الحوار

تقديم مرام البغدادي

المقدمة

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له واشهدا أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا.
(يا أيها الذين امنوا أتقو الله ولتنتظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون) (1).
(يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها و بث منهما رجالا كثيرا ونساءً واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا) (2)
(يا أيها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا.يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما)(3).
أما بعد:
فلقد قيض الله لهذا الدين أنصاراً من أمم وشعوب شتى ينافحون عنه ويدعون إليه ويبينونه للناس, فعلى من اختاره الله لهذه المهمة النبيلة أن يكون لبقاً, حكيماً في دعوته, وأمره ونهيه, واضعا نصب عينيه-قول الحق- تبارك وتعالى-: ( أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن...الآية)(4)
(1)الحشر18
(2)النساء1
(3)الأحزاب71،70
(4)النحل125
إن الكلمة الطيبة التي يلقيها الداعية الصادق في أذن امرىء شارد عن الطريق فيغرس بها ذرة الهداية في قلبه، تعود على الداعي بثواب عظيم، واجر جزيل، قال عنه المصطفى- صلى الله عليه وسلم-من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، لا ينقص من أجورهم شيئا)(1) ولأن الحاجة إلى الحوار ضرورية وملحة في الدعوة الإسلامية فقد رسم الرسول- صلى الله عليه وسلم- أروع الأخلاق في الحوار وأحسنها، بل وأسماها وأنبلها، لأنها مطلب إلهى أوصى الله به رسوله -صلى الله عليه وسلم- في كثير من الآيات القرآنية العظيمة، والتي من بينها قوله تعالى وجادلهم بالتي هي أحسن )(2)
ولقد اهتم الإسلام بالحوار اهتماماً كبيراً، وذلك لان الإسلام يرى بان الطبيعة الإنسانية ميالة بطبعها وفطرتها إلى الحوار، أو الجدال كما يطلق عليه القران الكريم في وصفه للإنسان وكان الإنسان أكثر شيء جدلا)(3) بل إن صفة الحوار، أو الجدال لدى الإنسان في نظر الإسلام تمتد حتى إلى ما بعد الموت ،إلى يوم الحساب كما يخبرنا القران الكريم في قوله تعالى يوم تأتى كل نفس تجادل عن نفسها)(4) عليه فإن للحوار أصولا متبعة وللحديث قواعد ينبغي مراعتها، وعلى من يريد المشاركة في أي حوار أن يكون على دراية تامة بأصول الحوار المتبعة، لينجح -بحول الله- في مسعاه، ويحقق ما يرمى إليه .
1-رواه أهل السنن
2-النحل 125
3-الكهف 54 4- النحل 111

خطة البحث:
لقد استخرت الله سبحانه وتعالى واثبت للبحث خطة اجتهدت في ترتيبها وتقسيمها بحيث تكون العقد الذي ينتظم جزئيات البحث علما أنى قد أخرجت الآيات والأحاديث والآثار وغيرها وكان

أبرز تلك الخطة هي ما يلي:-
المقدمة بينت فيها اهتمام الإسلام بالحوار.
كذلك جعلت البحث ثلاثة عشر مبحثا كل مبحث قد بينت فيه موضوعة على مايلى:-
المبحث الأول:معنى الحوار والجدل وبيان الاشتراك بين الحوار والجدل
المبحث الثانى :دلالة الحوار وفلسفته 
المبحث الثالث: الحوار في القران الكريم
المبحث الرابع: الحوار الذي نريد. 
المبحث الخامس:أهمية الحوار.
المبحث السادس:قواعد الحوار وأصوله. 
المبحث السابع:صفات المحاور.
المبحث الثامن:آفات في الحوار.
المبحث التاسع:آداب الحوار الصحيح.
المبحث العاشر:منطلقات الحوار.
المبحث الحادي عشر: أهداف الحوار.
المبحث الثاني عشر:كيف نربي أبناءنا على الحوار.
المبحث الثالث عشر..نماذج الحوارات الأسرية. 
· الخاتمة وأهم مراجع البحث.
· المصادر والمراجع. * الفهرس.

المبحث الأول: (معنى الحوار والجدل)
الحوار: قال العلامة ابن فارس رحمه الله تعالى:حور والواو والراء ثلاثة أصول:
احدها لون والآخر الرجوع والثالث أن يدور الشئ دورا إلى أن قال وأما الرجوع فيقال حار إذا رجع قال تعالى (انه ظن أن لن يحور بلى) 
والعرب تقول..الباطل في حور أي رجع ونقص.
و(الحور) مصدر حار حورا رجع وتقول : كلمته فما رجع إلّىِّ حوار وحوار ومحورة وحويرا 1-هـ (1)
وقال العلامة الراغب الأصفهاني رحمه الله تعالى : الحوار: المرادة في الكلام ومنه التحاور قال الله تعالى (والله يسمع تحاوركما)(2)،(3)
وقال الإمام الزمخشري:وحاورته: راجعته الكلام وهو حسن الحوار(4) 
(1)ملخصا من معجم مقاييس اللغة(2 -115 -117) طبعة دار الفكر بيروت 1399 
(2)المجادلة 1
(3)من مفردات ألفاظ القران ص262
(4)أساس البلاغة ص 98 
وقال في لسان العرب:معنى الحوار حاوره محاورة وحوار .. جاوبه في كتاب الله 
( وقال له صاحبه)(1) وهو يحاوره قال القرطبي: أي يراجعه في الكلام ويجاوبه، والمحاورة المجاوبة والتحاور:التجاوب ولقد وردت مادة الحوار في القران الكريم في ثلاثة مواضع وكلها جاءت بمعنى مراجعة الكلام وتداوله بين طرفين:
1. (فقال لصاحبه وهو يحاوره أنا اكتر منك مالا) (2)
2.( قال له صاحبه وهو يحاوره أكفرت بالذي خلقك من تراب )(3)
3.( وتشتكى إلى الله والله يسمع تحاوركما)(4)

معنى الجدل:
قال العلامة ابن فارس رحمه الله تعالى :جدل الجيم والدال واللام اصل واحد، وهو من باب استحكام الشىء في استرسال يكون فيه وامتداد الخصومة ومراجعة الكلام(5)
وقال العلامة الراغب الأصفهانى رحمه الله: الجدل: المفاوضة على سبيل ألمنازعة والمغالبة وأصله من جدل الحبل،أي أحكمت فتله.
ومنه جدلت البناء أحكمته (6)

1. الكهف 37 
2. تفسير القربى سورة الكهف أية 37
3. الكهف 34 
4. المجادلة 1 5-معجم مقاييس اللغة 433 6-مفردات ألفاظ القرآن ص189

· بيان الاشتراك بين الحوار والجدل.
ويفهم من تعريف الحوار والمجادلة أنهما يشتركان في مراجعة الكلام وتداوله بين طرفين إلا أن المجادلة تأخذ طابع القوة والغلبة والخصومة،.والجدل لم نؤمر به، ولم يمدح في القران على الإطلاق، وإنما قيد بالحسنى كقوله تعالى (وجادلهم بالتى هى أحسن) وقال تعالى( ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن)(1) 
فلفظ الجدل مذموم إلا إذا قيد بالأحسن، ومما يؤكد ذلك ما صح عن النبى صلى الله عليه وسلم :وما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل ثم قرأ الآية ما ضربوه لك إلا جدلا بل هم قوم خصمون) (2)(3)

1.العنكبوت 46
2الزخرف 58
3.رواه احمد في مسندة 5/252والترمذى في الجامع5/55 وابن ماجه 5/252والاجرى في الشريعة ص54 وصححه الالبانى في صحيح ابن ماجه 1/14

المبحث الثانى : دلالة الحوار و فلسفته)
للحوار في لغتنا وتراثنا معا ن رفيعة القدر سامية الدرجة تكسوها مسحة حضارية راقية، فتكسها دلالة عميقة تعبر عن روح الأمة. 
فالأصل في الحوار هو المراجعة في الكلام، بما يوحى إلى ما ينبغي من رحابة الصدر وسماحة النفس، ورجاحة العقل، بما يتطلبه من ثقة ويقين وثبات، وبما يرمز إليه من القدرة على التكيف والتجاوب والتفاعل والتعامل المحتضر الراقي مع الأفكار والآراء جميعا وارتباط الحوار بمعنى الرجوع عن الشىء والى الشىء يثبت في الضمير الانسانى فضيلة الاعتراف بالخطأ ويركز على قيمة عظمى من قيم الحياة الإنسانية وهى القبول بمبدأ المراجعة بالمفهوم الحضاري الواسع الذي تجاوز الرجوع عن الخطأ إلى مراجعة الموقف برمتة إذا اقتضت لوازم الحقيقة وشروطها هذه المراجعة واستدعى الأمر إعادة النظر في المسألة المطروحة للحوار على اى نحو من الإنحاء وصولا إلى جلاء الحق
فالحوار قيمة من قيم الحضارة الإسلامية المستندة أساسا إلى مبادىء الدين الحنيف وتعاليمه السمحة وهو موقف فكرى وحالة وجدانية وهو تعبير عن ابرز سمات الشخصية الإسلامية السوية وهو سمة التسامح لا بمعنى التخاذل والضعف بوازع من الهزيمة النفسية ولكن بمعنى الترفع عن الصغائر والتسامي عن الضغائن والتجافى عن الهوى والباطل.

المبحث الثالث: (الحوار فى القران الكريم)
قد عنى القران الكريم بالحوار عناية بالغة ,حيث بلغ عدد المرات التي كررت فيها0"قال "أكثر من خمسمائة مرة وهذا أمر لا غرابة فيه إذا إن الحوار هو الطريق الأمثل للإقناع ,والإقناع هو أساس الإيمان الذي لا يمكن إن يفرض فرضا ,وإنما ينبع من داخل الإنسان ,ومشكاة النبوة قد تضمنت أيضا الكثير من الحوارات التي حاور الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه بكلمات نوارانية تأسر القلوب وتقنع العقول وتعظ النفوس .
وقد ذكر كلمة المحاورة في القران في ثلاثة مواضع كما تقدم في المبحث الأول بما أغنى عن إعادته هاهنا.
 

المبحث الرابع:الحوار الذي نريد)

إننا لا نريد حوارا وتفاعلا بين الثقافات والحضارات, هما مجرد ترف فكرى ولا نريد حواراً وتفاعلا بين الثقافات والحضارات لا تكون لهما انعكاسات على الواقع المعاصر, ولا تصل آثارهما إلى دوائر صنع القرار, بالتفوق العنصري وبالاستعلاء الحضاري, ويصدران عن روح الهيمنة الثقافية.
وهدفنا إقامة الحوار المحقق للتفاعل بين الثقافات والحضارات هو التعاون بالمعنى السامي الذي هو الأصل في تعامل الشعوب والامم بعضها مع بعض وفى تشارك بعضها مع بعض , وفى تعاونها على الخير وعلى العدل ,والحق والأمن والسلام . قال تعالى 
0(يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) (1)
ولن ترضى الأمة الإسلامية إن يكون التفاعل الحضاري غزواً للثقافة الإسلامية ومحواً للحضارة الإسلامية, وذوبانا في ثقافات الأمم واندماجاّ في حضارات الشعوب ولن يرضى إن يكون ضحيته تغريب العالم, بأية حال من الأحوال من خلال تفاعل حضاري فاقد لمعنى التمييز والاستيعاب الذكي والمنفعة المتبادلة. 

(1) الحجرات 13

المبحث الخامس: (أهمية الحوار )
تبرز أهمية الحوار من جانبين :-

· الجانب الأول: دعوة الناس إلى الإسلام والسنة:
فتعقد لذلك محاورات مع غير المسلمين, لإقناعهم بان دين الله تعالى حق لاشك فيه, ومع مبتدعين منحرفين عن السنة لدعوتهم إلى السنة, وأمرهم بالتزامها.
والقران الكريم حافل بنماذج من مثل هذه الحوارات التي جرت بين انبياء لله ورسله عليهم الصلاة والسلام وبين أقوالهم حتى إن قوم نوح قالوا له:
(يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا..... الآية ) (1 )
فأكثر جدالهم حتى تبرموا من كثرة جداله لهم, والجدال نوع من الحوار إننا بحاجة إلىأن نحاور أصحاب المذاهب والنظريات والأديان الأخرى, بهدف دعوتهم إلى الله تعالى, فالحوار وسيلة من وسائل الدعوة 
ولايجوز أبداً أن نعتقد – كما يعتقد الكثيرون – إن العالم اليوم يعيش حالة إفلاس من النظريات والعقائد والمبادىء والمثل, فهذا غير صحيح, بل العالم اليوم يعيش حالة تخمة من كثرة النظريات والمبادىْ والعقائد والمثل والفلسفات وغيرها, صحيح أنها باطلة, ولكن هذا الركام الهائل من الباطل مدجج بأقوى أسلحة الدعوة والدعاية, والدعاة الذين تدربوا وتعلموا كيف يدافعون عن الباطل حتى يصبح في نظر الناس حقا.
أما أهل الحق فكثير منهم لا يحسن الطريقة المثلى للحوار, لإقناع الخصم بما لديه من الحق والسنة. وقد لا يحسن هؤلاء إن يناقش بعضهم بعضا, الأمن خلال فوهات المدافع والبنادق, فان لم يملكوها, فمن خلال الأفواه التي تطلق من الكلمات الحارة الجارحة، ما هو أشد فتكا من الرصاص والقذائف إذن، فإن الهدف الأول من الحوار هو دعوة الكفار إلى الإسلام أو دعوة الضالين من المبتدعة إلى السنة.

( 1 ) هود

· الجانب الثانى:فصل الخلاف في الأمور الإجتهاديه:
فالحوار يعد وسيلة للوصول إلى اليقين والحق في مسألة اجتهادية اختلفت فيها أقوال المجتهدين، فيتكلم اثنان في محاورة أو مناظرة للوصول إلى الحق فى مسألة اجتهادية ليس منها نص صريح، أو إجماع لا يجوز تعديه.
وليس من الضروري –أيها القارىء الكريم-أن تعتقد أن نتيجة الحوار لابد أن تكون، إقناعك الطرف الآخر بان ما عندك حق، وما عنده باطل، فليس هذا بلازم، فقد تقنع انسانا بذلك فإن لم تتمكن فأقل شئ تكسبه من الحوار – إذا التزمت بالشروط الموضوعية له - أن يعلم خصمك أن لديك حجة قوية، وانك محاور جيد، وأن يأخذ انطباعا بأنك موضوعي متعقل، بعيد عن التشنج والهجان والانفعال.
فكثير من الناس يظنون إن الآخرين لا يملكون الحق، وليس عندهم شئ وأنهم مجرد مقلدين، فإذا حاوروهم وناظروهم علموا إن لديهم حججا قوية، فأقل ما تكسبه إن تجعل أمام مناظرك علامة استفهام. 

المبحث السادس: ( قواعد الحوار وأصوله) 
إن من الضروري إن يتلقى المسلم – وخاصة الداعية إلى الله – أسس الحوار وأصوله في عالم يموج اليوم بالنظريات الكافرة والاتجاهات المنحرفة فقد أصبح الحوار فناّ يدرس – أحيانا – باسم فن الجدل- وأحيانا يسمونه: فن المناظرة إضافة إلى فن آخر له علاقة كبيرة بالموضوع، وهو ما يسمى بفن العلاقات العامة، الذي تقام فيه دورات لكثير من الموظفين، والمتخصصين في العلاقات العامة والدعاة وغيرهم.
والعلاقات العامة تعنى: حسن الاتصال بالآخرين، لإقناعهم برأي، أو لترويج سلعة من السلع، أو تصحيح فكرة، أو التمهيد لقضية من القضايا من خلال الاتصال بالناس، وهو فن لابد للداعية أن يتعلمه نظرياّ وعملياّ.
وللحوار قواعد كثيرة نعرض بعضها فيما يلي: 
القاعدة الأولى:تحديد موضوع الحوار:
ينبغي إن يدور الحوار حول مسألة محدودة فأن كثير من الحوارات تكون جدلاً عقيماً، ليس له نقطة محدده ينتهي إليها، فينبغي أن يكون الحوار أو الجدل (بالتي هي أحسن) حول نقطة معينة، بحيث يتم التركيز عليها ولا يتعداها الحوار حتى ينتهي منها.
القاعدة الثانية:مناقشة الأصل قبل الفرع:
ينبغي ألا يتم التناقش في الفرع قبل الاتفاق على الأصل، إذ أن مناقشة الفرع مع كون الأصل غير متفق عليه، تعتبر نوعا من الجدل العقيم ألا في حالات معينة.
واضرب أمثله لحالات يمكن فيها مناقشة الفرع أو مناقشة الأصل:
فلو جاءك كافر لا يؤمن بيوم الحساب، وأخذ يناقشك في قضية حجاب المرأة المسلمة- مثلا – أو في قضية تعدد الزوجات، أو في مسألة الجهاد، حيث إن هذه القضايا بالذات هي أكثر القضايا التي يثير حولها الغربيون شبهاتهم، لإثارة الفتنة بين المسلمين.
المهم هو كيف تحاور هذا الكافر الذي لا يؤمن بالإسلام ؟ هل تناقشه في هذه المسائل إذا حاورك بشأنها ؟
بإمكانك هنا أن تحاوره بإحدى طريقتين: 
الأولى:إن تحيل إلى الأصل:فتقول له إن الجهاد وتعدد الزوجات والحجاب وما على شاكلة هذه القضايا جزء من دين الإسلام وبدلا من أن نناقش هذه النقاط ينبغي إن نرجع للأصل وهو الإسلام فنتجادل فيه فإذا اقتنعت بالإسلام فحينئذٍ ـ من باب أولى ـ أن تقتنع بهذه الأمور ولا حاجة إن نتجادل فيها وإذا لم تقتنع بالإسلام فنقاشى معك في هذه الجزئية يعتبر نوعا من العبث الذي لا طائل تحته.
الثانية: يمكنك أن تناقشه بالحجج المنطقية في نفس الجزئيان التي يجادل هو لها فمثلا: إذا تكلم عن تعدد الزوجات فيمكن أن تجادله في هذا الموضوع بأن تخبره انه من الثابت علميا إن عدد النساء أكثر من عدد الرجال وفى (أمريكا) نفسها تصل أحيانا نسبة النساء إلى الرجال مائة و تسعة عشر إلى مائة وأحيانا مائة وستين إلى مائة، فستون امرأة زيادة على المائة لمن تكون؟! 
فإذا لم نأذن للرجال بتعدد الزوجات فذلك يعنى أن هؤلاء النساء بقين ضائعات بلا أزواج أو اضطررن إلى ممارسة البغاء والرذيلة فتعدد الزوجات ضرورة لابد منها لان نسبة الإناث في أكثر المجتمعات أكثر من نسبة الرجال وهكذا عندما تثبت لهذا الكافر حالات وأوضاعاً يكون تعدد الزوجات فيها أمراً سائغاً فربما آمن بالإسلام من خلال اقتناعه بهذه الحجج.
وقد بسط القول في الرد على هذه الشبهات الأستاذ محمد قطب في كتاب ( شبهات حول الإسلام ) بما لا يدع حاجة إلى أن نطيل فيه الآن 0
القاعدة الثالثة: الاتفاق على أصل يرجع إليه :
يجب الاتفاق على أصل يرجع إليه المتحاورون إذا وجد الخلاف واحتدم النقاش وذلك كالاتفاق على الرجوع عن الاختلاف إلى القران الكريم والى صحيح السنة والى القواعد الثابتة المستقرة أو إلى ما كان عليه السلف الصالح رضي الله عنهم ـ المهم آن نتفق على أمور تكون مرجعا عند الاختلاف 0
وقد وقعت حادثة حدثنى(1) بها جماعة من العلماء منهم سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله والشيخ عبدالله بن قعود أن جماعة من الشيعة كتبوا إلى مفتى الديار السعودية السابق الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله يطلبون منه أن يعقد مجلسا للحوار معهم فهمِّ الشيخ محمد بن إبراهيم أن يهمل هذا الطلب وألا يرد عليه فأشار عليه الشيخ عبد الرزاق عفيفى بأن هذا الأمر مادام جاء منهم فينبغي ألاّ يهمل لأنه قد يعتبرون عدم إجابتنا على طلبهم نوعا من النكول عن المناظرة أو ضعف الحجة 0
فالأولى أن نكتب لهم بالموافقة على المناظرة شريطة أن يكون هناك أصل نرجع إليه ويكون هذا الأصل هو القران الكريم وصحيحى البخارى ومسلم فكتب لهم الشيخ رحمه الله بهذا المضمون أنه لامانع من إجراء الحوار والمناقشة شريطة أن نرجع في الاختلاف إلى القران الكريم وصحيحى البخارى ومسلم فلم يردوا عليه ولم يجيبوه إلى ماسأل هذا يبرز أهمية تحديد أصل يرجع إليه عند الاختلاف.

1. من كلام الشيخ سلمان بن فهد العوده 
 

المبحث السابع:صفات المحاور)
أولاً:جودة الإلقاء وحسن العرض وسلاسة العبارة :
وقد كان ذلك من صفات الرسول صلى الله عليه وسلم كما جاء في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان النبي صلى اله عليه وسلم يحدث حديثا لو شاء العاد أن يحصيه لأحصاه لم يكن يسرد الحديث كسردكم (1)
فعلى المحاور أن يكون هادئاً سلساً جيد الإلقاء.
ثانيا:حسن التصور:
والمقصود من حسن التصور ألا تكون الأفكار عند المتحدث مشوشة أو متداخلة أو متضاربة فبعض الناس- لضعف تصوره- ربما يطرح فكرة أثناء النقاش وبعدما ينتصف في شرحها يتبين له أنها غير صالحة ولا تخدم الغرض فينتبه في منتصف الطريق بعدما يكون قد تورط في ذلك.
ثالثا: ترتيب الأفكار
فالقدرة على ترتيب الأفكار وتسلسلها وارتباط بعضها ببعض وعدم تداخلها أو اضطرابها مما يثبت حجة المحاور ويقويها. 

1. البخاري(3568) ومسلم(2493) من حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها

رابعا : العلم :
ينبغي أن يكون المحاور ذا علم وقوة وقدرة فإن بعض المحاورين قد يخذل الحق بضعف علمه فرغم أن الحق معه، إلا انه لم يدعمه بالعلم القوى، فيضع نفسه في غير موضعه.
لذلك فليس كل إنسان مهيأ للحوار حتى وان كان صاحب حق فإنه ربما حاور بهدف نصر الحق فيخذل الحق. لضعف علمه وبصيرته، وربما حاور بجهل فيقتنع بالباطل الذي مع خصمه، وربما احتج بحجج باطلة مثلما يحدث في بعض المناظرات والمحاورات التي تعقد، فلا يقتنع الناس بالحق الذي يحمله.
خامسا: الفهم مع العلم:
لابد من الفهم وقوة العقل، ليدرك المتحدث حجج الخصم، ويتمكن من فهمها، ويعرف نقاط الضعف والقوة فيها، فيقبل ما فيها من حق، ويرد ما فيها من باطل 
سادسا: الإخلاص:
فينبغي التجرد في طلب الحق وتوصيله إلى الآخرين، بحيث لا يكون هم المرء الانتصار لرأيه وإنما همه طلب الحق وإيصاله للآخرين.
سابعا:فالتواضع أثناء المناقشة، أو بعد الانتصار على الخصم، من أهم ما ينبغي أن يتحلى به المحاور.

المبحث الثامن:آفات في الحوار)
أما الحوار القائم بين كثير من المسلمين بعضهم مع بعض، ففيه عيوب وأخطاء نذكر منها:
أولا: رفع الصوت: فكأن الإنسان في غابة تتهاوش فيها السباع ومن لم يكن ذئبا أكلته الذئاب فيرى أن انتصاره في الحوار لم يكن إلا عن طريق مبالغته برفع الصوت على خصمه-والله تعالى يقول: (إن أنكر الأصوات لصوت الحمير)(1)
ثانيا: أخذ زمام الحديث بالقوة :
وذلك لئلا تدع للخصم فرصة يتحدث فيها ،فيهدم بناءه الهش أو يحطم حججك الزجاجية ، أو يثير البلبة في نفوس الناس.
وكأننا في ذلك قد أخذنا بمبدأ الكلمة التي قالها (دايل كارنيجي) في كتابه :
("كيف تؤثر في الناس وتكسب الأصدقاء" ، إذ قال : إذا كنت تريد أن ينفض الناس من حولك لا تعطي احد فرصة ليسخروا منك عندما توليهم ظهرك وتتركهم فإليك الوصفة للحديث ، تكلم بدون انقطاع ، وإذا خطرت لك فكرة بينما تضيع وقتك في الاستماع إلى حديثه السخيف ؟ اقتحم عليه الحديث ، واعترض في منتصف كلامه واطرح ما لديك.)
ثالثا : تهويل مقالة الطرف الآخر: إن البعض يهولون أقوال الآخرين ، ويحملون كلامهم من الضخامة مالا يخطر إلا في نفوس مرضى القلوب ، لماذا ؟
لئلا يتجرأ احد على القول بمثل ما قالوا أو نصرة ما ذهبوا إليه .
فيحاول المحاور – أحيانا – أن يحيط القول المردود بهالة رهيبة فيقول : 
هذا القول كفر ، وهذا فسق ، وهذا بدعة ، وهذا خرق للإجماع ، وهذا مصادمة للنصوص الشرعية ، وهذا اتهام للعلماء ، وهذا قول حادث باطل لم يسبق إليه ... ، ويظل يهول ويطول ويضخم العبارات ، بحيث يشعر السامع انه قول خطير يجب البعد عنه 

1.لقمان 19 

، وعدم التورط في قبوله ، أو الاقتناع بحجة من تكلم به وقد لا يكون القول كذلك.
نحن لا ننكر أن الأقوال ما يكون كفرا أو فسقا أو بدعة ، ومنها ما يكون مصادمة للنص أو قولا حادثا لم يسبق إليه صاحبه ، لكن هذه الأشياء كلها لابد حين يقولها الإنسان أن يثبتها بالدليل الواضح أما مجرد إطلاق دعاواى فارغة في الهواء ، فهذا لا يسمن ولا يغني من جوع .
رابعا : الاعتداء في وصف الطرف الآخر :
فتصفه بما لا يليق من الأوصاف ، تأديبا له وردعا لأمثاله فتقل: هذا جاهل سخيف حقير متسرع واضعف الإيمان أن تصفه بأنه ليس أهلاً لهذا الأمر 0
ولا يكفى هذا فحسب بل لابد من كشف نية هذا الإنسان فتتهمه بفساد نيته وسوء طويته وخبث مقصده بل قد تتهمه بأنه عدو مغرض للإسلام أو محارب للسنة وأهلها له أهداف بعيدة من وراء مقالته تلك أو بأنه عميل للشرق أو للغرب أو لقوى خارجية أو داخلية 000
ونحن لا ننكر ـأيضاـ أن من الناس من هو سيء النية والطوية خبيث المقصد ومنهم من هو عدو للإسلام أو السنة ومنهم من هو عميل للشرق أو الغرب أولقوى بعيدة أو قريبة لكن حين تطلق هذه الأشياء فلا بد من الدليل الواضح عليها ولا يجوز أن نصادر عقولنا ويطلب منا أن نقتنع بشيء لم يسق عليه أى دليل 0
فليس مقصود الحوار تناول شخص بعينه اللهم الا 
ان كان موضوع الحوار أو نقطة الحوار ـ أصلاـ هى الكلام عن هذا الشخص فهذا باب اخر 0

المبحث التاسع: آداب الحوار الصحيح )
إن آدآب الحوار الصحيح هى بإيجاز :
أولاً: حسن المقصد :
فليس المقصود من الحوار العلو في الأرض ولا الفساد ولا الانتصار للنفس ولكن المقصود الوصول إلى الحق 0
والله تعالى يعلما من قلب المحاور ما إن كان يهدف إلى ذلك أم يهدف إلى الانتصار ، والتحدث في المجالس انه افحم خصمه بالحجة.
ضع في اعتبارك انه يحتمل أن يكون الخطاء عندك والصواب عند غيرك فالله تعالى لم يحابك ويخصك دون بقية خلقه بالعلم والفهم والإدراك والعقل فإذا كان عندك حق فعند غيرك حق ، وقد يكون عندك حق كثير وعنده حق قليل وقد يكون العكس.
فعلى المسلم أن يطلب الحق بحسن نية ، وألا يكون هدفه وهو يسمع كلام خصمه أن يرد عليه متى سكت ، بل هدفه الوصول إلى الحقيقة ، ولهذا كان الإمام الشافعي رحمه الله يقول ما ناظرت احد قط إلا أحببته أن يوفق ويسدد ويعان ، ويكون عليه رعاية من الله وحفظا ، وما ناظرت احد إلا ولم أبالي بين الله الحق على لساني أو لسانه) (1).
وهذه والله أخلاق أتباع الأنبياء ، لأنه ينبغي إحقاق الحق لا إسقاط الخصم .

1.أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء(9/118)وانظر المدخل إلى السنن الكبرى للبيهقى(1/172)

ثانيا : التواضع بالقول والفعل :
من آداب الحوار: التواضع وتجنب ما يدل على العجب والغرور والكبرياء . فبعض الناس إذا حاور شخصا أو حادثه اعرض ونأى بجانبه ، وازورَّ لا يلتفت إلى خصمه ، إشارة إلى السخرية وعدم الاكتراث به ، فربما ظهر على قسمات وجهه أو حركات حاجبيه أو عينيه أو شفتيه ما يدل على السخرية والاستكبار ، وربما يزم شفتيه، أو يلوي وجه أو يلوي عنقه ، أو يشير بطرف عينيه إشارات تعبر عن السخرية والازدراء ، فهذا كله من الكبر.
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : الكبر بطر الحق وغمط الناس (1) .
فمن التواضع أن تقبل الحق ممن جاء به حتى ولو كان أعدى أعدائك ، وتعد ذلك ضالتك المنشودة ، فأنت باحث عن الحقيقة إن وجدتها فأنت أحق بها .
ومن التواضع - أيضا – ترك استخدام الألفاظ الدالة على التعالي والكبرياء وازدراء ما عند الآخرين كان يقول : نرى كذا وعندي وأنا وقلت ونحو هذه الألفاظ .

1.أخرجه مسلم(91)من حديث عبد الله بن مسعود

ثالثا : الإصغاء وحسن الاستماع :
الإصغاء إلى الآخرين فن قل من يجيده ، فأكثرنا يجيد الحديث أكثر من الاستماع ، والله سبحانه وتعالى جعل لك لسان واحدا ، وجعل لك أذنين حتى تسمع أكثر مما تتكلم ، فلابد أن تستمع جيدا وأن تستوعب ما يقوله الآخرون.
ووضع أذنك للمحدث ،وحملقة عينيك بوجهه وتأملك لما قال يمكن أن يكون دليلا على قوتك وقدرتك على الحوار وإذا وجدت ملاحظات فيمكن أن تسجلها في ورقة لتتحدث فيها بعدما ينتهى من حديثه.
وهكذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم\فربما تحدث معه بعض المشركين بكلام لا يستحق أن يسمع فيصغى النبى صلى الله عليه وسلم حتى إذا انتهى هذا الرجل وفرغ من كلامه قال له صلى الله عليه وسلم:أوقد فرغت يا أبا الوليد؟قال :نعم فتكلم النبى صلى الله عليه وسلم بشى من القران.(1)
رابعا: الإنصاف:
وهو أن تكون الحقيقة ضالتك المنشودة تبحث عنها في كل مكان وفى كل عقل جرد نفسك ولا تبال بالناس رضوا أم سخطوا وكن باحثا عن الحقيقة وليعلم ربك من قلبك انه ليس في قلبك إلا محبة الله تعالى ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم وحب الحق الذي يحبه الله ورسوله.
فلتستخلص الحق من خصمك ولو من بين ركام الباطل الكثير الذي ربما جاد به. 
وربما أجرى الله تعالى كلمة الحق على لسان الفاسق أو حتى على لسان الكافر أحيانا فيمكن أن تستفيد من المحاور ولو كان فاسقا أو كافرا فقد تستفيد عيب موجود عندك أو عند المسلمين أو تستفيد منه مصلحة دنيوية للمسلمين أو أسلوب من أساليب الدعوة إلى الله تعالى ربما فطن له هو وغفلت أنت عنه .

1. رواه ابن هشام في السيرة (2/131) فهو حديث مرسل

إن الاعتراف بالحق وإعلانه-أيضا- لا ينقص من قيمة الإنسان فكونك تقول في مناظرة أو محاورة أو محاضرة: أنا أخطأت في كذا هذا لا يعيبك بل هذا يرفع منزلتك عند الناس ويدل على شجاعتك وقوتك وثقتك بنفسك.
خامسا:البدء بمواضع الاتفاق والإجماع والمسلمات والبدهيات:
فمن المصلحة ألا تبدأ الحوار في قضية مختلف فيها بل ابدأ بموضوع متفق عليه أو بقاعدة كلية مسلمة أو بدهية وتدرج منها إلى ما يشبهها وتدرج منها ما يقاربها ثم إلى مواضع الخلاف.
سادسا: ترك التعصب لغير الحق:
فلو حاورت إنساناً فتناول معهدا تعمل فيه أو مقالة كتبتها أو كتاب الفته أو محاضرة ألقيتها أو تناول جهة- تحسب أنت عليها – بالانتقاص والسب وتتبع الأخطاء فإياك أن تتعصب لهذا الشىء الذي تتنمى وتنتسب إليه ثم تبادر بالرد وتقوم بتقديم كشف بالايجابيات والحسنات في مقابل الكشف الذي قدمه هو بالاخطاء والسلبيات لا بل عليك بالامور التالية:
أولا : دع زمام الحديث بيده حتى ينتهى – كما اتفقنا قبل قليل.
ثانيا: اعترف بصوابه فيما أصاب فيه والحق ضالت المؤمن كما سبق.
ثالثا: إذا انتهى فانقد الخطأ بطريقة علمية بعيدة عن العواطف.
وما أعز وأصعب وأندر أن يتخلص الإنسان من التعصب ـ أى لون من ألوان التعصب ـفان الحزبيات قد أثرت في المسلمين تأثيراً كبيراً جداً 0
فمثلا : يتعصب الإنسان ـ أحيانا ـ لمذهب أو لوطن أو لدعوة أو لجماعة فهذا ما يسمى بالحزبية بحيث يحيط هذا الشىء بعقله فلا يملك عقلاً متحرراً من القيود والأوهام بل تجده يدور في فلك معين ولا يستطيع أن يتقبل الحق إلا في إطار محدود0
سابعا: احترام الطرف الآخر :
فنحن مأمورون أن ننزل الناس منازلهم وألا نبخس أشياءهم 0
فيا أخى المسلم الداعية ليس النجاح في الحوار والمناظرة مرهوناً بإسقاطك لشخصية الطرف الآخر الذي تناظره ،ولا إسقاطك لشخصيته يعنى أنك نجحت في المناظرة بل ربما يرتد الأمر عليك ويكون هذا دليلا على إفلاسك وعجزك وأنك لا تملك الحجة فاشتغلت بالمتكلم عن الكلام 0
والناس اليوم تعى وتعقل ولو أنك سندت قولاً من الأقوال الباطلة الزائفة حيناً من الزمن با لتهويش واللجاج فان هذا القول الذي لايسنده الحق سرعان ما ينهار ويتهاوى بمجرد غفلة الساعين به أو انشغالهم عنه بغيره فيموت وينساه الناس 0
ولهذا قال النبى صلى الله عليه وسلم : ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذىء(1)فالمؤمن ليس باللعان ولا بالطعان في الناس وأعراضهم ونياتهم ومقاصدهم وأحوالهم ولا بالفحاش ولا البذىء فهذا كلام المصطفى صلى الله عليه وسلم في وصفه المؤمن أنه ليس بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذىء . ومن بديع احترام رأى الآخرين ما ينقل عن الإمام مالك أنه لما ألّف الموطأ ومكث أربعين سنة يؤلفه وقرىء عليه آلاف المرات وعرضه على سبعين من العلماء فأقروه عليه وتعب فيه أيما تعب ومع ذلك لما بلغ الخليفة المنصور كتاب مالك وأعجبه وقال:إنا نريد أن نعممه على الأمصار ونأمرهم بإتباعه قال له الإمام مالك:لا تفعل رحمك الله فإن الناس سبقت منهم أقاويل وسمعوا أحاديث ورووا روايات وأخذ كل قوم بما سبق إليهم وما أتوا به وعملوا بذلك ودانوا به وكل ذلك من اختلاف أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم من بعدهم من التابعين ورد الناس عما اعتقدوه ودانوا به أمر صعب شديد فدع الناس وما هم عليه ودع أهل كل بلد وما اختاروا لأنفسهم)(2) فلاحاجة إلى اللجوء إلى تبكيت الشخص الذي تخاصمه وإحراجه والسخرية منه 

1. رواه أحمد وغيره(3839) والبخارى في الأدب المفرد(312)
2. سير أعلام النبلاء(8/61)

ثامنا: الموضوعية :
الموضوعية تعنى: رعاية الموضوع وعدم الخروج عنه.
فمن الموضوعية: عدم الهروب من الموضوع الأساس إلى غيره.
إن بعض الناس إذا أحرجته في موضوع هرب منه إلى موضوع آخر فهو ينتقل من موضوع إلى موضوع وكلما أحرج في نقطة انسحب إلى غيرها ونقل الحديث نقلة بعيدة أو قريبة.
· كذلك من الموضوعية : عدم إدخال موضوع في آخر فقد تتكلم مع إنسان في قضية حجاب المرأة المسلمة وضرورة التزامها بالستر وبعدها عن السفور وعن الاختلاط بالرجال الأجانب أو الذهاب إلى أماكن اللهو والفساد وغير ذلك.
فتجد أنه بدلاً من أن يناقشك في هذا الموضوع يقول يا أخى الناس قد وصلوا إلى القمر وأنت لازلت تجادل في هذا الموضوع!
فما علاقة وصول الناس إلى القمر أو عدم وصولهم بقضية مطالبتنا بحجاب المرأة المسلمة؟ أليس هذا إدخالا لموضوع في قضية أخرى لا يتعلق بها؟
· كذلك من الموضوعية : عدم النيل من المتحدث باتهامه في نيته أو الكلام على شخصه فبعض الناس يقول من هذا الإنسان؟ ما هدفه؟ ما تاريخه؟ من وراءه ؟ما درجته من العلم؟ما قدره؟
فيا أخى ما علاقتك بهذا الشخص المتكلم؟ المهم أن أمامك دعوة وكلاما ومطلوب منك مناقشته بالحجة والبرهان فدع المتكلم جانبا وانظر في الكلام الذي قيل وما قدره من الخطأ أومن الصواب؟

اعمل بقولى وإن قصرت في عملي         ينفعك قولى ولا يضررك تقصيري(1)
 

1. جمهرة خطب العرب(2/277)

كذلك ليس من الموضوعية :الاشتغال بالأيمان المغلظة والله سبحانه وتعالى ذم الذين يكثرون من اليمين: قال تعالى( ولا تطع كل حلاف مهين هماز مشاء بنميم مناع للخير معتد أثيم عتل بعد ذلك زنيم)(1) فهذا دعىٌّ ملصق في أهل العلم وليس منهم وملصق في قومه وليس منهم ومع ذلك يكثر من الأيمان الكاذبة أو قد لاتكون كاذبة لكن اليمين ليس حجة .
فكونك تحلف بالله العظيم الذي لا اله إلا هو أنه هذا هو الحق فهذا لا يقدم ولا يؤخر.
قد تكون مقتنع فعلاً يأنه هو الحق لكن قناعتك هذه ليست نابعة من دراستك أو معرفتك بالحجج والأدلة ولكنها نابعة عما تلقيته من شيخ تعظمه فوقر في قلبك أو درسته منذ صغرك فإستقر في قرارة نفسك وليس لأن لديك دليلا قويا على أن هذا هو الحق.
وفرق بأن تكون مقتنعا قناعة مطلقة بأن أنه هو الحق فتحلف على ذلك فإذا حلفت أنت عرفت أنك تعتقد أنه هو الحق ولكن لا يلزم أن يكون هو الحق فقد تراه حقا وتحلف عليه والواقع أن الحق بخلافه كذلك من الموضوعية تجنب الكذب في الحديث فإن المناظر قد يكذب أحيانا كما أن من الموضوعية إذا لم تعرف مسألة ما أن تقول لا أدرى وإذا ترك العالم لا أدرى أصيبت مقاتله .
كما كان السلف يقولون : ويجب على العالم أن يعلم تلاميذه وطلابه قول (لا أدرى) حتى يلجؤوا اليها فيما لا يعلمون.
ومن الموضوعية: التوثيق العلمى يعنى اذا استدللت فلا تستدل بشائعات أو ظنون أو أوهام استقرت في عقلك أو في عقل من أمامك من الناس بل استدل بالنصوص والأدلة الواضحة والبراهين الثابتة والإحصاءات الدقيقة وبراهين العلماء تستدل بحقائق علمية وتوثق ما تقول أما مجرد الظنون والأوهام والشائعات فإنها لا تصلح أدلة.

1. القلم10-13

تاسعا:عدم الإلزام بما لا يلزم أو المؤاخذة باللازم:
فاذا خالف إنسان أحد العلماء في قوله تأتى فتقول له ياأخى أنت خالفت فلان العالم وهذا يلزم منه أنك ترى نفسك أعلم منه وهذا غير صحيح فلا يلزم من قوله وخلافه للعالم الفلانى ذلك فقد يخالفه في هذه المسألة بإجتهاده فهو يعرف أن هذا العالم أعلم منه في كل المسائل لكن هذه المسألة لا يسعه أن يقلده فيها كما لا يلزم من مخالفته له أن يخطئه أو يضلله.
عاشرا: اعتدال الصوت:
لا تبالغ في رفع الصوت أثناء الحوار فليس من قوة الحجة المبالغة من رفع الصوت في المناقشة والحوار بل كلما كان الإنسان أهدأ كان أعمق ولهذا تجد ضجيج البحر وصخبه على الشاطىء حيث الصخور والمياه الضحلة وحيث لا جواهر ولا درر فإذا مشيت إلى عمق البحر ولجته وجدت الهدوء حيث الماء العميق ونفائس البحر وكنوزه لذلك يقول المثل الغربى( الماء العميق أهدأ)
المبحث العاشر:منطلقات الحوار):
وإذا كان للحوار منطلقات فإن أول هذه المنطلقات :
الإيمان بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم وكتابه وتقوى الله والتواضع مع الله والثقة في نصره والاعتزاز بالحق والتشبث به.
يقول تعالى في محكم التنزيل (ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون)(1)
كذلك من منطلقات الحوار الاحترام المتبادل وفى رؤيتنا الإسلامية الحضارية فإن الاحترام المتبادل بين الأطراف المتحاورة هو المنطلق الثانى الذي يجب أن يرتكز عليه الحوار يقول تعالى (ولا تسبو الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم)(2)
واذا كان الاحترام المتبادل منطلقاً ثانيا للحوار فإن الإنصاف والعدل هو المنطلق الثالث للحوار .
ولنافي قوله تعالى في سورة المائدة قاعدة ثابتة وهداية دائمة بقول الله تعالى( ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى)(3)
وبإجماع الاحترام المتبادل والإنصاف والعدل تتوفر قاعدة رابعة من القواعد التي تقوم عليها منطلقات الحوار وهي نبذ التعصب والكراهية ونجد أصلاً لهذه القاعدة في قوله تعالى في سورة الممتحنة(لاينهاكم الله عن الذين لم يقتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين)(4)
والتوجيه القرآنى هنا يرقى من مستوى نبذ التعصب والكراهية إلى مقام أرفع وهوالبر بالناس كافة ومعاملتهم بالقسط وهو العدل جميعا.
والبر هو الإحسان بكل دلالته الأخلاقية واللغوية ونتلو قوله تعالى (وقولوا للناس حسناً وأقيموا الصلاة وأتوا الزكاة)(5)

1.المنافقون 8 ، 2. الأنعام 108
3. المائدة 8 ، 4. الممتحنة 8
5. البقرة 83

المبحث الحادى عشر:أهداف الحوار) :
له أهداف كثيرة لعل من أهمها:
أولاً : إن هدف الحوار هو شرح وجهة النظر وتبيان المعطيات التي تقوم عليها وفى الوقت نفسه الانفتاح على الآخر لفهم وجهة نظره ثم للتفاهم معه.
ذلك بأن التفاهم لا يكون بدون فهم متبادل والحوار هو الطريق إلى استيعاب المعطيات والوقائع المكونة لمواقف الطرفين المتحاورين ثم إلى تفاهمها .
ثانيا: ان الحوار مع الآخر اكتشاف للأنا وإضاءة ساطعة على الثغر والنواقص التي لا تخلوا منها شخصية إنسانية.
ولذلك يقول الفيلسوف الفرنسى (جان بول سارتر) الآخر هو وسيط بينى وبين نفسى وهو مفتاح لفهم ذاتي والإحساس بوجودي.
ثالثا:إن من أهداف الحوار تعريف الآخر على وجهة نظر لا يعرفها ومحاولة إقناعه بالتى هى أحسن بموقف ينكره أو يتنكر له وهو أمر يشكل في حد ذاته أحد أهم عناصر الاحتكاك الفكرى والثقافى والتدافع الحضارى بين الناس .
ومن دون ذلك يركد الذهن ويفقد التعطش إلى المعرفة عود الثقاب الذي يلهبه وتتحول مساحات الفكر إلى بحيرات آسنة وفى ذلك يقول الله تعالى في كتابه(ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض)(1)
إن الاختلاف بين الناس وما يشكل الاختلاف من تدافع يشكلان أحد أهم موجبات عدم فساد الأرض .

1. البقرة 251 

رابعاً: إن للحوار أهدافاً مختلفة.
فهو إما أن يكون وسيلة لتنفيس أزمة ولمنع انفجارها وإما أن يكون سعيالاستباق وقوع الأزمة ولمنع تكو ن أسبابها وإما أن يكون محاولة لحل أزمة قائمة ولحتواء مضاعفتها في هذه الحالات الثلاث تكون مهمة الحوار هى العمل على ما يلى:
1. إبراز الجوامع المشتركة في العقيدة والأخلاق والثقافة.
2. تعميق المصالح المشتركة في الإنماء والاقتصاد والمصالح.
3. توسيع مجالات التداخل في النشاطات الاجتماعية الأهلية.
4. التأكيد على صدقية قيم الاعتدال وتوسيع قاعدتها التربوية
5. اغناء الثقافة الحوارية التي تقوم على عدم رفض الآخر والانفتاح على وجهة نظره واحترامها وعدم التمترس وراء اجتهادات فكرية صدئة من خلال التعامل معها أى مع هذه الإجتهادات وكأنها مقدسات ثابتة غير قابلة لإعادة النظر.

المبحث الثانى عشر:كيف نربى أبناءنا على الحوار):
للأب والأم دور كبير في تربية الابن على الحوار وهناك بعض الأمور التي يراعيها الأب في تربية ابنه على الحوار:
دله على معرفة الذات:
قد لا تمتلك إعطاء ابنك احترام الذات وتقديرها ولكن دلّه على معرفة الذات ومنها إلى ما تريده وتحقق لأبناءك أهدافهم .
عرفه على ذاته من خلال:
1. قبول الأبناء على حالهم ومشاعرهم السلبية أثناء الجلسة الحوارية قبل قبول الجانب الإيجابي ثم بين له الصواب من الخطأ.
2. تقدير الجهد المبذول والمحاولة قبل النتيجة والنجاح.
3. الإجابة على أسئلته المطروحة
ويكون هذا في وجود القدوة والنموذج الايجابي حتى يتعلم الابن حسن التعبير عن نفسه.
4. عزز ذاته من خلال تعليمه كيف يستثمر الأخطاء والمحاولات الفاشلة فيتعلم منها ما ينفعه ويفيده.
مثال : قول صينى قديم(الخبرة ليست أفضل معلم ولكن التعلم من الخبرة العلم الأفضل)
5. كن صادقا وأمينا عند التحفيز والتشجيع فيعرف أبناءك الخطأ من الصواب في أعمالهم وأقوالهم من دون سؤال أو إثارة.
هل يتعمد أبناؤك تفادى الجلسة الحوارية ؟
الجواب لا:
ابنك... يشعر بالحرية والرغبة في الاعتماد على النفس لذا يريد أن يواجه مشاكله ومواقف حياته لوحده ولكنه غير جاهز تماما ليعتمد على نفسه وهذا الذى نراه نحن سببا للإنحراف أو التعرض للإنحراف.
إذن ما هو الحل؟
علمه.......
فن التعامل مع الأحداث اليومية الطارئة........
فن التعبير عن المشاعر بصورة ايجابية.........
سهوة المصارحة والمكاشفة.......
بدلا من.........
الإصرار على تغييره والتدخل في جوانب شخصيته فيتمرد عند الحوار .....
فينبغي للأب أو الأم أن يدرب أبناءه على ما يلي:
حوار الأوامر ...
الوصف.... وهو حوار قصير جدا (عدة ثواني ) ينشأ من قبل ولى الأمر بصيغة الأمر أو النهى (افعل لا تفعل) بصورة مباشرة أو غير مباشرة بهدف المحافظة على النظام أو تفادى مرحلة الخطر أو إعانة ورعاية المعاق فكريا ويستجيب له الأبناء بصفة الاستعجال
· العادات الروتينية ....وهى عبارة عن الأعمال الروتينية المتفق عليها بين أفراد الأسرة
حالات الخطر....
وهى عبارة عن مواقف طارئة تكون فيها الخطورة متوقعة 100%على الأبناء فيصدر الأمر من ولى الأمر لكى يضعف فرصة وقوع الحادث أو الخطأ:
مثال ذلك:-
عبد الله....
اترك السكين الآن وضعها على الأرض.
حاضر....
حاضر...
فهذه بعض نماذج الأعمال اليومية وصيغة الرد عليها من قبل الأبناء وهذه الردود الايجابية مكتسبة وليست وراثية فليكن حرص ولى الأمر على أن يسمعها للأبناء حتى يتداولوها.

· أثره على الأبناء:
يعلم النظام والترتيب وحسن استغلال الوقت ويقلل من الاحتكاك السلبي بين أفراد الأسرة ويقلل الفرص الخطرة في حياة الأبناء.

  • يعرض الابن إلى الاستعداد للإنحراف عند خروجه من المنزل بسبب ضعف الشخصية وعدم القدرة على اتخاذ القرار أو تدبير النفس إذا استخدم في صورة دائمة في جميع الأحوال دون اعطاءه فرصة للأبناء للإعتماد على النفس خاصة إذا اقترن بصحبة سيئة(1)

1. كتاب كيف أقنع أبنائي الحوار الناجح د/محمد الثوينى.

المبحث الثالث عشر:نماذج الحورات الأسرية):
لقد عرض القران الكريم عدة حوارات أسرية تجلى فيها أدب الحوار الأسرى ومعالم الخطاب التربوى الذي يؤصل في النفوس حقيقة الإيمان وأخلاق القران ولعلنا نقف مع نموذجين من هذه الحوارات:
الحوار الاول : بين الابن الصالح والأب الطالح:
حوار إبراهيم عليه السلام في سورة مريم قال إبراهيم الابن(يا أبت لم تعبد مالا يسمع ولا يبصر ولا يغنى عنك شيئا يا أبت إني قد جاءني من العلم مالم يأتك فاتبعنى أهدك صراطا سويا يا أبت لا تعبد الشيطان ان الشيطان كان للرحمن عصيا يا أبت انى أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن فتكون للشيطن وليا)(1)
قال الأب (أراغب أنت عن الهتى يا ابراهيم لئن لم تنته لأرجمنك واهجرنى مليا)
قال الابن(سلام عليك سأستغفر لك ربى انه كان بى حفيا وأعتزلكم وما تدعون من دون الله وأدعوا ربى عسى الا أكون بدعاء ربى شقيا).
وقد تضمن الحوار دروسا عدة منها:
1. الأدب في حديث الولد لوالده وتودده إليها وتقديره له فهو يبدأ حديثه بذكر تلك اللحمة العظيمة والرابطة الجليلة إنها وشيجة الأبوة فيناديه بها بأدب جم (يا أبت)...وهكذا ينبغي أن يحدث الابن أباه وأمه كما أمر الله بذلك
2. من الأهمية بمكان أن يوضح المحاور(المتحدث)حرصه واهتمامه بمصلحة الطرف الآخر ولذلك بيّن ابراهيم لأبيه خوفه عليه من إتباع الشيطان فيحق عليه عذاب الرحمن

1. سورة مريم

الحوار الثانى: بين الأب الصالح والابن الطالح :
حوار نوح عليه السلام مع ابنه في سورة هود(ونادى نوح ابنه وكان في معزل يا بنى اركب معنا ولاتكن مع الكافرين)قال الابن(سأوى إلى جبل يعصمنى من الماء) قال الأب(لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم) (1)فهذا حوار أسرى بين الأب وابنه يعكس آداب أخرى من أدب الحوار الأسرى.
ففي هذا الحوار دروسا أيضا:-
1. الرحمة في الخطاب.
2. حرص الأنبياء على تربية ودعوة أبناءهم.

1. سورة هود 42

الخاتمة وأهم نتائج البحث
ها أنا ذا القي عصا الستار فاصل إلى نهاية هذا البحث المتواضع الذي أمضيت في قراءة موضوعاته والبحث عن مضانه ما يزيد على شهر ونصف فخبرت جوانبه بعد سبرها ونظمت أطرافها بعد جمعها ، وأختم بان أدون أهم النتائج التي توصلت إليه :-

نتائج البحث :- 
1. إن الحاجة إلى الحوار ضرورية وملحة في الدعوة الإسلامية 
2. اهتمام الإسلام بالحوار وذلك انه يرى أن الطبيعة الإنسانية ميالة بطبعها وفطرتها إلى الحوار .
3. وجود الفرق الشاسع بين الحوار والجدل .
4. الحوار قيمة من قيم الحضارة الإسلامية المستندة أساسا إلى مبادئ الدين.
5. من قواعد الحوار وأصوله وأهمها تحديد موضوع الحوار للوصول إلى الهدف المنشود.
6. الحكمة ضالة المؤمن أين وجدها أخذها.
7. في الحوار احترام لرأي الآخرين .
8. إن في الحوار مع الأبناء فائدة لهم في الحاضر والمستقبل حتى لو كانوا صغاراً .
واني في الختام اثني بحمد الله عز وجل الذي بنعمته تتم الصالحات والذي له الحمد في الأولى والآخرة وله الحكم واليه ترجع الأمور.
وأكد أنني في هذا البحث قد خففت وإن ظن أني قد أكثرت واختصرت وإن ظن أني قد أطلت فما أعرضت عنه صفحا أكثر بكثير ممن ذكرت وانه لقمن بكل واقف على هذا البحث أن يسدد ما به من خلل وان يستر ما فيه من زلل فلقد علمت الأوائل والأواخر انه ليس من العصمة أمان خصوصا إذا صدر الكاتب عن وفاض ليس فيه من العلم إلا قليل وكتب بقلم كليل.
فاللهم لا تعذب يدا كتبت تريد نفي تحريف الغالين وانتحال المبطلين عن دينك ولا لسانا أراد الذب والدفاع عن شريعتك ولا تحرمني بفضلك خير ما عندك بشر ما عندي والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين.
 

المراجع والمصادر
تسلسل

المرجع - المصدر 
المؤلف
القران الكريم
صحيح البخاري ط دار الكتب
صحيح مسلم ط دار الشروق
جامع الترمذي ط دار الكتب
سنن ابن ماجه ط دار الكتب
سنن ابي داود ط دار الكتب
سنن النسائي ط دار الشروق 
مسند الإمام احمد ط 1420ه
تفسير أحكام القران
مفردآت ألفاظ القران
الشريعة ط دار القلم 
حلية الأولياء ط دار الفكر
السنن الكبرى
سيرة ابن هشام ط دار الفكر
سير أعلام النبلاء
جمهرة خطب العرب 
كيف اقنع أبنائي الحوار الناجح
معجم مقاييس اللغة ط دار الفكر
أساس البلاغة
أدب الحوار
محاضرة الشيخ صالح بن حميد
محمد بن اسماعيل
مسلم بن الحجاج
الإمام الترمذي
الإمام بن ماجه
الإمام ابي داود السجستاني
الإمام النسائي
الإمام احمد بن حنبل
للإمام القرطبي
للإمام الراغب الأصفهاني
للإمام الأجرب 
لأبي نعيم
للإمام البيهيقي
لابن هشام
للإمام الذهبي
للعرافي
لدكتور محمد الثويني
لابن فارس
للزمخشري
للشيخ سلمان العودة ألقيت في الحوار الوطني

 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك