جـذور الغــلو
عبـد الرحـمـن بـن محـمـد بـن علـي الهـرفـي
المقدمــة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم... وبعد:
فهذه مشاركة في نازلة قد عمّت في زماننا هذا وانتشرت كما انتشرت عامة البدع، فبعد أن دخل الإعلام أكثر البيوتات عبر القنوات الفضائية، والشبكة العنكبوتية «الإنترنت» انتشرت أفكار كثيرة، بل دبت الحياة في أفكار ومعتقدات كنا نظن أنها انتهت بلا رجعة، حتى سمعنا من أبنائنا من يردد مذهب الخوارج أو المرجئة أو الرافضة أو الصوفية، بل رأينا بعض المنتسبين إلى الدعوة السلفية من يقرر مذهب المرجئة، وقد انتشرت هذه الشبه بين الناس كما انتشر الفساد الخلقي بسبب الإعلام الذي دخل كل حجرة.
وهذا يوجب على طلبة العلم مضاعفة الجهد، والواجب على علمائنا أكبر، وكذا على الجهات الشرعية في البلاد الإسلامية، والواجب على طلاب العلم والعلماء في بلادنا خاصة أكبر من غيرهم، وذلك لما خصها الله تعالى من خصائص([1])؛ فهي مأرز الإسلام.
أسباب اختيار الموضوع:
كان كثير من المنتسبين للدعوة يقولون: إن الاعتناء بتدريس التوحيد لم يعد أمراً ذا أولوية في بلادنا؛ لأنها بلاد التوحيد، وكل الناس موحدون ولله الحمد والمنّة!! وإن كنتُ لا أقبل مثل هذا الكلام؛ لأن واقع بلادنا يكذبه من جهة، ومن جهة أخرى فإننا نسافر للخارج ويأتي بلادنا أناس من غير أهلها، فلابد من تحصين الناس حتى لا يقعوا في حبائل البدعة والشرك.
أقول: هذا كله كان قديماً، أما الآن فأمر تعليم التوحيد بات ضرورياً جداً للمحافظة على أعلى الضروريات الخمس وهي الدين، فإن بلاد الكفر باتت تذكي البدع والخرافات التي ماتت وانقرضت عبر وسائل الإعلام المختلفة، ومما أذكاه أعداء الدين التشيع، والتصوف، والاعتزال، وعقيدة الخوارج، وغيرها من العقائد البالية.
ومن أجل ذلك كنتُ قد عزمت على كتابة بحث مطول أتحدث فيه عن الغلو بكل أطيافه.. الغلو في بعض أتباع الديانات الوثنية واخترت منها (الهندوسية)، ثم أتباع الأديان السماوية (النصرانية واليهودية)، ثم أتحدث عن الغلو في المذاهب الفكرية، واخترت منها: (الشيوعية، والقومية العربية «حزب البعث»، والعلمانية([2]))، ثم أتحدث عن الغلو في الفرق الإسلامية، واخترت منها: (الخوارج، والمعتزلة([3])، والمرجئة([4])، والشيعة([5]))، ثم أتحدث عن الغلو الذي وقع فيه بعض المنتسبين إلى أهل السنة، واخترت (جماعة التكفير والهجرة([6]))، ثم أتحدث عما وقع فيه بعض المنتسبين إلى المنهج السلفي، ومنه ما وقع في بلادنا -حرسها الله- وكان لا بد من التعريج على بعض التطرف الذي حصل من الدول، وجعلتُ من (أمريكا) مثالاً صارخاً له([7])([8]).
ومقصودي بهذا أن أثبت أن الغلو الذي يُتهم به الإسلام من قبل أعدائه هم أهله وصنّاعه، وأن الدول التي تتهم المملكة العربية السعودية ([9]) -حرسها الله- بالإرهاب هي الإرهابية نفسها، وفيها يصنع الإرهاب والتطرف والغلو، ولكنها تحاول أن تزور الحقائق كما زورت التاريخ([10])، وكذلك للرد على من تطاول على شرعنا من أبناء جلدتنا من أولئك الذين اتبعوا أمريكا بشكل خاص -والكفار بشكل عام- وممن سموا أنفسهم باللبراليين([11])، وما هم إلا علمانيون متأمركون؛ ولو صلوا وصاموا؛ فقد كان المنافقون يصلون ويصومون([12]).
ولكنني بدأت بالأهم لأنه واقع نعيشه، وقد ضعفتْ الهمة، وكثرت المشاغل، فاختصرته على ما تراه -إن شاء الله- على أنني أشرت إلى بعض المسائل على عجالة، فعسى الله أن ينسأ في الأجل ويبارك في العمر فأتم هذا المشروع أو يتمه غيري.
ثم إنني حاولت أن أمعن البحث والنظر في ما حلّ ببلادنا -حرسها الله- حتى أتعرف أكثر على الأسباب والحلول، ولكن أغلب ما وقعتُ عليه مما كُتب عن الأحداث الأخيرة التي وقعت في بلادنا أو في غيرها من الدول الإسلامية إنما هو نياحة([13])، وليس في أكثره تحديد للأسباب ووضع للحلول المناسبة، وإن كنا نتفق على تجريم هذا العمل وتخطئة من قام به، إلا أننا قد نختلف في تقدير الأسباب والحلول.
وبغض النظر عما قد نختلف فلابد أن نشيع بيننا ما نتفق عليه وهو: تجريم الفعل، وأن الفتنة إذا دبّت بين الناس فكبِّر على دين الناس أربعاً، فأي صلاة وصيام وصدقة مع الخوف على النفس والعرض والمال؟!
ويجب أن نتنبه إلى أن دعوى الإصلاح من الغلاة أو اللبراليين (العلمانيين) ينبغي أن لا تجعلنا نسكت عنهم، قال تعالى: ((وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ * أَلا إِنَّهُمْ هُمْ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لا يَشْعُرُونَ)) [البقرة:11-12] فدعوى الإصلاح دعوى عريضة، وكل الفرق التي خرجت في الإسلام خرجت بدعوى الإصلاح الاجتماعي والاقتصادي والسياسي، وهذا أمر واجب على الأمة، ولكن يكون حسب ما أمر الله ورسوله، وتعمل فيه قواعد الشرع المطهر.
وحديثي عن الغلو هو حديث يشمل جميع الدول الإسلامية دون تحديد دولة أو أخرى، وما قد ينطبق على دولة من أسباب الغلو قد لا ينطبق على أخرى من كل وجه، وقد تجمع بعض الدول كل الأسباب.
وسأحاول أن أشارك ولو بشيء يسير، وأرجو أن لا يكون فيه تكرار لما نشر، مع الإفادة مما نشر؛ ففيه خير كثير.
وسأجمع في حديثي بين الغلو (وهو فكر) وبين الإرهاب (وهو نتاج الفكر)؛ لأن أغلب من يكتب أو يتحدث في هذا الموضوع يخلط بين الأمرين.
وسأتحدث عن المواضيع التالية:
- تعريف الغلو والتطرف والإرهاب.
- بداية ظهور الغلو في الإسلام.
- هل الغلو والإرهاب في الدول الإسلامية فقط؟
- هل الغلو والإرهاب خاص ببعض السلفيين؟
- أسباب ظهور الغلو.
- أدلة تحريم الغلو .
- العــــلاج.
- شكر وتقدير:
قبل أن أختم هذه المقدمة أتقدم بالشكر الجزيل لكل من ساهم في إخراج هذا البحث وعلى رأسهم شيخنا سماحة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان وفقه الله، الذي تكرم وراجع البحث، وقد أضاف إضافات لطيفة نافعة، وقد وضعتُ كلامه بين معقوفتين [...]وقد أضفت بعض الحواشي ولم يطلع عليها سماحته.
وأشكر كذلك شيخنا فضيلة الشيخ صالح بن عبد الله الدرويش، وقد أضاف إضافات نافعة، وقد وضعتُ كلامه بين قوسين {...}.
وكذا فضيلة الشيخ عقيل بن عبد الرزاق العقيل، القاضي بالمحكمة العامة بالقطيف، وأخي الفاضل الأستاذ خالد بن عبد الله الغازي، فقد راجعوا البحث وقدموا بعض الملحوظات النافعة، وكذلك الإخوة الفضلاء في (دار الصديق بصنعاء) الذين قاموا باحتساب الأجر في صف هذا الكتاب ومراجعته قبل الطباعة، وعلى رأسهم أخي فضيلة الشيخ أحمد بن إبراهيم حسّان وفقه الله ورعاه.
وإني أكتب هذا البحث المختصر راجياً أن يكون خالصاً لوجه الله تعالى أولاً، ورغبةً مني في المساهمة في حلّ ما نراه من أوضاع تمر بالأمة الإسلامية -أعزها الله- فإن خانتني عبارة أو حِدْتُ عن الطريق الصحيح، فحسبي أني أردت الخير، وكل ما في هذه الأوراق من خير فمن الله، وما فيها من خطأ فمن نفس ضعيفة مقصرة.
وبعد: فقد مضى حولٌ كاملٌ على كتابة هذا الكتاب، وما زلتُ أقلبه بين يدي وأعرضه على مشايخي الفضلاء، وإخواني الكرام، وقد آن وقت زكاته، فهاأنا أقدمه لك عزيزي القارئ، وكل رجائي أن ينال رضاك بعد رضا الله عز وجل.
وكتبه:
عبد الرحمن بن محمد بن علي الهرفي
الدمام:20/1/1426
تعريف الغلو والتطرف والإرهاب
تعريف الغلو:
قال ابن فارس: «الغين واللام والحرف المعتل أصل صحيح يدل على ارتفاع ومجاوزة قدر»([14]).
وقال ابن منظور: «وغَلا في الدِّين والأَمْرِ يَغْلُو غُلُوّاً: جاوَزَ حَدَّهُ»([15]).
فالغلو مجاوزة الحد في الشيء. قال شيخ الإسلام ابن تيمية: «الغلو: مجاوزة الحد بأن يزاد في الشيء في حمده أو ذمه على ما يستحق ونحو ذلك»([16]).
لا تغلُ في شيء من الأمر واقتصد كلا طرفي قصد الأمور ذميم
تعريف التطرف:
قال الفيروز آبادي: «طرف.. ومنتهى كل شيء»([17])، ويدور معناه حول حد الشيء، والحركة في بعض الأعضاء.
تعريف الإرهاب:
وهو أكثر هذه المصطلحات استعمالاً هذه الأيام، ويُخلط بينه وبين الغلو.
قال الراغب الأصفهاني: «الرَّهبة والرهبُ: مخافة مع تحرز واضطراب.. قال تعالى: ((لأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً)) [الحشر:13]، وقال: ((تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ)) [الأنفال:60]»([18]).
قال ابن منظور: «رَهِبَ، بالكسر، يَرْهَبُ رَهْبَةً ورُهْباً بالضم، ورَهَباً بالتحريك؛ أي: خاف. ورَهِبَ الشيء رَهْباً ورَهَباً ورَهْبَةً: خافه. وفي حديث الدعاء: «رغبة ورَهْبَةً إليك»، الرهبة: الخوف والفزع. وترَهَّبَ غيره: إذا توعَّده. وأرهَبَه ورهَّبَه واستَرْهَبَه: أخافَه وفزَّعه»([19]).
وقال ابن الأثير: «الرَّهبَة: الخوف والفزع، وفي حديث بهْز بن حكيم: «إني لأسمع الرَّاهبةَ»، هي الحالة التي تُرهِب: أي تُفْزِع وتُخوِّف. وفي روايةٍ: «أسمعك راهِباً« أي: خائفاً»([20]).
وجذر الكلمة «رهب» بمعنى خاف، فمعانيها تدور حول الخوف والتخويف. ومصطلح «الإرهاب» ترجمة حرفية للكلمة الفرنسية «Le Terrorisme» التي استحدثت أثناء الثورة الفرنسية، وهي ترجمة حرفية أيضاً للكلمة الإنجليزية «Terrorism».
وقال في المورد عن معنى الإرهاب: «terror» رعب، ذعر، هول، كل ما يوقع الرعب في النفوس.و«terrorism» إرهاب، ذعر ناشئ عن الإرهاب. و«terrorist» الإرهابي. و«terrorize» يُرهب، يُروِّع، يُكرهه على أمرٍ بالإرهاب. و«terror-stricken» مُروَّع، مذعور.
وفي قاموس أكسفورد «Oxford Dictionary»: «جاء في معنى «terrorist»: «Noun Person Using Esp Organized Violence To Secure Political Ends.» أي: الإرهابي هو بخاصة الشخص الذي يستعمل العنف المنظم لضمان نهاية سياسة»([21]).
ويعرّف (جورج ليفاسير) الإرهاب بأنه: «الاستعمال العمدي والمنتظم لوسائل من طبيعتها إثارة الرعب بقصد تحقيق أهداف معينة».
وأما المشروع الفرنسي المقدم عام (1972م) للأمم المتحدة فيعرف الإرهاب بأنه: «عمل بربري شنيع»، في حين وصفته «فنزويلا» بأنه: «عمل يخالف الأخلاق الاجتماعية ويشكل اغتصاباً لكرامة الإنسان»([22]).
ولو طرحنا سؤالاً: لماذا المماطلة في الاتفاق على تحديد مفهوم مصطلح الإرهاب رغم وجود الضرورة الملحة لذلك، بينما إصدار قوانين محاربة الإرهاب، وتجفيف مصادر دعم الإرهاب، لم يستغرق سوى سويعات قلائل؟!
فالجواب: الذي أراه أن أهم الأسباب التي حملت القوم على هذه المماطلة المتعمدة، يمكن إيجازها في النقاط التالية:
أولاً: خشية أن يستفيد المسلمون من تحديد مفهوم الإرهاب، بحيث يصبح كل ما هو خارج إطار معنى الإرهاب المتفق عليه.. هو مباح فعله.
ثانياً: لكي لا يستفيد من تحديد مفهوم الإرهاب حركات التحرر في العالم في جهادها ونضالها للتحرر من هيمنة المستعمر المحتل وطغيانه واستعباده.. وهذا ما لا يريدونه!
ثالثاً: قد يمنع الدول الطاغية -وخاصة أمريكا([23]) وربيبتها دولة الصهاينة اليهود- أن تمارس الإرهاب بكل ضروبه وأبعاده بحق الشعوب المستضعفة، وهذا ما لا يريدونه!
رابعاً: يلزم منه بالضرورة إدانة أمريكا وربيبتها دولة الصهاينة اليهود..!
خامساً: قد يُظهر جهاد ومقاومة الشعب الفلسطيني ضد الصهاينة اليهود على أنه جهاد مشروع لا يندرج تحت مفهوم الإرهاب.
وبعد هذا تبقى كلمة «الغلو» أسوأ هذه الكلمات معنىً؛ باعتبار أن الذي يمارسه يكون متجاوزاً للحد المشروع.. ولكن ما هو هذا الحد؟
ومَن يقدِّر أن فلاناً من الناس قد تجاوزه؟
وما هو قدر هذا التجاوز؟
وما هو العقاب الذي ينبغي إيقاعه على المتجاوزين؟
كل هذه الأسئلة لا تجد عليها اتفاقاً في عالمنا العربي، فكل دولة لها اجتهاداتها وتطبيقاتها لا بحسب الرؤية الشرعية، ولكن بحسب الأهواء الشخصية والضغوط السياسية.
ففي بعض هذه الدول يصنف المرء على أنه «متطرف» أو من «الغلاة» إذا كان يصلي الفجر في المسجد أو له لحية([24])، كما أن المرأة تحصل على التصنيف نفسه إذا كانت تغطي شعرها ولا تختلط بالرجال الأجانب، مع أن مثل هذه الأعمال تعتبر مشروعة من وجهة نظر الإسلام، بل هي الأصل وفاعلها «معتدل»؛ ولكن اختلاط المفاهيم والأهواء الشخصية يجعل الحكم على الأشياء لا يخضع لمقاييس محددة([25]).
ومما سبق وبعد تعريف الغلو وبعض مرادفاته المعاصرة، لابد لنا أن نقول: الغلو هو مجاوزة ما أمر الله به ورسوله صلى الله عليه وسلم.
قال الشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب مبيناً ضابط الغلو: «هو تعدي ما أمر الله به، وهو الطغيان الذي نهى الله عنه في قوله: ((وَلا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي)) [طه:81]»([26]).
وعلى هذا ليس غلواً الأخذ بالدين على منهج الوسطية والاعتدال، لا كما يتصور كثير من الكتَّاب والإعلاميين والساسة الذين يتعاملون مع الغلو دون فهم صحيح لحقيقته، حيث يرى كثير منهم أن التمسك بالدين غلو، وقد نتج عن هذا الفهم الخاطئ أن وجدنا مَنْ ألصق سبب التفجيرات بالمناهج الدينية، وخطب الجمعة، والدعاة، والتعليم الديني، وحلقات القرآن.. ولم يُبْق هؤلاء شيئاً مما يتصل بالدين ولم يتهموه بأنه سبب التفجير.
ونحب أن نوضح هنا أن وصف الغلو ليس خاصاً بالمسلمين فقط، فهذا الكاتب الأمريكي (جيف ستانبرج) يصف الرئيس الأمريكي الحالي (جورج بوش) بقوله: «الرئيس الأمريكي إنجيلي متعصب، بل صهيوني يحتفظ بمعتقداته لنفسه!! فهو إنجيلي ممن ارتبط بمعهد دالاس اللاهوتي الذين هم أكثر تطرفاً من غالبية الإسرائيليين فيما يتعلق بالحق الإلهي لإسرائيل في مناطق «إسرائيل الكبرى»، بما في ذلك الضفة الغربية وقطاع غزة ومرتفعات الجولان»([27]).
وفي ختام هذه التعريفات أقول: إننا معاشر المسلمين متهمون بهذه التهم، ولو فعلنا ما فعلنا، فليس الأمر إلا تلاعباً بالمصطلحات، وهذا الأمر قديم قدم المصطلحات ذاتها، وقد كثر هذا النوع من التلاعب في هذا الزمان، حتى وصل إلى حد الإرهاب بأنواعه، وحتى أصبح وظيفة بعض رواد الصحافة أن يطلقوا الأحكام على الناس، فإذا تمسك المسلم ببعض السلوك الإسلامي وُصِمَ بالتطرف والأصولية، وإذا طالب بإقامة حكم إسلامي رمي بأنه متطرف أصولي، وإذا طالب بإحياء فريضة الجهاد في سبيل الله وصف بأنه راديكالي([28])، وإذا طالب بالعودة إلى الكتاب والسنة وترك حثالة الآراء وصف بأنه نصوصي حرفي، وهكذا تنتقى المصطلحات المناسبة من قاموس الصحافة المستوردة مع إمكانية استيراد مصطلحات جديدة لما يستجد في الساحة من ظواهر.
ونحن لا نعجب ولا نستغرب هذا العداء؛ لأننا نعلم أن هذه الفئة من الناس إنما هي عالة على الفكر الغربي المتطرف ذي البعد العدائي للإسلام والمسلمين، ولأنها الوجه الآخر للاستعمار، فهي شنشنة نعرفها من أخزم، لكن عجبنا أن يكون من حملة الأقلام الإسلامية وممن يعد من حماة الدين والذابين عنه من يقع في ذلك المزلق الخطير، وإن كانوا يملكون من ثقة القراء ما يعذرون به، إلا أنهم في المقابل يوقعون نوعاً آخر من القراء في دوامة وحيرة([29]).
ويؤكد هذا المعنى معالي الشيخ صالح الفوزان -رعاه الله- حيث يقول: (والآن نرى أمريكا([30]) ومعها دول أخرى تحاول أن تغزو بلاد المسلمين وتتدخل في شئونهم الخاصة وتملي عليهم رغباتها، وتتهم الإسلام بالإرهاب والتطرف والغلو، وتريد من المسلمين أن يتخلوا عن كثير من أحكامه وأصوله، وهي تتبجح بالديمقراطية وإزالة الظلم عن الشعوب، وترتكب أشد أنواع الظلم والقسوة، وتقول على لسان قادتها: (من لم يكن معنا فهو ضدنا)، وهكذا تدعي أنها ستزيل الظلم وهي ترتكب أشد أنواع الظلم في حق الشعوب، وقد سنحت الفرصة للمنافقين والذين في قلوبهم مرض بترديد مقالة الكفار باتهام الإسلام بالتطرف والإرهاب، واتهام مصادره وعلمائه بذلك، والمناداة بحرية المرأة ومساواتها بالرجل، وخلعها للحجاب، وتوليها أعمال الرجال، ومناداتهم بإزالة الفوارق بين المسلمين والكفار باسم حرية الرأي، وحرية الديانة، وعدم كره الآخر، وترك باب الولاء والبراء وحذفه من الكتب والمقررات الدراسية، وعدم تكفير من كفره الله ورسوله، ولو ارتكب نواقض الإسلام كلها! كل ذلك تحت مبدأ التسامح وحرية الرأي وقبول رأي الآخر، وكل من خالف هذه المبادىء الخبيثة عندهم والتزم بالإسلام وأصوله وأحكامه فهو متشدد ومتطرف وتكفيري، حتى تناولوا بهذه الاتهامات أئمة الإسلام ومجدديه، كشيخ الإسلام ابن تيمية، وشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب)([31]).
بداية ظهور الغلو في الإسلام
لقد ظهر الغلو في ديننا الإسلامي مبكراً، فقد أخرج البخاري وغيره عن أبي سعيد رضي الله عنه قال: (بينا النبي صلى الله عليه وسلم يقسم جاء ذو الخويصرة التميمي([32])، فقال: اعدل يا رسول الله! فقال: ويحك! ومن يعدل إذا لم أعدل؟! قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ائذن لي فأضرب عنقه، قال: دعه فإن له أصحاباً يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم، وصيامه مع صيامهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، ينظر في قذذه فلا يوجد فيه شيء، ثم ينظر إلى نصله فلا يوجد فيه شيء، ثم ينظر إلى رصافه فلا يوجد فيه شيء، ثم ينظر في نضيِّه فلا يوجد فيه شيء، قد سبق الفرث والدم، آيتهم رجل إحدى يديه -أو قال: ثدييه([33])- مثل ثدي المرأة -أو قال: مثل البضعة- تدردر، يخرجون على حين فرقة من الناس. قال أبو سعيد رضي الله عنه: أشهد أني سمعته من النبي صلى الله عليه وسلم، وأشهد أن علياً رضي الله عنه قتلهم وأنا معه، جيء بالرجل على النعت الذي نعته النبي صلى الله عليه وسلم)([34]).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : «وهؤلاء خرجوا على عهد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فقتل الذين قاتلوه جميعهم مع كثرة صومهم وصلاتهم وقراءتهم، فأخرجوا عن السنة والجماعة وهم قوم لهم عبادة وورع وزهد لكن بغير علم»([35]).
وقال أيضاً مبيناً خطر من ارتكب بدعة من البدع وهو يظن نفسه أنه على الحق: «أما إذا كذب في الدين معتقداً أن كذبه صدق وافترى على الله ظاناً أن فريته حق، فهذا أعظم ضرراً وفساداً، ولهذا كان السلف يقولون: البدعة أحب إلى إبليس من المعصية؛ لأن المعصية يتاب منها والبدعة لا يتاب منها([36])؛ ولهذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتال الخوارج المبتدعين مع كثرة صلاتهم وصيامهم وقراءتهم، ونهى عن الخروج على أئمة الظلم وأمر بالصبر عليهم، وكان يجلد رجلاً يشرب الخمر فلعنه رجل، فقال: (لا تلعنه، فإنه يحب الله ورسوله)([37])، وجاءه ذو الخويصرة التميمي وبين عينيه أثر السجود، فقال: (يا محمد! اعدل فإنك لم تعدل، فقال: ويحك! ومن يعدل إذا لم أعدل؟! لقد خبت وخسرت إن لم أعدل، ثم قال: يخرج من ضئضىء هذا أقوام يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم، وصيامه مع صيامهم، وقراءته مع قراءتهم، يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية، أينما لقيتموهم فاقتلوهم؛ فإن في قتلهم أجراً عند الله لمن قتلهم يوم القيامة)([38]). فهذا المبتدع الجاهل لما ظن أن ما فعله الرسول ليس بعدل كان ظنه كاذباً وكان في إنكاره ظالماً...»([39]).
هل الغلو والإرهاب في الدول الإسلامية فقط؟
إن من أكبر الظلم والتزوير للتاريخ القول بأن الغلو متجذر فينا معاشر المسلمين فقط؛ فإن الدول غير الإسلامية هي أشد الدول إرهاباً؛ فكلنا يعلم أن أمريكا هي أكثر من استخدم الأسلحة الكيماوية، وذلك في الحرب الفيتنامية، حيث قتلت مئات الآلاف من الفيتناميين، وهي أول من استخدم الأسلحة النووية في تاريخ البشرية؛ حيث ألقتها على اليابان «من باب التجربة»، وهي أول من صنع الأسلحة الهيدروجينية، وكلنا يعلم تسابق هذه الدول على إنتاج الأسلحة النووية، ومدى إرهابها الدول الآخرى بها، وكذلك نعلم أن أمريكا هي التي زوَّدت صدام حسين بالأسلحة الكيماوية لضرب مسلمي حلبجة([40])، مع علمهم التام بما أراد.
وهنا أنقل لك عدداً من أخبار المنظمات والأعمال الإرهابية التي لم يشارك فيها أي مسلم:
1- أول منظمة إرهابية عرفها التاريخ هي منظمة «السيكاري»، التي شكلها بعض المتطرفين من اليهود من طائفة (الزيلوت) الذين وفدوا إلى فلسطين في نهاية القرن الأول قبل الميلاد بهدف إعادة بناء الهيكل الذي عرف بالمعبد الثاني.
2- وفي نهاية القرن التاسع عشر ظهرت أول بوادر الإرهاب الحديث في روسيا بظهور منظمة «الأرض والحرية» في عام (1876م)، ثم منظمة «الإرادة الشعبية» التي تشكلت عام (1879م)، وجعلت الإرهاب جزءاً متكاملاً من العملية الاجتماعية الروسية.
3- أول استخدام للقنبلة في العمليات الإرهابية كان من جانب الثوار الإيرلنديين في العقد الثامن من القرن التاسع عشر، في عملية الفرار من سجن كلير كنوبل في لندن.
4- عملية نشر غاز الساري في أحد أنفاق طوكيو، التي ارتكبتها جماعة دينية يابانية متطرفة هي جماعة «اوم شيزيكيو» أو «الحقيقة السامية». وكانت الجماعة مسئولة أيضاً عن وقوع حوادث استخدمت فيها عناصر كيميائية غامضة في اليابان في عام (1994م)، ولم تنجح جهودها في شن هجمات باستخدام عناصر بيولوجية.
5- عملية أوكلاهوما سيتي بالولايات المتحدة التي وقعت في (19) إبريل - نيسان (1995م) والتي قتل فيها (168) شخصاً، قام بها (ديفيد كورش) أحد أعضاء المليشيات البيضاء في الولايات المتحدة الأمريكية.
6- منظمة الباسيك، حيث تعمد إلى إلقاء القنابل، واغتيال مسئولي الحكومة الأسبانية في المقام الأول، وبصفة خاصة قوات الأمن، والقوات العسكرية، والسياسيين، والشخصيات القضائية. وقد قتلت هذه المنظمة أكثر من (800) شخص منذ بداية هجماتها القاتلة في أوائل الستينات.
7- قام الجيش الأحمر الياباني خلال السبعينات بسلسلة هجمات في جميع أنحاء العالم، ومنها المذبحة التي وقعت عام (1972م) في مطار اللد في إسرائيل، واختطاف طائرتي ركاب يابانيتين، ومحاولة الاستيلاء على السفارة الأمريكية في كوالالمبور.
8- قامت الحركة بعدة حوادث إطلاق نار على فلسطينيين من الضفة الغربية، مما أدى إلى مقتل أربعة أشخاص وجرح اثنين في عام (1993م). وكذلك المذبحة التي قام بها الدكتور (باروخ غولدشتاين) في المسجد الإبراهيمي في الخليل في شباط/فبراير عام (1994م).
9- قام حزب العمال الكردستاني باستهداف قوات الأمن التابعة للحكومة التركية في تركيا، كما قام أيضاً بمحاولات ضد أهداف تركية في أوروبا الغربية، فقد شن هجمات ضد دبلوماسيين أتراك ومرافق تجارية في عشرات من مدن أوروبا الغربية عام (1993م)، ومرة أخرى في ربيع عام (1995م).
وفي محاولة لتخريب صناعة السياحة التركية فجَّر حزب العمال الكردستاني قنابل في مواقع سياحية وفنادق، واختطف سائحين أجانب.
10- قامت (نمور تاميل) باستهداف موظفي الحكومة السيرلانكية، وكبار القادة السياسيين والعسكريين السريلانكيين في كولومبو، وقد أصبحت الاغتيالات السياسية والتفجيرات التي تقوم بها منظمة (نمور تاميل) أمراً مألوفاً، بما في ذلك الهجمات الانتحارية ضد رئيس سريلانكا (راناسينغ بريماداسا) عام (1993م)، ورئيس وزراء الهند (راجيف غاندي) عام (1991م).
غير أن الإرهاب في مظهره الحديث كان من ابتداع الثورة الفرنسية التي قامت في عهد (روبيسير وجان جيست) بقطع رءوس (140) ألف فرنسي وسجن (300) ألف آخرين.
وعرفت أوروبا خلال مرحلة الحرب الباردة منذ بداية خمسينيات القرن العشرين ما سمي بالإرهاب الأحمر اليساري، الذي ارتبط بالتنظيمات الشيوعية التي وجهت عملياتها ضد الدول الغربية، وضد الولايات المتحدة الأمريكية بصفة خاصة.
كما عرفت أوروبا ما سمي بالإرهاب الأسود الذي ارتبط بالتنظيمات الفاشية والنازية في إيطاليا وألمانيا والنمسا، وعرفت كذلك الإرهاب الانفصالي الذي تقوم به إحدى الجماعات الانفصالية بهدف تحقيق انفصال أقلية معينة تقطن إقليماً معيناً عن الدول الأم، كما في حالة الجيش الجمهوري الإيرلندي في بريطانيا، وحركة (آيتا) في إقليم الباسك في أسبانيا، وحزب العمال الكردستاني في تركيا.
ومنذ بداية الستينات عانى المجتمع الدولي من أشد العمليات الإرهابية خطورة وقسوة، وهي تلك التي تمارس ضد الطائرات المدنية التي تستخدم لنقل الركاب بين الدول، حيث يتم السيطرة عليها وإجبارها بالقوة على تغيير مسارها وحجز ركابها داخلها لتحقيق مطالب معينة لخاطفيها، الذين أطلق عليهم (قراصنة الجو)، وقد كان أول حادث لاختطاف طائرة مدنية في البيرو عام (1930م)، غير أن هذه الظاهرة لم تستفحل إلا في النصف الثاني من القرن العشرين.
وقد كانت المنظمات الإرهابية خلال السبعينات إما يسارية أو فوضوية، وهي حركات تسعى إلى الحكم، وأشهرها (الألوية الحمراء) في إيطاليا، و(بادرماينموف) الألمانية، و(لواء الغضب) البريطانية، و(العمل المباشر) الفرنسية، و(توبا ماروس) في أمريكا الجنوبية.
وقد استخدمت هذه التنظيمات العنف ضد الحكومات، وذلك بالهجوم على أهداف مختارة من المنشآت أو الأشخاص([41]).
أما أمريكا ([42]) الحرية والعدل فأنا أنقل لك ما يبين لك مقدار الإرهاب الذي تتمتع به، فهي تنسب الإرهاب إلى المملكة العربية السعودية وهي أحق بهذا الوصف، وهأنذا أنقل لك -عزيزي القارئ- جملة من الإجرام الأمريكي:
- في عام (1730م) أصدر البرلمان الأمريكي لمن يسمون أنفسهم (البروتستانت الأطهار) تشريعاً يبيح عملية الإبادة لمن تبقى من الهنود الحمر، فأصدرت قراراً بتقديم مكافأة مقدارها (40) جنيهاً مقابل كل فروة مسلوخة من رأس هندي أحمر، و(40) جنيهاً مقابل أسر كل واحد منهم، فكان سلخ الرأس أوفر لهم، وبعد خمسة عشر عاماً ارتفعت المكافأة إلى (100) جنيه، و(50) جنيهاً مقابل فروة رأس امرأه أو فروة رأس طفل، وفي عام (1763م) أمر القائد الأمريكي (جفري أهرست) برمي بطانيات كانت تستخدم في مصحات علاج الجدري إلى الهنود الحمر بهدف نشر المرض بينهم، مما أدى إلى انتشار الوباء الذي نتج عنه موت الملايين من الهنود، ونتج عن ذلك شبه إفناء للسكان الأصليين في القارة الأمريكية([43]).
وبعد ذلك بدأت ثاني أفظع جريمة إبادة وتهجير في التاريخ، وهي تجارة الرقيق الأسود بعد اصطيادهم وأسرهم من السواحل الأفريقية في عمليات إجرام خلال القرنين: الثامن عشر والتاسع عشر، والتي أدت بدورها إلى مآسٍ طالت خمسين مليون أفريقي أسود تمّ شحنهم من أنحاء القارة الأفريقية، وقد هلك معظمهم قبل أن يصلوا إلى العالم الجديد، مما لقوا من العذاب والجوع والقهر، حيث تمّ قتل الكثيرين منهم لمجرد نشوة القتل والتسلي، والعجيب في الأمر أن أمريكا هي التي أحبطت في مؤتمر دوربان عام (2001م) مطالب الأفارقة بالتعويض عما حدث لهم، بل رفضت أن يقدم لهم مجرد اعتذار([44])!!
- وفي كوريا تدخل الأمريكان لعزل الحكومة الشعبية فيها، وأغرقوا البلاد في حروب طاحنة سقط خلالها ما يزيد على مائة ألف قتيل.
- و في فيتنام أدى التدخل الأمريكي إلى قتل أكثر من مليون شخص، وتؤكد مجلة نيويورك تايمز في مقالة نشرت في (8/10/1997م) أن العدد الحقيقي للضحايا الفيتناميين بلغ (3.6) مليون قتيل، وفي بعض التقارير تمّ إثبات أنه بين عامي: (1952-1973م) قتل الأمريكيون زهاء عشرة ملايين صينيي وكوري وفيتنامي وروسي وكمبودي, وفي غواتيمالا قتل الجيش الأمريكي أكثر من (150) ألف مزارع في الفترة ما بين (1966-1986م).
والجدير بالذكر أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تكتف بحروبها الإرهابية ضد العالم، بل هي التي تدرس الإرهاب في معاهد ومدارس لتخرج الإرهابيين؛ ليتفننوا في تعذيب الناس وقتلهم.
أمريكا تصدر الإرهاب إلى العالم:
فقد ذكر الكاتب البريطاني (جورج مونبيوت) في جريدة الجارديان البريطانية في عددها الصادر في (30/10/2001م): (أنه يوجد في مدينة فورت بينينج بولاية جورجيا معهد خاص لتدريب الإرهابيين يطلق عليه: (ويسترن هميسفير) للتعاون الأمني (WHISK) وتموله حكومة الرئيس بوش، مشيراً إلى أن ضحايا هذا المعهد يفوق قتلى انفجارات (11) سبتمبر وتفجير السفارتين الأمريكيتين في أفريقيا، وكان يطلق على هذا المعهد (مدرسة الأمريكيين (SOA)، ومنذ عام (1946م) وحتى عام (2000م) قام هذا المعهد بتدريب أكثر من (60) ألف جندي وشرطي من أمريكا الجنوبية متهمين بأعمال التعذيب والإرهاب في بلادهم، ومن بين هؤلاء الخريجين الكولونيل (بيرون ليما استرادا) المتهم بقتل الأسقف (جوان جيرادي) في جواتيمالا؛ لأنه كتب تقريراً حول المذابح التي ارتكبتها المخابرات العسكرية برئاسة (استرادا) وبمساعدة اثنين من خريجي هذا المعهد، والتي راح ضحيتها مئات الآلاف من الأبرياء.
وفي عام (1993م) أعلنت الأمم المتحدة أسماء ضباط الجيش الذين ارتكبوا أكثر مذابح الحرب الأهلية فظاعة في سلفادور، فكان ثلثا هؤلاء الضباط تدربوا في مدرسة (SOA). وأوضح الكاتب البريطاني أن هذا المعهد قام بتدريب أخطر الضباط الذين ارتكبوا جرائم وحشية ما بين قتل وخطف ومذابح جماعية في دول أمريكا اللاتينية، مثل: تشيلي، وكولومبيا، وهندوراس، وبيرو([45]).
هل الغلو والإرهاب خاص ببعض السلفيين؟
يحاول الغرب الكافر وأذنابه من المنتسبين للإسلام حصر الغلو في أتباع دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، حتى سمعنا من قال: ابن تيمية الوهابي من أكبر أسباب الغلو!!
ويردد البعض أن الأعمال التخريبية في الدول الإسلامية لا يقوم بها إلا أتباع الدعوة السلفية؛ لذا سأنقل بعض الأعمال الإرهابية التي مرت في بلاد الدعوة السلفية ومأرز الإسلام -حرسها الله- والتي قام بها أناس لا ينتسبون إلى الدعوة السلفية، وهذه بعض الأمثلة المعاصرة:
- محاولة اغتيال الملك عبد العزيز رحمه الله ([46]).
- أعمال الشغب في محافظة القطيف عام (1401).
- محاولة اقتحام الحرم المكي -شرفه الله- عام (1407).
- تفجيرات في مكة -حرسها الله- عام (1409).
- محاولة اغتيال أمير مدينة نجران عام (1422).
أسباب ظهور الغلو
للغلو أسباب كثيرة، ولكني سأحاول التركيز على أشدها وأهمها في عالمنا الإسلامي، وحينما نتلمس لحوادث التفجير أسبابها المباشرة وغير المباشرة، والداخلية والخارجية، فهذا لا يعني تسويغَ العمل، ولا تبرئة الفاعل والاعتذار له، وهذا لا يناقض الإدانة، وليس بنا من ضرورة للتذكير بهذا؛ لولا ما نراه من بعض الجهات الإعلامية من سعيٍ حثيثٍ محمومٍ لتوسيع دائرة الاتهام، ومن محاولة خبيثة لجمعِ من يسمونهم «بالإسلاميين» جميعاً في قفص الاتهام.
ونتيجةً لذلك يشعر بعضُ من يتحدّث عن القضية بأن نظراتِ الارتياب تلاحقه وتحيط به، ومن ثمّ يرى أنه معنيٌّ بتبرئة نفسه من التأييد أكثر مما هو معنيٌّ بالمشاركة في معالجة الظاهرة! ويصبح هاجس الخوف من الاتهام بتسويغ الجريمة يمنعه من التصريح بتحميل بعض الأطراف في المجتمع جزءاً من المسؤولية([47]). {وإذا لم يكن ثمة صراحة وصدق في بحث المشكلة ودراستها والنظر في علاجها فيخشى أن يطول حسمها}.
أسباب شارك فيها الجميع:
أولاً: المعاصي، وهي على قسمين:
القسم الأول: المعاصي العامة، مثل: السماح بفتح كنائس في البلاد الخالية منها([48])، وانتشار بنوك الربا، مع الوعيد الشديد من الله تعالى على هذه الكبيرة، قال تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنْ الرِّبَا إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ)) [البقرة:278-279]، أو انتشار حانات الزنا؛ سواء بترخيص الزنا، أو بترخيص دور الرقص، أو السماح للكفار بالدعوة إلى دينهم بين المسلمين من خلال المدارس الأجنبية([49])، أو توزيع كتبهم أو بيعها.
وبالجملة.. فإن الله تعالى توعد المسلمين بعقوبات شديدة إن انتشرت بينهم المعاصي بغير نكير، فقال سبحانه وتعالى: ((وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلاَّ بِأَنفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ)) [الأنعام:123] وقال جل جلاله: ((وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً)) [الإسراء:16]، والمترفون في كل أمة هم طبقة الكبراء الناعمين الذين يجدون المال والخدم والراحة، فينعمون بالدعة والراحة وبالسيادة، حتى تترهل نفوسهم وتأسن، وترتع في الفسق والمجانة، وتستهتر بالقيم والمقدسات والكرامات، وتَلِغ في الأعراض والحرمات، وهم إذا لم يجدوا من يضرب على أيديهم عاثوا في الأرض فساداً، ونشروا الفاحشة في الأمة وأشاعوها، وأرخصوا القيم العليا التي لا تعيش الشعوب إلا بها ولها؛ ومن ثَمَّ تتحلل الأمة وتسترخي، وتفقد حيويتها وعناصر قوتها وأسباب بقائها، فتهلك وتطوى صفحتها.
والآيات تقرر سنة الله هذه، فإذا قدر الله لقرية أنها هالكة؛ لأنها أخذت بأسباب الهلاك، فكثر فيها المترفون، فلم تدافعهم ولم تضرب على أيديهم- سلّط الله هؤلاء المترفين ففسقوا فيها، فعمَّ فيها الفسق، فتحللت وترهلت، فحقت عليها سنة الله، وأصابها الدمار والهلاك، وهي المسئولة عما يحل بها؛ لأنها لم تضرب على أيدي المترفين، ولم تصلح من نظامها الذي يسمح بوجود المترفين، فوجود المترفين هو السبب الذي من أجله سلطهم الله عليها ففسقوا، ولو أخذت عليهم الطريق فلم تسمح لهم بالظهور فيها ما استحقت الهلاك، وما سلَّط الله عليها من يفسق فيها ويفسد فيقودها إلى الهلاك.
إن إرادة الله قد جعلت للحياة البشرية نواميس لا تتخلف، وسنناً لا تتبدل، وحين توجد الأسباب تتبعها النتائج، فتنفذ إرادة الله وتحق كلمته([50]).
القسم الثاني: السكوت عن الذنوب الخاصة، مثل: عدم متابعة الفسقة المفسدين كصناع الخمر، أو الفاسقات ممن تعرض نفسها للزنا بدعوى الحرية، فإن المطلوب من ولي الأمر حفظ دين المسلمين، كما هو مطلوب منه حفظ أمور دنياهم ممن يتعدى عليها.
ثانياً: ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ فإن الله تعالى لم يبعث الأنبياء -عليهم السلام- إلا آمرين بالمعروف ناهين عن المنكر، وأعظم معروف هو التوحيد وأعظم منكر هو الشرك، فهو أهم واجب على ولاة الأمر؛ لأن به يستقيم أمر الناس، وقد حذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من تركه، فقال: (والذي نفسي بيده! لتأمرنَّ بالمعروف ولتنهونَّ عن المنكر، أو ليوشكنَّ اللهُ أن يبعث عليكم عقاباً منه ثم تدعونه فلا يُستجاب لكم)([51])، ولعل ما نراه من تسلط الكفار وأذنابهم من العلمانيين وأفعال الغلاة من عقاب الله لنا؛ إنما هو لترك هذه الشعيرة العظيمة، قال تعالى: (( أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )) [آل عمران:165]، وقال تعالى: (( وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ )) [الشورى:30].
وأنبه إلى أمر قد يخفى على بعض الناس: ألا وهو أن المطلوب منا شرعاً الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإن لم نأمر بإزالة المنكر، فقد لا يستطيع المسلم إزالة المنكر ولكن لا يسعه ترك إنكاره، وهذا حجة على المتخاذلين ممن ترك هذه الشعيرة بدعوى أنه لن يغير المنكر([52]).
أسباب تتعلق بالغلاة:
الأول: الجهـل:
ولا أعني بالجهل هنا أن هؤلاء المعنيين عوام لا يفقهون شيئاً، بل قد يكون بعضهم ممن يحمل العلم الشرعي، ولكنه {اعتقد أنه بلغ في العلم شأناً فأخذ يفتي نفسه ولا يسأل غيره في المسائل الكبار، كالتفجير، وقتل الناس، وهذا كله من الجهل}.
ويلاحظ على كثير من أرباب هذا الفكر أمور منها:
الأول: عدم الأخذ عن العلماء الراسخين، فتجد أحدهم أستاذه كتابه، ويحتج بقول ابن سيرين رحمه الله: «إن هذا العلم دين فانظر عمن تأخذ دينك»([53])، [فيترك طلب العلم على المشايخ؛ لأنهم في نظره لا يصلح الأخذ عنهم] ([54])، ومن طلب العلم منهم تجده يدرس على طلاب علم صغار ويهجر العلماء.
وهذه كلمات لابن رجب الحنبلي رحمه الله ؛ فاسمعها بفؤادك، يقول رحمه الله: «من سلك طريقة طلب العلم على ما ذكرناه تمكن مِنْ فَهْم جواب الحوادث الواقعة غالباً؛ لأن أصولها توجد في تلك الأصول المشار إليها، ولابد من أن يكون سلوك هذه الطريق خلف أئمة أهله المجمع على هدايتهم ودرايتهم، كالشافعي وأحمد وإسحاق وأبي عبيد ومن سلك سبيلهم، فإن من ادعى سلوك هذا الطريق على غير طريقتهم وقع في مفاوز ومهالك، وأخذ بما لا يجوز الأخذ به وترك ما يجب علمه»([55]).
ونجد أن جماعة التكفير والهجرة كانت تذم العلماء وتنتقص علمهم.
قال شكري مصطفى - مؤسس جماعة التكفير والهجرة في مصر-: «إن الفقيه لا يحمل من العلم أكثر مما يحمله العامة!! ودعوى أن الفقيه يحمل علماً أكثر منا هي دعوى مرفوضة... ونحن ننازعهم في ذلك»([56])، بل إنهم يقعون في عامة العلماء -الذين اتفقت الأمة على جلالة قدرهم- بالثلب بل والتكفير!!.
قال الشيخ العلامة بكر بن عبد الله أبو زيد -وفقه الله- مبيناً الواجب تجاه العلماء الربانيين: «على كل مسلم موحد النهوض بالحقوق الشرعية عليه للعلماء العاملين، من توقيرهم، وتبجيلهم، وإعطائهم قدرهم، والكف عن أعراضهم، والوقيعة فيهم، والبعد عن إثارة التشكيك في نياتهم، ونزاهتهم، والتعسف في حمل تصرفاتهم بالفتيا والقول على محامل السوء، وتصيُّد المعايب عليهم، وإلصاق التهم بهم، والحط من أقدارهم، والتزهيد فيهم، فإن هذا من أعظم وسائل الهدم، ومواطن الإثم، وتفتيت الأمة، وإضعاف القيادة العلمية، وما هذه إلا وخزة مرجف، وطعون متسرع، وهي مواقف يتشفى بها من في قلبه عِلَّة، وفي دينه رهق وذلَّة، من أهل البدع والأهواء، فلا تكونن ظهيراً للمجرمين، تُخذّل علماء السنة وتكون بفعلتك هذه تذود الناس عنهم وعن دروسهم وحلقهم ومآثرهم، وتسلمهم غنيمة باردة إلى علماء السوء والبدعة، أو جعلهم هملاً تتصيدهم الفرق والأحزاب»([57]).
ويصدق في هؤلاء قول الشاعر:
لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم ولا سراة إذا جهالهم سادوا
الثاني: تطبيق فتاوى صدرت لملابسات معينة من بعض العلماء وجعلها قواعد مطردة، ومن المعلوم أن الفتوى لها ملابساتها التي بموجبها أصدر هذا العالم الفتوى، ومع ذلك نحن لا نعتقد عصمة عالم معين، فقد يصدر العالم فتوى وعند التحقيق يظهر خطؤه، والمهم أن الفتوى صدرت ولها زمانها وأهلها.
الثالث: ادعاء أن الجهاد مصلحة مطلقاً، فإن من علامات الجهل أن يدعي البعض أن الجهاد في سبيل الله مصلحة مطلقاً، حتى قال بعضهم: أليس الجهاد عبادة؟ فدعونا نعبد ربنا!!([58]).
ولا يخالفهم أحد أن الجهاد عبادة من أجلِّ القربات، ولكن ليس دائماً تكون المصلحة في الجهاد، ولذا شرع الله تعالى الهدنة وأمر الناس بالصبر والكف عن المشركين، وأنقلُ عبارات لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الجهاد؛ حتى يتبين خطأ من زعم أن حمل السلاح على كل دولة لم تحكم بالشرع هو المتعين دائماً، قال: «فكان ذلك -أي: ظهور الدين- عاقبة الصبر والتقوى اللذين أمر الله بهما في أول الأمر، وكان إذ ذاك لايؤخذ من أحد من اليهود الذين بالمدينة ولا غيرهم جزية، وصارت تلك الآيات([59]) في حق كل مؤمن مستضعف لا يمكنه نصر الله ورسوله بيده ولا بلسانه، فينتصر بما يقدر عليه من القلب ونحوه، وصارت آية الصغار([60]) على المعاهدين في حق كل مؤمن قوي يقدر على نصر الله ورسوله بيده أو لسانه، وبهذه الآية ونحوها كان المسلمون يعملون في آخر عمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى عهد خلفائه الراشدين، وكذلك هو إلى قيام الساعة، لا تزال طائفة من هذه الأمة قائمين على الحق ينصرون الله ورسوله النصر التام، فمن كان من المؤمنين بأرض هو فيها مستضعف أو في وقت هو فيه مستضعف؛ فليعمل بآية الصبر والصفح عمن يؤذي الله ورسوله من الذين أوتوا الكتاب والمشركين، وأما أهل القوة فإنما يعملون بآية قتال أئمة الكفر الذين يطعنون في الدين، وبآية قتال الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يدٍ وهم صاغرون»([61]).
وأُتْبِعه بكلام للإمام ابن القيم رحمه الله ، حيث قال: «إنه تعالى نهى المؤمنين في مكة عن الانتصار باليد وأمرهم بالعفو والصفح؛ لئلا يكون انتصارهم ذريعة إلى وقوع ما هو أعظم مفسدة من مفسدة الإغضاء واحتمال الضَّيْم، ومصلحة حفظ نفوسهم ودينهم وذريتهم راجحة على مصلحة الانتصار والمقابلة»([62]).
وقال ابن عابدين رحمه الله في معرض حديثه عن الصلاة والجهاد: «لأن الجهاد ليس إلا للإيمان وإقامة الصلاة، فكان حسناً لغيره والصلاة حسنة لعينها»([63]).
وكلام كثيرٍ من هؤلاء الغلاة أن جهاد الكفار هو المصلحة دائماً، ولو كان المسلمون هم الأضعف والأقل عَدداً وعُدداً.
الرابع: عدم التفريق بين التكفير العام وتكفير المعين، وعدم التفريق بين معين وآخر في إيقاع التبديع أو التفسيق أو التكفير، فأهل السنة يشددون النكير في مسائل الكفر، ويطلقون عبارات التكفير على من وقع في أمر معين [على صفة العموم]، ولكن تنزيله على المعين أمر آخر، فقد يعذر بعضهم دون الآخر، أما هؤلاء الغلاة فإنه لو وقع أحد العلماء الراسخين الزاهدين الداعين إلى الكتاب والسنة المحققين للتوحيد في خطأ معين، ووقع فيه آخر ممن عرف بالفسق والفجور والوقوع في الشركيات؛ نجد أنهم لا يفرقون بين الاثنين، زاعمين أن الأول الذي يعرف التوحيد أحرى بالتكفير!!
وكل هذا يعرف بملازمة الراسخين في العلم، والصبر عليهم، وأخذ العلم شيئاً فشيئاً، ولا يعرف بمطالعة الكتب دون المشايخ.
قال ابن الوزير رحمه الله: «وكم بين إخراج عوام فرق الإسلام أجمعين، وجماهير العلماء المنتسبين إلى الإسلام من الملة الإسلامية، وتكثير العدد بهم، وبين إدخالهم في الإسلام ونصرته بهم وتكثير أهله، وتقوية أمره، فلا يحل الجهد في التفرق بتكلف التكفير لهم بالأدلة المعارضة بما هو أقوى منها أو مثلها مما يجمع الكلمة، ويقوي الإسلام، ويحقن الدماء، ويسكن الدهماء؛ حتى يتضح كفر المبتدع اتضاح الحق الصادق، وتجتمع عليه الكلمة، وقد عوقبت الخوارج أشد العقوبة، وذمت أقبح الذم على تكفيرهم لعصاة المسلمين مع تعظيمهم في ذلك لمعاصي الله، وتعظيمهم لله تعالى بتكفير عاصيه، فلا يأمن المكفّر أن يقع في مثل ذنبهم، وهذا خطر في الدين جليل، فينبغي شدة الاحتراز فيه من كل حليم نبيل»([64]).
ويؤكد هذا المعنى -وهو عذر من اجتهد في طلب الحق فأخطأ- شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله حيث قال: «الأقوال التي يكفر قائلها، قد يكون الرجل لم تبلغه النصوص الموجبة لمعرفة الحق، وقد تكون عنده ولم تثبت عنده، أو لم يتمكن من فهمها، وقد يكون قد عرضت له شبهات يعذره الله بها، فمن كان من المؤمنين مجتهداً في طلب الحق وأخطأ ؛ فإن الله يغفر له خطأه كائناً ما كان، سواء كان في المسائل النظرية أو العملية، هذا الذي عليه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وجماهير أئمة الإسلام»([65]).
الثاني: التعصب:
تجد أكثر حملة هذا الفكر متعصبين جداً لأفكارهم، وليس عندهم أي استعداد لسماع المخالف، وفيهم حدة على من خالفهم إلا ما ندر، ويعطون أنفسهم حق الاجتهاد، وأنهم بين الأجر والأجرين، ويمنعون الآخرين هذا الحق، بل يعطون أنفسهم حق نقد الآخرين بكل قسوة وليس للآخرين هذا الحق([66])!!
الثالث: عدم الاعتبار بالتاريخ:
يحمل تاريخنا القديم والمعاصر عدة محاولات للخروج على الحكام أكثرها باء بالفشل، وأسوأ من الفشل الفتن الكبرى التي حلّت بالأمة من جرّاء ذلك الخروج، ولا بد لنا من دراسة متأنية للتاريخ وسبر أغواره؛ لأن أحداث التاريخ تكرر وتتشابه إلى حد كبير جداً؛ لأن وراءها سنناً ثابتة تحركها وتكيفها.
قال ابن خلدون رحمه الله حول هذا المعنى: «اعلم أن فن التاريخ فن عزيز المذهب، جم الفوائد، شريف الغاية؛ إذ هو يوقفنا على أحوال الماضين من الأمم في أخلاقهم، والأنبياء في سيرهم، والملوك في دولهم وسياستهم؛ حتى تتم فائدة الاقتداء في ذلك لمن يرومه في أحوال الدين والدنيا، فهو محتاج إلى مآخذ متعددة، ومعارف متنوعة، وحسن نظر وتثبت يفضيان بصاحبهما إلى الحق، وينكبان به عن المزلات والمغالط، فالماضي أشبه بالآتي من الماء بالماء»([67]). ففهم التطور السابق لمشكلة جارية سيجعل المرء قادراً على أن يفهم ملابساتها الحاضرة([68])، وسأذكر بعض الحوادث التاريخية، ثم أعرج على بعض الحوادث المعاصرة:
أولاً: خروج الخوارج وبعض الجهلة على أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه، وقد تبعه الفتنة الكبرى بين علي ومعاوية رضي الله عنهما، والتي شارك فيها عدد من الصحابة الكرام رضي الله عنهم.
ثانياً: وقعة الحرة، فقد بايع بعض الصحابة من أهل المدينة عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما فحاربهم رجال يزيد بن معاوية، وفيها حصلت استباحة المدينة([69]).
ثالثاً: خروج سليمان بن صرد في جيش التوابين، فقتل هو ومن معه في معركة عين وردة.
رابعاً: خروج محمد النفس الزكية رحمه الله.
خامساً: خروج الوليد بن طريف في الجزيرة، وقد حكم فيها، وقتل خلقاً من أهلها، ثم أرسل له الرشيد من يقتله.
سادساً: خروج عبد الرحمن بن الأشعث على الحجاج، وقَتْلِ الحجاج له ولأكثر من معه.
سابعاً: خروج يزيد بن علي بن الحسين رحمه الله، فقتل هو ومن معه.
ثامناً: خروج يزيد بن المهلب بن أبي صفرة في العراق، وقتل مسلمة بن عبد الملك والي العراق له.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله معلقاً على هذه الحوادث: «فإن الله تعالى بعث رسوله صلى الله عليه وسلم بتحصيل المصالح وتكميلها، وتعطيل المفاسد وتقليلها، فإذا تولى خليفة من الخلفاء كيزيد وعبد الملك والمنصور وغيرهم، فإما أن يقال: يجب منعه من الولاية وقتاله حتى يولى غيره كما يفعله من يرى السيف، فهذا رأي فاسد؛ فإن مفسدة هذا أعظم من مصلحته، وقلّ من خرج على إمام ذي سلطان إلا كان ما تولد عن فعله من الشر أعظم مما تولد من الخير، وغاية هؤلاء إما أن يُغْلبوا وإما أن يَغْلِبوا، ثم يزول ملكهم فلا يكون لهم عاقبة، وأما أهل الحرة وابن الأشعث وابن المهلب وغيرهم فهزموا وهزم أصحابهم، فلا أقاموا ديناً ولا أبقوا دنيا، والله تعالى لا يأمر بأمر لا يحصل به صلاح الدين ولا صلاح الدنيا، وإن كان فاعل ذلك من أولياء الله المتقين ومن أهل الجنة، فليسوا أفضل من علي وعائشة وطلحة والزبير وغيرهم رضي الله عنهم، ومع هذا لم يحمدوا ما فعلوه من القتال، وهم أعظم قدراً عند الله وأحسن نية من غيرهم، وكذلك أهل الحرة كان فيهم من أهل العلم والدين خلق، وكذلك أصحاب ابن الأشعث كان فيهم خلق من أهل العلم والدين، والله يغفر لهم كلهم»([70]).
أما الحوادث المعاصرة فهي كثيرة، ولكنَّ أبرزها ما حدث في الجزائر([71])، ففيها حلّ الهرج فقتل الناس بعضهم بعضاً، ودخلت المخابرات الدولية بمنافقيها، فكان أكبر من تضرر هم المؤمنون الصادقون، والمستفيد هم الزنادقة وأربابهم من الصليبيين.
وكذلك قتل الرئيس المصري والذي صار شهيداً عند بعض قتلته بعد ذلك!! من الذي استفاد من قتله؟؟ وأي خير جنته الأمة من ذلك؟؟
وهذه أحداث الرياض ماثلة أمامنا، من الذي استفاد منها؟ إنها أفادت المنافقين من العلمانيين([72]) وأسيادهم من الكفرة وخاصة الأمريكان.
ولو رجع هؤلاء إلى السيرة النبوية لوجدوا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ظل ثلاثة عشر عاماً في مكة يدعو ويربي أصحابه، والشرك ضارب أطنابه عن يمينه وشماله، والكعبة تحيط بها الأصنام، وهو صلى الله عليه وسلم يصلي عند الكعبة ويطوف بها، وقد مرّ على آل ياسر رضي الله عنهم وهم يعذبون فلم يملك إلا أن يصبرهم([73]).
فائدة عزيزة:
هذه فائدة عزيزة أهديها لك فخذها بعين راضية وقلب واعٍ، أجمع لك فيها بين كلام الحافظ ابن كثير، وتاج الدين ابن السبكي الذي نقل عن ابن الأثير -رحمهما الله- وقد وصفوا لنا سبب دخول التتار إلى بلاد المسلمين، فأي ذنب ارتكبه من تسبب بذلك؟ وأي معصية وقع فيها؟ والله يغفر الذنب ويقبل التوبة.
«في عام ستمائة وست عشرة عبرت التتار نهر جيحون صحبة ملكهم جنكيزخان من بلادهم، وكانوا يسكنون جبال طمغاج من أرض الصين، ولغتهم مخالفة للغة سائر التتار وهم من أشجعهم وأصبرهم على القتال، وسبب دخولهم نهر جيحون أن جنكيزخان بعث تجاراً له ومعهم أموال كثيرة إلى بلاد خوارزم شاه([74]) يبتضعون له ثياباً للكسوة، فلما انتهوا إلى الأترار، كتب نائبها إلى خوارزم شاه يذكر له ما معهم من كثرة الأموال التي لا تعد ولا تحصى، وقال له: «الرأي قتلهم وأخذ أموالهم». فأرسل إليه بأن يقتلهم ويأخذ ما معهم، ففعل ذلك، فلما بلغ جنكيزخان خبرهم أرسل يتهدد خوارزم شاه، قال ابن كثير: «ولم يكن ما فعله خوارزم شاه فعلاً جيداً».
فلما تهدده أشار من أشار على خوارزم شاه بالمسير إليهم، وقام ولده السلطان جلال الدين وكان عاقلاً، وسأل عن طاعة جند جنكيزخان له، ثم أشار على والده بأن يتلطف في الجواب ويخلي بين جنكيزخان وبين نائب الأترار، ويسلطه على دم واحد يحمي به المسلمين من نهر جيحون إلى قريب بلاد الشام، ومساجد لا يحصى عددها، ومدارس وأمماً لا يحصون، ومدائن وأقاليم([75])، فأبى والده إلا السيف، وأمر بقتل رسل جنكيزخان، قال ابن السبكي: «فيا لها فعلة ما كان أقبحها، أَجْرَت كل قطرة من دمائهم سيلاً من دماء المسلمين».
ثم سار إليهم وهم في شغل شاغل بقتال كشلى خان، فنهب خوارزم شاه أموالهم وسبى ذراريهم وأطفالهم، فأقبلوا إليه محروبين، فاقتتلوا معه أربعة أيام قتالاً لم يسمع بمثله، ثم رجع عنهم، فقصدت التتار بخارى، وبها عشرون ألف مقاتل، فحاصرها جنكيزخان ثلاثة أيام فطلب منه أهلها الأمان فأمنهم، ودخلها فأحسن السيرة فيهم مكراً وخديعة، وامتنعت عليه القلعة فحاصرها، وفتحوها قسراً في عشرة أيام، فقتل من كان بها، ثم عاد إلى البلد، فاصطفى أموال تجارها وأحلّها لجنده، فقتلوا من أهلها خلقاً لا يعلمهم إلا الله عز وجل وأسروا الذرية والنساء، وفعلوا معهن الفواحش بحضرة أهليهن، فمن الناس من قاتل دون حريمه حتى قتل، ومنهم من أسر، فعذب بأنواع العذاب، وكثر البكاء والضجيج بالبلد من النساء والأطفال والرجال، ثم ألقت التتار النار في دور بخارى ومدارسها ومساجدها، فاحترقت حتى صارت بلاقع خاوية على عروشها، ثم كرّوا راجعين عنها قاصدين سمرقند...)([76]).
الرابع: الحماس الزائف:
الحماس للدين والغيرة عليه إيمان، والمؤمن يغار أن تنتهك حرمات الله، والله أغير من عباده، وبئس الرجل لا يغار على حرمات الله ولا يتحرك قلبه ولا تنزف نفسه إذا رأى معصية لا يستطيع تغييرها، وقد قال سفيان الثوري رحمه الله: »إني لأرى الشيء يجب علي أن أتكلم فيه فلا أفعل، فأبول دماً«([77]) فيا لله أين حالنا من حال سفيان رضي الله عنه؟! ولكن قد يتعدى المؤمن فيقع في الحرام وهو يظن أنه يحسن صنعاً.
الخامس: الاعتماد على المنامات:
يعتمد الغلاة على الأحلام والرؤى في كثير من أعمالهم، وهنا لابد من بيان أمرين:
الأمر الأول: أن الرؤى مبشرات، وليست أوامر من الله تعالى أو وحياً صادقاً يجوز معه مخالفة شرع الله تعالى.
وقد ينكر بعض ضعفاء الإيمان الرؤيا كما أنكر بعضهم تلبس الجن بالإنس وغيره من أمور الغيب، فأحب أن أذكر بعض الأدلة على الرؤى، قال صلى الله عليه وسلم: (الرؤيا الصادقة من الله، والحلم من الشيطان)([78])، أما حقيقة الرؤيا فقد قال ابن القيم رحمه الله : «الرؤيا أمثال مضروبة يضربها الملك الذي قد وكَّلَهُ الله بالرؤيا؛ ليستدلِّ الرائي بما ضرب له من المثل على نظيره، ويعبر منه إلى شبهه»([79]).
والرؤيا منزلتها في الإسلام رفيعة، قال صلى الله عليه وسلم: (الرؤيا الحسنة من الرجل الصالح جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة)([80])، وعن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الرسالة والنبوة قد انقطعت، فلا رسول بعدي ولا نبي، قال: فشق ذلك على الناس -أي: انقطاع النبوة والرسالة- فقال: لكن المبشرات، قالوا: يا رسول الله! ما المبشرات؟ قال: رؤيا المسلم هي جزء من أجزاء النبوة)([81]).
وقد ضل بعض الناس في هذا الأمر فجعلوا الرؤى مصدر تشريع، وقد أنكر ذلك عليهم العلماء، قال الشاطبي رحمه الله : «فلربما قال بعضهم: رأيت النبي في النوم، فقال لي كذا، وأمرني بكذا، فيعمل بها، ويترك بها، معرضاً عن الحدود الموضوعة في الشريعة، وهو خطأ؛ لأن الرؤيا من غير الأنبياء لا يحكم بها شرعاً على حال، إلا أن نعرضها على ما في أيدينا من الأحكام الشرعية، فإن سوغتها عُمِل بمقتضاها، وإلا وجب تركها والإعراض عنها، وإنما فائدتها البشارة أو النذارة خاصة، وأما استفادة الأحكام فلا...»([82]).
ومن أراد أن تصدق رؤياه فعليه بما قاله ابن القيم رحمه الله : «ومن أراد أن تصدق رؤياه فليتحر الصدق، وأكل الحلال، والمحافظة على الأوامر والنواهي، ولينم على طهارة كاملة، مستقبل القبلة، ويذكر الله حتى تغلبه عينه، فإن رؤياه لا تكذب ألبتة، وأصدق الرؤيا ما كان بالأسحار؛ فإنه وقت النزول الإلهي، واقتراب الرحمة والمغفرة، وسكون الشياطين، وعكسه رؤيا العتمة -أي: وقت صلاة العشاء- عند انتشار الشياطين والأرواح الشيطانية»([83]).
الأمر الثاني: لا يجوز للمسلم الاعتماد على الرؤيا في ابتداء عمل أو تركه؛ فهي مبشرات كما سبق، ومن المعلوم أن (جهيمان) لما دخل الحرم وعمل ما عمل، اعتمد على منامات كثيرة كانت قد انتشرت بين الناس، حتى قال لي بعضهم: «ما كان محمد ابن عبد الله القحطاني يمشي في مكان إلا سُلِّم عليه بالمهدية، حتى فتنه الناس»، وقد نص سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله على هذه المسألة في معرض الرد عليهم، فقال: «أما اعتماد المنامات في إثبات كون فلان هو المهدي فهو مخالف للأدلة الشرعية ولإجماع أهل العلم والإيمان؛ لأن المرائي مهما كثرت لا يجوز الاعتماد عليها في خلاف ما ثبت به الشرع المطهر؛ لأن الله سبحانه أكمل لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم ولأمته الدين وأتمَّ عليهم النعمة قبل وفاته عليه الصلاة والسلام، فلا يجوز لأحد أن يعتمد شيئاً من الأحلام في مخالفة شرعه عليه الصلاة والسلام، ثم المهدي قد أخبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه يحكم بالشرع المطهر، فكيف يجوز له ولأتباعه انتهاك حرمة المسجد الحرام وحرمة المسلمين وحمل السلاح عليهم بغير حق؟!»([84]).
تنبيه:-
هنا ملحوظة يجب التنبيه عليها قبل أن ننتقل إلى موضوع آخر: وهي أننا نرتاب كثيراً أن تكون كل المرويات من أحلام الناس اليوم هي من جملة تلك الرؤى الصالحة المبشرة؛ فثمة أمور تدفعنا للتريث كثيراً، وتبطئنا عن المسارعة إلى تصديق كل ما يروى من الأحلام وما يحكى من تأويلها:
الأمر الأول: أن يكون المرء الذي نسبت إليه تلك الرؤيا كاذباً، قد تحلّم بحلم لم يره. وهذا احتمال وارد، وقد ورد الوعيد الشديد في ذلك، يقول صلى الله عليه وسلم: (من تحلّم بحلم لم يره كُلِّف أن يعقد بين شعيرتين ولن يفعل)([85]).
الأمر الثاني: أننا إذا فرضنا صدق صاحبها، فثمة أمر آخر يرد عليها، وهو كون ذلك الحلم من قبيل حديث النفس؛ فإن بعض المنامات تتأثر بالهموم الشخصية والحالة النفسية، وقد أثبت الرسول صلى الله عليه وسلم هذا في قوله: (الرؤيا ثلاث: فالرؤيا الصالحة بشرى من الله، والرؤيا من تحزين الشيطان، والرؤيا مما يحدث به الرجل نفسه)([86]).
الأمر الثالث: إن سلّمنا أن الرؤيا ليست من حديث النفس، فثمة وارد يمنع أن تستخفنا تأويلات تلك الأحلام، فنسارع إلى تصديقها واستظهار الغيب بها.
وهذا الوارد هو احتمال خطأ المُعبِّر، فليس لزاماً أن يوافق تأويله عين الحقيقة؛ لأن تأويله اجتهاد يحتمل الخطأ والوهم، كما يحتمله كل اجتهاد.
وقد أخطأ في تأويل بعض الرؤى صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمن باب أولى أن يخطئ غيرهم ويَهِم، ومن ذلك أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال: (إني رأيت رؤيا، ثم قصّها عليه في حديث طويل، فقال أبو بكر: يا رسول الله! بأبي أنت، لتدعني فأعبرها. فأذن له، فعبرها، ثم قال: فأخبرني يا رسول الله! أصبتُ أم أخطأت؟ فقال: أصبتَ بعضاً، وأخطأتَ بعضاً)([87]).
أسباب خارجية:
يذهب بعضهم إلى أن المناهج في الدول الإسلامية هي سبب الغلو، وأن تحميل الأسباب الخارجية للأحداث نوع من الهروب، قال عبد الله بن بجاد العتيبي([88]): «لماذا العنف؟ سيقول البعض: بسبب الظلم الخارجي، ولكننا لا نستطيع أن نقتنع بذلك ونحن نرى الكون كله من حولنا مليئاً بالظلم الخارجي، مما يطرح سؤالاً لا يقل أهمية عن سابقه ألا وهو: لماذا لم يحدث عندهم ما يحدث عندنا؟ ولماذا نحن فقط الذين نجدع أنوفنا نكاية بالخصم؟ لماذا نحن فقط نحرق أوطاننا ونفجر وحدتنا ونفرق كلمتنا؟...»([89]).
أنا أعلم أن القارئ الكريم اشمأزّ من هذه الهرطقة، بل من هذا الكذب الصريح والظلم البيِّن، فقد سبق وأن ذكرتُ أحداثاً إرهابية مرت بدول غير الدول الإسلامية، فكيف يقول هذا -المتطرف سابقاً ولاحقاً-: إن الغلو والإرهاب فقط في بلادنا؟ إن هذا إلا مؤامرة على الدين وأهله؟! وأنا سأنقل لك أسماء المنظمات الإرهابية العالمية حسب رأي وزارة الخارجية الأمريكية، فانظرها في الملاحق؛ لترى كذب هذا الدعي وأمثاله.
وإن كان عبد المطلب قال: للبيت رب يحميه، فنقول جميعاً: للدين رب يحميه.
والناظر في الأحداث التي تمر بالأمة يعلم أن دعم الولايات المتحدة الأمريكية لإسرائيل سبب من أسباب ما نراه من الأحداث، وأشد منه الهجوم على أفغانستان، فقد شاهد العالم أجمع حرق القرى وقتل مئات من البشر، والأسوأ منه ما حصل من تدمير دار الخلافة »بغداد العراق« ونهبها بدعوى التحرير.
واسمع لهذا المحرر الأمريكي »ريتش لوري« الذي أظهر نوايا أسياده حيث قال: «إنني أقترح أن تضرب مكة بقنبلة نووية ويكون ذلك بمثابة إشارة إلى المسلمين... إن طهران وبغداد هما الأقرب لتلقي الضربة النووية الأولى... يجب علينا أن نحذر دمشق والقاهرة والجزائر وطرابلس والرياض من خطر الإبادة النووية إذا ما أظهروا أية علامة اعتراض»([90]).
وأكد ماجد رشيد العويد على أن فكرة ضرب مكة ليست فلتة لسان من كاتب؛ بل هي عقيدة متأصلة، فقال: «وليست الدعوة إلى ضرب مكة كلاماً أجوف أو فارغاً، أو كما يصفه مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير) بعبارات جاهلة تخرج عن حدود أي نقاش عقلاني، وإنما هي دعوة تحفر لنفسها عميقاً في خلايا عقل بوش الذي ينطلق في كثير من خطواته من مرجعية توراتية متخلفة، ومن روح أمريكية تربّت على لغة الكاوبوي. ثم لماذا لا نهتم بما يقال عنا ويقع علينا قبل حدوثه؟»([91]).
ولقد حذر (جورج ويل) الأمريكان من مغبة انفجار المسلمين تحت هذه الظروف التي يمرون بها، فقال: «يجب أن يعلم الأمريكيون أن العقيدة الإسلامية أقوى من أية مستجدات دنيوية، فليحذروا انفجارها»([92]).
كل هذا ليس عذراً للغلو، ولكنه سبب بجانب غيره من الأسباب، وأنا أمثله بشاب تلقى صفعة من رجل قوي لا يقدر على مصارعته، فما كان منه إلا أن أطلق عليه الرصاص، فالصفعة سبب القتل ولكنها لا تجيزه.
أسباب داخلية:
من أكبر أسباب الغلو: ردة الفعل لما يراه كثير من الشباب من الهجوم على الدين في الإعلام مع سكوت الساسة والعلماء، لذا فهم يقدمون على بعض هذه الأعمال غَيرَةً على الدين -حسب فهمهم- ولو قام كلٌ بواجبه لسكت هؤلاء، وإن كان هذا لا يعتبر عذراً لهم، ومن هذه الأسباب أيضاً:
أولاً: ترك تحكيم الشرع:
قال الدكتور عبد الرحمن اللويحق: «لقد عاشت الأمة الإسلامية والخضوع لحكم الله حاضر في حسها تحياه قروناً طويلة، وحين بدأ الانحراف في هذه القضية بدأ في شكل انحرافات في الجزئيات لا في الكليات... وهذا الانحراف الجزئي حين بدأ مبكراً مصداقاً لما رواه أبو أمامة الباهلي رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لتنتقضن عرى الإسلام عروةً عروةً، فكلما انتقضت عروة تشبث الناسُ بالتي تليها، فأولهن نقضا الحُكمُ، وآخرهنَّ الصلاة)([93])، ثم تتابع الانحراف بعد ذلك حتى وقعت ألوان الانحراف الشامل، فكان أول الانحراف في الحكم ما أحدث من الحكم بما يسمى السياسة([94])...
ثم وقع في عهد التتار الحكم بالياسق([95])، ثم تتابع النقص حتى جاء عهد الدولة العثمانية التي أصدرت تنظيمات مبنية على بعض القوانين الأوروبية»([96]).
فكان عدم تطبيق الشريعة كالأساس والسبب الرئيس للغلو في معظم ديار المسلمين، حيث أقصيت الشريعة الإسلامية واستجلبت القوانين الوضعية، مما أوجد عند كثير من الناس شعوراً بالظلم من تطبيق القوانين الوضعية، وهي صناعة بشرية يعتريها النقص والخلل وتفضيلها على شرع الله المطهر([97])، ومن المعلوم أن تحكيم الشريعة من أوجب الواجبات على ولاة الأمر -وفقهم الله-.
قال سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله : «فإنّ قوله عز وجل: ((يَزْعُمُونَ)) [النساء:60] ([98]) تكذيب لهم فيما ادّعوه من الإيمان، فإنه لا يجتمع التحاكم إلى غير ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم مع الإيمان في قلب عبدٍ أصلاً، بل أحدهما ينافي الآخر، والطاغوت مشتق من الطغيان، وهو: مجاوزة الحدّ، فكلُّ مَن حكَمَ بغير ما جاء به الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، أو حاكَمَ إلى غير ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم، فقد حكَمَ بالطاغوت وحاكم إليه»([99]).
وقال شيخنا سماحة الشيخ صالح الفوزان -وفقه الله لكل خير-: «من نحَّى الشريعةَ الإسلاميةَ نهائياً وأحلَّ مكانها القانونَ، فهذا دليلٌ على أنهُ يرى جوازَ هذا الشيء واستحلاله؛ لأنهُ ما نحاها وأحلَّ محلها القانونَ إلا لأنهُ يرى أنهُ أحسنُ من الشريعةِ، ولو كان يرى أن الشريعةَ أحسنُ منه لما أزاحَ الشريعةَ وأحلَّ محلها القانونَ، وهذا كفرٌ باللهِ عز وجل، وكذلك من أبقى الحكمَ بقضايا النكاحِ والميراثِ حسب الشريعة؛ فهذا يؤمنُ ببعضِ الكتابِ ويكفرُ ببعضٍ، يعني يحكِّمُ الشريعةَ في بعضٍ، ويمنعها في بعضٍ، والدين لا يتجزأُ، وتحكيم الشريعةِ لا يتجزأُ، فلابد من تطبيقِ الشريعةِ تطبيقاً كاملاً، ولا يُطبق بعضُها ويُترك بعضُها، قال تعالى: ((أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ)) [البقرة:85]..»([100]).
ثانياً: ضعف الثقة في العلماء الرسميين:
المسلمون تحركهم فتوى من عالم مخلص وتوقفهم كذلك، وقد تعجز الأسلحة أن تفعل ما يفعله عالم مؤمن؛ لذا يجب على الساسة إظهار احترام العلماء الربانيين، واتّباع ما يقولونه ولو خالفهم في بعض الأحيان.
وعلى العلماء احترام ما يحملونه من علم شريف، أما أن يصل الحال ببعضهم إلى زيارة المحافل الماسونية! أو المشاركة في دعوة التقريب بين الأديان! أو الفتوى بجواز منع المسلمات من الحجاب! أو السكوت على قتل مئات المسلمين في أفغانستان أو العراق أو فلسطين! فإن كل هذا مما يسقط هيبة العلماء، ويجعل هؤلاء الشباب يبحثون عن أنصاف طلاب العلم ليتعلموا عليهم، {ولقد ساهم الإعلام في إسقاط هيبة العلماء الربانيين، وفي بعض الدول صدرت تنظيمات كثيرة كان لها أكبر الأثر في هذا الباب}.
ولا أقصد هنا أن يكون العالم تبعاً للعامة يفتي على ما يشتهون، ولكن لابد من الصدع بالحق([101]).
وعلى العامة احترام العلماء وإعذارهم، وعلى العلماء القيام بواجبهم، وليحذر المتتبع لزلات العلماء من غضب الله فهم أولياؤه، قال تعالى: ((أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ)) [يونس:62]، وقال ابن عساكر رحمه الله مبيناً عظم التعدي على العلماء: «اعلم يا أخي -وفقني الله وإياك لمرضاته، وجعلني وإياك ممن يخشاه ويتقيه حق تقاته- أن لحوم العلماء مسمومة، وعادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة، وأن من أطلق لسانه في العلماء بالثلب بلاه الله قبل موته بموت القلب..»([102]). وكم من شخص رأيناه قد أطلق لسانه في العلماء ثم سقط على قارعة الطريق وصار عبرة لكل معتبر، قد بلاه الله بالكبائر، ويخشى عليه من الهلاك التام والردة، وكلما مر عليه عامي استرجع، أو محتسب قال له: هلا تنحيت عن طريق الناس. وعند الله تجتمع الخصوم([103]).
ثالثاً: منع عدد من الدعاة المخلصين:
قامت بعض الدول الإسلامية بمنع كثير من الصالحين المصلحين لمجرد الخلاف حول إنكار بعض المنكرات العامة وقيّدت حركاتهم، مما جعل الغلاة ينشرون أفكارهم الضالة وليس هناك من يرد عليها سوى المؤسسة الدينية الرسمية، وهي غير مقبولة عندهم.
وهنا قاعدة طردية وهي: كلما سمح للدعوة واحترم العلماء ذابت الأفكار المنحرفة، ومتى منع العلماء الناصحين والدعاة المخلصين ظهرت الأفكار المنحرفة؛ لأن أصحابها يستغلون منع المصلحين لترويج أفكارهم، ولا يوجد من أهل العلم من يردهم إلى الطريق المستقيم، ومن تأمل أحوال الدول الإسلامية علم صدق هذا.
رابعاً: تعرض مجموعات للتعذيب:
من المقطوع به أن جماعة شكري أحمد مصطفى (التكفير والهجرة) كان ظهورهم رد فعل لما شاهدوه من تعذيبٍ في ليمان طرة([104])، وسبٍ للهجل جلاله، وسبٍ للدين ممن قام على تعذيبهم من رجال المباحث، وهنا نقرأ ما كتبه أحد الصحفيين، والذي زج به خطأً في ليمان طرة وهو علي محمود، وقد كان خلال هذه الفترة مع شكري، ومما قاله: «كان المسلمون شباباً وكهولاً يرزحون تحت وطأة التعذيب الجهنمي فوق طاقة البشر... السياط والكي بالنار، والنفخ، ونهش الكلاب، والجوع.. حتى مات من مات وجُنَّ من جُنَّ... كنا نمشي فوق قطع الزجاج..»([105])، حتى وصل الأمر بشكري إلى قول: «إن كل المجتمعات القائمة مجتمعات جاهلة وكافرة قطعاً»، وقول: «الإسلام الحق هو الذي تتبناه جماعة المسلمين، وهو ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته وعهد الخلافة الراشدة فقط، وبعد هذا لم يكن ثمة إسلام صحيح على وجه الأرض حتى الآن»([106])!!
ونجد أن قوافل الشباب المسلم والذين ألقي بهم في السجون، وقُطِّعوا إرباً إرباً، وذاقوا من صنوف العذاب ما لا تتوهمه الأوهام، ودفن المئات منهم وهم أحياء، وأعدم الكثير على أعواد المشانق، وفعلت ببعضهم الفاحشة، وقضى آلاف منهم عشرات الأعوام([107]) في الأقبية والزنازين والسراديب المظلمة([108]).. خرجوا بعدها إلى الحياة لكي يجدوا الأبناء قد تشردوا، والأسر قد تبعثرت بعد أن عبثت بها الأيدي الآثمة، وحِيل بينهم وبين لقمة العيش الكريمة.. كل تلك الكئوس المترعة تجرَّعوها حتى الثمالة لا لذنب اقترفوه، وإنما لأنهم قالوا: ((رَبُّنَا اللَّهُ))، وتنفيذاً لرغبات الأسياد في الشرق والغرب حصل ما حصل. إننا نتساءل وبكل لغات العالم: من هو المتطرف.. الضحية أم الجلاد([109])؟!
وقد يحصل الغلو عند الشباب من غير قناعات فكرية شاذة أو متنطعة بل يكون نتيجة ردود فعل لما يحصل في بعض المجتمعات الإسلامية من صور القهر أو الظلم أو العدوان فيدفعهم ذلك إلى أعمال غير محسوبة ولا معروفة العواقب تزيد من هوه الخلاف وتضاعف من القهر والظلم أكثر مما مضى([110]).
خامساً: نشر مواد إعلامية فيها هجوم على الدين:
نُشِرَ -وما زال- عدد من المقالات والكتب والأفلام وغيرها مليئة بالهجوم على الدين، بل فيها سب الدين، بل سب رب الأرض والسموات!
وتأمل معي -أيها القارئ العزيز- ما نشرته الهيئة المصرية للكتاب، فقد نشرت كتاباً بعنوان: (آية الجيم) للكاتب (حسن طلب) قسمه إلى خمس سور!! وكل سورة لها اسم يختص بها، ومما قال فيه: «باسم الجيم، والجنة والجحيم، ومجتمع النجوم إنكم ستفجأون، كم وددتم لو ترجأون، إلى يوم لا جيم ولا جيوم... قل يا أيها المجرمون، إنكم يومئذ لفي وجوم، تستجدون فلا تنجون، وقل أيها الراجون، إنكم يومئذ الناجون... الجيم جل جلالها، صدق حرف الجيم»!! فماذا تريد من شباب الأمة الغيور على دينه وهم يرون هيئة رسمية تطبع مثل هذا الكتاب؟؟([111]).
وقال يوسف إدريس: «زعيم الصين (ماو تسي تونج) يجب أن يكون من العشرة المبشرين بالجنة»([112]).
واقرأ معي هذا الكلام الذي صاغه نزار قباني -واستعذ بالله من الكفر وأهله- حيث قال:
من أين يأتي الشعر يا قرطاجة والله مات وعادت الأنصاب([113])
وقال أيضاً: لأنني أحبك يحدث شيء غير عادي في تقاليد السماء، يصبح الملائكة أحراراً في ممارسة الحب([114])، ويتزوج الله حبيبته في السماء([115]).
وماذا نريد من الشباب المؤمن وهو يرى من يسب الله - حتى قال أحدهم: «الله والشيطان وجهان لعملة واحدة»!! وقال: «مسكين أنت يا ألله»، وقال: «الله فكرة نخترعها إذا احتجناها»؟!!
وقال محمد بن جبر الحربي الشاعر الحداثي:
«أرضنا البيد غارقة
طوف الليل أرجاءها
وكساها بعسجده الهاشمي
فدانت لعاداته معبدا»([116]).
قال الدكتور عوض القرني راداً عليه: «أسئلة نوجهها للحربي ليجيب عليها، وليجلب بخيله ورجله، ويستعين بالمبدعين والنجوم المتجاوزين للسائد والنمطي كما يسميهم: لماذا أرضنا بيد قاحلة لا نبات فيها ولا ماء؟ وما الذي أغرقها؟ وفي أي شيء هي غارقة؟ وما هو الليل والظلام الذي عم أرجاءها ولم يترك منها زاوية؟ ومن هو الهاشمي الذي كساها بعسجده فدانت لعادته معبداً وحولها إلى أرض قاحلة غارقة في الظلام؟
إنني أتحدى الحربي أن يخرج لنا هاشمياً يمكن أن يقال: إن عاداته أصبحت عبادة للناس غير محمد صلى الله عليه وسلم »([117]).
وقال محمد العلي:
«حدثنا الشيخ إمام
عن صالح بن عبد الحي
عن سيد ابن درويش
عن أبيه، عن جده قال:
يأتي على هذه البلاد زمان
إذا رأيتم فيه أن الفن أصبح جثة هامدة فلا تلوموه
ولا تعذلوا أهله
بل لوموا أنفسكم
قالها وهو ينتحب
فتغمده الله برحمته
وغفر له ذنوبه«([118]).
قال الدكتور عوض القرني راداً عليه: «هذا الحديث الذي نسجه خيال العلي، ألم يجد طريقة يتحدث بها عن الغناء والمغنين، إلا أن يقلد سند حديث النبي صلى الله عليه وسلم، بل يقلد الحديث الشريف ذاته في ألفاظه؟!»([119]).
وقال أيضاً: «وحين صدر العدد الأول من ملف نادي أبها الأدبي بعنوان (بيادر)... كانت أغلب محتوياته بأقلام الحداثيين... كتب عضو نادي أبها الأدبي حسين الأشول في الندوة العدد (8418) معترفاً بأخطائهم، ومما قال فيها: ففي بيادر أبها تعريض صريح بالقرآن الكريم وتهكم بالدين»([120]). فشهد شاهد من أهلها.
ومن المحزن -حقاً- أن بعض المنتسبين إلى العلم ينافح عن هؤلاء الزنادقة بدعوى أن ما قالوه مواد أدبية!!
ولو اطلع هذا وأمثاله على فتاوى سماحة الإمام عبد العزيز ابن باز رحمه الله وهو يطلق عبارات التكفير على أمل بنت فلان التي قالت: «والرجال يعتقدون أن المرأة كائن آخر، والمرأة في تعبيرهم ناقصة عقل ودين، وهم يعتقدون أن الرجال قوامون على النساء»، فقال: «وإن هذه الصحيفة -أي: التي نشر فيها المقال- قد تجاوزت الحدود، واجترأت على محاربة الدين والطعن فيه بهذا المقال الشنيع جرأة لا يجوز السكوت عنها، ولا يحل لوزارة الإعلام ولا للحكومة الإغضاء عنها، بل يجب قطعاً معاقبتها معاقبة ظاهرة بإيقافها عن الصدور، ومحاكمة صاحبة المقال، والمسئول عن تحرير الصحيفة، وتأديبهما تأديباً رادعاً، واستتابتهما عما حصل منهما؛ لأن هذا المقال يعتبر من نواقض الإسلام، ويوجب كفر وردة من قاله أو اعتقده أو رضي به؛ لقول الله سبحانه وتعالى: ((قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ)) [التوبة:65-66] الآية. فإن تابا وإلا وجب قتلهما لكفرهما وردتهما»([121]).
وقال سماحة الإمام عبد العزيز ابن باز رحمه الله رداً على من سمى نفسه ابن السراة، وقد نشر حلاً لمشكلة إحدى النساء: «وأما حل ابن السراة للمشكلة فهو حل صادر من جاهل بالشريعة وأحكامها؛ لأنه عاب تعدد الزوجات، وزعم أنه داء خطير يجب أن نحاربه بكل وسيلة من شأنها الحد من تفشي هذا الداء العضال، الذي يهدد استقرار مجتمعنا، وأهاب بالحكومة إلى منعه، وزعم أيضاً أن الذي يسعى في تعدد الزوجات جاهل يجب علينا أن نتعاون على الحيلولة دون تحقيق رغباته الحيوانية، واستئصال هذا الداء من شأفته... ثم قال الشيخ مبيناً حكم هذا الرجل: أما حكم ابن السراة فلا شك أن الذي قاله في تعدد النساء تنقص للإسلام، وعيب للشريعة الكاملة، واستهزاء بها وبالرسول صلى الله عليه وسلم،وذلك من نواقض الإسلام، فالواجب على ولاة الأمور استتابته مما قال، فإن تاب وأعلن توبته في الصحيفة التي أعلن فيها ما أوجب كفره فالحمد لله، ويجب مع ذلك أن يؤدب بما يردعه وأمثاله، وإن لم يتب وجب أن يقتل مرتداً، ويكون ماله فيئاً لبيت المال لا يرثه أقاربه، قال تعالى: ((قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ)) [التوبة:65-66]، وقال تعالى في حق الكفرة: ((ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ)) [محمد:9]، فنبه سبحانه عباده إلى أن من استهزأ بدينه أو كره ما أنزل كفر وحبط عمله، وقال سبحانه في آية أخرى: ((ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ)) [محمد:28] »([122]).
وبعد: فأختم بكلمة ثناء كتبها الكاتب الصهيوني (توماس فريدمان) على مجموعة من الكتاب، حيث قال: «علينا أن نعي أنهم هناك، وأن الحادي عشر من سبتمر شجعهم على الظهور، وأنه كلما أسرعنا في إنهاء المسألة العراقية أمكن لنا تهدئة النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، وأدى ذلك لاكتساب طرحهم المزيد من الزخم، تمنوا لهم التوفيق فهم عبد الرحمن الراشد، وعبد الله أبو السمح، وأسامه غزالي.. أفضل من يمكن أن نعلق عليه الآمال بشأن إحداث التغيير من الداخل، وهو التغيير الوحيد الذي يهم الجميع»([123])
.
أدلـة تحريــم الغلــو
الأعمال الناتجة عن الغلو في الدين محرمة، وهذا هو الذي عليه عامة العلماء في هذه الأزمنة، ولا أعرف عالماً واحداً يفتي بجواز هذه العمليات، بل يكاد الأمر أن يكون اتفاقاً بينهم، وإن كان بعض أهل العلم ينشر فتاوى ومقالات قد يفهم منها جواز هذه الأعمال، ولكن -في حقيقة الأمر- لو نوقش فيها لقال: ما قصدت ما فهم مني، وكلامي هذا عام.
وهنا أنقل الأدلة على تحريم الغلو، ثم أعرج على الأدلة التي تنص على تحريم هذه الأعمال.
الأدلــة العـامـة:
نبدأ بالأدلة العامة التي تدل على تحريم الغلو في الدين:
الدليل الأول: عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إياكم والغلو في الدين، فإنما هلك من قبلكم بالغلو في الدين)([124]).
والمراد بـ(من قبلنا) أهل الأديان السابقة، وخاصة أهل الكتاب، وخصوصاً النصارى، وقد خاطبهم القرآن بقوله: ((قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيراً وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ)) [المائدة:77] فنهانا أن نغلو كما غلوا، والسعيد من اتعظ بغيره.
وسبب ورود الحديث ينبهنا إلى أمر مهم، وهو أن الغلو قد يبدأ بشيء صغير، ثم تتسع دائرته، ويتطاير شرره، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم حين وصل إلى المزدلفة في حجة الوداع قال لابن عباس رضي الله عنهما: (هلم القط لي -أي: حصيات ليرمي بها في منى- قال: فلقطت له حصيات من حصى الخذف -يعني: حصى صغاراً مما يخذف به- فلما وضعهن في يده، قال: نعم بأمثال هؤلاء، وإياكم والغلو في الدين...) الحديث. أي: ينهاهم أن يتنطعوا، فيقولوا: الرمي بكبار الحصى أبلغ من الصغار، فيدخل عليهم الغلو شيئاً فشيئاً.
قال ابن تيمية رحمه الله: «قوله: (إياكم والغلو في الدين) عام في جميع أنواع الغلو في الاعتقادات والأعمال، والغلو: مجاوزة الحد.. والنصارى أكثر غلواً في الاعتقاد والعمل من سائر الطوائف، وإياهم نهى الله عن الغلو في القرآن، بقوله تعالى: ((لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ)) [النساء:171]»([125]).
الدليل الثاني: روى مسلم في صحيحه، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (هلك المتنطعون) قالها ثلاثاً([126]). قال الإمام النووي رحمه الله : «أي المتعمقون الغالون المجاوزون الحدود في أقوالهم وأفعالهم»([127]).
ونلاحظ أن هذا الحديث والذي قبله جعلا عاقبة «الغلو والتنطع» هي الهلاك، وهو يشمل هلاك الدين والدنيا، وأي خسارة أشد من الهلاك؟! وكفى بهذا زجراً.
الدليل الثالث: روى أبو يعلى في مسنده، عن أنس بن مالك رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: (لا تُشددوا على أنفسكم فيشدد عليكم، فإن قوماً شددوا على أنفسهم، فشدد عليهم، فتلك بقاياهم في الصوامع والديارات: ((وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ)) [الحديد:27])([128]).
ومن أجل ذلك قاوم النبي صلى الله عليه وسلم كل اتجاه ينزع إلى الغلو في التدين، وأنكر على من بالغ من أصحابه في التعبد والتقشف، مبالغة تخرجه عن حد الاعتدال الذي جاء به الإسلام، ووازن بين الروحية والمادية، ووفق بين الدين والدنيا، وبين حظ النفس من الحياة وحق الرب في العبادة، والتي خلق لها الإنسان([129]).
الأدلـة الخاصة على تحريم الأعمال التخريبية:
أولاً: أن هذه الأعمال تأتي على الضروريات الخمس([130]):
قال الشاطبي: «تكاليف الشريعة ترجع إلى حفظ مقاصدها في الخلق، وهذه المقاصد لا تعدو ثلاثة أقسام:
أحدها: أن تكون ضرورية.
والثاني: أن تكون حاجية.
والثالث: أن تكون تحسينية.
فأما الضرورية: فمعناها أنها لا بد منها في قيام مصالح الدين والدنيا، بحيث إذا فقدت لم تجر مصالح الدنيا على استقامة، بل على فساد وتهارج وفوت حياة، وفي الأخرى فوت النجاة والنعيم والرجوع بالخسران المبين... ومجموع الضروريات خمس وهي: حفظ الدين، والنفس، والنسل، والمال، والعقل»([131]).
وقال الغزالي: «ومقصود الشرع من الخلق خمسة: وهو أن يحفظ عليهم دينهم، ونفسهم، وعقلهم، ونسلهم، ومالهم؛ فكل ما يتضمن حفظ هذه الأصول الخمسة فهو مصلحة، وكل ما يفوت هذه الأصول فهو مفسدة، ورفعه مصلحة، وهذه الأصول الخمسة حفظها واقع في رتبة الضرورات، فهي أقوى المراتب في المصالح»([132]).
ومن الأدلة على حفظ الإسلام للضروريات الخمس قوله جل جلاله: ((قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ * وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى)) [الأنعام:151-152].
والأدلة من السنة:
عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (اجتنبوا السبع الموبقات، قالوا: يا رسول الله! وما هن؟ قال: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات)([133]).
قال عبد الله قادري: «وقد سمى صلى الله عليه وسلم الاعتداء على هذه الأمور موبقاً -أي: مهلكاً- ولا يكون مهلكاً إلا إذا كان حفظ الأمر المعتدى عليه ضرورة من ضرورات الحياة»([134]).
وقال أيضاً: «فقد بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه على حفظ هذه الضرورات، وهي حفظ الدين في قوله: ((أَلاَّ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً))، وحفظ النفس في قوله: ((وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ))، وحفظ النسل والنسب والعرض في قوله: ((وَلا يَزْنِينَ)) [الممتحنة:12]، وقوله: ((وَلا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ)) [الممتحنة:12]، وحفظ المال في قوله: ((وَلا يَسْرِقْنَ)) [الممتحنة:12]»([135]).
ثانياً: حرمة دم المسلم:
وإن كان هذا من ضمن الضروريات الخمس، ولكني أفردته لعظم هذا الذنب، فهو أعظم ذنب بعد الكفر، قال الله سبحانه وتعالى: ((وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً)) [النساء:93].
قال ابن كثير: «هذا تهديد شديد ووعيد أكيد لمن تعاطى هذا الذنب العظيم الذي هو مقرون بالشرك بالله تعالى في غير ما آية في كتاب الله... والآيات والأحاديث في تحريم القتل كثيرة جداً»([136]).
وعن أبي سعيد رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (يخرج عنق من النار يتكلم يقول: وكِّلت اليوم بثلاثة: بكلّ جبار, وبمن جعل مع الله إلهاً آخر, وبمن قتل نفساً بغير نفس, فينطوي عليهم فيقذفهم في غمرات جهنم)([137]).
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: «إن من ورطات الأمور التي لا مخرج لمن أوقع نفسَه فيها سفكَ الدم الحرام بغير حلّه»([138]). وقد أخرج النسائي وغيره عنْ ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يجيء المقتول بالقاتل يوم القيامة ناصيته ورأسه في يده وأوداجه تشخب دماً يقول: يا رب قتلني، حتى يدنيه من العرش)([139])، بل إن النبي صلى الله عليه وسلم نبه أشد التنبيه على هذا الأمر الخطير، فقال فيما أخرجه البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يزال المؤمن في فسحةٍ من دينه ما لم يرق دماً بغير حله)([140]).
ثالثاً: إخفار ذمة المسلمين:
[ومن ذلك: الاعتداء على المستأمن الذي أعطي تأشيرة الدخول إلى بلاد المسلمين]، فالتأشيرة تعتبر عقد أمان بذلها المسلمون لكافر فدخل بها بلاد المسلمين، فكيف يأتي من يدعي العلم والإيمان لقتل هذا أو سلب ماله؟
فعن علي رضي الله عنه قال: «ما عندنا شيء إلا كتاب الله وهذه الصحيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وفيها: ذمة المسلمين واحدة، فمن أخفر مسلماً فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل منه صرفٌ ولا عدل»([141]).
قال النووي رحمه الله : «قوله صلى الله عليه وسلم: (وذمّة المسلمين واحدة يسعى بها أدناهم)، المراد بالذمة هنا الأمان. معناه: أن أمان المسلمين للكافر صحيح، فإذا أمّنه به أحد المسلمين حرُم على غيره التعرُّض له ما دام في أمان المسلم، وللأمان شروط معروفة([142])... وقوله صلى الله عليه وسلم: (فمن أخفر مسلماً فعليه لعنة الله) معناه: من نقض أمانَ مسلم فتعرّض لكافر أمَّنه مسلم، قال أهل اللغة: يقال: أخفرتُ الرجل إذا نقضتُ عهده، وخفرته إذا أمَّنته»([143]).
وقال ابن حجر رحمه الله: «قوله: (ذمّة المسلمين واحدة) أي: أمانهم صحيح، فإذا أمَّن الكافرَ واحدٌ منهم حرُم على غيره التعرّض له... وقوله: (يسعى بها) أي: يتولاها ويذهب ويجيء، والمعنى: أن ذمّة المسلمين سواء صدرت من واحد أو أكثر، شريف أو وضيع، فإذا أمّن أحد من المسلمين كافراً وأعطاه ذمَّةً لم يكن لأحد نقضه، فيستوي في ذلك الرجل والمرأة، والحرّ والعبد؛ لأن المسلمين كنفس واحدة... وقوله: (فمن أخفر) أي: نقض العهد»([144]).
وأنبه على أمرين: أولهما: كون وجود هذا الكافر في بلاد المسلمين خطأ لا يبيح لأحد التعدي عليه بالقتل.
{ومن القواعد المعروفة عند أهل العلم: أن الخطأ لا يعالج بالخطأ، ويمثل الفقهاء لذلك بقولهم: الدم لا يغسل بالبول}.
ثانيهما: كون كثير من الدول لا تجيز أمان أحد من شعبها؛ لا يجيز للمسلمين أن يخفروا ذمة الدولة أو ذمة بعض المسلمين، فهنا حق لله تعالى وحق لهذا المستأمن.
وقفــة تـأمـــل!
ولو أنك أيها القارئ الكريم تعيش في دولة إسلامية، وترى أنها غير إسلامية في أي قارة كانت، فلا يحل لك قتل من دخلها بتأشيرة؛ لأنها عقد أمان([145])، حيث إن هذا الكافر دخل البلاد وهو يعتقد أن دمه معصوم، وحقه محفوظ بهذه التأشيرة، وهذا هو عقد الأمان، ولو سميت باسم آخر، فالعبرة بالحقائق لا الأسماء.
وقد قرر أهل العلم أنه لا يجوز لك قتل من دخل ديار المسلمين بشبهة أمان، وهذا أقل أحوال التأشيرة، حيث يظن هذا الداخل لديار المسلمين أن دمه معصوم، والعبرة بما فهمه هو كما ستراه من كلام أهل العلم، فأرعني سمعك وقلبك يا رعاك الله.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه: «جاءت السنة بأن كل ما فهم الكافر أنه أمان كان أماناً؛ لئلا يكون مخدوعاً وإن لم يقصد خدعه..»([146]).
وقال الإمام أحمد رحمه الله: «إذا أشير إليه - أي: الكافر - بشيء غير الأمان فظنه أماناً فهو أمان، وكلُّ شيء يرى العِلْجُ أنه أمانٌ فهو أمانٌ»([147]).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله معلقاً على قول الإمام أحمد السابق: «فهذا يقتضي انعقاده بما يعتقده العِلْجُ، وإن لم يقصده المسلم ولا صدر منه ما يدل عليه»([148]).
وقال الموفق ابن قدامة رحمه الله: «إن أشار المسلم إليهم بما يرونه أماناً وقال: أردت به الأمان فهو أمان، وإن قال: لم أرد به الأمان. فالقول قوله؛ لأنه أعلم بنيته، فإن خرج الكفار من حصنهم بناءً على هذه الإشارة , لم يجز قتلهم , ولكن يردون إلى مأمنهم. قال عمر: والله لو أن أحدكم أشار بإصبعه إلى السماء إلى مشرك , فنزل بأمانه , فقتله , لقتلته به. رواه سعيد، وإن مات المسلم أو غاب , فإنهم يردون إلى مأمنهم , وبهذا قال مالك والشافعي وابن المنذر..»([149]).
وقد اكتفى أهل العلم بمجرد الظن؛ لأنه شبهة، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: «ومعلوم أن شبهة الأمان كحقيقته في حقن الدم»([150]).
والأصل في الأمان أنه على التوسعة وليس على التضييق كما يقول البعض، قال السرخسي رحمه الله: «الأمان مبني على التوسع وأدنى الشبه يكفي لإثباته»([151]).
وقال القرافي رحمه الله: «ولو ظن المسلم أن الكافر أراد الأمان ولم يرده لم يقتل»([152]).
العــــلاج
وصايا في علاج ظاهرة الغلو:
الوصية الأولى:
إذا نشأ في المجتمع فكر نشاز، فإن أهل الوسطية والاعتدال من العلماء والدعاة ومن تبعهم، هم أشعر الناس بالمسئولية، وأحرصهم على علاجه بالمنهج العلمي الرصين، الذي يستشعر الواقع ويستشرف المستقبل، بعيداً عن أساليب المعالجة السطحية، والتي تقتصر على إدانة الحدث، وشتم المنفذين، ثم كيل التهم يميناً وشمالاً!
إن هذه المشكلة قد استعصت على كثير من الدول؛ لما أقصي المعتدلون عن حلها، وتركت بأيدي أناس [منعزلين عن التدين والعلم الشرعي]، لأن هذه المشكلة انحراف شرعي، فلابد على أهل العلم أن يضعوا الحلول المناسبة لها.
لقد استعصت المشكلة لما تركت في أيدي العلمانيين وأهل النفاق؛ ذلك أن علاج هذه الأحداث ليس فرصة للمباهاة، وتصفية الحسابات، والتسلُّق على الأكتاف، دون جهد صادق وحقيقي في الإصلاح؛ بل لا بد من منهج علمي يجمع حسن التصور مع سلامة القصد، حتى يساهم بشكل فاعل في علاج قضية تعتبر من أعقد القضايا، بالإضافة إلى أن علاجها يستلزم تضحية كبيرة من الطرفين.
الوصية الثانية:
عدم استخدام العنف بمفرده([153])؛ ذلك أن الواضح من تجربة معالجة الغلو في العصر الحديث أن العنف لم يُجْدِ فيها شيئاً؛ بل كان سبباً لظهور تيارات غلو أخرى، والوسيلة الأنفع في ذلك هي المناقشة، {والمجادلة بالتي هي أحسن} وهي الواردة عن ابن عباس رضي الله عنهما، حين ناقش الخوارج فرجع منهم ألفان([154])، ولا شك أن أسلوب المناقشة في هذه المشكلة هو من أنفع الأساليب؛ ذلك أن نور الحق ساطع، وبرهانه قاطع، وهو يعلو ولا يُعلى عليه، وهو الذي يعالج المشكلة من جذورها؛ لأن العنف مظهر للفكر، ولا يمكن إزالة الفكر بإزالة مظهره فقط.
الوصية الثالثة:
بث إحياء دور العلماء؛ ذلك أن غياب بعض العلماء عن الساحة -في كثير من الأحيان- هو من ضمن أسباب الغلو المبني على الجهل، ولذلك فإن الوصية المبذولة هي الاهتمام بإعادة دور العلماء([155]). [من خلال الدروس والمحاضرات والندوات والكتابة في الصحف والمجلات وتأليف الكتب]. {وغيرها مما يمكن للعالم المشاركة فيه من وسائل الإعلام المسموعة والمرئية والندوات والمؤتمرات}.
الوصية الرابعة:
وجوب مشاركة الأمة في مكافحة الغلو، ولا تُترك الدولة منفردة، فلا الدولة تنفرد بالحلول دون أهل العلم والفضل، ولا العلماء والرعية يتخلون عن واجبهم، ومن نظر في حال الصومال أو العراق وغيرها بعد سقوط حكوماتهم، علم أهمية بقاء حاكم يحفظ بيضة الإسلام في كل بلد، ويمكّن الناس من عبادة ربهم جل جلاله، أما في هذه البلاد فالأمر أكبر؛ فبين جنبات بلادنا مهوى أفئدة المؤمنين؛ كعبة الرحمن الرحيم، ومسجد رسولنا الأمين صلى الله عليه وسلم، ومن نظر في التاريخ علم منّة الله علينا بقيام هذه الدولة على يد [المصلحين من الولاة والعلماء في هذه البلاد، من قيام دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب إلى وقتنا الحاضر على شرع الله]، فقد كان الحجاج -في السابق- يُذبحون، والناس لا يأمن أحدهم أن يخرج من قريته، [فإذا لم يعالج الأمر على ضوء ما قامت عليه هذه الدولة من الكتاب والسنة ومنهج السلف فالأمر خطير جداً]، واسأل التاريخ ينبئك الخبر، وصدق من قال:
أرى خلل الرماد وميض نار ويوشك أن يكون لها ضرام
فإن النار بالعيدان تذكى وإن الحرب أولها كلام
إذا لم يطفها عقلاء قوم يكون وقودها جثث وهام
وإن كبار العلماء والدعاة من أهل السنة والجماعة هم المسئولون عن دراسة الأجواء والظروف التي نشأت فيها مثل هذه الأفكار المنحرفة، كما أنهم مسئولون عن تحصين الصف الإسلامي بالعلم والمعرفة؛ لأن الجهل مرتع خصب لدعاة الهدم والتخريب.
الوصية الخامسة:
أن تكون الحلول شاملة لكل جنبات المشكلة، [وتكون على ضوء الكتاب والسنة لا على ضوء الأنظمة المستوردة المخالفة للشريعة]، ولا يكتفى بجزء من الحل [ولا بحل مخالف للشريعة]، وإلا فإن الأمر قد يعود أسرع مما نظن، {وأسوأ منه}، بل قد يشارك من لم يشارك حتى وقتنا هذا.
الوصية السادسة:
الحذر من مكر الزنادقة والمنافقين ومرضى القلوب الذين في الداخل، والذين يظهرون في أوقات الفتن، وينتهزون انشغال الناس بالمحن؛ لتنفيذ مخططاتهم الفاسدة في مجتمعات المسلمين، ويتقوون بموقف الكفرة الغاضب على كل ما هو إسلامي؛ فيجب أن يحذر منهم، وأن تُفضح مخططاتهم بين المسلمين، وتلبيسهم على المؤمنين، فهم إخوان للعدو الصليبي في المبدأ، قال الله تعالى: ((أَلَمْ تَر إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لإِخْوَانِهِمْ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَداً أَبَداً وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ)) [الحشر:11]، وقال تعالى: ((هُمْ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمْ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ)) [المنافقون:4].
الوصية السابعة:
لابد من النظر لمثل هذه الجماعات كأصدقاء وليس كأعداء وألداء؛ فإن الأنفس مجبولة على رفض وتنكب ما يسوقة الأعداء ولو كان حقاً، وإحساس هذه الجماعات بأن أهل العلم يعادونها يجعلها لا تلتفت أبداً لما يقولونه وما ينصحون به؛ لذلك لابد من اعتماد دعوة هؤلاء إلى الرجوع بالنقاش المقنع لا بالسب والشتم([156]).
وقد عدّد الكُتَّابُ في هذا الباب طرق العلاج، وسأنقل هنا بعضها:
أولاً: الدعاء والتضرع إلى الله برفع البأس واستنزال النصر، قال تعالى: ((فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمْ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)) [الأنعام:43]، ويُؤكد ذلك مع الضعفاء والشيوخ الكبار من الصالحين، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (هل تُنصَرون وتُرزَقون إلا بضعفائكم)([157]).
ثانياً: المبادرة إلى العبادة قبل الفتن وأثنائها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (بادروا بالأعمال فتناً كقطع الليل المظلم...)([158])، وقال صلى الله عليه وسلم: (العبادة في الهرج كهجرة إليَّ)([159])، وعند أحمد: (العبادة في الفتنة كالهجرة إليَّ)([160])، والمعنى أن كثيراً من الناس زمن الفتنة يتبعون أهواءهم كأهل الجاهلية؛ فمن استمسك بدينه وعبدَ ربَّه كان بمنزلة من هاجر من أهل الجاهلية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو المعنى أن الناس ينشغلون في الفتنة عن العبادة، فرغَّب النبي صلى الله عليه وسلم في العبادة وقت انشغال الناس وإعراضهم عنها([161]).
ثالثاً: ترك الذنوب والإقلاع عن المعاصي: ومن ذلك الربا الذي تساهل به كثير من الناس، حتى كأنهم استحلوه، فترى إعلانات القروض الربوية في الشوارع، وقد قال الله تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنْ الرِّبَا إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ)) [البقرة:278-279].
رابعاً: إعلان العفو الشامل عمن تاب وأقلع([162]): فقد عفا الله تعالى عن قطاع الطرق الذين تابوا قبل القدرة عليهم، وقياس هؤلاء على قطاع الطريق قياس جلي ظاهر، قال تعالى: ((إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنْ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ * إِلاَّ الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)) [المائدة:33-34].
قال الإمام الموفق ابن قدامة رحمه الله: «هذه الآية في قول ابن عباس رضي الله عنهما وكثير من العلماء، نزلت في قطاع الطريق من المسلمين، وبه يقول مالك والشافعي وأبو ثور وأصحاب الرأي، وحكي عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال: »نزلت هذه الآية في المرتدين«، ولنا قول الله تعالى: ((إِلاَّ الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ)) [المائدة:34]، والكفار تقبل توبتهم بعد القدرة، كما تقبل قبلها، ويسقط عنهم القتل والقطع في كل حال، والمحاربة قد تكون من المسلمين»([163]).
وقال رحمه الله: «فإن تابوا من قبل أن يقدر عليهم، سقطت عنهم حدود الله تعالى، وأخذوا بحقوق الآدميين من الأنفس والجراح والأموال، إلا أن يعفى لهم عنها، لا نعلم في هذا خلافاً بين أهل العلم، وبه قال مالكوالشافعي وأصحاب الرأي وأبو ثور، والأصل في هذا قول الله تعالى: ((إِلاَّ الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)) [المائدة:34]، فعلى هذا يسقط عنهم تحتم القتل والصلب والقطع والنفي، ويبقى عليهم القصاص في النفس والجراح، وغرامة المال والدية لما لا قصاص فيه»([164]).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله مبيناً فضل العفو: «الإنسان تزيّن له نفسه أن عفوه عن ظالمه يجرّيه عليه وليس كذلك؛ بل قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيح أنه قال: (ثلاث إن كنت لحالفاً عليهن: ما زاد الله عبداً بعفو إلا عزاً)([165])، فالذي ينبغي في هذا الباب أن يعفو الإنسان عن حقه، ويستوفي حقوق الله بحسب الإمكان»([166]).
خامساً: نشر العلم الشرعي: ومن ذلك:
1- [المحافظة على بقاء المناهج الدراسية القائمة على الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح أهل السنة والجماعة، واختيار المدرسين الأكفياء لشرحها للطلاب على الوجه الصحيح]، وهذه المناهج إن لم تدرس بشكل علني في المدارس والجامعات ستدرس في الأقبية وخلف الستر، كما حدث في كثير من الدول ([167]).
2- تشجيع الدورات الشرعية المكثفة.
3- تشجيع المحاضرات العامة والدروس العلمية.
4- تشجيع إكمال الدراسات الشرعية العليا.
5- بث روح البحث العلمي بإقامة مسابقات عامة في بحوث علمية، خاصة ما يتعلق بهذه المسائل.
6- إعادة دور المشيخة العلمية في كل منطقة، ونحن نجدُ في بعض الدول الإسلامية مفتياً في كل منطقة، ومرجعهم إلى المفتي العام. [ونحن أولى بذلك].
سادساً: الرجوع إلى العلماء الراسخين: ولأهمية هذا الأمر أفردت له عنواناً مستقلاً وإن كنت كررته فيما سبق، فقد أمر اللهسبحانه وتعالى بسؤال أهل العلم والرجوع إليهم، فقال: ((فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ)) [النحل:43]، بل عاب من تقدم عليهم ولم يأخذ عنهم، فقال جل جلاله: ((وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوْ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ)) [النساء:83] قال البغوي رحمه الله في تفسير هذه الآية: (((وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ)) أي: ذوي الرأي من الصحابة، مثل: أبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم ((لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ)) أي: يستخرجونه، وهم العلماء، أي: علموا ما ينبغي أن يكتم وما ينبغي أن يفشى»([168]).
وقد قال صلى الله عليه وسلم: (العلماء ورثة الأنبياء، إن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولادرهماً إنما ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر)([169])، وقال معالي الشيخ صالح الفوزان -وفقه الله-: «فالعلماء يقومون مقام الأنبياء بتعليم العلم وتبليغه للناس، ويجب على الناس أن يتعلموا منهم ويقبلوا إرشاداتهم وتعليماتهم»([170])، ومن مكائد الشيطان لهؤلاء الغالين أنه يزيد لهم اتباع الهوى وركوب رءوسهم وسوء الفهم في الدين، ويزهدهم في الرجوع إلى أهل العلم؛ لئلا يبصرونهم ويرشدونهم إلى الصواب([171])
سابعاً: نشر الكتب التي تناقش هذه الأفكار بأسلوب دعوي: فلا بد من الحكمة والتأني والرفق، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (وما كان الرفق في شيء إلا زانه)([172])، وأكثر ما نراه من تجهيل وتحقير من بعض الكتّاب لهؤلاء، بل قد يطلق البعض عبارات تكفير كقول بعضهم: هؤلاء ليسوا مسلمين!! [والمفروض الرفق بالمخطئ حتى يبين له الصواب]، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفق بأبي جهل وأبي لهب؛ فكيف بأناس مسلمين مخطئين هم أحوج إلى العلاج؟!.
قال الدكتور عبد الرحمن اللويحق: «إن كثيراً من الكتابات حول مشكلة الغلو تنبع من اتهام الغلاة بالعمالة أو بالخيانة، أو بأنهم خوارج، أو بأنهم كفار، ولذلك فإني أوصي بالحذر من الوقوع في نظير ما يُتهم به الغلاة من تكفيرهم للناس، فإن ألفاظ التكفير والخوارج ألفاظ شرعية يجب ألا تطلق جزافاً»([173]).
ثامناً: نشر الكتب التي تناقش هذا الفكر بأسلوب علمي مؤصل؛ لأن عند بعض هؤلاء شبهاً، وهم يستدلون بكلام بعض أهل العلم، فلابد من محاورتهم بقوة، وقد رأينا أن بعض أهل البدع من الروافض والصوفية رجع عن فكره ببعض الكتب التي نشرت بينهم، فلماذا نترك هؤلاء لمن يتلقفهم بدون أيّ تطعيم ضد هذه الأفكار؟! ولكن لابد أن يكتب هذه البحوث مطلع على جميع أفكارهم، وأن يكون الرد بدون تجهيل ولا تحقير.
تاسعاً: التمكين للمحاكمات العادلة: ليكون القضاء حارساً للعدل، وتنفيذ أحكامه دون تعطيل أو تأويل([174])، فإذا شعر هؤلاء أنهم سيحالون إلى محاكمات عادلة كان ذلك أدعى لترك ما هم عليه.
{وقفة:
ثمة أسباب لها آثار خطيرة، وهي محاضن للمرض وبها ينمو ويترعرع وينتشر، فلابد من ذكرها مع ضرورة المسارعة في علاجها، وهي الأرض الخصبة لانتشار أفكار الغلو أو عكسه الإرجاء والإباحية، وهي الثالوث المعروف عالمياً (الفقر، والجهل، والمرض) وإذا رافق هذا الثالوث تشهير ونشر للأخطاء مع وجود الفوارق الاجتماعية الضخمة بين الفقير والغني والعالم والجاهل، فهذا يسارع في تفجير الوضع، ولا أريد أن أطيل الكلام عن البطالة وانتشار المخدرات وأثر ذلك على الشباب، فينبغي على المسئولين إدراك خطورة هذا الثالوث، وأن كثيراً من الشباب يعاني من أمراض نفسية جعلتهم يهربون للخمور والمخدرات، فزادهم مرضاً إلى مرضهم، ومع شعورهم القوي بالذنب والتقصير يريدون أن يعالجوا هذا بقتل أنفسهم ولو بالتفجير؛ لأجل التكفير عن ذنوبهم وتقصيرهم.
والشباب طاقة هائلة لابد من صرفها فيما ينفع، وإلا صرفها الشباب فيما يضرهم، ويضر دينهم وبلدهم وكل من حولهم، وينبغي الاستفادة من رجال التربية والتعليم؛ فهم المسئولون بالدرجة الأولى عن هذا الباب، وكذلك الاهتمام بتعليم الشباب وعدم التوقف عن الدراسة في المرحلة الثانوية، ويكفي فائدة أن الشاب يشتغل بالدراسة وتثقيف نفسه ولا يتحطم شبابه ونفسيته على أبواب الجامعات والوظائف، وليس بيده صنعة، فيحقد على المجتمع ولايبالي فيما يجري فيه، ويتشفى بكل ما يضرب المجتمع ويؤيده، وأخشى ما أخشاه أن يستغل أهل الغلو أمثال هؤلاء الشباب فيكونون جنوداً لهم}.
وأحب أن أنبه في آخر هذا الكتاب أن هناك أسباباً أخرى للغلو نحن معنيون بتقصيها وتقليصها، وهي أسبابٌ قد لا تؤدي إلى ارتكاب هذه الأعمال، ولكنها على أقل تقدير تحمِل بعضَ الناس على التأييدِ والفرحِ بهذه الأعمال، فينبغي ألا نغفل عن معالجتها.
ومنها: البطالة المتزايدة، ونسبة الفقر المدقع المتزايد([175])، والانتشار المخيف للجرائم، مما يحمل بعض الناس على التسخط على الأوضاع، ويذكي في قلوبهم نارَ الحنقِ والحقدِ على المجتمع والنظام جميعاً.
فيجدون في هذه الأعمال التخريبية متنفَّساً للتشفي والشماتة؛ لأنهم يرون أن المجتمع قد خذلهم ولم ينصر قضيتهم، وأقل ما يشعر به هؤلاء أن هذا الأمر لا يعنيهم.
وما أخشاه هو أن يكون هؤلاء هم رافد الغلو المتجدد.
الخاتمــــة
وبعد: فهذا جهد المقل، وهي محاولة للحل، وكوننا نفكر لحل مشاكلنا أفضل من أن يفكر غيرنا لنا ويجبرنا على الحلول.
بينت في هذا البحث تاريخ الغلو، وأن أعداءنا أحق بهذا الوصف، وعرجت على أسبابه، ثم ذكرت جملة من الحلول التي أراها ناجعة بإذن الله تعالى.
وأقول مرة أخرى: حسبي أني أردت الخير.
وأنا أعلم أن هذا العمل قد لا يعجب بعض الفئات وخاصة تلك الفئة التي خاضت في الدماء، أو فئة فرحت بما وقع لتصفية التيار الإسلامي كما يسمونه، أو فئة ما زالت تحسن الظن بهذه المجموعات، أو فئة تتشفى بما يحدث نتيجة للظلم الذي وقع عليها، أو فئة تطمع في تغيير قد يقع بعد اليأس من طول الطريق.
اللهم ربَّ جبرائيل وميكائيل وإسرافيل فاطر السموات والأرض
عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون
اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك
تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم
آمـين
ملحـــق
المنظمات الإرهابية الأجنبية
(تصنيفات وزارة الخارجية الأمريكية([176]))
1- منظمة أبي نضال:
وتعرف بعدة أسماء: أيلول الأسود -فتح المجلس الثوري- المجلس الثوري العربي- الألوية الثورية العربية، والمنظمة الثورية للمسلمين الاشتراكيين.
الوصف: هي منظمة إرهابية دولية يرأسها صبري البنا، انشقت عن منظمة التحرير الفلسطينية في (1974م)، وتشكلت من عدة لجان وظيفية، وتشمل لجاناً سياسية وعسكرية ومالية.
2- مجموعة أبي سيّاف:
وتسمى: الحركة الإسلامية.
الوصف: هي أصغر الجماعات الانفصالية الإسلامية، وأشدها أصولية، وتعمل في جنوب الفليبين، وقد انشقت هذه الجماعة عن جبهة مورو للتحرير الوطني في (1991م) بقيادة عبد الرازق أبوبكر جانجالاني، الذي قتل في اشتباك مع الشرطة الفليبينية في (18 كانون الأول/ديسمبر 1998م).
3- الجماعة الإسلامية المسلحة:
الوصف: هي جماعة إسلامية متطرفة تهدف إلى قلب النظام العلماني في الجزائر لإقامة دولة إسلامية في مكانه، وقد بدأت الجماعة الإسلامية المسلحة نشاطاتها العنيفة في أوائل عام (1992م) بعد أن أعلنت الجزائر عن فوز الجبهة الإسلامية للإنقاذ، وهي أكبر حزب إسلامي في الجزائر في الجولة الأولى لانتخابات المجلس التشريعي في كانون الأول/ ديسمبر (1991م).
4- أوم شنريكيو، وتعرف باسم: أوم الحقيقة الأعظم:
معهد الأبحاث الشاملة.
الوصف: جماعة دينية أنشأها (شوكو أشارا) عام (1987م)، وتهدف أوم إلى السيطرة على اليابان، ثم العالم، ويشبه هيكلها التنظيمي هيكل أمة-دولة، فلديها وزارات للمالية، والتعمير، والعلوم، والتكنولوجيا، وقد تم الموافقة عليها ككيان ديني في (1989م) في ظل القانون الياباني، وتقدمت هذه الجماعة بمرشحين في الانتخابات البرلمانية اليابانية في (1990م). ومع مرور الوقت بدأت هذه الجماعة الدينية تؤكد قرب انتهاء العالم، وأعلنت أن الولايات المتحدة ستبدأ الموقعة الفاصلة بين قوى الخير وقوى الشر، بإشعال الحرب العالمية الثالثة مع اليابان، وألغت الحكومة اليابانية اعترافها بأوم كمنظمة دينية في تشرين الأول/أكتوبر (1995م)، ولكن قررت لجنة حكومية في (1997م) ألا تستخدم قانون مكافحة الأعمال الهدامة ضد هذه الجماعة، وهو القانون الذي كان من شأنه أن يعتبر هذه المنظمة الدينية منظمة خارجة على القانون.
5- منظمة الباسك:
أرض الأجداد والحرية (إيتا).
الوصف: تأسست هذه المنظمة في (1959م) بهدف إقامة وطن مستقل في منطقة الباسك في أسبانيا، ومقاطعات لابور وباس-نافارا، وسولي في جنوب غرب فرنسا على أساس من المبادئ الماركسية.
6- الجماعة الإسلامية (مصر):
وتعرف أيضاً باسم الجماعة، والجماعة الإسلامية المصرية.
الوصف: هي أكبر جماعة متطرفة في مصر، وقد بدأ نشاطها منذ أواخر السبعينات، ويبدو تنظيمها فضفاضاً، ولهذه الجماعة جناح خارجي، ولها حضور في جميع أنحاء العالم، وقد وقعت على الفتوى التي أصدرها ابن لادن في شباط/فبراير (1998م)، التي يدعو فيها إلى مهاجمة المدنيين الأمريكيين، ولكنها نفت علناً أنها تؤيد ابن لادن، ويعد الشيخ عمر عبد الرحمن الزعيم الروحي البارز للجماعة، وقد هددت الجماعة علناً بالانتقام من الولايات المتحدة بمهاجمة المصالح الأمريكية لسجن زعيمها، وهدف الجماعة الرئيس هو قلب الحكومة المصرية، وإقامة دولة إسلامية لتحل محلها.
7- حركة المقاومة الإسلامية - حماس:
حماس - حركة المقاومة الإسلامية - تلاميذ عياش - تلاميذ المهندس - وحدات يحيى عياش - ألوية عز الدين القسام - قوات عز الدين القسام - كتائب عز الدين القسام.
الوصف: تشكلت هذه الحركة في أواخر عام (1987م)، كجزء من الفرع الفلسطيني لجماعة الإخوان المسلمين، وقد استخدمت عناصر حماس المختلفة الوسائل السياسية وأعمال العنف ومنها الإرهاب؛ لتحقيق هدف إقامة دولة فلسطينية إسلامية مكان إسرائيل.
8- حركة المجاهدين:
حركة الأنصار - حركة الحديث - حركة الفران.
الوصف: كانت تسمى سابقاً حركة الأنصار، وأدرجت في قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية في تشرين الأول/أكتوبر (1997م). وحركة المجاهدين هي جماعة إسلامية متطرفة مقرها باكستان، وتعمل أساساً في كشمير، ولزعيم الحركة فضل الرحمن خليل صلة مع ابن لادن، وقد وقع على الفتوى التي أصدرها الأخير في شباط/فبراير (1998م)، ويدعو فيها إلى مهاجمة المصالح الأمريكية والغربية، وتدير حركة المجاهدين معسكرات تدريب إرهابية في شرق أفغانستان، وقد أصيبت هذه المعسكرات بخسائر في الأرواح على إثر الضربات التي وجهتها الولايات المتحدة بالصواريخ إلى معسكرات التدريب ذات الصلة بابن لادن في خوست في آب/أغسطس في (1998م). وبناءً على ذلك أعلن فضل الرحمن خليل بأن حركة المجاهدين ستنتقم من الولايات المتحدة.
9- حزب الله:
ويعرف بالجهاد الإسلامي - منظمة الجهاد الإسلامي - منظمة العدالة الثورية - منظمة المضطهدين في الأرض - الجهاد الإسلامي لتحرير فلسطين - منظمة الحق ضد الباطل - أنصار الله - أتباع النبي محمد.
الوصف: هي جماعة شيعية أصولية تكونت في لبنان، هدفها إقامة جمهورية إسلامية في لبنان مثل إيران، وإزالة كل نفوذ غير إسلامي من المنطقة، وهي شديدة العداء للغرب وإسرائيل، والجماعة حليفة ووثيقة الصلة بإيران، وغالباً ما تتلقى توجيهاتها من إيران، ولكن ربما قامت بعمليات من دون موافقة طهران.
10- الجيش الأحمر الياباني:
ويعرف باسم: اللواء الدولي المناهض للاستعمار - ألوية الجهاد - الجبهة الديمقراطية المناهضة للحرب.
الوصف: جماعة إرهابية دولية تشكل في عام (1970م) بعد انفصاله عن فريق التحالف مع الجيش الأحمر الشيوعي الياباني، ويقود الجيش الأحمر (فوساكو شيغينوبو)، ويعتقد أنه يقيم في سهل البقاع الذي تسيطر عليه القوات السورية في لبنان.
وأهدافه المعلنة تشمل قلب الحكومة اليابانية والملكية، والمساعدة في إشعال ثورة عالمية، وهذا التنظيم غير واضح، ولكنه ربما يكون يسيطر، أو على الأقل تربطه علاقات مع اللواء الدولي المعادي للاستعمار، وربما تربطه أيضاً علاقات مع الجبهة الديمقراطية المعادية للحرب، وهي منظمة يسارية سياسية علنية في اليابان. وتشير التفاصيل التي نشرت بعد القبض على الزعيم (أوسامو ماروكا) في تشرين الثاني/نوفمبر (1987م) إلى أن الجيش الأحمر الياباني ربما يكون ينظم خلايا في مدن آسيوية، مثل: مانيلا، وسنغافورة، وله علاقات وثيقة منذ أمد طويل مع الجماعات الإرهابية الفلسطينية، ويعمل ويقيم قواعده خارج اليابان منذ أن تشكل.
11- جماعة الجهاد المصرية:
وتعرف أيضاً باسم: جماعة الجهاد - الجهاد الجديد - جماعة الجهاد الإسلامية المصرية.
الوصف: جماعة إسلامية متطرفة ناشطة منذ أواخر السبعينات، تبدو على أنها منقسمة إلى مجموعتين: واحدة بقيادة أيمن الظواهري -الموجود حالياً في أفغانستان، وهو زعيم رئيسي في جبهة الثري الإرهابي أسامة بن لادن الجديدة «الجبهة الإسلامية العالمية»- وطلائع الثورة (طلائع الفتح) بقيادة أحمد حسين أجيزا، وقد انضم الزعيم السابق للجهاد عبود الزمر -المسجون حالياً في مصر- إلى الزعيم الروحي للجماعة المسجون في الولايات المتحدة الشيخ عمر عبد الرحمن في الدعوة إلى إنشاء «جبهة سلمية».
والهدف الأساسي للجماعة هو إطاحة الحكومة المصرية واستبدالها بدولة إسلامية، وهي تعمل في صورة متزايدة على استهداف المصالح الأمريكية في مصر.
12- حركة كاخ:
وتعرف باسم: حركة قمع الخونة - دولة يهودا - لجنة سلامة الطرق - سيف داود - شرطة يهودا - الجبهة الأمامية للفكرة - وحركة كاهانا خاي، وتعرف أيضاً باسم: صندوق كفر تابواه - صوت يهودا - عصبة يهودا - طريق التوراة - مدرسة دينية للفكرة اليهودية.
الوصف: الهدف المعلن هو إعادة بناء دولة إسرائيل التوراتية (أسسها الحاخام الإسرائيلي-الأمريكي المتطرف مائير كاهانا) وهي فرع من كاهانا خاي، التي معناها «كاهانا يعيش» (أسسها ابن كاهانا بنيامين إثر اغتيال أبيه في الولايات المتحدة)، وقد اعتبرت منظمة إرهابية في آذار/مارس عام (1994م) من قبل الحكومة الإسرائيلية بموجب قانون الإرهاب لعام (1948م).
وقد جاء هذا في أعقاب بيانات الحركة التي أيدت هجوم الدكتور (باروخ غولدشتاين) على المسجد الإبراهيمي في الخليل في شباط/فبراير عام (1994م)، وكان (غولدشتاين) على علاقة مع كاخ، وحملاتها الكلامية على الحكومة الإسرائيلية.
13- حزب العمال الكردستاني:
الوصف: تأسس الحزب عام (1974م) كجماعة ماركسية لينينية ثائرة تتألف بالدرجة الأولى من أكراد أتراك. وسع نشاطاته في الآونة الأخيرة إلى ما وراء عمليات التمرد المتمركزة في الأرياف لتشمل الإرهاب في المدن.
وهو يسعى إلى إنشاء دولة كردية مستقلة في جنوب شرق تركيا، حيث أكثرية السكان الساحقة كردية.
14- منظمة نمور تحرير تاميل إيلام:
نمور تاميل - قوة إيلان - المنظمات الواجهة المعروفة - رابطة تاميل العالمية - حركة تاميل العالمية - اتحاد جمعيات تاميل الكندية - القوة السنغيلانية.
الوصف: تأسست أقوى جماعة للتاميل في سريلانكا عام (1976م). وهي تستخدم أساليب سرية وغير قانونية لجمع الأموال، والحصول على أسلحة، والترويج لقضية إنشاء دولة تاميل مستقلة.
بدأت نزاعها المسلح مع الحكومة السريلانكية عام (1983م)، وتعتمد على استراتيجية عصابات تتضمن استخدام أساليب إرهابية.
15- منظمة مجاهدي خلق:
وتعرف أيضاً باسم: جيش تحرير إيران الوطني (الجناح العسكري لمجاهدي خلق) - منظمة مجاهدي شعب إيران - مجلس المقاومة الوطني - منظمة مجاهدي إيران - مجاهدي خلق إيران - جمعية الطلبة الإيرانيين المسلمين (منظمة وهمية تستخدم لجمع الدعم المالي).
الوصف: سعت منظمة مجاهدي خلق التي تشكلت في الستينات من قبل أبناء تجار إيرانيين من خريجي الجامعات لمكافحة ما تصورته على أنه تأثير غربي متزايد على نظام الشاه، أصبحت كمنظمة تتبع فلسفة تمزج بين الماركسية والإسلام أكبر وأنشط جماعة منشقة إيرانية مسلحة، تاريخها مفعم بالنشاط المناوىء للغرب، وفي الآونة الأخيرة قامت بهجمات على مصالح نظام رجال الدين في داخل إيران وخارجها.
16- جيش التحرير الوطني كولومبيا:
الوصف: جماعة من رجال العصابات مؤيدة لكوبا ومعادية للولايات المتحدة، تشكلت في كانون الثاني/يناير (1965م)، وتتخذ من الأرياف قاعدة لها بالدرجة الأولى، وإن كانت لها عدة تفرعات وهمية في المدن، خصوصاً في منطقة ماغدالينا ميديو، دخلت في محادثات سلام مع الجمعية المدنية الكولومبية في منتصف عام (1998م)، وكانت مستعدة للمشاركة في ميثاق وطني في مطلع عام (1999م).
17- منظمة الجهاد الإسلامي الفلسطينية:
تعرف باسم: فصيل الشقاقي، وتعرف أيضاً باسم: فصيل شلّح - الجهاد الإسلامي الفلسطيني - الجهاد الإسلامي في فلسطين - فرقة أبي غنيم التابعة لحزب الله في بيت المقدس.
الوصف: نشأت من بين فلسطينيين مندفعين في قطاع غزة خلال السبعينات؛ وهي عبارة عن عدة فئات متآلفة بشكل فضفاض وليست جماعة متماسكة، وهي ملتزمة بإنشاء دولة فلسطينية إسلامية وتدمير إسرائيل عن طريق حرب مقدسة (جهاد). وبسبب تأييد الولايات المتحدة لإسرائيل، اعتبرت المنظمة الولايات المتحدة عدواً لها، وتعارض المنظمة أيضاً حكومات عربية معتدلة تعتقد أنها وصمت بالعلمانية الغربية.
18- جبهة التحرير الفلسطينية:
فصيل أبي العباس، وتعرف أيضاً باسم جبهة التحرير الفلسطينية.
الوصف: انفصلت عن «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامة» في منتصف السبعينات، وبعد ذلك انقسمت مرة أخرى إلى فئة مؤيدة لمنظمة التحرير الفلسطينية، وفئة مؤيدة لسورية، وفئة أخرى مؤيدة لليبيا، والفئة المؤيدة لمنظمة التحرير هي بقيادة محمد عباس (أبو العباس)، الذي أصبح عضواً في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير عام (1984م) لكنه انسحب منها عام (1991م).
19- الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين:
وتعرف باسم: النسور الحمر - جماعة النسور الحمر - عصابة النسر الأحمر - عصابة حلحول - فرقة حلحول.
الوصف: جماعة ماركسية- لينينية، أسسها جورج حبش عام (1967م) كفصيل منتمٍ إلى منظمة التحرير الفلسطينية.
انضمت إلى تحالف القوى الفلسطينية المعارض لإعلان المبادىء (أوسلو) الموقع عام (1993م)، وعلقت مشاركتها في منظمة التحرير الفلسطينية، انفصلت عن تحالف القوى الفلسطينية، إلى جانب الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين عام (1996م) بسبب خلافات عقائدية، قامت بخطوات محدودة للاندماج مع الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين منذ منتصف التسعينات.
20- الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين:
القيادة العامة.
الوصف: انفصلت عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عام (1968م) مدعية أنها تريد التركيز أكثر على القتال وأقل تركيزاً على السياسة، تعارض بشدة منظمة التحرير الفلسطينية بقيادة ياسر عرفات، يقودها أحمد جبريل، وهو ضابط سابق في الجيش السوري برتبة نقيب، مرتبطة بعلاقة وثيقة مع سورية وإيران.
21- تنظيم القاعدة:
وتعرف أيضاً باسم: الجيش الإسلامي - الجبهة الإسلامية العالمية للجهاد ضد اليهود والصليبيين - الجيش الإسلامي لتحرير الأراضي المقدسة - شبكة أسامة بن لادن - منظمة أسامة بن لادن - مؤسسة الخلاص الإسلامي - جماعة الحفاظ على الأماكن المقدسة.
الوصف: قام بتأسيس هذه المنظمة أسامة بن لادن عام (1990م) تقريباً لجمع العرب الذين شاركوا في الحرب الأفغانية ضد الغزو السوفياتي، ساعدت في عمليات تمويل وتجنيد الإسلاميين السُّنيين المتطرفين ونقلهم وتدريبهم للمشاركة في المقاومة الأفغانية، هدفها الحالي هو «إعادة تأسيس الدولة الإسلامية» في العالم، تتعاون مع الجماعات الإسلامية المتطرفة لقلب أنظمة الحكم التي تعتبرها غير إسلامية، وإبعاد الغربيين عن الدول الإسلامية.
في شهر شباط/فبراير (1998م)، قامت المنظمة بإصدار بيان تحت شعار (الجبهة الإسلامية العالمية للجهاد ضد اليهود والصليبيين)، قالت فيه: (إن من واجب كل مسلم أن يقتل الأمريكيين، سواء أكانوا مواطنين مدنيين أم عسكريين، وحلفاءهم في أي مكان).
22- القوات الثورية المسلحة في كولومبيا:
الوصف: تُعَد هذه المنظمة الأكبر والأفضل تدريباً وعتاداً بين منظمات التمرد في كولومبيا، تأسست المنظمة عام (1964م) في مناطق ريفية كجيش عصابات موال للسوفيات، تتبع في تنظيمها التنظيم العسكري، وتضم عدة جبهات في مواقع مدنية، وهي معروفة بعدائها للولايات المتحدة منذ البداية.
في عام (1998م) وافقت المنظمة على المشاركة في محادثات سلام مبدئية مع حكومة كولومبيا، قامت إدارة الرئيس (باسترانا) بإخلاء خمس محافظات من الجيش تنفيذاً لشروط المنظمة لعقد محادثات السلام (وتوجه الرئيس باسترانا في السابع من كانون الثاني/يناير (1999م) لافتتاح تلك المحادثات مع زعماء المنظمة، بالرغم من أن رئيسهم الأعلى لم يحضر).
23- منظمة (17) نوفمبر الثورية:
الوصف: تأسست هذه الجماعة الراديكالية اليسارية عام (1975م)، وحملت اسم: الانتفاضة الطلابية في تشرين الثاني/نوفمبر عام (1973م) في اليونان؛ احتجاجاً على الحكم العسكري، والمنظمة مناهضة للمؤسسة السياسية اليونانية والولايات المتحدة وتركيا وناتو، كما تكرس جهدها لإزاحة القواعد الأمريكية وإزالة الوجود العسكري التركي في قبرص، كما تعمل على قطع روابط اليونان بالناتو والاتحاد الأوروبي، ومن الممكن أيضاً أن يكون لها ارتباطات بجماعات يونانية إرهابية أخرى.
24- حزب/جبهة تحرير الشعب التركي الثورية:
ويعرف أيضاً باسم ديفريمسي سول (اليسار الثوري)، وحدات ديف سول الثورية المسلحة.
الوصف: تم تأسيسه أصلاً عام (1978م) باسم: (ديفريمسي سول) كجماعة منشقة عن حزب/جبهة تحرير الشعب التركي، وأعيدت تسميته عام (1994م) بعد انشقاقات داخلية، وتتبنى هذه الجبهة الأيديولوجية الماركسية، وتضمر عداءً عميقاً للولايات المتحدة وناتو، يأتي تمويل عملياتها بشكل رئيس من عمليات السطو المسلح والابتزاز.
25- الكفاح الشعبي الثوري:
إيلا. وتعرف أيضاً باسم: الكفاح الشعبي الثوري - يونيو (78) - منظمة تضامن الثوريين العالميين - الخلايا الثورية - كفاح التحرير.
الوصف: هي جماعة يسارية متطرفة انبثقت عن المعارضة ضد النظام العسكري الذي حكم اليونان منذ (1967م) وحتى (1974م).
في عام (1971م) قامت بتشكيل (إيلا) وهي عبارة عن جماعة ثورية ضد الرأسمالية والإمبريالية، أعلنت معارضتها ضد (الهيمنة الإمبريالية والاستغلال والاضطهاد)، كما أنها تُظهر عداءها بقوة للولايات المتحدة، وتسعى لإزاحة القوات الأمريكية من اليونان.
26- منظمة الدرب الساطع:
البيرو. وتعرف أيضاً باسم: الحزب الشيوعي في بيرو على الدرب الساطع لخوزيه كارلوس مارياتيغوي - جماعة عون شعب البيرو - جيش مليشيا الشعب - جيش التحرير الشعبي.
الوصف: هي إحدى جماعتي العصيان المسلح الكبيرتين في البيرو، وهي واحدة من أكثر منظمات العصابات العالمية قساوة وعنفاً.
تم تأسيسها في أواخر الستينات من هذا القرن على يد (ابيمايل غوزمان) الذي كان آنذاك أستاذاً جامعياً.
هدفها المعلن هو تدمير المؤسسات البيروفية واستبدالها بنظام ثوري يحكمه الفلاحون، وكذلك التخلص من النفوذ الأجنبي في البيرو.
كان إلقاء القبض على (غوزمان) في أيلول/سبتمبر (1992م) عبارة عن صدمة كبيرة للمنظمة، وكذلك كان اعتقال بعض القادة الآخرين للمنظمة عام (1995م)، وعمليات الانشقاق التي شهدتها، والعفو العام الذي أصدره الرئيس (فوجيموري) بخصوص الإرهابيين التائبين.
27- حركة توباك أمارو الثورية:
الوصف: هذه عبارة عن حركة ثورية ماركسية - لينينية تقليدية تشكلت عام (1983م). تهدف إلى تخليص البيرو من الإمبريالية وتأسيس حكم ماركسي، عانت من عمليات ارتداد بعض عناصرها والهجمات المعادية من الحكومة، بالإضافة إلى الصراعات الداخلية فيها وفقدانها للدعم اليساري.
رابعاً: فهـرس المراجــع
أولاً: فهرس الكتب:
1- القرآن الكريم.
2- الإرهاب - مختار شعيب.
3- أسئلة وأجوبة في الإيمان والكفر - عبد العزيز الراجحي - اعتنى بها عبد الله الشيباني - دار أطلس الخضراء - الطبعة الأولى - (1423).
4- الإسلام وضرورات الحياة- عبد الله قادري - دار المجتمع للنشر والتوزيع - الطبعة الثانية - (1990م)
5- أصول مذهب الشيعة - د. ناصر القفاري - الطبعة الأولى - (1414).
6- الاعتصام - الشاطبي - تحقيق: مشهور بن حسن آل سلمان - مكتبة التوحيد - الطبعة الأولى (1421).
7- إعلام الموقعين - ابن قيم الجوزية - تحقيق: مشهور بن حسن آل سلمان - دار ابن الجوزي - الطبعة الأولى - (1423).
8- أعلام وأقزام في ميزان الإسلام - د. سيد العفاني - دار ماجد عسيري - الطبعة الأولى - (1424).
9- اقتضاء الصراط المستقيم - تقي الدين ابن تيمية - تحقيق: د. ناصر العقل - مكتبة الرشد - الطبعة الثانية - (1411).
10- أقطاب العلمانية - طارق منينة - دار الدعوة - الطبعة الأولى - (1424).
11- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر - د. خالد السبت - المنتدى الإسلامي - الطبعة الأولى - (1415).
12- أمريكا - سحر زيناتي - المركز العالمي للاستشارات الإستراتيجية - الطبعة الثانية - (1425).
13- أمريكا التي تعلمنا الديمقراطية والحرية والعدل - د. فهد العرابي الحارثي - الطبعة الأولى.
14- أمريكا الكتاب الأسود - بيتر سكاون - الدار العربية لعلوم - الطبعة الأولى - (1424).
15- الأمن رسالة الإسلام - جامعة الملك فهد للبترول والمعادن.
16- الإنصاف - علي بن أحمد المرداوي - تحقيق: أ.د. عبد الله التركي - هجر للطباعة - الطبعة الأولى - (1415).
17- أيام من حياتي - زينب الغزالي - دار الشروق - القاهرة - الطبعة الرابعة عشرة - (1995م).
18- إيثار الحق على الخلق - ابن الوزير الصنعاني - دار الكتب العلمية - بيروت - الطبعة الأولى.
19- أيعيد التأريخ نفسه - محمد العبدة - المنتدى الإسلامي - (1411).
20- بأي عقل ودين يكون التفجير والتدمير جهاداً؟ - أ.د. عبد المحسن البدر - دار المغني - الطبعة الأولى - (1424).
21- البداية والنهاية - الحافظ ابن كثير الدمشقي - دار الريان للتراث - الطبعة الأولى - (1408).
22- البوابة السوداء - أحمد رائف.
23- البيان لأخطاء بعض الكتاب - أ.د. صالح الفوزان - دار ابن الجوزي - الطبعة الأولى - (1425).
24- تبيين كذب المفتري فيما نسب إلى الإمام أبي الحسن الأشعري لأبي القاسم ابن عساكر - الطبعة الأولى - (1347).
25- تحكيم القوانين - محمد بن إبراهيم آل الشيخ.
26- تسليط الأضواء على ما وقع في الجهاد من أخطاء - أسامة حافظ وعاصم محمد - مكتبة العبيكان - الطبعة الأولى - (1425).
27- تفسير البغوي معالم التنزيل - الحسين بن مسعود البغوي - دار طيبة - الطبعة الأولى - (1409).
28- تفسير القرآن العظيم - الحافظ ابن كثير الدمشقي - دار الفكر - بيروت - (1401).
29- تلك العتمة الباهرة - رواية الطاهر بن جلون - دار الساقي - الطبعة الأولى - (2002م).
30- توحيد المملكة العربية السعودية - د. محمد المانع - ترجمة د. عبد الله العثيمين - الطبعة الأولى - (1402).
31- التوسط والاقتصاد - علوي السقاف - دار ابن القيم - الطبعة الأولى - (1420).
32- تيسير العزيز الحميد - سليمان بن عبد الله آل الشيخ - المكتب الإسلامي - الطبعة السابعة - (1408).
33- جامع العلوم والحكم - الحافظ ابن رجب الحنبلي - تحقيق: طارق بن عوض الله - دار ابن الجوزي - الطبعة الأولى - (1415)
34- جامع بيان العلم وفضله - المؤلف: أبو عمر يوسف بن عبد البر النمري القرطبي - دار الكتب العلمية- بيروت - (1398-1978م).
35- الجامع لأحكام القرآن - محمد بن عبد الله ابن العربي - محمد عبد القادر عطا - دار الفكر للطباعة والنشر - (2/359).
36- الجذور - لأليكسس هالي - ترجمة: سعيد محمد عبد العظيم - مكتبة مدبولي - الطبعة الأولى - (1422).
37- جرائم صدام الكيماوية - دار الزهراء للإعلام العربي.
38- الحادي عشر من أيلول - ترجمة: ريم الأطرش - دار الفكر - الطبعة الأولى - (1424).
39- حاشية ابن عابدين (حاشية رد المحتار على الدر المختار شرح تنوير الأبصار) - دار الفكر للطباعة والنشر.
40- الحداثة في ميزان الإسلام - الدكتور عوض القرني.
41- الحرب القذرة - حبيب سويدية - ترجمة: روز مخلوف - دار ورد - الطبعة الأولى - (2002م).
42- حرمة الغلو في الدين - أسامة حافظ وعاصم محمد - مكتبة العبيكان - الطبعة الأولى - (1425).
43- حق التضحية بالآخر.. أمريكا والإبادات الجماعية - منير العكش - دار رياض الريس.
44- حقيقة الإيمان - عبد الله محمد بن أحمد القنائي.
45- حقيقة الخلاف - د. محمد أبو رحيم - دار الجوهري.
46- الحكم بما أنزل الله وأهل الغلو - محمد سرور - دار الأرقم - الطبعة الأولى - (1407).
47- حياة محمد مؤسس الدين الإسلامي ومؤسس إمبراطورية المسلمين - جورج بوش - ترجمة: د. عبد الله الشيخ - دار المريخ - الطبعة الثانية - (2004م).
48- خصائص جزيرة العرب - للشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد - دار ابن الجوزي - الطبعة الثانية - (1418).
49- الخطب المنبرية - أ.د. صالح الفوزان - مؤسسة الرسالة - الطبعة العاشرة - (1422).
50- درء تعارض العقل والنقل - ابن تيمية - تحقيق: د. محمد رشاد سالم - جامعة الإمام - الطبعة الثانية - (1411).
51- الذخيرة - أحمد بن إدريس القرافي - دار الغرب - بيروت - (1994م).
52- ذكرياتي مع جماعة المسلمين (التكفير والهجرة) - عبد الرحمن أبو الخير - دار البحوث العلمية.
53- الرد على المخالف من أصول الإسلام - بكر بن عبد الله أبو زيد - دار الهجرة للنشر والتوزيع - الطبعة الثانية - (1411).
54- رفع اللائمة - محمد الدوسري - دار عالم الفوائد - الطبعة الثانية (1423).
55- رواية السجينة - مليكة أوفقير وميشيل فيتوسي - دار الجديد - الطبعة الأولى - (2000م).
56- سلسلة الأحاديث الصحيحة - محمد ناصر الدين الألباني - مكتبة المعارف للنشر والتوزيع - (1415).
57- سنن ابن ماجة - محمد بن يزيد أبو عبد الله القزويني - دار الفكر - بيروت - تعليق: محمد فؤاد عبد الباقي.
58- سنن الترمذي - محمد بن عيسى الترمذي - المحقق: أحمد محمد شاكر وآخرون - دار إحياء التراث العربي - بيروت.
59- سنن النسائي (المجتبى) - أحمد شعيب النسائي - علق عليه: عبد الفتاح أبو غدة - مكتب المطبوعات الإسلامية - حلب - الطبعة الثانية - (1406- 1986م).
60- سير أعلام النبلاء - محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي - مؤسسة الرسالة - الطبعة السابعة - (1410).
61- شرح النووي على صحيح مسلم - أبو زكريا يحيى بن شرف بن مرى النووي - دار إحياء التراث العربي - بيروت - الطبعة الثانية - (1992م).
62- الصارم المسلول - أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية - تحقيق: محمد الحلواني ومحمد شودري - رمادي للنشر - الطبعة الأولى - (1417).
63- صحيح ابن حبان - محمد بن حبان بن أحمد التميمي البستي - المحقق: شعيب الأرنؤوط - مؤسسةالرسالة - بيروت - الطبعة الثانية - (1414- 1993م).
64- صحيح البخاري - محمد بن إسماعيل أبو عبد الله البخاري الجعفي - علق عليه: د. مصطفى ديب البغا - دار ابن كثير، اليمامة - بيروت - الطبعة الثالثة - (1407- 1987م).
65- صحيح الترمذي - محمد ناصرالدين لألباني - بتكليف من مكتب التربية العربي لدول الخليج - الرياض - الطبعة الأولى - (1408).
66- صحيح الجامع الصغير وزيادته - محمد ناصر الدين الألباني- المكتب الإسلامي - (1408).
67- صحيح مسلم - مسلم بن الحجاج أبوالحسين القشيري النيسابوري - علق عليه: محمد فؤاد عبد الباقي - دار إحياء التراث العربي - بيروت.
68- صورة العرب والمسلمين في المناهج الدراسية - المعرفة - الطبعة الأولى - (1420).
69- طبقات الشافعية الكبرى - ابن السبكي - تحقيق: محمد محمد الطناحي، و د. عبد الفتاح محمد الحلو - هجر للطباعة - الطبعة الثانية - (1413).
70- ظاهرة العنف الديني لماذا؟ - المركز العالمي للاستشارات الإستراتيجية - الطبعة الثانية - (1425).
71- عارض الجهل - راشد بن أبي العلا - مكتبة الرشد - الطبعة الأولى (1423).
72- العذر بالجهل - يوسف آل فراج - دار الكتاب والسنة - الطبعة الأولى - (1414).
73- العقيدة الطحاوية - تعليق سماحة الشيخ ابن باز - أشرف عبد المقصود - مكتبة دار طبرية - الطبعة الأولى - (1415).
74- العلمانية - للدكتور سفر الحوالي - دار الهجرة.
75- العلمانية الجزئية والعلمانية الشاملة - للدكتور عبد الوهاب المسيري - دار الشرق - (1423).
76- الغلو - مصطفى خليل - الطبعة الأولى - (1419).
77- الغلو في الدين - د. عبد الرحمن اللويحق - مؤسسة الرسالة - الطبعة الأولى - (1412).
78- الفتاوى الكبرى - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني أبو العباس - دار المعرفة - بيروت - الطبعة الأولى - (1386).
79- فتح الباري - للإمام ابن حجر العسقلاني - طبعة دار الفكر.
80- الفروع - محمد بن مفلح المقدسي - تحقيق: أ.د. عبد الله التركي - مؤسسة الرسالة - الطبعة الأولى - (1424)
81- في ظلال القرآن - سيد قطب - دار الشروق - الطبعة السادسة عشرة - (1410)
82- فيض القدير شرح الجامع الصغير - العلامة المناوي - توزيع دار إحياء السنة النبوية.
83- قاعدة في الانغماس في العدو وهل يباح؟! - ابن تيمية - تحقيق: أشرف عبد المقصود - طبعة أضواء السلف.
84- القاموس - الفيروز آبادي - مؤسسة الرسالة - الطبعة الثانية - (1407).
85- قانون الاضطهاد الديني الأمريكي - د.عبد الله اليحي.
86- القوة والإرهاب جذورهما في عمق الثقافة الأمريكية - نعوم تشومسكي - إبراهيم الشهابي - دار الفكر - الطبعة الأولى - (1424).
87- كتاب الردود - بكر بن عبد الله أبو زيد - دار العاصمة - الطبعة الأولى - (1414).
88- لسان العرب - ابن منظور - دار الفكر - الطبعة الأولى - (1410).
89- مبادرة وقف العنف - أسامة حافظ وعاصم محمد - مكتبة العبيكان - الطبعة الأولى - (1425).
90- المبسوط - المؤلف: شمس الدين السرخسي- دار المعرفة-بيروت - (1406-1986م).
91- مجموع الفتاوى - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية - جمع عبد الرحمن بن محمد بن قاسم - مكتبة ابن تيمية.
92- مجموع فتاوى ومقالات متنوعة - عبد العزيز بن عبد الله بن باز - جمع:محمد الشويعر - دار القاسم - الطبعة الأولى - (1420).
93- مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين - ابن قيم الجوزية - دار الكتاب العربي - الطبعة الأولى - (1410).
94- المدارس العالمية الاستعمارية.. تاريخها ومخاطرها - بكر بن عبد الله أبو زيد.
95- مذابح الإخوان في سجون عبد الناصر - جابر رزق - دار الوفاء.
96- مذبحة الإخوان في ليمان طرة - جابر رزق - دار الإعتصام.
97- مسائل شرعية وقضايا فكرية معاصر - الدار المصرية السعودية - الطبعة الأولى - (2004م).
98- مسائل في الإيمان - أ.د. الشيخ صالح الفوزان - اعتنى بإخراجها عبد الرحمن بن محمد الهرفي - دار عالم الفوائد - الطبعة الأولى - (1423).
99- المستدرك على الصحيحين - محمد بن عبد الله الحاكم النيسابوري - تعليق: مصطفى عبد القادر عطا- دار الكتب العلمية - بيروت - الطبعة الأولى - (1411- 1990م).
100- المستصفى في علم الأصول - محمد بن محمد الغزالي - دار الكتب العلمية - بيروت - الطبعة الأولى - (1413).
101- المسلمون في الولايات المتحدة - د. عبد الرزاق الزهراني - الطبعة الأولى - (1421).
102- مسند أحمد - أحمد بن حنبل أبو عبد الله الشيباني - مؤسسة قرطبة - مصر.
103- مشكلة الغلو في الدين - د. عبد الرحمن بن معلا اللويحق - مؤسسة الرسالة - الطبعة الثانية (1420).
104- مع الإثنى عشرية في الأصول والفروع - أ.د. على السالوس - دار التقوى - الطبعة الثانية - (1422).
105- المعجم الأوسط - سليمان بن أحمد الطبراني - دار الحرمين - القاهرة - (1415) - المحقق: طارق بن عوض الله بن محمد، وعبد المحسن بن إبراهيم الحسيني.
106- معجم المقاييس في اللغة - أحمد بن فارس - تحقيق: شهاب الدين أبو عمرو - دار الفكر - الطبعة الثانية - (1418).
107- المغني - عبد الله بن أحمد بن قدامة المقدسي أبو محمد - دار الفكر - بيروت - الطبعة الأولى - (1405).
108- مفاهيم شرعية حول الأحداث العالمية - مسجد جامعة الخرطوم (1422).
109- مفردات ألفاظ القرآن - الراغب الأصفهاني - تحقيق: صفوان داودي - دار القلم - الطبعة الأولى - (1412).
110- مقدمة ابن خلدون - دار القلم - الطبعة الخامسة - (1984م).
111- منهاج السنة النبوية - ابن تيمية - تحقيق: محمد رشاد سالم - مؤسسة قرطبة للطباعة والنشر - الطبعة الأولى - (1406).
112- الموافقات - إبراهيم بن موسى الشاطبي - المحقق: مشهور بن حسن آل سلمان - دار ابن عفان - الطبعة الأولى - (1421).
113- مواقف العلماء الربّانيين - د. سيد العفاني - دار العفاني - الطبعة الأولى - (1424).
114- المورد - لمنير البعلبكي - دار العلم للملايين - الطبعة الخامسة والعشرون - (1991م).
115- الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب المعاصرة - د. مانع الجهني - دار الندوة العالمية - الطبعة الثالثة - (1418).
116- نصاب الاحتساب - عمر بن عوض السنامي - تحقيق: د. مريزن عسيري - هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر - الطبعة الأولى - (1414).
117- النهاية في غريب الحديث والأثر - المؤلف: مجد الدين أبو السعادات المبارك بن محمد الجزري المعروف بابن الأثير - المحقق: محمود الطناحي وطاهر الزاوي - أنصار السنة المحمدية.
118- نيل الأوطار من أحاديث سيد الأخيار شرح منتقى الأخبار - المؤلف: القاضي محمد بن علي بن محمد الشوكاني - دار الريان للتراث - القاهرة.
119- يوميات امرأة لا مبالية - نزار قباني.
ثانياً: جرائــد وصحـــف:
120- جريدة البلاد - العدد (16112).
121- جريدة الرياض - (13/4/1424).
122- جريدة الشرق الأوسط.
123- جريدة الوطن السعودية.
124- جريدة عكاظ.
ثالثاً: دوريــات:
125- مجلة أخبار الشرق.
126- مجلة الأسبوع العربي اللبنانية.
127- مجلة البيان العدد (54) صفر- (1413).
128- مجلة البيان العدد (63).
129- مجلة الشرق - العدد (362).
130- مجلة اليمامة عدد (887).
131- مجلة ناشيونال ريفيو (National Review).
رابعاً: مواقع انترنت:
132- موقع الإسلام اليوم - الأحلام ومصير الأمة - سامي بن عبد العزيز الماجد.
133- موقع الإسلام اليوم - التطرف لا يعالج بالتطرف - مقالة الدكتور ماجد بن عبد الرحمن الفريان - بتصرف.
134- موقع الإسلام اليوم - رؤى ومواقف وعبر من الأحداث المعاصرة - د. إبراهيم بن ناصر الناصر - (www.islamtoday.net).
135- موقع المنبر - محاسن الإسلام من خلال حفظه للضروريات الخمس - (www.alminbar.net).
136- موقع صيد الفوائد - وقفات حول حادثة التفجير - (www.saaid.net).
137- موقع مفكرة الإسلام - العلماء بين الإسقاط والتعصب للمؤلف.
138- موقع مفكرة الإسلام -ولكن حمزة الجزائر لا بواكي له - (www.islammemo.cc).
139- موقع وزارة الخارجية الأمريكية - تقرير المنظمات الإرهابية الأجنبية.
فهرس الموضوعات
الإهـــداء 4
مراجعة سماحة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان. 5
تقديم فضيلة الشيخ صالح بن عبد الله الدرويش.. 6
المقدمــة 7
أسباب اختيار الموضوع: 7
- شكر وتقدير: 11
تعريف الغلو والتطرف والإرهاب.. 13
تعريف الغلو: 13
تعريف التطرف: 13
تعريف الإرهاب: 13
بداية ظهور الغلو في الإسلام 19
هل الغلو والإرهاب في الدول الإسلامية فقط؟ 21
أمريكا تصدر الإرهاب إلى العالم: 25
هل الغلو والإرهاب خاص ببعض السلفيين؟ 26
أسباب ظهور الغلو. 27
أسباب شارك فيها الجميع: 27
أسباب تتعلق بالغلاة: 29
الأول: الجهـل:. 29
الثاني: التعصب:. 34
الثالث: عدم الاعتبار بالتاريخ:. 35
فائدة عزيزة:. 37
الرابع: الحماس الزائف:. 38
الخامس: الاعتماد على المنامات:. 39
تنبيه:-.. 41
أسباب خارجية: 42
أسباب داخلية: 43
أولاً: ترك تحكيم الشرع:. 44
ثانياً: ضعف الثقة في العلماء الرسميين:. 45
ثالثاً: منع عدد من الدعاة المخلصين:. 46
رابعاً: تعرض مجموعات للتعذيب:. 47
خامساً: نشر مواد إعلامية فيها هجوم على الدين:. 48
أدلـة تحريــم الغلــو. 53
الأدلــة العـامـة: 53
الأدلـة الخاصة على تحريم الأعمال التخريبية: 55
أولاً: أن هذه الأعمال تأتي على الضروريات الخمس():. 55
ثانياً: حرمة دم المسلم:. 56
ثالثاً: إخفار ذمة المسلمين:. 57
وقفــة تـأمـــل! 59
العــــلاج. 61
وصايا في علاج ظاهرة الغلو: 61
الوصية الأولى:. 61
الوصية الثانية:. 61
الوصية الثالثة:. 62
الوصية الرابعة:. 62
الوصية الخامسة:. 63
الوصية السادسة:. 63
الوصية السابعة:. 63
{وقفة: 69
الخاتمــــة 71
ملحـــق المنظمات الإرهابية الأجنبية (تصنيفات وزارة الخارجية الأمريكية()) 72
1- منظمة أبي نضال: 72
2- مجموعة أبي سيّاف: 72
3- الجماعة الإسلامية المسلحة: 72
4- أوم شنريكيو، وتعرف باسم: أوم الحقيقة الأعظم: 73
5- منظمة الباسك: 73
6- الجماعة الإسلامية (مصر): 73
7- حركة المقاومة الإسلامية - حماس: 74
8- حركة المجاهدين: 74
9- حزب الله: 75
10- الجيش الأحمر الياباني: 75
11- جماعة الجهاد المصرية: 76
12- حركة كاخ: 76
13- حزب العمال الكردستاني: 76
14- منظمة نمور تحرير تاميل إيلام: 77
15- منظمة مجاهدي خلق: 77
16- جيش التحرير الوطني كولومبيا: 78
17- منظمة الجهاد الإسلامي الفلسطينية: 78
18- جبهة التحرير الفلسطينية: 78
19- الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين: 78
20- الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين: 79
21- تنظيم القاعدة: 79
22- القوات الثورية المسلحة في كولومبيا: 80
23- منظمة (17) نوفمبر الثورية: 80
24- حزب/جبهة تحرير الشعب التركي الثورية: 81
25- الكفاح الشعبي الثوري: 81
26- منظمة الدرب الساطع: 81
27- حركة توباك أمارو الثورية: 82
رابعاً: فهـرس المراجــع. 83
أولاً: فهرس الكتب: 83
ثانياً: جرائــد وصحـــف: 93
ثالثاً: دوريــات: 94
رابعاً: مواقع انترنت: 94
فهرس الموضوعات.. 96
([1]) انظر: خصائص جزيرة العرب - بكر بن عبد الله أبو زيد - دار ابن الجوزي - الطبعة الثانية (1418هـ).
([2]) العلمانيون هم من أشد الناس تطرفاً، وإن كانت الحرية من أصولهم ولكنها حريتهم فقط، انظر: العلمانية الجزئية والعلمانية الشاملة، للدكتور عبد الوهاب المسيري - دار الشرق (1423)، وانظر أيضاً: أقطاب العلمانية لطارق منينة -دار الدعوة- الطبعة الأولى (1424)، والعلمانية للدكتور سفر الحوالي - دار الهجرة.
([3]) خاصة في هذه الفترة التي يروّج فيها لهذا الفكر باعتبار أنه المذهب العقلاني المناسب لهذا الزمن، ومن أبرز من يروّج له الدكتور محمد عمارة. انظر: الاتجاهات العقلانية الحديثة - أ.د. ناصر العقل - دار الفضيلة - الطبعة الأولى (1422).
([4]) انظر: مسائل في الإيمان - أ.د. صالح الفوزان – اعتنى بإخراجها عبد الرحمن بن محمد الهرفي - دار عالم الفوائد - الطبعة الأولى - (1423)، أسئلة وأجوبة في الإيمان والكفر - عبد العزيز الراجحي - اعتنى بها عبد الله الشيباني - دار أطلس الخضراء - الطبعة الأولى (1423)، ظاهرة الإرجاء - د. سفر الحوالي - مكتب الطيب - الطبعة الأولى (1417)، التوسط والاقتصاد - علوي السقاف - دار ابن القيم - الطبعة الأولى (1420) حقيقة الخلاف - د. محمد أبو رحيم - دار الجوهري، رفع اللائمة - محمد الدوسري - دار عالم الفوائد - الطبعة الثانية (1423)، حقيقة الإيمان - عبد الله محمد بن أحمد القنائي.
([5]) أصول مذهب الشيعة - د. ناصر القفاري - الطبعة الأولى (1414)، مع الإثني عشرية في الأصول والفروع - أ.د. على السالوس - دار التقوى - الطبعة الثانية (1422).
([6]) يعتبر كتاب عبد الرحمن أبو الخير: (ذكرياتي مع جماعة المسلمين) من أحسن الكتب في تاريخ هذه الجماعة؛ وأنصح القارئ بالاطلاع على هذا الكتاب؛ لأنه أرخ تأريخ تلك الجماعة وهو أحد أفرادها، وما زال معجباً بهم فلن يكذب عليهم، والعاقل الحاذق يفرق بين ما ينفع وما يضر.
([7]) يقول نعوم تشومسكي: (علينا أن ندرك أن معظم سكان العالم يعتبرون الولايات المتحدة دولة تقود الإرهاب، ولهم في ذلك أسبابهم الوجيهة) (ص:43) الحادي عشر من أيلول - ترجمة:ريم الأطرش - دار الفكر - الطبعة الأولى (1424).
([8]) سأل الرئيس الأمريكي بعد أحداث سبتمبر(لماذا يكرهوننا مع أننا طيبون؟) فأجابت عنه الصحف الأمريكية، انظر: القوة والإرهاب جذورهما في عمق الثقافة الأمريكية - نعوم تشومسكي - إبراهيم الشهابي - دار الفكر - الطبعة الأولى (1424)(107).
([9]) ما زالت الدول الصليبية تنشر سب المسلمين حتى وصل الأمر إلى المناهج الدراسية، انظر: صورة العرب والمسلمين في المناهج الدراسية - المعرفة - الطبعة الأولى (1420)، وقد شملت الدراسة لإحدى عشرة دولة منها: أمريكا وبريطانيا وفرنسا وإسرائيل.
([10]) خذ مثالاً واحداً وهو قول أحد النشطاء الأمريكان وهو (مايكل هولي إيغل)، في حديثه عن قتل الهنود الحمر: (تاريخنا مكتوب بالحبر الأبيض، إن أول ما يفعله المنتصر هو محو تاريخ المهزومين، وياألله ما أغزر دموعهم فوق دماء ضحاياهم! وما أسهل أن يسرقوا وجودهم من ضمير الأرض! هذه واحدة من الإبادات الكثيرة التي واجهناها وسيواجهها الفلسطينيون... إن جلادنا المقدس واحد)! انظر: حق التضحية بالآخر.. أمريكا والإبادات الجماعية (ص:7) منير العكش - دار رياض الريس.
وقال الرئيس الأمريكي (وليام ماكيليني): (نحن لم نذهب إلى الفلبين بهدف احتلالها، لكن المسألة أن السيد المسيح زارني في المنام وطلب مني أن نتصرف كأمريكيين، ونذهب إلى الفلبين لكي نجعل شعبها يتمتع بالحضارة)!! انظر: أمريكا التي تعلمنا الديمقراطية والحرية والعدل، د. فهد العرابي الحارثي-الطبعة الأولى.
([11]) اللبرالية هي: (مذهب رأسمالي ينادي بالحرية المطلقة في الميدانيين: الاقتصادي والسياسي، وعلى النطاق الجماعي:هو النظام السياسي المبني على أساس فصل الدين عن الدولة.. وفي كفل حرية الأفراد بما فيه حرية المعتقد، إلا أن اللبراليين في الغالب يتصرفون ضد الحرية لارتباط اللبرالية بالاستعمار) الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب المعاصرة (2/1146) د. مانع الجهني - دار الندوة العالمية - الطبعة الثالثة (1418).
([12]) الحقيقة الناصعة أن العالم الذي تصدى لهؤلاء هو شيخنا سماحة الشيح صالح الفوزان، ولا أعلم أحداً شاركه من العلماء، وإن كان عدد من طلاب العلم وغيرهم من الغيورين كتب دفاعاً عن حياض الدين، ولكن أين العلماء من هذه الهجمة الشرسة؟!!
([13]) سبق وأن نشرتُ مقالاً بعنوان: (العويل بالمجان) في موقع مفكرة الإسلام، تحدثت فيه أننا نحسن الصراخ ولكن لا نعمل، ونحن هنا بحاجة إلى وضع حلول واقعية للأحداث، ولا يصلح الشجب والاستنكار وتوزيع الاتهامات.
([14]) معجم المقاييس في اللغة - أحمد بن فارس - تحقيق: شهاب الدين أبو عمرو - دار الفكر - الطبعة الثانية (1418) - مادة (غلوى).
([15]) لسان العرب - ابن منظور - دار الفكر - الطبعة الأولى (1410)- مادة (غلا).
([16]) اقتضاء الصراط المستقيم - تقي الدين ابن تيمية - تحقيق: د. ناصر العقل - مكتبة الرشد - الطبعة الثانية (1411) - (1/293).
([17]) القاموس - الفيروزآبادي - مؤسسة الرسالة - الطبعة الثانية - (1407)- مادة (طرف).
([18]) مفردات ألفاظ القرآن - الراغب الأصفهاني - تحقيق: صفوان داودي - دار القلم - الطبعة الأولى (1412) مادة (رهب).
([19]) لسان العرب، مادة (رهب).
([20]) النهاية في غريب الحديث - المبارك بن محمد الجزري ابن الأثير - تحقيق: طاهر الزاوي ومحمود الطناحي - المكتبة العلمية - (2/280-281).
([21]) المورد (ص:960) منير البعلبكي - دار العلم للملايين - الطبعة الخامسة والعشرون (1991م).
([22]) انظر أيضاً حول هذا المعنى: مفهوم الإرهاب في الإسلام (ص:13)، وهو ضمن كتاب مفاهيم شرعية حول الأحداث العالمية - مسجد جامعة الخرطوم - (1422).
([23]) العجيب أن الإنجليز لما وصلوا أمريكا أطلقوا عليها عدة أسماء: أرض الميعاد! صهيون! إسرائيل الله الجديدة! أرض كنعان!) وهذا وغيره دعا الحاخام المؤرخ (لي ليفنغر) أن يقول عنهم: (أكثر يهودية من اليهود) انظر: أمريكا والإبادات الجماعية: (ص:10).
([24]) في بعض الدول العربية يسجن من يصلي الفجر في المسجد، وتطرد المحجبة من العمل أو الدراسة، حتى قال وزير الأوقاف فيها أثناء مسابقة السباحة لطالبات كلية الشريعة: (الآن انتهى التطرف من بلادنا)!! وقد نشرت الصحف هناك هذه العبارة.
([25]) انظر: مقالة للأستاذ الدكتور محمد بن علي الهرفي، بعنوان: (الغلو والتطرف والإرهاب.. رؤية في المفاهيم) -موقع مفكرة الإسلام.
([26]) تيسير العزيز الحميد - سليمان بن عبد الله آل الشيخ - المكتب الإسلامي - الطبعة السابعة (1408) (ص:305).
([27]) جريدة الوطن السعودية (يوم الجمعة:29/1/1423).قال منير العكش في كتابه حق التضحية بالآخر.. أمريكا والإبادات الجماعية) وسبق أن كتب جده جورج بوش كتاباً بعنوان: (حياة محمد) يضم أشنع ما كتب عن العرب والمسلمين والنبي محمد في الولايات المتحدة (ص:96)، وانظر أيضاً (ص:103)، وقد ترجم هذا الكتاب فانظره لتعلم أن آل بوش أسرة متدينة بالصهونية (حياة محمد مؤسس الدين الإسلامي ومؤسس إمبراطورية المسلمين) - جورج بوش – ترجمة: د. عبد الله الشيخ – دار المريخ – الطبعة الثانية (2004م).
([28]) إن من التطرف وصف الشيخ أحمد ياسين المشلول بأنه إرهابي!! وشارون اليهودي بأنه رجل سلام!
([29]) حول مصطلح التطرف: زكريا بن عبد الله الزامل- مجلة البيان - العدد (54) - صفر(1413).
([30]) إن لأمريكا ثوابت رافقت نشأتها حتى الآن، وهي: المعنى الإسرائيلي لأمريكا، وعقيدة الاختيار الإلهي، والتفوق العرقي والثقافي، والدور الخلاصي للعالم، وقدرية التوسع اللانهائي، وحق التضحية بالآخر. أمريكا والإبادات الجماعية: (ص:10) ومع كل هذا نجد بعض أبناء جلدتنا يرحب بها جداً!! قال عبد العزيز الدخيل في جريدة الشرق الأوسط بتاريخ: (3/4/2002م): (إنني من أكثر الناس تفاؤلاً بقدوم أمريكا إلى العراق، وعندي أسباب عديدة، أولاها: أن أمريكا لم تدخل بلداً إلا وحسَّنت من أوضاعه... إنني واثق أن أمريكا ستلعب في منطقتنا دور المعلم الحازم الذي يريد النجاح لتلاميذه حتى لو تطلب ذلك درساً قاسياً، إن العالم العربي لن يتغيّر من تلقاء نفسه! لذلك أقول: أهلاً بالنموذج الأمريكي الحر، وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم)!!! فهل احتلال أمريكا لبلادنا خير لنا؟!
([31]) مقالة بعنوان: (سيظهر الإسلام وتموت المبادئ الهدامة) - جريدة عكاظ.
([32]) فائدة: الذي بال في المسجد هو ذو الخويصرة اليماني، وقد ذكرته للتفريق بينهما.
([33]) قال الإمام الشوكاني: (واسمه حرقوص بن زهير التميمي، وقد ذكر حرقوصاً في الصحابة أبو جعفر الطبري، وذكر أن له في فتوح العراق أثراً، وأنه الذي افتتح سوق الأهواز، ثم كان مع علي -بن أبي طالب- في حروبه، ثم صار مع الخوارج فقتل معهم، وزعم بعضهم أنه ذو الثدية، ووقع نحو ذلك في رواية للطبري عن أبي مريم، قال الحافظ: وليس كذلك)! نيل الأوطار (4/172). وفي تسميته بذي الخويصرة خلاف طويل.
([34]) صحيح البخاري (6534).
([35]) مجموع الفتاوى - تقي الدين أحمد بن تيمية - جمع: عبد الرحمن بن قاسم - (28/580).
([36]) لأنه يعتقد أنه على الحق، وإلا لو تاب منها تاب الله عليه.
([37]) صحيح البخاري (6398) من حديث عمر بن الخطاب.
([38]) تقدم تخريجه.
([39]) درء تعارض العقل والنقل - ابن تيمية - تحقيق: د. محمد رشاد سالم - جامعة الإمام - الطبعة الثانية (1411) (7/180-181).
([40]) انظر: جرائم صدام الكيماوية - دار الزهراء للإعلام العربي.
([41]) الإرهاب - مختار شعيب، وانظر: موقع وزارة الخارجية الأمريكية ؛ تقرير المنظمات الإرهابية الأجنبية. تصنيف وزارة الخارجية الأمريكية.
([42]) هناك دلائل على أن المسلمين سبقوا النصارى لأمريكا واستوطنوها قبلهم وانسجموا مع أهلها، انظر المسلمون في الولايات المتحدة - د. عبد الرزاق الزهراني - الطبعة الأولى (1421) (79)، والمسلمون مضطهدون في أمريكا، وقانون الاضطهاد الديني الأمريكي - د. عبد الله اليحيى.
([43]) انظر كتاب: (أمريكا والإبادات الجماعية)، فعامته عن تاريخ قتل الهنود الحمر.
([44]) انظر: الجذور، لأليكسس هالي، ترجمة سعيد محمد عبد العظيم، مكتبة مدبولي، الطبعة الأولى (1422).
([45]) انظر: أمريكا الكتاب الأسود - بيتر سكاون - الدار العربية للعلوم - الطبعة الأولى - (1424)، وأمريكا التي تعلمنا الديمقراطية والحرية والعدل، د. فهد العرابي الحارثي - الطبعة الأولى.
([46]) توحيد المملكة العربية السعودية (ص:358) د. محمد المانع - ترجمة د. عبد الله العثيمين – الطبعة الأولى (1402).
([47])وقفات حول حادثة التفجير - سامي بن عبد العزيز الماجد - موقع صيد الفوائد.
([48]) تسامع الناس بأمير إحدى الدول العربية الذي تبرع ببناء كنيسة في بلاده وهي خالية من الكنائس - نسأل الله العافية- انظر: مسألة في الكنائس - ابن تيمية - تحقيق:على الشبل - مكتبة العبيكان - الطبعة الأولى (1416(.
([49]) انظر: المدارس العالمية الاستعمارية.. تاريخها ومخاطرها - بكر بن عبد الله أبو زيد.
([50]) انظر: في ظلال القرآن - دار الشروق - الطبعة السادسة عشرة (1410) (ص:2217).
([51]) الترمذي (2169)، وصححه الألباني في صحيح الترمذي برقم (1762) من حديث حذيفة بن اليمان.
([52]) انظر: نصاب الاحتساب - عمر بن عوض السنامي - تحقيق: د. مريزن عسيري - هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر - الطبعة الأولى (1414)، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر - د. خالد السبت - المنتدى الإسلامي - الطبعة الأولى (1415)
([53]) مقدمة صحيح مسلم (1/14).
([54]) انظر: البيان لأخطاء بعض الكتاب - أ.د. صالح الفوزان - دار ابن الجوزي - الطبعة الأولى (1425)- (2/138)
([55]) جامع العلوم والحكم(1/242-243) بتحقيق طارق عوض الله.
([56]) رسالة الحجيات. نقلاً عن الحكم بما أنزل الله وأهل الغلو - محمد سرور - دار الأرقم - الطبعة الأولى (1407) (1/56).
([57]) الرد على المخالف ضمن كتاب الردود (ص: 90)، دار العاصمة، الطبعة الأولى (1414).
([58]) (من المعلوم أن الجهاد لم يشرع لذاته، وليس مطلوباً لما فيه من إراقة دماء... بل هو مشروع لغيره ولتحقيق مصالح مشروعة: من نصرة الدين، وإزالة الفتنة). مبادرة وقف العنف - أسامة حافظ وعاصم محمد - مكتبة العبيكان - الطبعة الأولى (1425) - (ص: 58) هذا الكتاب ضمن مجموعة تصحيح المفاهيم لقادة الجماعة الإسلامية المسلحة، وبالجملة هذه المجموعة لا بأس بها، وإن كان فيها تكرار كثير، وفيها فوائد، وعليها مؤاخذات منها في هذا الجزء على سبيل المثال: أن المؤلف عد اقتحام المسلم على العدو مع عدم القدرة من التهلكة (ص:70)!! وهذا الكلام مخالف لنص حديث أبي أيوب عند الترمذي برقم (2972) وغيره عن أسلم أبي عمران التجيبي قال: (كنا بمدينة الروم فأخرجوا إلينا صفاً عظيماً من الروم، فخرج إليهم من المسلمين مثلهم أو أكثر، وعلى أهل مصر عقبة بن عامر، وعلى الجماعة فضالة بن عبيد فحمل رجل من المسلمين على صف الروم حتى دخل فيهم، فصاح الناس وقالوا: سبحان الله يلقي بيديه إلى التهلكة! فقام أبو أيوب الأنصاري، فقال: يا أيها الناس! إنكم تتأولون هذه الآية هذا التأويل، وإنما أنزلت هذه الآية فينا معشر الأنصار... فما زال أبو أيوب شاخصاً في سبيل الله، حتى دفن بأرض الروم). وقال الحافظ ابن حجر: (وروى ابن جرير وابن المنذر بإسناد صحيح عن مدرك بن عوف، قال: إني لعند عمر، فقلت: إن لي جاراً رمى بنفسه في الحرب فقتل، فقال ناس: ألقى بيده إلى التهلكة، فقال عمر: كذبوا، لكنه اشترى الآخرة بالدنيا) (الفتح - 9/41 طبعة دار الفكر)، وقال محمد بن الحسن: لو حمل رجل واحد على ألف رجل من المشركين وهو وحده، لم يكن بذلك بأس إذا كان يطمع في نجاة أو نكاية في العدو، فإن لم يكن كذلك فهو مكروه، لأنه عرض نفسه للتلف في غير منفعة للمسلمين. فإن كان قصده تجزية المسلمين عليهم حتى يصنعوا مثل صنيعه فلا يبعد جوازه، ولأن فيه منفعة للمسلمين على بعض الوجوه. وإذا كان قصده إرهاب العدو وليعلم صلابة المسلمين في الدين فلا يبعد جوازه. وإذا كان فيه نفع للمسلمين فتلفت نفسه لإعزاز دين الله وتوهين الكفر فهو المقام الشريف الذي مدح الله به المؤمنين في قوله: (إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم..) الآية، إلى غيرها من آيات المدح التي مدح الله بها من بذل نفسه.(الجامع لأحكام القرآن - محمد بن عبد الله بن العربي - تحقيق: محمد عبد القادر عطا - دار الفكر للطباعة والنشر (2/359)، وانظر: قاعدة في الانغماس في العدو وهل يباح؟ لابن تيمية - تحقيق: أشرف عبد المقصود – طبعة أضواء السلف.
([59]) ذكر قبلها قوله تعالى: ((فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ)) [المائدة:13]، وقوله: ((وَأَعْرِضْ عَنْ الْمُشْرِكِينَ)) [الأنعام:106]، وقوله: ((فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ)) [البقرة:109].
([60]) ذكر قبلها قوله تعالى: ((قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ)) [التوبة:29].
([61]) الصارم المسلول - تحقيق: محمد الحلواني ومحمد شودري - رمادي للنشر - الطبعة الأولى (1417)- (2/413).
([62]) إعلام الموقعين - تحقيق: مشهور بن حسن آل سلمان - دار ابن الجوزي - الطبعة الأولى (1423) (5/6).
([63])حاشية ابن عابدين (حاشية رد المحتار على الدر المختار شرح تنوير الأبصار) (4/120) دار الفكر للطباعة والنشر.
([64]) إيثار الحق على الخلق (ص:455).
([65]) الفتاوى (23/346، 348-349)، وهذا لا يعارض الرد على المخطئ بأدب وعلم.
([66]) (العجيب أن منهم من يجيز لنفسه أن يجتهد في أعوص المسائل وأغمض القضايا وهو غير أهل للاجتهاد، ولا يجيز لغيره من العلماء المتخصصين أن يجتهد كما اجتهد هو). حرمة الغلو في الدين - أسامة حافظ وعاصم محمد - مكتبة العبيكان - الطبعة الأولى (1425) - (ص:27). والكتاب جيد بالجملة، وفيه عدة فلتات لعلها غابت عن إخواننا، ومنها: نقلهم لعبارة الطحاوي: (والناس في أصله سواء) أي: الإيمان (ص:108)، وهذه العبارة غير صحيحة، قال سماحة الشيخ ابن باز: (هذا فيه نظر بل هو باطل فليس أهل الإيمان فيه سواء...) العقيدة الطحاوية - تعليق سماحة الشيخ ابن باز - أشرف عبد المقصود - مكتبة دار طبرية - الطبعة الأولى (1415)، وكذا خلطهم بين الحكم بغير ما أنزل الله وبين التشريع الذي هو كفر بالإجماع وليس هذا محل ذكر هذه المسألة (ص:118)، وكذا عذر الجاهل في أصول الدين مطلقاً، والصحيح أنه لايعذر إلا الذي لا يستطيع الوصول للعلم لو أراد ذلك (ص:143)، انظر في هذه المسألة كتاب عارض الجهل - لراشد بن أبي العلا - مكتبة الرشد - الطبعة الأولى (1423)، وانظر كذلك العذر بالجهل - يوسف آل فراج - دار الكتاب والسنة - الطبعة الأولى (1414)، ومن أخطائهم الخطأ في فهم حديث الرجل الذي أمر بتحريقه وحديث: (لم يعمل خيراً قط) (ص:150).. وغيرها، ومن تأمل الكتاب وجد غير ما ذكرت.
([67]) مقدمة ابن خلدون (ص:10) دار القلم – الطبعة الخامسة (1984)، وانظر أول الكتاب في ثنائه على علم التاريخ.
([68]) كيف نفهم التاريخ - لويس جوبتشك (ص: 201) نقلاً عن كتاب: أيعيد التاريخ نفسه - محمد العبدة - المنتدى الإسلامي (1411).
([69]) على خلاف عند أهل التواريخ في وصف تلك المصيبة.
([70]) منهاج السنة النبوية - ابن تيمية - تحقيق: محمد رشاد سالم - مؤسسة قرطبة للطباعة والنشر - الطبعة الأولى (1406)- (4/527).
([71]) انظر ملف: (ولكن حمزة الجزائر لا بواكي له) في موقع مفكرة الإسلام، ويناقش الملف أحداث الجزائر الدامية، والعاقل من اتعظ بغيره. وانظر أيضاً: الحرب القذرة - حبيب سويدية - ترجمة: روز مخلوف - دار ورد - الطبعة الأولى (2002م).
([72]) صار هذا المصطلح يطلق على كل مخالف للشرع، وهذا خطأ؛ فكثير منهم شهواني ضال، وليس له فكر يحمله، بل ليس فوق كتفيه إلا كوم لحم فاسد.
([73]) الغلو - مصطفى خليل - الطبعة الأولى (1419)- (ص:220).
([74]) هو السلطان الأعظم للمسلمين علاء الدين خوارزم شاه محمد تكش، وكان ملكاً عظيماً.
([75]) قال ابن العربي في (أحكام القرآن:4/1789): (فأما عقده على أن يرد من أسلم إليهم فلا يجوز لأحد بعد النبي ×، وإنما جوَّزه الله له لما علم في ذلك من الحكمة، وقضى فيه من المصلحة، وأظهر فيه بعد ذلك من حسن العاقبة، وحميد الأثر في الإسلام).
([76]) البداية والنهاية - ابن كثير (17/81)، طبقات الشافعية - السبكي (1/330).
([77]) انظر: السير للذهبي (7/243).
([78]) رواه البخاري (6583)، ومسلم (2261) من حديث أبي قتادة.
([79]) إعلام الموقعين (2/329).
([80]) رواه البخاري (6582)، ومسلم (2264) من حديث أنس بن مالك.
([81]) رواه الترمذي (2272)، وقال الألباني في صحيح سنن الترمذي: صحيح، برقم: (1853).
([82]) الاعتصام - تحقيق: مشهور بن حسن آل سلمان - مكتبة التوحيد - الطبعة الأولى (1421)(2/78).
([83]) مدارج السالكين (1/51-52).
([84]) مجموع فتاوى ومقالات متنوعة (4/89)، ومن تأمل حال أصحاب تفجيرات الرياض يجدهم قد اعتمدوا على رؤى فسرها في الشبكة رجل مجهول كنى نفسه بأبي بشير النجدي. ومما قاله: إن صدام حسين هو السفياني!!
([85]) أخرجه البخاري (6635) من حديث ابن عباس.
([86]) أخرجه الترمذي (2280) من حديث أبي هريرة، وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي (2280).
([87]) الأحلام ومصير الأمة - سامي بن عبد العزيز الماجد - موقع الإسلام اليوم (بتصرف)، والحديث في صحيح البخاري (6639)، ومسلم (2269) من حديث ابن عباس.
([88]) انظر: التفجيرات وتحليل المنافقين - أ.د. صالح الفوزان - ضمن كتاب البيان لأخطاء بعض الكتاب (2/131)، ونظرات في مشروع نقد الخطاب الديني - خالد الغليقة - الدار المصرية السعودية - (2/107) ضمن كتاب مسائل شرعية وقضايا فكرية معاصرة - الطبعة الأولى (2004م)، وقد أحسن الشيخ عايض الدوسري فيما كتبه بعنوان: (الغلو الديني والتحول للغلو المعاكس) في جريدة البلاد يوم الجمعة جمادى الآخرة (1421)- العدد (16112)- فراجعه إن شئت.
([89]) في مقال بعنوان: القابلية للعنف - جريدة الرياض - الجمعة (13/4/1424).
([90])نشر المقال في مجلة ناشيونال ريفيو (National Review) على موقع المجلة الإلكتروني (www.nationalreview.com).
([91]) مجلة أخبار الشرق - (12/أيلول 2002م).
([92]) أمريكا - سحر زيناتي - المركز العالمي للاستشارات الاستراتيجية (ص: 52) - الطبعة الثانية - (1425).
([93]) أخرجه الإمام أحمد (36/485) وقال الأرنؤوط: (إسناده جيد)، وقال السيوطي: حديث حسن. وأخرجه الطبراني (8/98)، وأخرجه ابن حبان في صحيحه تحت عنوان: ذكر الأخبار بأن أول ما يظهر من نقض عرى الإسلام من جهة الأمراء فساد الحكم والحكام (15/111)، وقال الألباني: (صحيح). انظر: حديث رقم: (5075) في صحيح الجامع.
([94]) انظر: اقتضاء الصراط المستقيم (2/598).
([95]) انظر: تفسير القرآن العظيم (2/67).
([96]) انظر: مشكلة الغلو في الدين - د. عبد الرحمن بن معلا اللويحق - مؤسسة الرسالة - الطبعة الثانية (1420) (2/434). بتصرف يسير.
([97]) الغلو - مصطفى خليل (231).
([98]) الآية هي: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً) [النساء:60].
([99]) تحكيم القوانين (ص:9).
([100]) مسائل في الإيمان (ص:33).
([101]) سبق وأن كتبتُ مقالة مطولة بعنوان: (العلماء بين الإسقاط والتعصب) مفكرة الإسلام، وقد بينت فيها أنواع العلماء، وواجب الناس تجاه أهل العلم.
([102]) تبيين كذب المفتري (ص:28).
([103]) ولتفصيل ذلك انظر: الرد على المخالف من أصول الإسلام - الدكتور بكر بن عبد الله أبو زيد.
([104]) انظر: مذبحة الإخوان في ليمان طرة - جابر رزق - دار الاعتصام، وانظر: مذابح الإخوان في سجون عبد الناصر - جابر رزق - دار الوفاء.
([105]) علي محمود - مجلة الأسبوع العربي اللبنانية - نقلاً عن الحكم بما أنزل الله وأهل الغلو (1/299)، ثم ذكر كلاماً لا يحتمل الإنسان قراءته، عامل الله من يعذب المسلمين بعدله. آمين.
([106]) ذكرياتي مع جماعة المسلمين (التكفير والهجرة) عبد الرحمن أبو الخير - دار البحوث العلمية.
([107]) انظر: رواية السجينة - مليكة أوفقير وميشيل فيتوسي -دار الجديد- الطبعة الأولى (2000م)، وهي رواية واقعية وقعت في إحدى الدول العربية، وفيها ترى أن عائلة كاملة سجنت سنين؛ لأن عائلهم شارك في عملية انقلاب.
([108]) انظر: كتاب البوابة السوداء، وكتاب أيام من حياتي - زينب الغزالي، ورواية (تلك العتمة الباهرة) الطاهر بن جلون - دار الساقي - الطبعة الأولى (2002م).
([109]) التطرف الديني - سليم عبد الرحمن الزغل - مجلة البيان العدد (63) ذي القعدة (1413).
([110]) التطرف الفكري وأزمة الوعي الديني - د. مسفر القحطاني - (158) بتصرف يسير - ضمن كتاب الأمن رسالة الإسلام - جامعة الملك فهد للبترول والمعادن.
([111]) أعلام وأقزام في ميزان الإسلام، د. سيد العفاني - دار ماجد عسيري - الطبعة الأولى - (1424) والكتاب جيد ونافع.
([112]) الغلو - مصطفى خليل - الطبعة الأولى (1419).
([113]) الأعمال الشعرية الكاملة (3/637).
([114]) ممارسة الحب في لغة هؤلاء تعني الجماع (lovemaking) ومن قرأ لهم عرف ذلك.
([115]) يوميات امرأة لامبالية (ص:597).
([116]) مجلة اليمامة عدد (887).
([117]) الحداثة في ميزان الإسلام - الدكتور عوض القرني (ص:69) - وقد راجع كتاب القرني سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز. وما قاله حول مقصود الحداثيين: (والثالث: وهو أخطرها، محاولة نبذ الشريعة والقيم والمعتقدات، والقضاء على الأخلاق والسلوك باسم التجديد، وتجاوز جميع ما هو قديم وقطع صلتها به).
([118]) مجلة الشرق عدد (362).
([119]) الحداثة في ميزان الإسلام (ص:79) بتصرف.
([120])الحداثة في ميزان الإسلام (ص:71).
([121]) انظر: مجموع فتاوى سماحة الشيخ عبد العزيز ابن باز - جمع د. محمد الشويعر (3/165).
([122]) المصدر السابق (3/229).
([123]) جريدة الشرق الأوسط - بتاريخ: (16/12/2002م).
([124]) رواه الإمام أحمد في مسنده (1851)، والنسائي (3057)، وابن ماجة (3029) في سننهما، والحاكم في مستدركه (1/637)(1711)، وقال أحمد شاكر: إسناده صحيح، ونقل المناوي في الفيض (3/126) عن ابن تيمية قوله: هذا إسناد صحيح على شرط مسلم، وقال الألباني في حجة النبي × (81): إسناده صحيح.
([125]) اقتضاء الصراط المستقيم (1/106).
([126]) رواه مسلم (4/2055) (2670).
([127]) شرح النووي على صحيح مسلم (16/220).
([128]) تفسير ابن كثير (4/317).
([129]) انظر مثلاً: حديث الثلاثة الذين عنفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث رغب بعضهم ترك الزواج، والآخر ترك أكل اللحم، والثالث عدم النوم على فراش، رواه مسلم برقم: (1401) عن أنس.
([130]) محاسن الإسلام من خلال حفظه للضروريات الخمس - موقع المنبر، بتصرف.
([131]) الموافقات - إبراهيم الشاطبي - تحقيق:مشهور بن حسن آل سلمان - دار ابن عفان - الطبعة الأولى (1417) (2/17-18).
([132]) المستصفى (2/482).
([133]) أخرجه البخاري (2615)، ومسلم (89).
([134]) الإسلام وضرورات الحياة (ص:20).
([135]) المصدر السابق (ص:21).
([136]) تفسير القرآن العظيم (1/548-550).
([137]) أخرجه الإمام أحمد (11372) واللفظ له, وابن أبي شيبة (7/51), والطبراني في الأوسط (4/203), وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة (2699).
([138]) أخرجه البخاري في الديات (6863).
([139]) الترمذي (3029)، والنسائي (7/87)، وصححه الألباني في الجامع الصحيح (7066).
([140]) أخرجه البخاري (6469).
([141]) أخرجه البخاري في كتاب الحج (1870)، باب: حرم المدينة، واللفظ له، ومسلم في كتاب الحج (1370).
([142]) {ليس من شروط عقد الأمان أن يكون من ولي الأمر خاصة، بل يصح من كل مسلم}.
([143]) شرح صحيح مسلم (9/144-145).
([144]) فتح الباري (4/86).
([145]) للدكتور عبد الله عزام فتوى بتحريم قتل من أعطي تأشيرة دخول، ومما قاله: (لا يجوز أن نقتل نصرانياً غربياً أو شرقياً يعيش في ظل دولة يقال لها مسلمة, إذا أعطي شخص التأشيرة -انتبه التأشيرة مهمة جداً- فهذا عقد أمان, وهو ما جاء إلى بلاد المسلمين إلا ويظن أن دمه محفوظ وماله مصون, ولو كان يظن أن المسلمين سيقتلونه لا يأتي) (ضمن شريط صوتي) يعتبر الدكتور عبد الله قائد الفكر الجهادي -كما يعبرون- وانظر: تسليط الأضواء على ما وقع في الجهاد من أخطاء (ص: 99) أسامة حافظ وعاصم محمد - مكتبة العبيكان - الطبعة الأولى (1425).
([146]) الفتاوى الكبرى (6/19).
([147]) انظر: الإنصاف - علي بن أحمد المرداوي - تحقيق: أ.د. عبد الله التركي - هجر للطباعة - الطبعة الأولى (1415)- (10/350)، الفروع - محمد بن مفلح المقدسي - تحقيق: أ.د. عبد الله التركي - مؤسسة الرسالة - الطبعة الأولى (1424) (10/305).
([148]) الإنصاف (10/351)
([149]) المغني (9/258).
([150]) الصارم المسلول (2/522)
([151]) المبسوط (30/291).
([152]) الذخيرة (3/446).
([153]) انظر: الغلو في الدين (ص:563) د. عبد الرحمن اللويحق، والغلو (ص:494) مصطفى خليل.
([154]) جامع بيان العلم (2/126-128)، وقال شيخ الإسلام في منهاج السنة (8/533): (فرجع منهم عشرون ألفاً، وبقي منهم أربعة آلاف قتلوا).
([155]) مقالة للدكتور ماجد بن عبد الرحمن الفريان بعنوان: (التطرف لا يعالج بالتطرف) - موقع الإسلام اليوم، بتصرف.
([156]) ظاهرة العنف الديني.. لماذا؟ (ص:39) المركز العالمي للاستشارات الإستراتيجية - الطبعة الثانية - (1425).
([157]) البخاري (2739) من حديث سعد بن أبي وقاص.
([158]) مسلم (118)، الترمذي (2195) من حديث أبي هريرة.
([159]) مسلم (2948)، الترمذي (2201) من حديث معقل بن يسار.
([160]) أحمد (5/27) (ح:20258)، وقال شعيب الأرنؤوط في تحقيقه للمسند: حديث صحيح، وهذا إسناد قوي.
([161]) رؤى ومواقف وعبر من الأحداث المعاصرة، د. إبراهيم بن ناصر الناصر - موقع الإسلام اليوم.
([162]) يرى سماحة الشيخ صالح الفوزان أن العفو يكون لمن لم يحصل منه عدوان فقط.
([163]) المغني (10/297).
([164]) المغني (10/308).
([165]) مسلم (2588) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وقوله: (ثلاث إن كنت لحالفاً عليهن) عند أحمد (1/193)، وقال شعيب الأرنؤوط في تحقيقه للمسند: حسن لغيره.
([166]) مجموع الفتاوى (15/174).
([167]) انظر: أمثلة على ذلك: فعل سليمان حلمي إبان منع تعليم الدين في تركيا، مواقف العلماء الربّانيين - د. سيد العفاني - دار العفاني - الطبعة الأولى (1424)(2/255)، والكتاب جيد ونافع في بابه.
([168]) تفسير البغوي (2/254).
([169]) أخرجه أبو داود (3641)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6297) من حديث أبي الدرداء.
([170]) الخطب المنبرية (1/176).
([171]) بأي عقل ودين يكون التفجير والتدمير جهاداً؟ - أ.د. عبد المحسن البدر - دار المغني - الطبعة الأولى (1424) - (ص:5).
([172]) مسلم (2594) من حديث عائشة.
([173]) الغلو في الدين (ص:537).
([174]) الغلو (488) - مصطفى خليل.
([175]) قال بعضهم: إن الناس كانوا فقراء قبل عشرات السنين ولم يفعلوا مثل هذه الأفعال!! ونسي هذا أن الجميع كانوا فقراء من رأس الهرم حتى أصغر إنسان، أما في هذا الوقت فقد ظهر أقوام غناهم فاحش جداً، وآخرون لا يجدون إلا الضرورات وهي زكوات، ولا أقول: يجدون الحاجات!
([176]) قمت بنقل هذا التصنيف من موقع وزارة الخارجية الأمريكية، بدون أي تدخل، (8) تشرين الأول/ أكتوبر (1999م)، ولم أجد تقريراً للمنظمات الإرهابية الأمريكية!! ومنها على سبيل الذكر المليشيات البيضاء، ويلحظ من التقرير أن المنظمات ذات الاتجاه الإسلامي تبلغ ثماني منظمات، بينما البقية منظمات شيوعية أو أتباع ديانات أخرى.
المصدر: https://uqu.edu.sa/page/ar/82351