حوار أبكاني

إعداد : نرمين توفيق

نظرت إليه من خلال شاشة التلفزيون... ثم أخذتني سنة من النوم ...بعدها سبحت في عالم الأحلام ... سمعت صوتاً يناديني ... فنظرت في اتجاه الصوت .. في البداية لم أصدق عيني ... ولكني تأكدت أنه هو ... وجدته يتحدث إلي يتألم .. ويبكي.

وقبل أن أستمع إلى ما يقول بادرته الحديث وصوتي مليء بنبرات الشوق والحنين إليه.

 

 


 

 وقلت له

- حلمت كثيرا باليوم الذي أذهب إليك فيه ... أصلي.... أقبل تراب أرضك.... وأسير في أرجائك الطاهرة أيها المسجد الأقصى... طالما تمنيت أن أراك عن قرب وأمس حوائطك المقدسة بيدي... وأتذكر ميلاد المسيح .. أتذكر رحلة الإسراء واجتماع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فيك حيث كنت النقطة التي انطلق منها إلى السماء في رحلة معراجه إلى ربه الأعلى... أتذكر فتح المسلمين لك في عهد سيدنا عمر بن الخطاب والمعاملة الرائعة التي لاقاها سكانك من الأقباط على أيدي المسلمين ... وأحزن حينما أتذكر الأفعال البشعة التي ارتكبها الصليبيون فيك وفي أهلك ... ولكني أعود للفرح حينما أتذكر البطل العظيم الذي استردك من أيدي هؤلاء الغاصبين القائد العظيم صلاح الدين الأيوبي.

وما أن سمع اسم صلاح الدين الأيوبي حتى علا نحيبه وقال لي :-

لا تذكريني بهذا البطل فحينما أقارن بينه وبينكم وأتذكر أنكم ضيعتموني من بين أيديكم أحزن على حالي .

واستطرد الحديث قائلا:-

انظري إلى ما يفعله بي اليهود الآن من تدمير وتخريب على مرأى ومسمع من الجميع وبالرغم من ذلك لم تفعلوا شيئاً إلا الشجب والرفض والإنكار.

قلت له لا تحزن سيأتي اليوم الذي نستردك من أيديهم لا محالة .

فقال لي لن يأتي هذا اليوم أبداً وانتم على هذه الحالة من الاختلاف والتفرق بل أكثر من ذلك أنكم تركتم قتال أعدائكم الحقيقيين واتجهتم إلى الاقتتال الداخلي.

انظري إلى ما يحدث بين حركتي فتح وحماس الآن .. عشرات القتلى يسقطون من الجانبين.. كنت أفخر حينما يُستشهد فتى منكم على أيدي اليهود وهو يدافع عني ولكني أبكي الآن دماً مع كل قطرة دم تسيل على الأرض الطاهرة بسبب اقتتال الإخوة.

الأخ يقتل أخاه... فالفلسطيني يقتل الفلسطيني ... العراقي يقتل العراقي .. والسوداني يقتل السوداني ... واللبناني يقتل اللبناني... والصومالي يقتل الصومالي.

وكلهم مسلمون ألم يعلموا أن حرمة دم المؤمن أعظم عند الله من حرمة الكعبة؟!!

 والمستفيد بالطبع أعداؤكم ويا أسفاه

قلت له كفى لا أريد أن أسمع المزيد.

فقاطعني قائلا لابد أن تسمعي ويسمع الجميع ولابد أن تستيقظوا من سباتكم,, لابد أن تشعروا بالخطر الحقيقي المحيط بي.

فالصهاينة اتخذوا خطوات فعلية وعلنية لهدمي وهم ماضون إلى هدفهم بكل قوة... وإن لم تنقذوني  قبل فوات الأوان فلن أقبل عزاء أو دموع أي منكم... ولن أنسى أبداً أنكم وقفتم موقف المتفرج.. وسأشتكيكم لربي, سأقول له يا رب رأوا ما بي ولكنهم تركوني حتى هدمني الصهاينة.

قلت له ماذا أفعل وأنا قليلة الحيلة؟

فأجابني قائلا:-

افعلي ما تقدرين عليه , أنا لا أطلب منكم أن ترتدوا لباس الحرب وتأتوا لقتالهم ولكن على الأقل افعلوا أي شيء من أجلي , قولي لشباب المسلمين اطردوا السلبية من حياتكم واعلموا أنكم قوة لا يستهان بها .. قولي لهم انشروا قضيتي في جميع أنحاء العالم ,,, وأوصلوا صرختي إلى المسئولين عن شئون المسلمين.. قولي لهم عليكم مساعدة المسجد الأقصى ,,, قولي لهم قفوا لليهود بالمرصاد , وأهم من هذا وذاك أخمدوا نار الفتن الموقدة بينكم.

 وفجأة استيقظت على صوت جرس التليفون لأجد دمعة تنحدر من عيني على حال هذا المسجد الحزين ... هذا المسجد الأسير.

وها أنا ذا أنفذ وصيته وأضم صوتي إلى صرخته وأقول ساعدوا المسجد الأقصى الكل على قدر استطاعته.

فهـــــــــــــــل مـــــــــــن مجــــــــــيــــــــب؟!!!

المصدر: http://www.factofarabs.net/RA.aspx?Id=28&TId=9

الحوار الخارجي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك