صعبة. وحتى لا أكتفي بالأدب، الذي يعكس كل آثارها ولا يستعيدها، أنتقل إلى أنماط أخرى من النشاط الاجتماعي. هنا، أدرج سعيد عقل في دفاعه عن العامية صياغاته الشفاهية العلمية. أكثر من ذلك، تمثل تكافؤات بين الأوساط المختلفة أو الاتجاهات المتنافسة، حيث يعرف العالم العربي نفسه ألفة المصريين الواقعية والتحطيم الشعري "لمهيار الدمشقي".

عبر المقابلة الدلالية الغريبة، إذا كانت لفظة "أصالة" تشير إلى الأصل والمتأصل في آن معا؛ فإن الاختيار الحتمي- مع أنه تغير- يقسم الشعراء إلى باحثين عن الجمال في "الجوهر" وباحثين عن الجمال في "الواقع". في هذه الحالة، يضطلع غلو النوعية؛ الكنه والذاتي بالقصيدة، ويفضي، بواسطة الأصوات الدقيقة، إلى "الكلي".

يدرك العرب- عبر العنف الفجائي والمدرب- الجمع (جمع المبادئ والقواعد)، أيا كانت صورة تحررهم السياسي، وأكثر من ذلك اتجاه تطورهم الثقافي والاجتماعي. اليوم، كل أمة أو بمعنى أدق كل ثقافة تجد نفسها بالتالي في نقاش مزدوج: أولهما خاص بأصالته وعالميته، والآخر خاص بأصالته ومستقبله. هذا ما أطلقت عليه "الملتقى" أو "العقد الجدلي لعصرنا". وبما أنني لا أستطيع الدخول إلى التطورات إلا بهذه الفكرة، أقدمت على إجراء عملية جرد تابعة لهذه التطبيقات الأساسية حيث تحطمت في التطبيق هذه الفكرة، فكرة العالم السائر قدما.

نمتحن نقاش الواحدUn والمتعدد Pluriel. يعاني العالم العربي من انقسامه حتى في فكرة الجمال. حسب العديد من رؤى مفكريه، إنه الانقسام السياسي الذي سبب التشتت الثقافي. هذا النقاش يتجه بعيدا آخر الأمر؛ أنه ليس نقاشا عن تشتت الأمم العربية خلال العصر الكولونيالي فقط؛ وإنما التفجر التحليلي للوعي الحديث خلال العصر الصناعي وحنين استعادته: الوحدوي كما يقول بعض والتركيبي كما يقول بعض آخر، على الرغم من أن هذا النقاش غير قابل للحل. من الضروري أن نتمنى وجود مؤسسات- مثل جامعة الدول العربية- تأخذ تدابير معينة كي تضع حدا للحواجز التي تقاوم جريان الكتابة بين المسهمين. قليل من المغاربة يعرفهم الشرق، وعلى وجه الخصوص الشابي الذي لا يقل شهرة عن أمثاله من المشارقة. لكن؛ بالمثل هل نقول:إن النتائج تتغير كما يجب أن تتغير، وتسهم في تطور النقاش؟ رواية لنجيب محفوظ تماثل بدعائمها الضخمة وتطورها العنيد أهرام سقارة المدرجة والروايات المفجعة والمتصوفة الإيرانيين. يا للثراء البعيد أو المتحين فرصته! يا للضياع!

لكن الأمر لا يتعلق – فقط – بتشييد معبد ذي ذوق مشترك لكافة العرب ومتقرب للغرب. على المشهد التطبيقي، يتطور النقاش بإدراج الإطار اللغوي في إطار لغوي آخر. ذلك منفذ لوسائط ثقافة الجماعة، كما المذياع أو السينما، لنترك هذه المشكلة معلقة. ماذا نفعل كي يفهمنا جمهور يقطن مساحة شاسعة تقع بين أغادير ومسقط؟ منذ أسابيع جلست في بيروت مائدة مستديرة، تناولت من بين موضوعاتها هذه المناظرة الصعبة، وحتى اليوم لم تزل معلقة.

في هذا الشأن أيضا، كشفت الصيرورة الملموسة سلطة الفعل، عقدة غورديوس Noeud Gardien(1) لغوية. 

لن أتملق كثيرا التحقيق الآكاديمي، أيا كانت حمية المثقفين ونفع المجلس النيابي وقيمة التحليلات وفائدة المؤتمرات أو المقولات التي تناقش كثيرا، وبعنف أحيانا، هذه المشاكل. تلك هي الحياة التي تصبح شاقة مع الوقت! ذاك ما تحسسته من تفاؤل لدى بعض من أصدقائي العرب.

ما من دولة- رغم شرعية مقاومة الوضع الكولونيالي- جلبت الانعزالية الثقافية إلى داخلها. احترم العربي في نتاجه الكلاسيكي التواصل مع الآخر، الذي لا يقتصر على الهلينيين- الفرس والهنود- واليوم يتجه بعيدا نحو الشرق وأبعد كثيرا نحو الغرب. يعرف أنه لا يوجد في هذا المشهد أي تعارض بين القومية Qawmiya أو "النوعية"، وبين الإنسانية Insaniya أو العالمية.

على الرغم من النكوصات الجزئية أو العابرة، يعزو التواصل إلى التقلبات السياسية، والتقدم لن يتوقف أبدا منذ جيل النهضة الأولى. يثير التقدم الذهني؛ إذ يتجسد في تقلبات زمنية، وحياة الإنسان بقدر ما هي تاريخ شعب غير ملائمة للانتقام والإصلاح، ومنذ ذاك سوف تصبح مشكلة الانتلجنسيا، أي المسمى التي تضطلع به والمكانة التي يتقلدها في مجتمعاته. هذه الانتلجنسيا لا تقتصر على أساتذة الجامعة فقط؛ وإنما أيضا على الموظفين والتقنيين. يدق قلبها خارج المؤسسات، وبذا ينشغل بالها. أكثر من ذلك، قام أفراد الانتلجنسيا بدور مدهش في البلاد العربية. هذا الدور يجب أن يكون محفوظا نظرا لصرامة حقوق الإنسان الجلية ودوافع تاريخية محددة، ولدى هذه الشعوب القديمة، تحظى الثقافة بمكانة لا تستطيع اختيار أثرها. على وجه الخصوص، الإبداع الأدبي فقط توصل إلى توليفة جديدة: المصالحة بين الموروث والمبتكر، وهذه المصالحة حسمت المتناقضات المتشابكة وبددت الالتباسات الجديدة.

لن أتردد في أن أجد – بواسطة الدور الاجتماعي الذي تلعبه الانتلجنسيا والطريقة التي تضطلع بها – برهانا حاسما لتطور المجتمعات عامة، والمجتمعات العربية خاصة.

استنادا إلى الدور الاجتماعي للمثقف، نمضي- منطقيا- إلى مشكلة التزامه. ها هو ذا موضوع النقاشات، التي بلغت حد المشاجرة- كما أذكر- في أحد اتحادات الكتاب. نشرت نازك الملائكة منذ سنوات عدة مقالات تدافع فيها عن حق الكاتب في اتخاذ مسافة معينة تجاه التاريخ، ومنذ عهد قريب، استؤنف النقاش ثانية في القاهرة، بمناسبة صدور ديوان شعري لصلاح عبد الصبور؛ إذ أخذ عليه قلقه التشاؤمي، ومسرحية "الفرافير" ليوسف إدريس، المتهمة بتصويرها إشكالية الاستلاب. في هذه القضية، يترابط ما ينتمي للفن الشكلاني بالرمزية والحذلقة؛ بيد أن الواقعية الاشتراكية - التي تتناول نقيض الانفلات الأدبي- تطرح السؤال في تعبير دقيق. أفكر – كما تفكر الواقعية الاشتراكية – في أن أي فن خليق بهذا الاسم يعد ملتزما بذاته؛ لكن ليس من المفروض تقييم هذ الالتزام ضمن معايير المرجعية المباشرة، الشاعر- تبعا لمالارميه Mallarme - يعطي معنى أكثر نقاء لكلمة القبيلة؛ إذ إنه يعكس مستويات التبليغ العميق. يتجاوز نتاجه حينئذ حدود المجتمع الضيق، كي يبلغ قيما شاملة؛ لأن الإنسان لا يستطيع الاستغناء عنها. هل لدينا الحق- في حالة مماثلة- في أن نتحدث عن الاعتباطية؟ لا شيء صحيح في الأدب- وبالأخص في الشعر- سوى أن "المستقبل يمشي بخطوة [بسرعة] حمامة". بالتأكيد، من اللازم توجيه التحية إلى شاعر له جماهيرية عريضة مثل الجواهري. لكن؛ ربما كان هذا أيضا بحثا متفردا، صعبا، يولد تجديدا مؤسساتيا مرادفا للتغيرات المذهلة التي يجتازها في الوقت الراهن المجتمع العربي.

تعاقب:

أقصر على هذه المجلة دراستي حول إشكالية الثقافة العربية المعاصرة؛ أي ما أود أن أجعلكم تشعرون به لأنني أشعر به ـ وبالتالي، أزحت الستار عن الطريقة التي كشفت هذا التطور حينما أشرت إلى التأثرات والبواعث التي استقبلتها- طوعا وكرها- من الخارج والوسيلة التي قاومت بها دون أن نبخس من قدر هذه العلاقات وإمكانات الترتيب التي تنطوي على العرض الذي يعمل على جردهم تحت عناوين ماركسية، وجودية... الخ، داخل الإنسان أو داخل التواصل حيث تتبدى الممارسة الجوهرية. هذا التواصل لم يتبد واضحا إلا عندما اضطلعت – كي تجيب على صدمة الخارج – بالتغيرات الثورية.

تواصل لأجل القطيعة، تبادل مع الخارج، غير أنه في إطار المحتفظة أو مطمح الشخصية؛ آخر الأمر، يتبدى لي إطار وجوهر الاندفاع. بالتأكيد، تركيب هذه القوى وهذه الدفعات التكميلية وأحيانا التنافسية ليس بسيطا. وها هو ذا لماذا عانى الشرق العربي- من جهتيْ التاريخ المنتصر والتاريخ المؤلم- تطورات "الوعي البائس"؛ الاسم الآخر للقلقQalaq.

صورة تخطر في الذهن: صورة التعاقب. نلاحظ في هذه الثقافة، أو في تصرفاتها، في هذه المجتمعات، وجود مجال من طورين: انقباض، وانتشار. نجد أيضا الإيقاع نفسه في الترتيب، حيث يستدعي الشرقي ماضيه الخارجي حينما يقسمه إلى عصرين: مجد وشقاء أو نهضة وتحقير.

في الحاضر، يقسمه إلى عصرين: الاستعمار والتحرير، ونحن نستطيع بدورنا أن ندفع هذه النظرية إلى علم الطباع Caracherologie حتى نظهر تكونه من طورين داخل الوعي: انكفاء وازدهار. 

هناك كلمات عربية تعبر عن هذا الوضع تماما، وإنكار الذات يوضح أن وقائعه وتفاسيره مألوفة لأصدقائنا: انكماش Inkimach، تفتح Tafattuh، ازدهار Izdihar، وبالارتداد إلى الداخل: انزواء (كتمان Kitman حسبما المفهوم الديني) حلت محل الثورة Thawra.

تستطيع الثقافة العربية أن تتميز بواسطة الانتشار والضم، وهما مظهران يتكشفان، يترابطان حينا وينفصلان حينا آخر، وأداؤهما يمتد إلى وحدة أسست بمساعدة الغير ووحدة أخرى أسسناها بأنفسنا في آن واحد. غير أننا نستكمل أو نمحو هذه النظرة البنائية بواسطة نظرة تاريخية متماسكة؛ إذ إن التاريخ الحقيقي يرتدي "لحم" الأسطر والأعداد. قلب الإنسان يخفق بين ضلوعه، قلب وإرادة الإنسان، لأن هذا العالم يريده ويريد نفسه. ومن ثم، أصل إلى رؤياي الأولى، أجد في واقعة محللة تأكيدا جديدا لأهمية العلامات. هذه علامات مميزة حينا ومتفردة حينا آخر، تصور الضم حينا والأصل حينا آخر، الوفاق حينا والشقاق حينا آخر. وذاك يوضح لماذا عانت هذه الثقافة أزمة دلالية ضخمة، وبكل دقة، أزمة تبليغ(***).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

*) المقال منقول عن موقع الكوليج دو فرانس: André Miquel, Jacques Berque (4 juin 1910-27 juin 1995)

**) أندريه ميكيل (1929-...)، مستعرب وشاعر فرنسي بارز. أمضى طفولته ومراهقته في الخارج (إثيوبيا والمملكة العربية السعودية) قبل الاستقرار في باريس. عمل مديرا للمكتبة الوطنية ثم الكوليج دو فرانس. ترجم: "ألف وليلة وليلة" إلى الفرنسية بالاشتراك مع جمال الدين بن شيخ.

(1) عقدة غورديوس أو غورديان، غير أن الأولى هي الشائعة في الترجمة عربيا، عقدة يقال: إن غورديوس ملك فريجيا أحكم شدها، ولن يحلها إلا سيد آسيا المقبل، فجاء الإسكندر الأكبر وقطعها بسيفه، وهذه عقدة لا مجال لقطعها بالسيف، ولا سبيل حتى الآن لحلها بالعقل والحكمة. (المترجم).

(***) هذا النص ألقي كمحاضرة في ندوة أقيمت بالعاصمة اللبنانية، في عام 1965، ونشر في كتاب:

- De l'Euphrate à l'Atlas, tome 2-Histoire et nature, Sindbad, Paris,1978.

المصدر: http://tafahom.om/index.php/nums/view/11/234

الحوار الخارجي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك