الوعد والوعيد بين الوعيدية والمرجئة وأهل السنة

كان لأهل السنة الموقف الوسط كما هم دوما في التعامل مع الوعد والوعيد الإلهي بين الفرق التي تدعي الانتساب إلى الإسلام، فهناك من اعتمد نصوص أحدهما دون الآخر في مخالفة صريحة للأوامر الإلهية الكريمة.

وكان للوعيدية وهي الفرق التي غلب جانب الوعيد والتي عرفها الشهرستاني: "هم القائلون بتكفير صاحب الكبيرة وتخليده في النار".(1) ويدخل فيها عدد من الفرق هي: المعتزلة، والخوارج، وما يندرج تحتهما من الفرق؛ كان لها موقف من الوعد والوعيد، وهو الموقف المقابل تماما للمرجئة وهم الجماعة الذين كانوا يؤخرون العمل عن النية والعقد، والذين كانوا يقولون لا تضر مع الإيمان معصية كما لا تنفع مع الكفر الطاعة؛ وكان أهل السنة هم الوسط بينهما.

موقف الوعيدية من نصوص الوعد والوعيد

أعمل الوعيدية نصوص الوعيد وأهملوا نصوص الوعد، فجعلوا ما توعد الله به سبحانه وتعالى المخالفين لأمره وأمر رسوله -صلى الله عليه وسلم- نافذا لا محالة، سواء كان ذلك في حصول العذاب، أو الحرمان من الثواب، أو الخلود في النار، أو الخروج من الدين.

قول الوعيدية الخلود في النار

قال الوعيدية بخلود صاحب الذنب في النار، على خلاف بينهم، فمنهم من خص الخلود بصاحب الكبيرة، ومنهم من جعله عاماً لصاحب الذنب.

وقد احتجوا بعدد من النصوص منها قول الله عز وجل: "أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ"(2)

وقوله تعالى: "مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا وَهُم مِّن فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ" "وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ"(3)

وقوله تعالى:"وَالَّذِينَ كَسَبُواْ السَّيِّئَاتِ جَزَاء سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَّا لَهُم مِّنَ اللّهِ مِنْ عَاصِمٍ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعاً مِّنَ اللَّيْلِ مُظْلِماً أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ"(4)

واستدلوا أيضاً بعدد من الأحاديث على خلود صاحب الذنب في النار. ومن هذه النصوص على سبيل المثال: حديث وعيد شارب الخمر، وقاتل الهرة، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "عذبت امرأة في هرة حبستها حتى ماتت جوعا فدخلت فيها النار قال فقال والله أعلم لا أنت أطعمتها ولا سقيتها حين حبستها ولا أنت أرسلتها فأكلت من خشاش الأرض" (5).

ومن قتل نفسه بسم أو حديد أو تردي من جبل فإنه يفعل ذلك به في جهنم خالدا، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجأ بها في بطنه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا ومن شرب سما فقتل نفسه فهو يتحساه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا ومن تردى من جبل فقتل نفسه فهو يتردى في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا"(6).

موقف الوعيدية من زوال اسم الإيمان

ذكر بعض الوعيدية أن الكبيرة تزيل اسم الإيمان فبعضهم قال إلى شرك وبعضهم قال إلى كفر نعمة وبعضهم قال إلى نفاق وبعضهم قال إلى فسق، قالوا فإذا كان ليس مؤمنا فلا يدخل الجنة لأنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنين(7)، وذهب البعض إلى سلب اسم الإيمان عن أصحاب المعاصي.

 ومنهم من قال بأن كل ذنب صغير أو كبير فهو مخرج عن الإيمان والإسلام فإن مات عليه فهو غير مسلم وغير المسلم مخلد في النار، وهذه مقالات الخوارج والمعتزلة، إلا أن ابن بكر أخت عبد الواحد بن زيد قال في طلحة والزبير رضي الله عنهما أنهما كافران، وهما من أهل الجنة لأنهما من أهل بدر وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أن الله تعالى قال لأهل بدر اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم قال فأهل بدران كفروا فمغفور لهم لأنهم بخلاف غيرهم".(8)

وذهب البعض منهم إلى تعليق الكفر بأعمال مخصوصة، فالخلفية زعموا أن من ترك الجهاد من ذكر أو أنثى فقد كفر.(9)

والناووسية قالوا إن عليا أفضل الأمة فمن فضل غيره عليه فقد كفر.(10)

والبيهسية قالت: إن من واقع ذنبا لم نشهد عليه بالكفر حتى يرفع إلى الوالي ويحد ولا نسميه قبل الرفع إلى الوالي مؤمنا ولا كافرا، وقال بعض البيهسية فإذا كفر الإمام كفرت الرعية.

وحجرت الوعيدية على ربنا سبحانه بعقولها الفاسدة فأوجبوا عليه –حاش لله - أن يعذب العصاة ولا بد، وقالوا إن العفو عنهم وترك تعذيبهم إخلال بحكمته وطعن في خبره، وهذا غلو في التقييد.(11)

واحتجت الوعيدية بأن عدم إنفاذ الوعيد خلف، وقالوا هذا لا يليق من الله سبحانه وتعالى فقال قائلهم وهو أبو عمرو بن العلاء الذي يقال له عمرو بن عبيد القدري: "قد ورد من الله تعالى الوعد والوعيد والله تعالى يصدق وعده ووعيده"

موقف الوعيدية من عذاب القبر

قال بعض المعتزلة: "أن الله سبحانه يعذب الموتى في قبورهم ويحدث فيهم الآلام وهم لا يشعرون فإذا حشروا وجدوا تلك الآلام وأحسوا بها، قالوا وسبيل المعذبين من الموتى كسبيل السكران والمغشى عليه لو ضربوا لم يجدوا الآلام فإذا عاد عليهم العقل أحسوا بألم الضرب"، وأنكر جماعة منهم عذاب القبر رأسا مثل ضرار بن عمرو ويحيى بن كامل وهو قول المريسى(12).

موقف الوعيدية من التوبة

من أقوال المعتزلة في التوبة: "أن من كان على معاصي خمسة من زنا وسرقة وترك صلاة وتضييع زكاة وغير ذلك ثم تاب عن بعضها دون بعض فإن توبته تلك لا تقبل" (13)، وقد نص السمناني على أن هذا قول الباقلاني وهو قول أبي هاشم الجبائي ثم قال السمناني(14) هذا قول خارق للإجماع جمله وخلاف لدين الأمة، ونلاحظ أن هذا نص هو قول السمناني في شيخه أن قول شيخه مخالف لدين الأمة.

أقوال المرجئة في الوعد والوعيد

على الجانب الآخر من الوعيدية الذين غلبوا نصوص الوعيد، جاءت طائفة أخرى غلبوا نصوص الوعد وأهملوا نصوص الوعيد، فتساهلوا بالإيمان وأهملوا الطاعات وتجرؤوا على المحرمات وساووا بين المطيع والعاصي بل بين المؤمن والكافر، وتقلبت هذه الطائفة من المرجئة بين أحوال شتى، فزعم بعضهم أن الوعد إذا انفرد والوعيد إذا انفرد فعليهم أن يثبتوا (15) بكل واحد منهما منفردا ويعلموا أنه عام علما لا شك فيه، فإذا جاء الوعد مع الوعيد عندهم في قوم فعليهم أن يعلموا أن أحدهما مستثنى من الآخر إما أن يكون الوعد مستثنى من الوعيد وإما أن يكون الوعيد مستثنى من الوعد.

وعلى السامع لذلك أن يقف فلا يدرى لعل الخبر في أهل التوحيد كلهم أو في بعضهم، غير انه يعلم انه لا يجتمع الوعد والوعيد في رجل واحد لان ذلك يتناقض.

وقالت فرقة منهم: "انه ليس في أهل الصلاة وعيد إنما الوعيد في المشركين قالوا وقول الله عز وجل: "وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً"(16)وما أشبه ذلك من آى الوعيد في المستحلين دون المحرمين، قالوا فإما الوعد من الله فهو واجب للمؤمنين والله جل وعز لا يخلف وعده، والعفو أولى بالله والوعد لهم قول الله: "وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ" (17) وقوله: "قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّه" (18) الآية وما اشبه ذلك من آى القرآن.

وزعموا انه: "كما لا ينفع مع الشرك عمل كذلك لا يضر مع الإيمان عمل ولا يدخل النار احد من أهل القبلة" وقال بعضهم: "انه قال من اخبر الله انه يثيبه أثابه ومن اخبر انه يعاقبه من أهل القبلة لم يعاقبه ولم يعذبه، وذلك يدل على كرمه، بينما قالت فرقة أخرى منهم: "أن القرآن على الخصوص إلا ما اجمعوا على عمومه وكذلك الأمر والنهى"!!.

وعلى هذا فالمرجئة يخرجون العمل كأصل من مسمى الإيمان كما يصفون الفاسق بكمال الإيمان ويزعمون تأمين المجرم من العذاب.

فيقولون: "أن كل مسلم ولو بلغ على معصية فهو من أهل الجنة لا يرى نارا وإنما النار للكفار ولا أحد يدخل النار ثم يخرج عنها، بل من دخل النار فهو مخلد فيها أبدا ومن كان من أهل الجنة فهو لا يدخل النار (19).

ويسقطون الوعيد عن كل مسلم ويحتجون بقول الله تعالى: "لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى * الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى" (20)، فقالوا: هذه الآية مثبتة أن كل من توعده الله عز وجل على قتل أو زنا أو ربا أو غير ذلك فإنما هم الكفار خاصة لا غيرهم، واحتجوا بقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "من قال لا إله إلا الله مخلصا من قلبه دخل الجنة وإن سرق وإن شرب الخمر علي رغم أنفه أبي ذر" وقول الله عز وجل: "إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ"(21).

وقالوا: ومن قال لا إله إلا الله محمد رسول الله فقد أحسن فهو محسن فرحمة الله قريب منه ومن رحمة الله فلا يعذب، وقالوا كما أن الكفر محبط لكل حسنة فإن الإيمان يكفر كل سيئة والرحمة والعفو أولى بالله عز وجل، قال أبو محمد هذا كل ما احتجوا به ما نعلم لهم حجة غير هذا أصلا أو يدخل فيما ذكرنا ولا يخرج عنه.(22)

موقف أهل السنة والجماعة من نصوص الوعد والوعيد

أما أهل السنة والجماعة فرؤيتهم ومنهجهم وسط في باب الوعد والوعيد، بين الوعيدية الذين يقولون بتخليد عصاة المسلمين في النار وبين المرجئة الذين يجحدون بعض الوعيد وما فضل الله به الأبرار على الفجار.(23)

الوعد والوعيد عند أهل السنة من النصوص لبيان مقادير الأعمال كما قال تعالى لنبيه -صلى الله عليه وسلم-: "لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ" (24) وان كان -صلى الله عليه وسلم- معصوما من الشرك(25).

ويؤمنون بأن الوعيد قد يتخلف لفوات شرط أو وجود مانع والموانع متعددة... وهذا لا يخرج العموم عن مقتضاه وعمومه ولا يحجر على الرب تعالى حجر الوعيدية والقدرية وللرد على الطائفتين موضع غير هذا الموضع(26).

ومن فوائد الوعد أن المؤمن يصبر على أمور من العبادات التي يحصل فيها بعض المشاق كالحج والجهاد، فإن قاصر النظر ضعيف العقل لا يجاوز نظره الأمر المكروه الظاهر إلى ما وراءه من كل محبوب وهذه حال أكثر الخلق إلا من صحت بصيرته (27).

ونؤمن إن العذاب يندفع بأسباب عشرة هي:

1- التوبة: لقوله تعالى "قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم".وقوله عز وجل "وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات".

2- الاستغفار: لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا أذنب عبد ذنبا فقال أي رب أذنبت ذنبا فاغفر لي فقال علم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به قد غفرت لعبدي ثم أذنب ذنبا آخر فقال أي رب أذنبت ذنبا آخر فاغفره لي فقال ربه علم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به قد غفرت لعبدي فليفعل ما شاء قال ذلك فى الثالثة أو الرابعة"وفي صحيح مسلم عنه أنه قال لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون ثم يستغفرون فيغفر لهم.

3- الحسنات الماحية، لقوله تعالى: "أقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات". وحديثه صلى الله عليه وسلم "الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر".

4- دعاء المؤمنين للمؤمن مثل صلاتهم على جنازته، لحديث عائشة وأنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ما من ميت يصلى عليه أمة من المسلمين يبلغون مائة كلهم يشفعون إلا شفعوا فيه" وعن ابن عباس قال: سمعت رسول الله يقول:" ما من رجل مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلا لا يشركون بالله شيئا إلا شفعهم الله فيه".

5- ما يُعمل للميت من أعمال البر كالصدقة ونحوها وكذلك العتق والحج، فقد ثبت عنه في الصحيحين أنه قال "من مات وعليه صيام صام عنه وليه" وثبت مثل ذلك في الصحيح من صوم النذر وغيره.

6- شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم وغيره في أهل الذنوب يوم القيامة، كما قد تواترت عنه أحاديث الشفاعة مثل قوله في الحديث الصحيح "شفاعتى لأهل الكبائر من أمتي"، وقوله صلي الله عليه وسلم "خيرت بين أن يدخل نصف أمتي الجنة وبين الشفاعة فاخترت الشفاعة".

7- المصائب التي يكفر الله بها الخطايا في الدنيا كما في الصحيحين عنه أنه قال "ما يصيب المؤمن من وصب ولا نصب ولا هم ولا حزن ولا غم ولا أذي حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه"

8- ما يحصل في القبر من الفتنة والضغطة والروعة فإن هذا مما يكفر به الخطايا.

9- أهوال يوم القيامة وكربها وشدائدها.

10- رحمة الله وعفوه ومغفرته بلا سبب من العباد.

ـــــــــــــ

مراجع للاستزادة

1- الوعد والوعيد عند الفرق دراسة نقدية في ضوء عقيدة أهل السنة والجماعة - أ.د. سليمان بن قاسم العيد جامعة الملك سعود كلية التربية – قسم الثقافة الإسلامية

2- مواقف الفرق من نصوص الوعد والوعيد - الشيخ الدكتور سفر بن عبدالرحمن الحوالي

ـــــــــ

(1)  الملل والنحل:1/114.

(2) سورة يونس، الآية 62

(3) سورة النمل، الآيات 89،90

(4) سورة يونس، الآية 27

(5) رواه البخاري، الجامع الصحيح، حديث رقم

(6) رواه مسلم، حديث رقم 109.

(7) الفصل في الملل والأهواء والنحل 4/39.

(8) الفصل في الملل 4/37.

(9) تلبيس إبليس 1/29

(10) تلبيس إبليس 1/32

(11) الصواعق المرسلة 2/691.

(12) الروح 1/58.

(13) ( الفصل في الملل - ابن حزم ) الكتاب: الفصل في الملل والأهواء والنحل المؤلف: علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الظاهري أبو محمد الناشر: مكتبة الخانجي – القاهرة (4/164)

(14) الفصل في الملل 4/165

(15) مقالات الإسلاميين 1/146

(16) سورة النساء، الآية 93.

(17) سورة الحديد، الآية19.

(18) سورة الزمر، الآية 53.

(19) الفصل في الملل 4/38.

(20) سورة الليل، الآيتان15،16.

(21) سورة الأعراف، الآية56.

(22) الفصل في الملل 4/39

(23) الجواب الصحيح 1/74

(24) سورة الزمر، الآية65.

(25) شرح العقيدة الطحاوية 1/174.

(26) الصواعق المرسلة:2 ص:691.

(27) اجتماع الجيوش الإسلامية 1/25 .

المصدر: http://www.taseel.com/display/pub/default.aspx?id=3980&mot=1

الأكثر مشاركة في الفيس بوك