المنهج العلمي عند بعض مفكري الإسلام وعند مفكري أوربا

بقلم: عبد الرزاق بسرور

 

منذ القدم، والإنسان يبحث عن قوانين تضبط تفكيرة وتكشف له عن الحقائق التي يروم استكناه سرها فتعددت المناهج والقواعد في البحث عن جوهر الأشياء، والتطلع إلى إدراك ماهياتها.

وكان للسفسطائيين مهاترة تبدو لهم أنها السبيل الأقوم في التفكير، وذلك حين قرروا أن الخطأ مستحيل ما دام الإنسان مقياسا لكل شيء. ثم جاء سقراط، فهدم منهجهم ليبني منهجا جديدا يقوم على فن (توليد المعاني) لتعريف حقائق الأشياء.

ويأتي أفلاطون بطريقة كان لها الأثر في المنطق الأرسطي وهي الطريقة المعروفة (بالقسمة المنطقية) واعتبارا لما تقدم، يكون المنطق قد وجد وظهرت معالمه في التفكير الإنساني قبل أن يوجد المنطق الصوري على يدي أرسطو.

1- منطق أرسطو:

يدرس منطق ارسطو صور التفكير غير أنه لا يهتم بموضوع هذا التفكير. لذلك كان صوريا. فصدق الاستدلال له من الأهمية من حيث شكله لا موضوعه. كان اتباع أرسطو يهدفون إلى الكشف عن الطرق المختلفة التي يمكن اتباعها في استنباط النتائج الضرورية من بعض المقدمات العامة التي يسلم المرء بصدقها. وهو شكلي إذ يسلك مسلك علم الرياضيات في إمكان استبدال القضايا وحدودها برموز أو أحرف.

ثم إنه منطق عام لأن قوانينه صالحة للتطبيق على مختلف المواضيع الفكرية. وسيان أن تطابق هذه النتائج خبرتنا في الواقع أو تتنافى معها فمحك الصواب في القياس الصوري يكون في اتساق نتائجه مع مقدماته، لا تطابقها في الواقع مع العالم الخارجي.

وهذا القياس لا يؤدي بالباحث إلى كشف معرفة جديدة، حتى مع افتراض أن مقدماته مطابقة للواقع، لأن نتائج القياس متضمنة على الدوام في مقدماته. فإذا سلمت مثلا بالمقدمة التي تقول: أن جميع الناس عرضة للموت ثم أضفت إلى هذا أن سقراط إنسان، كنت على علم بأن سقراط هذا هو أحد الناس الذين وصفتهم في قضيتك الأولى بأنهم عرضة للموت.. وبهذا لا يكون في النتيجة التي ينتهي إليها قياسك –وهي سقراط عرضة للموت- شيء جديد إذ هي من باب تحصيل الحاصل.

من هنا كان القياس الصوري عقيما مجدبا، إذ يفسر لنا ما نعلمه ولا يكشف لنا عما نعلمه.

2- موقف علماء الإسلام من منطق أرسطو:

دخل منطق أرسطو العالم الإسلامي، ووقف مفكرو الإسلام منه مواقف مختلفة:

أ- منهم من رفضه رفضا تاما لاعتقاد أن روحه مخالفة للروح الإسلامية.. فحاولوا هدمه ليبنوا على أنقاضه منطقا جديدا يتلاءم ومعتقدهم.

ب- ومن العلماء من عاداه العداوة التامة وحرم النظر فيه. ونذكر من هؤلاء ابن الصلاح والنووي.

ج- ومنهم من قبله على أنه وحدة فكرية قائمة الذات، واعتبروه قانون العقل. وهؤلاء هم الشراح الإسلاميون المشاؤون.

وقبل أن نحدد موقف علماء الإسلام من المنطق الصوري نوضح في إيجاز معنى الثقافة في المفهوم الإسلامي.

إن الثقافة حسب التصور الإسلامي تعني الطريقة التي يتوصل بها إلى المعرفة. وهذه الطريقة هي ما عبر عنها القرآن الكريم بلفظة النظر، النظر الذي يولد مجهولا من معلوم. قال تعالى: {قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الآياتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ}

وقال: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ}[1].

وهذه الطريقة الإسلامية الموصلة إلى المعرفة تكون على مراحل:

1- تأمل الموجودات ومشاهدتها بالاعتماد على الملاحظة وعلى الحواس.

2- تبويب تلك التأملات وتنظيمها وتجريد الحقائق منها بفعالية العقل حتى تستنبط الرابطة أو العلاقة التي تربط بين تلك الحقائق.

3- درس تلك العلاقة التي ربطت بين الحقائق، ومقارنتها بغيرها حتى يقع استنتاج القانون الذي يعكس للدارس ماهية ذلك الشيء أي الموجودات كما هو في الواقع.

4- إرجاع ذلك القانون الجديد الذي من مقارنة القوانين الجزئية الأخرى يعطينا قانونا عاما للطبيعة بأسرها. وهو وجود علة أوجدت هذه الموجودات المحيطة بنا. وهي علة واجبة الوجود إلا وهي الله.

فالمنهج الإسلامي في الثقافة يدرس الموجودات لا لمجرد أن يعرفها بل ليردها كذلك إلى علتها الأولى. بعد هذه المقدمة سنقف قليلا عند موقف علماء أصول الدين وأصول الفقه من منطق أرسطو.

أ- موقف علماء أصول الدين من منطق أرسطو:

 رفض المتكلمون أو علماء أصول الدين مبحث القياس الأرسطي.. "فالقاضي عبد الجبار يستخدم في أكثر مواضع كتبه قيس الغائب على الشاهد وهي عملية استدلالية إسلامية"[2]. وقد ألفت كتب عديدة في نقد المنطق الأرسطي، من طرف بعض المتكلمين نذكر منها كتاب الآراء والديانات لابن النوبختي والدقائق لأبي بكر بن الطيب، ويروي أبو حيان التوحيدي في المقابسات أن أبا علي الجبائي وأبا هاشم والقاضي عبد الجبار كتبوا في نقد المنطق الصوري.. أما الفكرة الرائجة عند أغلب المفكرين وهي أن علماء أصول الدين ما كان لهم أن ينافحوا عن العقيدة الإسلامية إلا بعد أن تسلحوا بالمنطق الأرسطي الذي أكسبهم القدرة على محاجة أهل البدع وأصحاب الديانات الأخرى، فهي فكرة لا تنطبق إلا في أواخر القرن الخامس الهجري على أيدي المتأخرين من المتكلمين.. يقول ابن خلدون في هذا السياق: "وكملت هذه الطريقة وجاءت من أحسن الفنون النظرية والعلوم الدينية.. إلا أن صور الأدلة فيها بعض الأحيان على غير الوجه الصناعي لسذاجة القوم، ولأن صناعة المنطق التي تسير بها الأدلة وتعتبر بها الأقيسة، لم تكن حينئذ ظاهرة في الملة، ولو ظهر منها بعض الشيء، فلم يأخذ به المتكلمون لملابستها للعلوم الفلسفة المباينة للعقائد الشرعية بالجملة، فكانت بجورة عندهم"[3].

ب- موقف علماء أصول الفقه من منطق أرسطو:

قبل استعراض موقف علماء أصول الفقه من المنطق الأرسطي يجب أن نلاحظ أن علم الأصول بالنسبة إلى الفقه هو كعلم المنطق بالنسبة إلى الفلسفة. فالأصول هي منهج البحث عند الفقيه أو هي منطق المواضيع التي يبحث فيها.. وأول من وضع منهج الأصول وحدد مسالكها بصفة علمية، الإمام الشافعي.. هاجم الشافعي منطق أرسطو، ونادى بتحريمه لاعتقاده أن هذا المنطق يستند إلى خصائص اللغة اليونانية المخالف لخصائص اللغة العربية، ولو طبق لأفضى ذلك إلى تناقض لا يقره العقل السليم.

أما الإمام الغزالي، فقد مزج المنطق الصوري بعلوم الإسلام: ويظهر هذا المزج في مقدمة كتابه المستصفى واعتبر الغزالي أن المنطق الأرسطي شرط من شروط الاجتهاد وإلا فإن من لا يأخذ به لا يوثق بعلمه. وقد اعترض الفقهاء المسلمون الغزالي في ذلك ونقدوه. وبعد الغزالي، أي في القرن الخامس الهجري وما بعده، بدأ المسلمون مزج المنطق اليوناني بالأصول واعتقده كل حسب اجتهاده، وبذلك فقد المنهج الإسلامي شيئا من ذاتيته في مادة الفقه على الأقل.

3- المنهج العلمي عند علماء الإسلام:

من الطبيعي وروح الإسلام تدعو إلى الواقعية، أن لا يهضم العقل الإسلامي الصحيح منهج اليونان في البحث، وطبيعي أيضا أن تقوم تلك الثورة الفكرية المتجلية في نقد علماء الإسلام (متكلمين وفقهاء) لذلك المنهج وأن يقع إنشاء منهج ينبع من معتقدهم وذاتيتهم تكون دعامتاه: المحسوس والفكر.. يعتمد المنهج الإسلامي المحسوس منطلقا للبحث عن طريق الملاحظة والتجريب. ثم يسلط العقل للمقارنة وتأويل لمعاني المبهمة التي تمدنا بها الحواس فيحلل ويعلل لاستنباط الحقيقة التي تشرح الواقع وتزيح غموضه. إذن فهو منهج يجمع بين التجربة والتفسير العقلي. إذ أن التجربة وحدها لا تكفي إذا لم يعضدها العقل لتنظيمها وتأويلها، كما أن العقل وحده لا يكفي لمدنا بالمعرفة الموضوعية إذا لم تآزره التجربة. وما التجربة إلا حوار مع الطبيعة.

آمن المسلمون بهذا المبدأ وجعلوه شعارا لهم في أبحاثهم العلمية، فكان منهجهم يتسم بالتجريبية العلمية.. ولا بد هنا أن أعرج على فكرة ضالة استحكمت بعقول كثير من المفكرين مستشرقين منهم وغير مستشرقين وهي أن البحث العلمي على الطريقة العلمية الحديثة لم تظهر معالمه في تاريخ التطور الفكري إلا بعد عصر النهضة في أوروبا. وينسب الفضل  في نشـوء طريقة البـحث العلمي الحديث إلى فرنسيس بيكون الذي عاش ما بين (1561-1626م). وقد تكفل بدحض هذا الزعم نزيه من نزهاء الغرب (والفضل ما اعترفت به النزهاء) وهو بريفولت في كتابه بناء الإنسانية. حيث يقول: "إن ما يدين به علمنا لعلم العرب ليس هو ما قدموه لنا من اكتشافهم لنظريات مبتكرة.. بل أنه يدين لهم بوجوده.. فقد أبدع اليونان المذاهب وعمموا الأحكام ولكن طرق البحث وجمع المعرفة الوضعية وتركيزها، ومناهج العلم الدقيقة والملاحظة العميقة والبحث التجريبي كانت كلها غريبة عن المزاج اليوناني.. إن ما ندعوه بالعلم ظهر في أوروبا كنتيجة لروح جديدة في البحث وهي الروح العربية"[4].

ويجدر بنا الآن أن نتعرض بإيجاز إلى خصائص المنهج الحديث، وإلى استعراض منهج أحد علماء الإسلام في البحث وذلك حتى نتبين هل أن المنهجين متفقان أو مختلفان.

أ‌-                    خصائص المنهج الحديث:

 يبتدئ البحث الحديث بمشاهدة الأمور الطبيعية على ما هي عليه في الواقع. ويلي ذلك جمع الحقائق المشاهدة وتبويبها وترتيبها لا لمجرد التبويب والجمع والترتيب وإنما للبحث والتمحيص عن علاقة تربط بين الحقائق العلمية. وقد نسميها قانونا طبيعيا، وقد نسميها نظرية علمية.

والأمر لا يقف عند الكشف عن هذه العلاقة، فإذا ما تم الوصول إليها تستنبط بالقياس النتائج التي تفضي إليها. ثم يقع البحث عن صحة تلك النتائج ومطابقتها للواقع بالمشاهدة والتجربة. فإذا تحققت تلك النتائج على هذه الصفة كان دليلا على صحة تلك العلاقة علها تقبل التعديل أو التنقيح بما يجعل نتائجها القياسية متفقة والواقع. ورائد البحث في كل طور من هذه الأطوار المتعاقبة، إقرار الحقائق كما توجد دون ميل إلى نزعة من النزعات أو هوى من الأهواء. وأحيانا يستعان في الكشوف العلمية بالتمثيل.

فيهتدي على منوال القريب المعلوم إلى معرفة البعيد المجهول. وخلاصة لما ذكر، فإن عناصر البحث العلمي الحديث هي:

1- الاستقراء

2- القياس

3- التمثيل

ب- منهج ابن الهيثم في البحث:

يتضح منهج ابن الهيثم في البحث إجمالا من مقدمة كتابه (المناظر). بين فيه بإيجاز الطريقة التي هداه تفكيره إلى أنها الطريقة المثلى في البحث، والتي اتبعها في بحوثه.. يقول ابن الهيثم:

".. ونبتدئ في البحث باستقراء الموجودات، وتصفح أحوال المبصرات وتمييز خواص الجزئيات، ونلتقط باستقراء ما يخص البصر في حال الأبصار، وما هو مطرد لا يتغير وظاهر لا يشتبه من كيفية الإحساس. ثم نرتقي في البحث والمقاييس على التدريج والترتيب مع انتقاد المقدمات والتحفظ في النتائج ونجعل غرضنا في جميع ما نستقريه ونتصفحه استعمال العدل لا اتباع الهوى ونتحرى في سائر ما نميزه وننتقده طلب الحق لا الميل مع الآراء"[5].

فابن الهيثم أخذ في بحوثه بالاستقراء والقياس، وعنى في البعض منها بالتمثيل وهي كما رأينا عناصر البحوث العلمية العصرية.. وابن الهيثم في هذا كله لم يسبق فرنسيس بيكون إلى طريقته الاستقرائية فحسب، بل سما عليه سموا كبيرا وكان أوسع منه أفقا وأعمق تفكيرا، وإن لم يعن كما عني بيكون بالتفلسف النظري.

فهذا المنهج يتسم بالحيوية والتكامل إذ يجد فيه رجل العلم ما يرتاح له من أساليب وطرق تسهل له عمله، ويجد فيه الفيلسوف صاحب النظر المجرد، ما يثلج صدره ويقيه جمحات عقله.

يقول أحمد أمين: "وأهم ما امتاز به (ابن الهيثم) معرفة نظريات الرياضة. ومن أهم مميزاته تطبيق علمه على العمل"[6].

كان لاكتشافات ابن الهيثم تأثير صالح على التراث الفكري الإنساني، وقد عكس نظرية العلماء اليونان في موضوع الإبصار، حيث أن أقليدس وبطليموس قد زعما بأن الأبصار يكون بإرسال شعاع من العين نحو المبصر من الأشياء.

هدم ابن الهيثم هذه النظرية ليعلمهم أنه (ليس كما ظنه أكثر القدماء من أن الضوء يخرج من العين ليلمس المرئيات بطريقة ما، وليس هناك من أشعة تنطلق من العين لتحقق النظر بل أن شكل الأشياء المرئية هي التي تعكس الأشعة على العين فتبصرها هذه الأخيرة بواسطة عدستها).

ومن اكتشافاته، اكتشافه قوانين انعكاس الضوء وانكساره، واكتشافه الشكل المنحنى الذي يأخذه الشعاع في سيره في الجو، واكتشافه أن القمر يعكس نور الشمس وبذلك فسر تكوين الهلال وكسوف القمر.

قالت زيكريد هونك الألمانية في كتابها (شمس الله تسطع على الغرب).

"لقد كان تأثير هذا العربي (ابن الهيثم) النابغة على بلاد الغرب عظيم الشأن فسيطرت نظرياته في علمي الفيزياء والبصريات على العلوم الأوروبية حتى أيامنا هذه.. فعلى أساس كتاب المناظر لابن الهيثم نشأ كل ما يتعلق بالبصريات ابتداء من الإنكليزي (روجر بيكون) حتى الألماني (فيتللوا) وأما ليوناردو دافنسي الإيطالي مخترع آلة (التصوير الثقب) أو الآلة المعتمة ومخترع المضخة والمخرط وأول طائرة – ادعاء - فقد كان تأثيرا مباشرا بالعرب وأوحت إليه آثار ابن الهيثم أفكار كثيرة. وعندما قام (كبلر) في ألمانيا خلال القرن السادس عشر ببحث القوانين التي تمكن (جليليو) بالاستناد إليها من رؤية نجوم مجهولة من خلال منظار كبير كان ظل ابن الهيثم الكبير يجثم خلفه. وما تزال حتى أيامنا هذه المسألة الفيزيائية الرياضية الصعبة التي حلها ابن الهيثم بواسطة معادلة من الدرجة الرابعة مبرهنا بهذا عن تضلعه البالغ في علم الجبر، نقول ما تزال المسألة القائمة على حسب موقع نقطة التقاء الصورة التي تعكسها المرأة المحرقة بالدوائر على مسافة منها ما تزال تسمى (بالمسألة الهيثمية) نسبة إلى ابن الهيثم).

ورغم هذه الصفات وهذا النبوغ الذي شهد له بها فإنه يتحلى بروح علمية سامقة، إذ قرر أن الحقائق العلمية غير ثابتة، وأنها ليست غايات ينتهي إليها العلم بل كثيرا ما يعتريها التبديل والتغيير. وهو يؤمل ويرجو رجاء العالم المتواضع الوصول إلى الحقيقة فيقول: "ولعلنا ننتهي بهذا الطريق إلى الحق الذي يثلج الصدر ونصل بالتدريج والتلطف إلى الغاية التي عندها اليقين، ونظفر مع النقد والتحفظ بالحقيقة التي يزول معها الخلاف وتنحسم بها مواد الشبهات"

وهكذا يتضح أن منهج ابن الهيثم في العلم يلتقي مع المنهج العلمي الحديث وأربى عليه باعتبار سبقه الزمني.

ولو ذهبنا قدما في استعراض منهج كل عالم إسلامي في البحث، لتكشف لنا أن المتشعبين بروح الإسلام قد اهتدوا إلى هذه الطريق النابعة من طبيعة الإسلام.

والتاريخ الإنساني حافل باكتشافات خطيرة مصدرها العقل العربي الإسلامي وقد ذكرنا بعض كشوف ابن الهيثم ونذكر الابتكارات الهندسية التي ظهر بها محمد البوزجاني (8-376هـ) الذي اشتهر في علمي الفلك والرياضيات وكان له الفضل في تقدم العلوم الرياضية. ونذكر أبا عبد الله البتاني 230-317هـ وقضاياه في علمي الفلك والرياضيات وجابر بن حيان ومنهجه التجريبي في الكيمياء.

وخلاصة القول فإن المنطق الإسلامي أساسه الواقع، يعتمد الملاحظة والتجربة كاعتماده العقل والتفكير.. ولا ننكر أنه أخذ شيئا من المنطق اليوناني، وهذا من طبيعة كل نظرية جديدة حيث لا يمكن لها أن تقوم إلا بالاعتماد على نظريات سبقتها.

 

 

 


[1]  الآيتان من سورة يونس

[2]  مناهج البحث عند مفكري الإسلام.

[3]  المقدمة لابن خلدون.

[4]  مناهج البحث عند مفكري الإسلام للنشار.

[5]  الحسن بن الهيثم (بحوث وكشوفه البصرية) لمصطفى نظيف.

[6]  ظهر الإسلام ج1 .

المصدر: https://uqu.edu.sa/page/ar/79989

الحوار الداخلي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك