جهاد أم إرهاب؟؟؟؟؟!!!

إعداد : فاطمة داوود

بسم الله الرحمن الرحيم 

 

انتشرت عمليات القتل والإرهاب في زماننا وراحت أصابع الاتهام كلها تشير نحو الإسلام لأن كثيرا ممن قاموا بهذه العمليات ينتمون إليه وانصب الهجوم على آيات القران التي تدعوا إلى الجهاد, تلك الآيات التي أساء جماعة من المسلمين فهمها فأضروا الإسلام وهم يظنون أنهم يدافعون عنه,واتخذه أعداء الإسلام حجه على صحة قولهم في الإسلام وهى من هذا وذاك براء.. 

فتعالوا نفهم هذه الآيات في إطارها الصحيح لنعرف هل هي دعوه للقتل أم أنها نهىٌ عن العدوان؟!! 

"واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم".. البقرة 191 

هذه الآية من سورة البقرة واحدة من الآيات التي أخذت على أنها تحض على قتل غير المسلمين أينما وجدوا في أي مكان وقالوا هذا هو ظاهرالآية,ولكن دعونا نفهم الآية في إطارها الصحيح. وأول ما يجب معرفته عند فهم القران أن نعرف السياق الذي فيه الآية ولا ينبغي أن نخرجها عن سياقها ونفسرها تبعا لأهوائنا,فهذه الآية تابعه لآية التي قبلها و هي: "وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ" (190) البقرة

فإن نظرنا إلى هذه الآية سنجد أنها منقسمة إلى شقين: 

(وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم). . 

فالأمر هنا للمسلمين أن يقاتلوا الذين يقاتلونهم ونريد أن نلفت انتباهك للفظ قاتلوا فلم يقل الله تعالى اقتلوا فكلمة قاتلوا تفيد أن القتال هنا رد فعل لصد عدوان وليس للبدأ بالقتال ... 

أي كما يقاتلوكم فقاتلوهم ,وأمرهم الله أن يكون القتال في سبيل الله فقط أي يكون القتال للدفاع عن دين الله وعقيدة المسلمين وأرضهم وأعراضهم ممن اعتدى عليها وليرهبوا من أراد الاعتداء عليهم .

ولــــيس 

من اجل نهب الثروات أو إعلاء جنس أو حضارة إنما فقط لإعلاء أمر الله تعالى 

ولكن هل ترك الله الأمر مفتوحا للقتال بكل أشكاله وأنواعه وهل يمكن أن يقوم المسلمون بالقتال في أي وقت ولأي مبرر ؟؟؟ 

بالطبع لا قلنا أن القتال لا يشرع إلا إذا بدأ الأعداء بقتالنا, كذلك هناك أشكال من القتال نهى عنها الإسلام مثل أن يقوم المسلمون بالاعتداء على الآمنين حتى ولو كانوا من غير المسلمين. > فمع تحديد الهدف ,يتم تحديد المدى: 

(ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين). . 

والعدوان يكون بتجاوز المحاربين المعتدين إلى غير المحاربين من الآمنين المسالمين الذين لا يشكلون خطرا على الدعوة الإسلامية ولا على الجماعة المسلمة , كالنساء والأطفال والشيوخ والعباد المنقطعين للعبادة من أهل كل ملة ودين(ماذا عن الشباب) . . كما يكون بتجاوز آداب القتال التي شرعها الإسلام , ووضع بها حدا للبشاعات التي عرفتها حروب الجاهليات الغابرة والحاضرة على السواء . . تلك البشاعات من قتل للنساء والأطفال والشيوخ ينفر منها حس الإسلام , وتأباها تقوى الإسلام 

ثم تأتى الآية الثانية. 

(واقتلوهم حيث ثقفتموهم.) والضمير هنا عائد على الذين يقاتلونكم في الدين فاقتلوهم في كل مكان واجهوكم فيه لأنه إن لم تقتلوهم قتلوكم وهذا حق واضح لمن يُقاَتَل أن يدافع عن نفسه ويُخرج من أرضه من أخرجه منها ولا يحتاج هذا الحق إلى دليل. ويبيبن الله أن فتنة المسلمين عن دينهم وإيذائهم وتعذيبهم ليتركوا دينهم اشد عند الله من القتل .ثم ينهى الله المسلمين أن يقاتلوا عدوهم عند المسجد الحرام لحرمته عند الله إلا أن يبدأ العدو بالقتال فعندها فقط يقاتلهم المسلمون 

..وختم الله الآيات بقوله 

(كذلك جزاء الكافرين) أي الكافرين المعتدين.

وهنا يجب أن نوضح أن الكافرين أربعة أقسام وهى:

  • كافر محارب للإسلام والمسلمين معتدى عليهم وهذا قتاله واجب على كل المسلمين.
  • كافر ذميّ: يقيم بين المسلمين على أرضهم وهذا قتله محرم .
  • كافر معاهد: وهو من جاء إلى ارض المسلمين بعهد وهى التأشيرة الآن كمن جاء للزيارة أو العلم أو السياحة وهؤلاء قتلهم محرم.
  • كافر مستأمن:وهو من أمنه المسلمين على نفسه وقتله حرام.

ولقد ثبتت الأحاديث النبوية الصحيحة في الأقسام الثلاثة الخيرة بالنهى عن القتل بل والبراءة ممن قتلهم والوعيد لهم.فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم 

" من آذى ذميا فأنا خصيمه يوم القيامة "

وانظر أيضا إلى معاملته صلى الله عليه وسلم لجاره اليهودي الذي كان يؤذى النبي صلى الله عليه وسلم بوضع القمامة أمام منزله وعندما مرض ذلك اليهودي قام حبيبنا صلى الله عليه وسلم بزيارته فهل هناك أعظم من ذلك الفعل انظر وتعلم من رسولك واقتد بأفعاله إن كنت تحبه حقا.. 

ولننظر إلى قول الله (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم فى الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين)الممتحنة 8 والآن بعدما أوضحنا هذه الآيات وتبين المراد منها فهل في هذه الآيات دعوة للقتل وإرهاب الآمنين أم هو تشريع للدفاع عن الدين من الاعتداء ونهى واضح و صريح عن العدوان؟ !! الإجابة معروفة بالطبع.. فلا تسمح لأحد أن يخدعك بأفكار غير صحيحة 

لأن الإسلام هو دين الأمن والأمان.

المصدر: http://www.factofarabs.net/RA.aspx?Id=32&TId=11

الحوار الخارجي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك