التفاؤل والتشاؤم: دراسة ثقافية مقارنة بين اللبنانيين والكويتيين

د. نجـوى اليحفوفي

و

د. بدر محمد الأنصاري

مقدمة :

 

تستحوذ دراسة التفاؤل والتشاؤم على اهتمام بالغ من قبل الباحثين، نظراً لارتباط هاتين السمتين بالصحة النفسية للفرد، فقد أكدت مختلف النظريات على ارتباط التفاؤل بالسعادة والصحة والمثابرة والإنجاز و النظرة الإيجابية للحياة. على حين يرتبط التشاؤم باليأس والفشل، والمرض، والنظرة السلبية للحياة،(Peterson, 2000).

و برزت دراسة هذين المفهومين في العديد من دراسات علم النفس الإكلينيكي، وعلم نفس الصحة وعلم نفس الشخصية وعلم النفس الاجتماعي ( Scheier and Carver,1985) وحديثاً في علم النفس الحضاري المقارن . وتزايد الاهتمام بدراسة التفاؤل والتشاؤم بشكل لافت في أواخر السبعينيات حيث ظهر أول كتاب " تايغر " ( Tiger,1979) ثم توالت الدراسات لاحقاً (Fisher, Leitenberg,1986; Scheier, Carrver,1985,1992.; Peterson, Bossto 1991,; Colligan ,Offord et al 1994. ( .

يثير تعريف التفاؤل والتشاؤم كثيراً من الجدل في أوساط علماء النفس، ففيما يعتبره بعضهم أنه سمة ثنائية القطب Bipolar ( Scheier and Carver,1985) يعتقد بعضهم الأخر أنهما بعدين مستقلين مع وجود تداخل بينهما . Marshal, Wrman, Kusulas, Hervig & Vickers1992, Chang et, al.1994.) .

ويرى " كوليغان وآخرون " (Colligan et al 1994) بأن التفاؤل والتشاؤم سمات ثنائية القطب تتسم بالثبات النسبي وتتيح التنبؤ بالصحة الجسدية للأفراد، ومستوى التحصيل وفعالية الذات والعادات الصحية السيئة والأحداث الضاغطة ونسبة الاكتئاب.

كذلك يعتبر " شاير و كارفر" ( Scheier and Carver, 1985) أن التفاؤل سمة من السمات الشخصية ، وليس حالة تتصف بالثبات خلال المواقف ، ويعرفان التفاؤل بأنه التوقعات الإيجابية للنتائج بشكل عام ، والتشاؤم بأنه التوقعات السلبية .

-2-

ويشير المؤلفان إلى أن المشاعر الإيجابية ترتبط بمدى التوجه نحو الأهداف على حين ترتبط المشاعر السلبية بمدى الابتعاد عن هذه الأهداف ( Sheier and Carver,1985) ويوضح " شاير و كارفر" ( Scheier and Carver,1993) بأن المتشائمين يتوقعون حدوث الأشياء السيئة فيما يتوقع المتفائلون حدوث الأشياء الحسنة عامة . أما " دامبر وآخرون " ( Demberet, al. 1989) فيرون بأن التفاؤل والتشاؤم يعكسان توجها إيجابياً أو سلبياً نحو الحياة.

بالمقابل يعبر " لازاروس و فولكمان وبندورا " (Lazanrus and Folkman.1984 Banadura,1986) عن توجه نظري أخر ، إذ يعتبرون أن التقييم المعرفي والكفاءة الذاتية وتوقعات النتائج ، يشكلون استجابات تجاه موقف محدد ، وهي لا تعتبر ميولاً أو تشبه السمات الشخصية وعليه فقد يكون الفرد متفائلاً تجاه بعض المواقف والموضوعان في حياته ومتشائماً تجاه أخرى .

ويعتبر " تايغر " (Tiger1979 p.15) أن التفاؤل عبارة عن قوة حيوية دافعة نشأت عن تطور الأجيال الإنسانية وتعد عاملاً أساسياً لبقاء الإنسان ، فعلى سبيل المثال ، فإن الرغبة في إنجاب الأطفال والأفكار الخاصة بالتطور الاجتماعي والاقتصادي والمفاهيم الدينية والسياسية يمكن التنبؤ بها من خلال الاتجاه المتفائل نحو المستقبل.

 كما أن التفاؤل يعد حجر الزاوية أو الأساس الذي يمكن الأفراد وبالتالي المجتمع من وضع الأهداف المحددة وطرق التغلب على الصعوبات والمحن التي تفتك بالمجتمع (Smith,1983 Tiger,1979).

ويعرف " غراندل " ( grandall,1969) التفاؤل بأنه عبارة عن التوقع قصير المدى بالنجاح في تحقيق بعض المطالب في المستقبل ".

ويعرفه " ستيك " ( Stipek,1981) بأنه "التوقعات الذاتية الإيجابية عن المستقبل الشخصي للأفراد" .

وأوضح " فريدريكسون " ( Frederickson, 1998) بأن الانفعالات الإيجابية المهملة ، من قبل علماء النفس لصالح الانفعالات السلبية توسع ذخيرة الفرد المعرفية والسلوكية ، وربط بين التفاؤل والمثابرة ، وتسأل عن مدى ارتباطه بخيارات جيدة من الأهداف ملائمة للسعي والبلوغ . ضمن هذا الإطار يرى " رايان وشيلدون وكاسر و دوسي" (Rayan, Shekdon, Kasser and Deci 1996) بأن الأهداف لا تملك ذات الأهمية بالنسبة للأفراد بسبب الخصوصية النفسية لكل منهم.

ويرى " مارشال وآخرون " ( Marsh all et, al. 1992) أن التفاؤل " هو استعداد شخصي للتوقع الإيجابي للأحداث .

ويعرفه " أحمد عبد الخالق و بدر الأنصاري " (1995) بأنه " نظرة إستبشار نحو المستقبل تجعل الفرد يتوقع الأفضل وينتظر حدوث الخير ويرنو إلى النجاح ويستبعد ما خلا ذلك " . وهما يفترضان بأن التفاؤل هو سمة Trait وليس حالة Stat و بالرغم من توجه السمة نحو المستقبل فهي تؤثر في السلوك الحالي للفرد وترتبط بالنواحي الإيجابية للسلوك ويمكن أن يكون لها تأثير جيداً في الصحة النفسية والجسدية للفرد .

-3-

ويحدد " شاورز روبن " ( Shawers and Ruben, 1990) وظائف التشاؤم بأعداد الفرد لمواجهة الأحداث السلبية وحماية الذات ومضاعفة مجهوده كي يُعزز الأداء الجيد ويتجنب الأحداث السيئة وهو ما يعرف بالتشاؤم الدفاعي Defensive  Perssimism .

و عرف كل من " أندرسون ، سبيلمان وبرف" ( Anderson, Spielman and Bargh 1992) التشاؤم بأنه ميل لتوقع الأحداث المستقبلية سلبياً .

ورأى " مارشال وآخرون " ( Marshall et, al. 1992) أن التشاؤم " استعداد شخصي أو سمة كامنة داخل الفرد يؤدي به إلى التوقع السلبي للأحداث ".

كما عرف " شاورز" (Showers,1992) حدوث التشاؤم بحصر الفرد اهتمامه وانتباهه بالاحتمالات السلبية للأحداث المستقبلية ، مما قد يدفع الأفراد للتحرك بهدف منع تلك الأحداث من الوقوع .

ويُعرف " أحمد عبد الخالق و بدر الأنصاري " (1995) التشاؤم " بأنه توقع سلبي للأحداث القادمة يجعل الفرد ينتظر حدوث الأسوأ ويتوقع الشر و الفشل وخيبة الأمل ويستبعد ما خلا ذلك ". ويفترض الباحثان أن التشاؤم كما التفاؤل يعتبر سمة trait وليس حالة State ، ويتوزع إعتدالياً لدى الجمهور ويحتمل أن يؤثر سلباً في سلوك الفرد وصحته الجسدية والنفسية ويرتبط إيجاباً بالاستعداد للإصابة بالاضطرابات النفسية .

نتبنى تعريف " أحمد عبد الخالق و بدر الأنصاري" للتفاؤل و التشاؤم لأنه يحقق الغاية المرجوة في الدراسة الحالية.

الدراسات السابقة :

برهنت دراسة " أحمد عبد الخالق وبدر الأنصاري" (1995) حول التفاؤل والتشاؤم في الشخصية على عينة مؤلفة من (503) ذكور و( 522) أنثى من طلاب جامعة الكويت أن الذكور أكثر تفاؤلاً والإناث أكثر تشاؤماً.

و في دراسة " أحمد عبد الخالق " (1996) على عينة من ( 1025 ) من طلاب وطالبات جامعة الكويت برهنت النتائج عن وجود فروق جوهرية من الجنسين الإناث أعلى متوسط في التشاؤم مقارنة بالذكور وعلى حين حصل الذكور على متوسط أعلى من الإناث في التفاؤل.

كذلك قام" حسن عبد اللطيف و لولوه حماده " (1998) بدراسة الفروق بين الجنسين في التفاؤل والتشاؤم وعلاقتهما بالانبساط والعصابية. تألفت العينة من (220) طالب وطالبة من جامعة الكويت. أظهرت النتائج وجود فروق جوهرية في متغير التفاؤل لصالح الذكور ، في حين لم تظهر  فروق جوهرية في التشاؤم.

أجرى " عثمان الخضر" (1999) دراسة حول "بالتفاؤل والتشاؤم والأداء والوظيفي" على عينة من (150 ) موظفاًُ وموظفة في الكويت، و كشفت النتائج عدم وجود فروق جوهرية بين الجنسين في التفاؤل والتشاؤم.

كما أكدت دراسة " أحمد عبد الخالق " (1998) التي أجريت على عينة من(270) طالب وطالبة من جامعة الكويت، عن عدم وجود فروق جوهرية بين الجنسين في التفاؤل والتشاؤم.

ـ 4-

وأوضحت دراسة " مايسة شكري" (1999) التي أجريت على عينة قوامها(210 ) طالب وطالبة جامعية في مصر. وكشفت النتائج عن وجود فروق جوهرية بين الجنسين حيث تبين ان الإناث كن أكثر تشاؤماً وأقل تفاؤلاً من الذكور بوجه عام .

كما كشفت دراسة " بدر الأنصاري" (2002) التي أجريت على عينة قوامها( 915) طالب وطالبة من جامعة الكويت ، عن وجود فروق جوهرية في التفاؤل والتشاؤم بين الجنسين فقد حصل الذكور على متوسطات أعلى في التفاؤل من الإناث اللواتي حصلن على متوسط أعلى في التشاؤم من الذكور.

وفي دراسة أجرتها"نجوى اليحفوفي" ( قيد النشر) حول التفاؤل والتشاؤم لدى طلاب الجامعة على عينة ضمت( 610 ) فرداً لبنانياً، بلغ متوسط أعمارهم 20، 21 عاماً. أكدت النتائج عدم وجود فروق جوهرية بين الجنسين سواء بالنسبة لمتغير التفاؤل أو التشاؤم .

كما أجرى كل "من شنايدر و ليتبزغ" (Schneider and Leitenberg, 1989) دراسة على 583 فرداً من الذكور والإناث من المدارس الأميركية بلغت أعمارهم ما بين 9 و 13 عاماً. توصلت النتائج إلى عدم وجود فروق داله إحصائياً بين الجنسين . وهذا ما خلصت إليه دراسة كل من"فيشر وليتبزغ" (Fisher and Leitenberg, 1986 ) على عينة من( 583 ) طفلاً أميركا، من عدم وجود فروق جوهرية بين الذكور والإناث في التفاؤل والتشاؤم.

وبرهنت دراسة " لويس" (Lewis,1993) التي أجريت على( 206 ) من الطلاب والطالبات الهندوس والمسلمين والبروتستانت ، عن عدم وجود فروق جوهرية بين الجنسين في التفاؤل والتشاؤم.

في دراسة قام بها "ديليب" ( Delap,1995) على عينة مؤلفة من (3000 ) فرد ممن تقدموا للدخول إلى الجامعة في بريطانيا ، برهنت النتائج أن الذكور كانوا أكثر تفاؤلاً من الإناث.

أجرى"سرماني" (Sarmany, 1996) دراسة حول "التفاؤل والأسلوب المعرفي" على عينة تكونت من ( 114) فرداً من الطلاب ، وكشفت النتائج  عن عدم وجود فروق دالة إحصائيا بين الذكور والإناث .

وأجرى" مالينكوك وآخرون"  (Malinchoc et al,1996) دراسة على عينة من( 624) مراهقاً و (691) مراهقة. أظهرت النتائج أن الإناث أكثر تشاؤماً من الذكور .

نتبين مما تقدم عدم وجود دراسات عربية عبر ثقافية حول التشاؤم والتفاؤل من جهة، عدم أتساق نتائج الدراسات حول التفاؤل والتشاؤم فيما يتعلق بمتغير الجنس من جهة أخرى.

 

أهداف الدراسة :

للهذه الدراسة هدفان أساسيان، الأول: ينصب على اختبار ما إذا كانت هناك فروق جوهرية بين اللبنانيون والكويتيون في التفاؤل والتشاؤم، والهدف الثاني: معرفة ما إذا كانت هناك فروق جوهرية بين الذكور والإناث في الثقافة الواحدة.

ـ 5-

فروض الدراسة :

1-   توجد فروق جوهرية بين اللبنانيين والكويتيين في التفاؤل والتشاؤم .

2-   توجد فروق جوهرية بين الذكور والإناث في التفاؤل والتشاؤم بالنسبة للعينة اللبنانية والكويتية.

 

  • ·        منهج الدراسة:

تم استخدام المنهج الوصفي في الدراسة الحالية.

1- العينات:

تم اختيار العينة اللبنانية من طلاب السنوات الثانية في فروع الجامعتين اللبنانية والأميركية في بيروت. اختيرت هاتين الجامعتين لأنهما تضمان طلاباً من مختلف المذاهب الدينية والمناطق الجغرافية والطبقات الاجتماعية . فطلاب الجامعة الأميركية ينتمون بغالبيتهم إلى الطبقة المتوسطة العليا والميسرة وهي تضم حوالي 6% من طلاب الجامعات في لبنان. أما الغالبية العظمى من طلاب الجامعة اللبنانية فينتمون إلى الفئات الفقيرة والمتوسطة الدنيا وهي تضم حوالي % 60 من طلاب الجامعات في لبنان ، واشتملت العينة اللبنانية على (717) طالب وطالبة بواقع (352) طالب و (365) طالبة تراوحت أعمارهم بين( 17-25( سنة وبلغ متوسط عمر الإناث 21.45 بانحراف معياري قدره 3.60 ومتوسط عمر الذكور 21.45 بانحراف معياري قدره 3.48 علماً بأن متوسط العينة الكلية للذكور والإناث معاً يساوي 21.47 عاماً بانحراف معياري وقدره 3.54 عاماً .

أما العينة الكويتية فضمت (780) طالب وطالبة بواقع (250) طالب و (618) طالبة حيث بلغ متوسط عمر الذكور 20 عاما بانحراف معياري قدره 10.4 على حين بلغ متوسط عمر الإناث 19 عاماً بانحراف معياري وقدره 1.41 علماً بأن متوسط عمر الذكور والإناث معاً يساوي 19.74 عاما بانحراف معياري وقدره 2.12 عاما وعلى الرغم من أن هناك فروق (ت = 11.31) جوهرية (عند مستوى 0.001) بين متوسط عمر العينة اللبنانية والعينة الكويتية ، إلا أن هذا الفروق في العمر لا تؤثر على نتائج الدراسة نظراً لأن كلا المجموعتين ينتميان لنفس الفئة العمرية .

2- الأدوات:

1-  القائمة العربية للتفاؤل والتشاؤم

من تأليف " أحمد عبد الخالق" (1996) و اعتمدت إجراءات التصميم على عينة مكونة من (277) طالباً وطالبة في جامعة الكويت. وتشمل القائمة على (15) بنداً لقياس التفاؤل ، ومثال لبنود هذا المقياس : تبدو لي الحياة جميلة " . ويشتمل مقياس التشاؤم كذلك على (15) بنداً ، ومثال لبنود هذا المقياس "أشعر إنني أتعس مخلوق " ويجاب عن كل فقرة على أساس خمسة اختيارات. ووصل معامل ثبات ألفا لكرونباخ إلى 0.93 ،0.94 لمقياسي التفاؤل والتشاؤم على التوالي . وهي كلها معاملات ثبات مرتفعة.

وتم حساب صدق القائمة بطرق مختلفة منها الارتباط بين المقياسين واختبار التوجه نحو الحياة (ر =0.78)، وارتباط سلبي بين مقياس التشاؤم والاختبار الأخير( ر= -0.69)، مما يشير إلى

-6-

صدق تلازمي مرتفع للمقياسين. والطريقة الثانية تمت عن طريق حساب يشير إلى صدق تلازمي مرتفع للقياسيين . والطريقة الثانية تمت عن طريق حساب الارتباطات المتبادلة بين كل من المقياسين وبعض مقاييس الشخصية مثل الاكتئاب والقلق وكانت معاملات الارتباط بين التفاؤل والإكتئاب( ر= -0.54 )على حين كان الارتباط  ين التشاؤم والإكتئاب( ر= 0.73)، و نفس النمط بين كل من المقياسين ومقياس القلق حيث كان معامل الارتباط بين التفاؤل والقلق           ( ر= -0.68 )، وبين التشاؤم والقلق ( ر= 0.73 ) وأسفر التحليل العاملي للقائمة عن استخلاص عامل أحادي واحد . و تشبعت بهذا العامل جميع البنود الخمسة عشر، وتراوحت التشبعات بين           ( 0.62 ، و 0.81) في مقياس التفاؤل.

وفي مقياس التشاؤم تشبعت بالعامل جوهرياً جميع البنود الخمسة عشر، وتراوحت التشبعات بين( 0.67 ، و 0.83 )وعلى ذلك فهذه القائمة تتسم بالثبات والصدق المرتفع، الأمر الذي جعلها صالحة للاستخدام في البحوث النفسية العربية.

2-  اختبار التوجه نحو الحياة (LOT) Life Orientation Test

وهو من وضع كا من " شاير ، كارفر " ( Scheier & Carver,1985) ويتكون من (12) عبارة بواقع (4) عبارات تشير إلى التفاؤل و (4) عبارات تشير إلى التشاؤم ، والأربع العبارات الأخرى تم وضعها إخفاء الهدف من المقياس ولا يتم تصحيحها ولذلك تم استبعادها من المقياس في الصورة العربية ، بحيث أصبح طول المقياس (8) عبارات بواقع (4) عبارات للتفاؤل و (4) عبارات للتشاؤم . وتتم الاستجابة لعبارات المقياس على مقياس متدرج من خمسة مستويات ( أبدأً ، نادراً ، متوسط ، كثيراً ، دائماً ) وقد أسفرت نتائج الدراسة عن تمتع مقياس التوجه نحو الحياة بخصائص قياسية جيدة كمقياس للتفاؤل من ناحية الثبات والصدق فقد تراوحت معاملات الثبات بطريقة القسمة النصفية في معاملات ثبات الاستقرار بين( 0.92 ، و 0.96 )، فضلاً عن معاملات الارتباط المتبادلة بين كل بند والدرجة الكلية على المقياس والتي تراوحت بين (0.38 ، 0.73 )، فيما يتعلق بالصدق فقد تم حساب صدق التكوين بطريقة الصدق العاملي والصدق التقاربي و الاختلافي وقد كشفت نتائج التحليل العاملي للمقياس عن استخلاص عاملين ( التفاؤل والتشاؤم ) وقد ارتبط التفاؤل مقاسا بمقياس التوجه نحو الحياة بارتباطات جوهرية موجبة مع كل من التفاؤل والتفاؤل غير الواقعي، على حين أرتبط بارتباطات جوهرية سالبة مع كل من التشاؤم والقلق والاكتئاب والشعور بالذنب والخزي واليأس و الوسواس القهري.

3-  قائمة " بيك " الأولى للاكتئاب (BDI-I)  Beck Depression Inventory-I

وضع كل من "بيك، ستير" Beck & Steer قائمة "بيك" للاكتئاب و الصيغة المستخدمة في هذه الدراسة هي " الصيغة المعدلة الصادرة عام 1993 و التي قام بتعريبها وإعدادها " أحمد عبد الخالق" ، ونشر دليل تعليماتها العربي عام 1996 والإضافة المهمة في هذا الدليل أنه قدم معايير عربية لهذه القائمة مستمدة من أربع دول هي: مصر ، السعودية ، الكويت ، لبنان . كما نشر لها دليل تعليمات خاصة بالصورة الكويتية ( أنظر: بدر الأنصاري، 1997).

وتجدر الإشارة إلى أن لقائمة " بيك " للاكتئاب ترجمات عديدة: فرنسية و ألمانية و صينية وكورية وتركية وغيرها. وقد حظيت هذه القائمة باهتمام كبير في اللغة العربية، فترجمت عدة ترجمات منشورة وغير منشورة ( غريب 1986، West1982).

 على أن بعض هذه الترجمات العربية ذات مستوى مرتفع، في حين تعرضت ترجمات أخرى إلى العديد من الانتقادات ( أنظر: بدر الأنصاري 1997).

-7-

تتكون قائمة " بيك " للاكتئاب من (21) مجموعة من العبارات ، تضم كل مجموعة أربعة احتمالات ، فتكون القائمة مشتملة على (84) عبارة تهدف إلى تقرير ما يشعر به المفحوص خلال الأسبوع الماضي بما في ذلك اليوم الحالي ، ويجاب عن كل عبارة منها على أساس مقياس رباعي البدائل ( صفر ،1 ، 2 ، 3 ).

ووصل ثبات إعادة التطبيق للصيغة العربية لقائمة " بيك " للاكتئاب إلى (0.62 ) على عينة من طلاب جامعيين من أربع دول عربية بمعاملات " كرونباخ " ألفا بين (0.65 ، 0.89) وكلها معاملات ثبات مرتفعة .

وقد استخدمت ثلاث طرق لتقدير صدق الصيغة العربية من قائمة " بيك للاكتئاب على عينات عربية كما يلي : صدق التكوين و الصدق التلازمي والصدق التمييزي وجميعها تشير إلى صدق مرتفع للقائمة .

 

حساب ثبات وصدق القائمة العربية للتفاؤل والتشاؤم على عينات الدراسة الحالية:

على الرغم من تمتع القائمة العربية للتفاؤل والتشاؤم بالثبات والصدق المرتفع إلا أننا قمنا بإعادة التحقق من ثباتها وصدقها على عينات الدراسة الحالية ولذلك حسبت معاملات ثبات الاتساق الداخلي بطريقة معامل ألفا وبطريقة ارتباط البند الواحد بالدرجة الكلية على المقياس الواحد كما هو موضح في الجدول رقم (1) لمقياس التفاؤل والجدول رقم (2) لمقياس التشاؤم.

جدول (1) معاملات ثبات الاتساق الداخلي لمقياس التفاؤل

 

م

بنود مقياس التفاؤل

اللبنانيون

الكويتيون

ذكور

ن= 325

إناث

ن=365

كلية

ن=717

ذكور

ن=250

إناث

ن=618

كلية

ن=870

1-

تبدو لي الحياة جميلة .

0.59

0.60

0.59

0.64

0.58

0.60

2-

أشعر أن الغد سيكون يوماً مشرقاً .

0.78

0.68

0.74

0.73

0.70

0.71

3-

أتوقع أن تتحسن الأحوال مستقبلاً.

0.74

0.62

0.68

0.39

0.70

0.57

4-

أنظر إلى المستقبل على أنه سيكون سعيداً.

0.81

0.69

0.76

0.74

0.75

0.75

5-

أنا مقبل على الحياة بحب وتفاؤل.

0.78

0.73

0.76

0.77

0.74

0.75

6-

يخبئ لي الزمن مفاجآت سارة .

0.67

0.34

0.45

0.71

0.45

0.49

7-

ستكون حياتي أكثر سعادة .

0.78

0.66

0.73

0.77

0.77

0.77

8-

لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس.

0.57

0.40

0.49

0.65

0.58

0.60

9-

أرى أن الفرج سيكون قريباً.

0.68

0.59

0.64

0.72

0.67

0.69

10-

أتوقع الأفضل.

0.77

0.70

0.74

0.78

0.54

0.60

11-

أرى الجانب المشرق المضي من الأمور.

0.70

0.59

0.65

0.70

0.66

0.68

12-

أفكر في الأمور البهيجة المفرحة.

0.56

0.53

0.55

0.21

0.54

0.35

13-

إن الآمال أو الأحلام التي لم تتحقق اليوم ستتحقق غداً.

0.75

0.65

0.70

0.73

0.41

0.47

14-

أفكر في المستقبل بكل تفاؤل.

0.82

0.72

0.77

0.80

0.80

0.80

15-

أتوقع أن يكون الغد أفضل من اليوم .

0.70

0.66

0.69

0.71

0.70

0.70

معامل ألفــــا للكلية

0.95

0.90

0.93

0.90

0.91

0.91

ويتضح من الجدول  رقم (1) أن معاملات الثبات تتراوح بين (0.90 و 0.95 ) للعينة اللبنانية وبين (0.90 و 0.91 ) للعينة الكويتية على حين تراوحت معاملات الارتباط المتبادلة بين البنود المفردة والدرجة الكلية بين (0.45 و0.77) للعينة اللبنانية وبين ( 0.35 و 0.80) للعينة الكويتية وهى جميعاً تشير إلى ثبات اتساق داخلي مرتفع لمقياس التفاؤل.

-8-

جدول (2) معاملات ثبات الاتساق الداخلي لمقياس التشاؤم

 

م

بنود مقياس التشاؤم

اللبنانيون

الكويتيون

كلية

ن= 717

إناث

ن=365

ذكور

ن=325

ذكور

ن=250

إناث

ن=618

كلية

ن=870

1-

تدلني الخبرة على أن الدنيا سوداء كالليل المظلم.

0.54

0.52

0.54

0.52

0.57

0.55

2-

حظي قليل في هذه الحياة .

0.61

0.55

0.58

0.59

0.68

0.65

3-

أشعر أنني أتعس مخلوق.

0.72

0.69

0.70

0.81

0.81

0.81

4-

سيكون مستقبلي مظلماً .

0.77

0.68

0.73

0.79

0.67

0.70

5-

يلازمني سوء الحظ.

0.69

0.74

0.71

0.71

0.76

0.74

6-

مكتوب على الشقاء وسوء الطالع .

0.75

0.70

0.72

0.76

0.81

0.80

7-

أنا يائس من هذه الحياة .

0.72

0.74

0.73

0.75

0.74

0.69

8-

كثرة الهموم تجعلني أشعر بأنني أموت في اليوم مائة مرة.

0.66

0.68

0.67

0.68

0.64

0.74

9-

أترقب حدوث أسوء الأحداث .

0.63

0.62

0.63

0.65

0.62

0.65

10-

يخيفني ما مكن أن يحدث لي في المستقبل من سوء الحظ.

0.51

0.57

0.52

0.74

0.77

0.63

11-

أتوقع أن أعيش حياة تعيسة في المستقبل .

0.70

0.67

0.69

0.66

0.56

0.76

12-

لدى شعور غالب بأنني سأفارق الأحبة قريباً.

0.37

0.45

0.41

0.65

0.62

0.58

13-

تخيفني الأحداث السارة لأنه سيعقبها أحداث مؤلمة .

0.48

0.49

0.47

0.70

0.72

0.63

14-

يبدو لي أن المنحوس منحوس مهما حاول.

0.68

0.51

0.60

0.80

0.82

0.71

15-

أشعر كأن المصائب خلقت من أجلي .

0.69

0.72

0.70

0.68

0.69

0.81

معامل ألفـــــا للكلية

0.92

0.91

0.91

0.94

0.94

0.94

ويتضح من الجدول رقم (2) أن معاملات الثبات تتراوح بين (0.91 و 0.92 ) للعينة اللبنانية و (0.94 ) للعينة الكويتية على حين تراوحت معاملات الارتباط المتبادلة بين البنود المفردة والدرجة الكلية بين ( 0.41 و 0.73) للعينة اللبنانية وبين (0.55 و 0.81 ) للعينة الكويتية وهى جميعاً تشير إلى ثبات اتساق داخلي مرتفع لمقياس التشاؤم .

وفيما يتعلق بالصدق، فقد حسب الصدق الاتفاقي والاختلافي لمقياس التفاؤل والتشاؤم وذلك من خلال حساب معاملات الارتباط المتبادلة بين القائمة العربية للتفاؤل والتشاؤم وكل من اختبار التوجه نحو الحياة وقائمة " بيك" الأولى للاكتئاب كما هو موضح في جدول (3).

جدول (3) معاملات الارتباط المتبادلة بين القائمة العربية للتفاؤل والتشاؤم وبعض متغيرات الشخصية على عينات الدراسة الحالية

 

المتغيرات

اللبنانيون

الكويتيون

"ر" مع مقياس التفاؤل

"ر" مع مقياس التشاؤم

"ر" مع مقياس التفاؤل

"ر" مع مقياس التشاؤم

ذكور

إناث

كلية

ذكور

إناث

كلية

ذكور

إناث

كلية

ذكور

إناث

كلية

مقياس التفاؤل المتفرع من القائمة العربية للتفاؤل والتشاؤم

-

-

-

 

 

 

-

-

-

 

 

 

مقياس التشاؤم المتفرع من القائمة العربية للتفاؤل والتشاؤم

-0.40

-0.54

-0.47

-

-

-

-0.55

-0.49

-0.52

-

-

-

مقياس التفاؤل المتفرع من اختبار التوجه نحو الحياة LOT

0.54

0.63

0.58

-0.41

-0.52

-0.46

0.61

0.66

0.63

-0.31

-0.51

-0.41

مقياس التشاؤم المتفرع من اختبار التوجه نحو الحياة LOT

-0.24

-0.40

-0.32

0.45

0.51

0.48

-0.20

-0.24

-0.22

0.41

0.52

0.46

قائمة" بيك " الأولى للاكتئابBDI-I

-0.54

-0.47

-0.50

0.58

0.70

0.64

-0.55

-0.59

-0.58

0.81

0.76

0.77

  • ·          جميع القيم جوهرية  عند مستوى 0.001

-9-

  وتشير النتائج الموضحة في جدول (3) أن مقياس التفاؤل المتفرع من القائمة العربية للتفاؤل والتشاؤم يرتبط إيجابياً بمقياس التفاؤل المتفرع من اختبار التوجه نحو الحياة مما يعد ذلك مؤشراً لصدق اتفاقي لمقياس التفاؤل على حين يرتبط سلبياً مع مقياس التشاؤم المتفرع من القائمة العربية للتفاؤل والتشاؤم ومقياس التشاؤم المتفرع من اختبار التوجه نحو الحياة والاكتئاب مما يعد مؤشر لصدق اختلافي لمقياس التفاؤل. وفيما يتعلق بمقياس التشاؤم المتفرع من القائمة العربية للتفاؤل والتشاؤم فإنه يرتبط إيجابياً بمقياس التشاؤم المتفرع من اختبار التوجه نحو الحياة وذلك بقائمة "بيك" الأولى للاكتئاب مما يعد ذلك مؤشر لصدق اتفاقي للمقياس، على حين يرتبط المقياس ذاته جوهرياً سلبياً بكل من مقياس التفاؤل المتفرع من القائمة العربية للتفاؤل والتشاؤم ومقياس التفاؤل المتفرع من اختبار التوجه نحو الحياة مما يعد مؤشراً إلى صدق اختلافي للمقياس. وبهذه النتيجة تم التحقق من ثبات وصدق القائمة العربية للتفاؤل والتشاؤم وذلك لدى عينات الدراسة الحالية مما يجعل الأمر مطمئناً لاستخدام القائمة في لبنان والكويت .

 

4-  إجراءات التطبيق :

وضعت بنود القائمة العربية للتفاؤل والتشاؤم واختبار التوجه نحو الحياة وقائمة" بيك " الأولى للاكتئاب في استمارة واحدة طبقت في جلسات قياس جماعية، ضم كل منها عدداً متوسطاً من الطلاب، بواقع (35 ) طالباً وطالبة تقريباً في كل جلسة، وجرى التطبيق في فصول الدراسة وفي وقت المحاضرة، وبعد الانتهاء من عملية التطبيق، جرى مراجعة الاستمارات المجمعة واستبعدت التي كان بها نقص في الإجابة.

 

5-  التحليل الإحصائي :

حسبت المتوسطات والانحرافات المعيارية لأفراد كل مجموعة وقيم (ت) للمقارنة بين المتوسطات الذكور والإناث والكويتيين واللبنانيون في مقياس التفاؤل ومقياس التشاؤم المتفرعان من القائمة العربية للتفاؤل والتشاؤم وذلك لتحقيق أهداف الدراسة الحالية ومعاملات الارتباط لحساب الثبات والصدق.

 

النتائـــــــــــــج

للتحقق من الفرض الأول الخاص بالفروق بين اللبنانيون والكويتيون في التفاؤل والتشاؤم تم حساب اختبار (ت) للفروق بين المجموعتين ( اللبنانيون, الكويتيون) لكل من متغيري التفاؤل والتشاؤم. والنتائج موضحة في جدول (4) و الذي يشمل على المتوسطات والانحرافات المعيارية وقيم (ت).

جدول (4) المتوسطات(م) والانحرافات المعيارية(2) وقيمة « ت » للفروق بين متوسطات اللبنانيون والكويتيون في التفاؤل والتشاؤم

 

 

 

 

 

 

المتغيرات

لبنانيون

كويتيون

 

قيمة

"ت"

 

مستوى

الدلالة

لبنانيات

كويتيات

 

قيمة

"ت"

 

مستوى

الدلالة

لبنانيون

كويتيون

 

 

قيمة

"ت"

 

 

مستوى

الدلالة

ذكور

ن=352

ذكور

ن=250

إناث

ن=365

إناث

ن=618

كلية

ن=717

كلية

ن=870

م

ع

م

ع

م

ع

م

ع

م

ع

م

ع

 

تفاؤل

46.17

14.29

53.13

12.56

6.07

0.001

47.12

11.19

50.80

11.38

4.78

0.001

46.62

12.75

51.48

11.77

7.55

0.001

 

تشاؤم

26.89

11.31

30.17

13.70

3.00

0.01

25.15

10.09

29.80

13.51

6.04

0.001

25.99

10.73

29.92

13.55

6.27

0.001

-10-

     يظهر جدول (4) وجود فروق دالة إحصائيا بين اللبنانيين والكويتيين بالنسبة لمتغير التفاؤل لصالح الكويتيين، كذلك بينت النتائج أن الكويتيون هم اكثر تشاؤما من اللبنانيين، كما دلت النتائج ان الإناث الكويتيات هن اكثر تفاؤلا وتشاؤما من أترابهن اللبنانيات.

 

جدول(5) المتوسطات(م) والانحرافات المعيارية (4) وقيمة « ت » لدلالة الفروق بين الذكور والإناث من اللبنانيين والكويتيين في التفاؤل والتشاؤم

 

 

 

 

 

 

المتغيرات

لبنانيون

 

قيمة

"ت"

 

مستوى

الدلالة

كويتيون

 

قيمة

"ت"

 

مستوى

الدلالة

ذكور

ن=352

إناث

ن=365

ذكور

ن=250

إناث

ن=618

م

ع

م

ع

م

ع

م

ع

 

تفاؤل

46.07

14.29

47.12

11.19

1.01

-

53.13

12.56

50.80

11.38

2.44

0.02

 

تشاؤم

26.89

11.31

25.15

10.09

2.16

0.05

30.17

13.70

29.80

13.51

0.32

-

يدل جدول (5) على عدم وجود فروق جوهرية بين الذكور والإناث اللبنانيين بالنسبة لمتغير التفاؤل، على حين تبين وجود فروق جوهرية بين الذكور والإناث فيما يتعلق بمتغير التشاؤم حيث حصل الذكور على متوسط أعلى من الإناث في التشاؤم. بينما أظهرت النتائج ان الذكور الكويتيون هم اكثر تفاؤلا من الإناث في حين لم تظهر فروق جوهرية بين الجنسين في التشاؤم.

 
مناقشة النتائج

تحققت الفرضية الأولى والتي تنص على وجود فروق جوهرية بين اللبنانيين والكويتيين في التفاؤل والتشاؤم. فقد أظهرت النتائج ان الكويتيون من الجنسين اكثر تفاؤلا وتشاؤما من اللبنانيين، ويمكن تفسير النتائج في ضوء النظرية التي ترى أن التفاؤل والتشاؤم سمة أحادية القطب(Unipolor)، كل فرد يحتل موقعا على متصل (Continum) التفاؤل مستقلا عن موقعه على متصل التشاؤم وبالتالي فالتفاؤل ليس مقلوبا للتشاؤم فقد يكون الفرد متشائما في بعض المواقف والأحداث ومتفائلا في أمور أخرى مما يعني ان الفرد لديه توجهات تشاؤمية وتفاؤلية في آن معا.     ( عبد الخالق 2000، Scheier and Carver 1993 ).

 بالنسبة للفرضية الثانية فقد تحقق جزء منها إذ كشفت عن عدم وجود فروق بين الجنسين فقد حصل الذكور والإناث على ذات الدرجات على مقياس التفاؤل، وهو ما تؤكده دراسات" عثمان الخضر" 1999، " أحمد عبد الخالق" 1998، نجوى اليحفوفي( قيد النشر) Schneider and Leitenberg 1980, Sarmany 1992, 1986, Lewis 1993  1986  Fisher and Leitenberg,. أما بالنسبة لمقياس التشاؤم فقد حصل الذكور على متوسط أعلى من الإناث فهم ينتمون الى كليات الآداب حيث يعاني الطلاب من عدم توفر فرص العمل وبالتالي عدم القدرة على إشباع حاجاتهم النفسية الاجتماعية الأساسية مما ينعكس سلبا عليهم وهو ما توصل إليه كل من شوته وآخرون(Schutte, Valerio ,Carillo 1996) فقد ربطوا بين الاستعداد للتفاؤل والمستوى الاجتماعي الاقتصادي للفرد . كذلك وتبعا للأدوار الذكورية التقليدية في المجتمع فالبطالة تسبب للشباب ضغوطا اجتماعية ونفسية كثيرة تترجم بالشعور بتدني قيمة الذات والتشاؤم على حين لا تفرض الأدوار الأنثوية على الفتاة نفس الضغوط المفروضة على الذكر في حال لم تعمل.

 

-11-

فيما يتعلق بالفرضية الثالثة الخاصة بالعينة الكويتية فقد صح جزء منها إذ أشارت إلى وجود فروق في التفاؤل لصالح الذكور وعدم وجود فروق بين الجنسين بالنسبة للتشاؤم. حصل الذكور على متوسط أعلى في التفاؤل من الإناث وهو ما توصلت إليه العديد من الدراسات: أحمد عبد الخالق 1996، أحمد عبد الخالق وبدر الأنصاري 1995، مايسة شكري 1999، بدر الأنصاري 2002، Delap 1995, Malinchoc et al 1996.       

  أما الإناث فقد سجلن متوسط أعلى في التشاؤم من الذكور، ويمكن تفسير هذه النتائج في ضوء عملية التنشئة الاجتماعية التي تتيح للذكور في المجتمع العربي حرية الاختيار في مجالات شتى في حياته، كاختيار المهنة، الزوجة، السفر، وذلك دون فرض رقابة كبيرة عليه وذلك على عكس الأنثى التي تتمتع بحرية اختيار محدودة، وهي غالبا تعاني من ضغوط اجتماعية كبيرة تحد من إفساح المجال أمامها في خياراتها في حرية اتخاذ القرارات المصيرية بالنسبة لها مما ينعكس تفاؤلا،على الذكور وتشاؤما على الإناث ( عويد المشعان 2000، حسن عبد اللطيف ولولوه حمادة 1998، مايسة شكري 1999) .

ومع ذلك تبقى هذه النتيجة التي توصلت إليها الدراسة الحالية والخاصة بالفروق بين الذكور والإناث في حاجة إلى مزيد من الدراسة والمتابعة بهدف تقصى الفروق بين الجنسين في مستوى التفاؤل والتشاؤم في مجموعات أكبر وقطاعات أشمل عبر مواقف متعددة.

وأخيراً يجدر التنوية أن نتائج هذه الدراسة اعتمدت على طلاب جامعة من فئة عمرية تنتمي إلى مرحلة الشباب، وبشكل عام يمكن أن يقال: أن خبراتهم شبه متقاربة وعلى ذلك فإنه من الفائدة بمكان أن تجرى دراسات تحاول أن تتحقق من هذه النتائج ومع ذلك فإن النتائج مع قطاعات أشمل ومجموعات متنوعة. و مع كل ذلك فإن النتائج التي تم الحصول عليها في هذه الدراسة تماثل في مجملها تلك النتائج التي تم التوصل إليها في الدراسات الأخرى.

-12-

  • ·        المصـادر:

 

1-

احمد عبد الخالق(1998)، التفاؤل والتشاؤم وقلق الموت: دراسة عاملية، دراسات نفسية،(8)، 3-4         ، ص361 -374.

 

2-

احمد عبد الخالق، (2000)، التفاؤل والتشاؤم: عرض لدراسات عربية، مجلة علم النفس، 56، ص 6-27.

 

3-

احمد عبد الخالق،(1996)ـ دليل  تعليمات القائمة العربية للتفاؤل والتشاؤم، الاسكندرية. دار المعرفة الجامعية .

 

4-

احمد عبد الخالق، بدر الأنصاري، (1995) التفاؤل والتشاؤم: دراسة عربية في الشخصية، القاهرة. المؤتمر الدولي الثاني لمركز الإرشاد النفسي، جامعة عين شمس 25-27 ديسمبر .

 

5-

بدر الأنصاري، (1997) الفروق بين الجنسين في سمات الشخصية، الكويت، المجلة العربية للعلوم الإنسانية، 59،ص52-88 .

 

6-

بدر الأنصاري، (2002)، المرجع في مقاييس الشخصية: تقنين على المجتمع الكويتي، الكويت، دار الكتاب الحديث .

 

7-

بدر الأنصاري، (1998)، التفاؤل والتشاؤم: المفهوم والقياس والمتعلقات، جامعة الكويت، مجلس النشر العلمي: لجنة التأليف والتعريب والنشر.

 

8-

حسن عبد اللطيف، لؤلؤ حمادة، (1998) التفاؤل والتشاؤم وعلاقتها ببعدي الشخصية، مجلة العلوم الاجتماعية،مصر،(26) ص83-104.

 

9-

عثمان الخضر، (1999) التفاؤل والتشاؤم والأداء الوظيفي ، المجلة العربية للعلوم الإنسانية، 67،ص 214- 242 .

 

10-

عدنان الأمين، محمد فاعور، (1998)، الطلاب الجامعيون في لبنان واتجاهاتهم، الهيئة اللبنانية للعلوم التربوية.

 

11-

عويد المشعان،(2000)، التفاؤل والتشاؤم وعلاقتهما بالاضطرابات النفسية الجمعية وضغوط إحداث الحياة لدى طلاب الجامعة، دراسات نفسية، 10(4)، ص 505-532 .

 

12-

مايسة شكري، (1999)، التفاؤل والتشاؤم وعلاقتهما بأساليب مواجهة المشقة، دراسات نفسية، 9(3)، ص 387 –416 .

 

13-

نجوى اليحفوفي، ( قيد النشر)، التفاؤل والتشاؤم وعلاقته ببعض المتغيرات الاجتماعية- الديموغرافية لدى طلاب الجامعة .

 

14-

 Andersen, S.M., Spielman, L.A. & Bargh, J.A., (1992). Future events schemes and certainty about the future: Automatcity in depressives future – event predictions, Journal of Personality and Social Psychology, 63, 711-723.

 

15-

Banadura, A., (1986). Social foundations of thought and action: A social cognitive theory, Englewood cliffs, NJ: Prentice Hall,

 

-13-

 

16-

Carver, C.S., & Scheier, M.F., (1990). Origins and functions of positive and negative affect: A control – Process view. Psychological Review 97, 1, 19-35.

 

17-

Chang, E.C., Dzurilla, T.j., & Maydeu – Olivares, A., (1994). Assessing the dimensionality of optimism and pessimism using multimeasure approach, Cognitive Therapy and Research 18, 2, 143-160.

 

18-

Colligan, R.C., Offord, K.P., Malinchoc, M., Schulman, P., & Seligman, M.E.P., (1994). Caving the MMPI for an Optimism- Pessimism Scale: Journal of Clinical Psychology, 50, 71-94.

 

19-

Delap, M.R, (1994) An investigation into the accuray of A- level predicted grades , Educational  Research , 36 (2) , 135 – 148 .

 

20-

Dember, W.N., Martin, S., Hummer, M.K., Howe, S., & Melton, R., (1989). The measurement of optimism and pessimism.  Current Psychology Research and Review, 8, 2, 102-119.

 

21-

Fischer, M. & Leitenberg, H., (1986). Optimism and pessimism in elementary school aged children, Child Development, 57, 241-248.

 

22-

Fredrickson, B.L., (1998). What good are positive emotions? Review of General Psychology, 2, 300-319  .

23-

    Grandall, V.C.,(1969). Sex differences in expectancy of intellectual and academic     

     reinforcement, In C.P.

 

24-

Smith (Ed.), Achievement related motives in children, New York: Russell sage,.

 

25-

Lazarus, R.S., & Folkman, S., (1984). Stress, appraisal, and copingNew York: Springer.

 

26-

Lewis, C.A., (1993). Oral personality traits in Hindu, Muslim, and protestant college students,Psychological  Reports, 72, 1203 – 1209.

 

27-

Marshall, G., Wortman, C, Kusulas, j., Hervig, L., & Vickers, R., (1992).  Distinguishing optimism from pessimism: Relations to fundamental dimensions of mood and personality. Journal of Personality and Social Psychology, 62, 1067 -  1074.

 

28-

Malincchoc , M., Colligan, R.C., Offord, K. P., (1996) Assessing explanatory style in teenagers: Adolescent norms for the MMPI Optimism-pessimism ScaleJournal of Clinical Psychology , 52 (3) , 285-295 . 

 

29-

Peterson, C., (2000). The future of optimism, American Psychologist 55, 1, 44-55.

 

30-

Peterson. C., & Bossio, L.M (1991). Health and Optimism, New York: Free Press,

 

31-

Rayan, R..M., Sheldon, K.M., Kasser, T., & Deci, E.L.,(1996). All goals are not created equal: An organismic perspective on the nature of goals and their regulation, In P.M. Gollwitzer and. J.A. Bargh (Eds). The psychology of Action: Linking Cognition and Motivation to Behavior, New York: Guilford Press, 7-26.

 

 

 

-14-

 

32-

Sarmany, I., (1992).Optimism and cognitive style, Studio Psychological, 34 (3 ), 261 – 267

 

 

33-

Scheier, M.F,  & Carver, C.S., (1985). Optimism, coping, and health: Assessment and implications of generalized outcome expectancies, Health Psychology, 4, 219-247.

 

34-

Scheier, M.F., & Carver, C.S., (1993).  On the power of positive thinking: the benefits of being optimistic,Psychological Science, 2, 1,  26-30.

 

35-

Scheier, M.F., & Carver, C.S.,(1992). Effects of optimism on psychological and physical well being: theoretical overview and empirical update, Cognitive Therapy and Research, 16, 201–228.

 

36-

Schutte, J.W. Valerio, J.K.  & Carrillo, V. (1996). Optimism and socio-economic status: Across Cultural Study, Social Behavior and Personality, 24, 1, 9  - 18.

 

37-

Showers, C., & Ruben, C., (1990). Distinguishing defensive pessimism from depressionNegative expectations and positive coping mechanisms, Cognitive Therapy and Research, 14, 385-399.

 

38-

Showers, C., (1992). The motivational and emotional consequences of considering positive or negative possibilities for an upcoming event, Journal of Personality and Social Psychology 63, 474-484.

 

39-

Smith, M.B., (1983).  Hope and despair: Keys to socio-psychodynamics of youth, American Journal of Psychiatry, 53, 388-399.

 

40-

Stipek, D.j., (1981).  Social-motivational development in first grade, Contemporary  Educational Psychology, 6, 33-45.

 

41-

Schneider, M.J. and Leitenberg H.(1989). A comparison of aggressive and withdrawn children’s self-esteem, optimism and pessimism, and  causal attributions for success and failure. Journal of Abnormal Child Psychology, 17, 133, -144.

 

42-

Tiger, L, (1979),  Optimism : the biology of hope, New York: Simon & Schuster.

 

 

الحوار الخارجي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك