حوار مع الذات

حوار مع الذات

شعاع العبيدي
مساء الخير ...حيث يحمل المساء رطوبة الروح وطراوة الوقت وانتظار القادم ...وفي اليوم التالي

...علمني زمن ماكنت اعرفه انني احمل بين دفتي الروح ...دفئا خاصا ,وعلمني زمن اعرفه ان كل الاشياء تقبل ان تسكن فينا ..تعيش فينا ,حتى تثبت العكس.

هناك في حقائبي البعيدة دائما رحيل الى الآت من المجهول ...وانا من سكن انتظار القادم دوما...بحب وبهجة ,لعلني طفل يكتنز بالعمر ...او لعلني ,اشبه بالمطر الاخضر وانتظر ان تلبس ايامي اقراطا من السكينة والحب ,ربما كنت مغامرة وسكنت قرب الهاوية دائما,لاني كنت اؤمن ان الحياة مرة واحدة لا تحتمل القسمة ابدا,

وهرولت باتجاه كل الصباحات ,باحثة عن عشق ابدي يغريني,يحملني الى التيه ويدثرني بعد اكتضاض حقائبي وجواز السفر....اذن لم تكن الرحلة قريبة لنافذتي ...وانا البس قدمي باتجاه الريح والرعد والمطر ,تعلمت ياسيدي ان كل بذرة يلزمها ان نترك عليها دفئنا ..وروحنا ,اشياءنا ,ايدينا,وقبلاتنا حتى تحمل اخضرار التعب فينا.

وتعلمت ان انسى تركات السنون وعبثها ,لكني حملت منها رائحتها وغادرت البقية ,لن احدثك بالتفاصيل فما عاد مهم لون الوجه والبشرة ...بل الاهم لون الروح ودائرة الجسد فيه.ليس مهم ان ابقى اغني ,واسكب جسدي على الارض حتى يبتل برائحة الانسان وفيك دوما....

لن اتحدث اكثر عن رحيل السنوات التي غادرتني ,ولن اتحدث عن تراتيل الحزن القسري ولن اتحدث عن مرارة الطرقات والمارة ...ولا عويل الذئاب ...لن اتحدث عن اكمام قميصي المبتلة بالتعب ,بل سأترك كل ذلك لجعبتي و.....عينيك.

هناك في البعيد من دفاتري كتبت لشيء مجهول في تفاصيل البوح وتعلمته ,وهجرت الكرسي القابع في الضل في بيتي العتيق وتركت له موعدا انني قادمة!

كي ازرع فيه عشا لطائر الفينيق كي اترك عليه صلواتي وانا محمومة القلب ياسيدي.

يا انت وهمستك التي ما رأيتها بعد تجمعنا في غبار الزمن هذا بهجة اللحظة وتقربنا من خلال الضهيرة ضحكة عابرة سبيل على قطار الفرح.

يا أنت مهما ان تترك للمدى مشيئته وللشارع مشيئته وللاحبة مشيئتهم ,لكن الاجمل ان تترك لاتساع الصدر فينا مساحة الدفء الاجمل.

يا انت ...الا تراني وانا اسكبني في فنجان اللحظة كي ارتشفني وانا قرب الانتضاردوما يا سيد الصدفة ,ليس من شيء بالانتضار أكثر من الانتضار....

اذن لنترك اغانينا بحب ونترك ايادينا بحب ولن تسبقنا السنوات أكثر من ذلك ,اعرف كما تعرف انت اننا نراكض رماد الماضي ونلعق مررارته واعرف اننا نعلن العصيان في بوابة العبور الى الآخر...وأننا نملىء جررارنا بفيض الروح المسكوب في البارحة ونعرف اننا نستل كل الاشياء لنهزم الخوف والمرارة لكنا لانعرف ان الاستمرار هو اللعنة الابدية للهزيمة ولا نعرف ان بداية الشجرة بذرة غضة وأن أجمل الخطوات هي التي لم تعرفها قدمانا....وان اجمل الكلمات هي التي لم تقلها شفتانا...

كيف تعلمنا ان نستيقظ على وقع الرمل في ابوابنا لنتعلم ان نفتح المدى ونهرب الى الامام دوما نحمل طقس النزف الاخير انهجر اللحظة التي فاتت فيه ومنه .

هناك هناك هناك تركتني اصابعي احبو الى الشاطيء القريب من القلب والمساء وهناك هناك عرفت ان السفائن والمدائن يلزمها من عبق روحي بعض حناء ,وهناك دئما سكنت .....اتعبتني الكتابة وأنت فيها ابن البارحة لكني كتبت !!!قد لا اكرر الامر فروحي معتوهة قد تغادر على عجل منها ولاتعود .....قد ارتحل بلا استئذان عندما اخاف اللحظة وعندما اغادر اترك كل الاجندات والقوانين على الرصيف المقابل في الضفة

اذن لنقرب جريان الروح الى ضفتي الصباحات .....فربما يكون هناك الوقت قريب من العنبر!

المصدر: http://www.alnoor.se/article.asp?id=32919

الحوار الداخلي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك