أساليب التفكير المسببة للاكتئاب

إعداد : سمر عبد الرحمن

لكى نتحدث عن الاكتئاب يجب أولا أن نعلم ما هو السبب الرئيسي المسبب له والمؤدى لظهور أعراضه لدى الإنسان وبالأخص عند حواء وذلك لطبيعتها الأنثوية وهرموناتها الطبيعية التى خلقها الله سبحانه وتعالى فيها .

فالسبب الرئيسى يكمن فى التفكير السلبى الأسود الذى يؤدى بصاحبه إلي الاكتئاب السريع جدا، وينتج هذا الشعور بالاكتئاب أو الحزن المرضى أثر الفشل الشديد عن تحقيق هدف معين أو خسارة شخص مهم والتفكير المستمر فى تلك الخسارة أو الفشل .

وثق عزيزى القارئ أن هذا الاكتئاب لم ينشأ إلا نتيجة لما تم نسخه العقل من تصورات سوداء حول هذه الخسارة أو ذلك الفشل بالإضافة إلي الاستنتاجات الخاطئة التى تعزز مشاعر اليأس والاكتئاب .

لهذا يميز علماء النفس بين نوعين من المعتقدات الإنسانية :

الأول : اعتقادات منطقية ومتعقلة وتصحبها فى الغالب حالات وجدانية ملائمة للمواقف وتنتهى بالانسان إلى مزيد من النضج الانفعالى والخبرة والعمل البنّاء والنشاط الإيجابى .

الثانى : اعتقادات لا منطقية وغير عقلانية تصحبها الاضطرابات الانفعالية المرضية وتكون المسببة عادة للاكتئاب .

وتؤكد الأبحاث والدراسات العلمية التى أجريت مؤخرا جميعها وبلا استثناء أنه لا يمكن عزل اضطرابات الوجدان وأمراض الاكتئاب عن الطريقة التى يفكر بها الإنسان بل هى إحدى نتائج هذا التفكير لأنه عن طريق الفكر يتم إدراك الأمور وتكوين ما يحمله الإنسان من أراء واتجاهات ومعتقدات وبمنطق أكثر وضوحا فإن مجموع وجهات النظر المشوهة والأفكار اللامنطقية والإدراكات السلبية التى يتبناها الإنسان نحو الذات والعالم وما يحمله له المستقبل كلها تؤدى إلي الاكتئاب والدليل على صدق ذلك أن الإنسان عندما يواجه أى موقف أو حدث فإنه ينظر إلى هذا الموقف ويتعامل معه وفق معتقداته أو فلسفته العامة فى الحياة فيشعر بالتهديد أو الطمأنينة ، بالسلام أوالعداء ، بالحب أو الكراهية ، بالقلق أو الهدوء ، بالإقبال أو الإحجام ، حسب ما تمليه عليه فلسفته ومجموع وجهات نظره وتوقعاته حيال الآخرين، فإن كانت إيجابية كان بمنأى عن الاكتئاب وإن كانت غير ذلك كان الاكتئاب النتيجة الطبيعية لأسلوب تفكيره السلبى .

وهناك مشاعر سلبية قد تصينا كنتيجة طبيعية ورد فعل للأحداث والمواقف التى تواجهنا فى حياتنا ويجب ألا تستمر المشاعر السلبية لفترات طويلة ويجب مقاومتها بقدر الإمكان .

ويمكن بإيجاز وصف المشاعر الاكتئابية فى النقاط الآتية :

أولا : مشاعر الاستياء :

تسيطر علينا وخاصةً حواء بين الحين والحين مشاعر الاستياء والكدر وعدم البهجة وتبدو حزينة مغمومه بائسة من حياتها والتى تبدو لها فى الغالب خالية من المعنى والقيمة .

                 لذا كانت مقاومة مشاعر الاستياء البداية الحقيقة للتغلب على الاكتئاب .

ثانيا : الخمول وعدم الإقبال على الحياة :

الشخص الذى يعانى من الاكتئاب يسيطر عليه فى كثير من الحالات ضعف مستوى النشاط الحركى والخمول ويكون نشاطه أقل بشكل واضح مما كان عليه فى السابق ونري أنه يهوى النشاطات السلبية المنفردة أما الانشطة الإيجابية مثل الاجتماعات والتزاور ، الاجتهاد فى العمل أو الدراسة أو القيام بالواجبات المنزلية والاجتماعية تبدو له شيئا عسيرا يصعب إنجازه .

                  لذلك فإن مقاومة الخمول تعتبر خطوة إيجابية للتغلب على الاكتئاب .

ثالثا : الشعور بتثاقل الأعباء وكثرتها :

عندما يشعر أحدا منا الذى يعانى من الاكتئاب من أنه يتحمل ما لا طاقة له به وتشتد شكواه من الضغوط الموضوعة عليه وكثرة الأعمال وكثرة ما يحمله له الغير من واجبات .... فالطالب الذى يعانى من الاكتئاب قد يشعر بتزاحم الواجبات والامتحانات ، وربة البيت التى تعانى من الكآبه تشعر بأن تعاستها وما يتملكها من كرب قد يختفى إذا ما قلل زوجها وأبناؤها الحاحاتهم عليها ومتطلباتهم المفرطة منها .

                 لذلك يجب أن تتقبل دورك وتبذل قصارى جهدك من أجل إنجازه على ما يرام .

رابعا : مشاعر الذنب والوم للنفس :

قد يكون اللوم القاسى للنفس والمشاعر الحادة من الذنب تجاه الذات من أسباب الاكتئاب عند المرء إلى الحد الذى تصف فيه نفسك بأنها سيئة

           لذلك يجب التخلص من الإحساس بالدونية ونقص الذات ..ثق بنفسك .. ثق بالآخرين .

 

المصادر : كتاب كيف تتغلبين على مشاعر الاكتئاب وتشعرين براحة نفسية

           للكاتب (يوسف أبو الحجاج)

المصدر: http://www.factofarabs.net/RA.aspx?Id=327&TId=16

الحوار الداخلي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك