الإرهاب ليس له دين لكن لديه رجال يدعون الدين
صالح إبراهيم الطريقي
ما حدث في النرويج وتلك المجزرة التي راح ضحيتها مئات الأبرياء على يد رجل مضطرب نفسيا قرر أن يحقق العدل من منظوره هو فقتل كل من لاح أمامه، يجعلنا نتوقف كثيرا أمام مثل هذه الشخصيات التي هي أخطر من المجرمين.
فالقاتل المحترف أو السارق هو في النهاية يعرف أن ما يقوم به جريمة، وربما يؤنبه ضميره، بيد أن ذاك المضطر الذي يشبه أولئك الذين فجروا وقتلوا الأبرياء في السعودية، لن تؤنبهم ضمائرهم، فهم وبشكل ما يعتقدون أن ما قاموا به سيجدونه عند ربهم، وسيدخلون الجنة.
بمعنى أنه لا يمكن لضمائرهم أن تؤنبهم ولا للحظة على تلك الجرائم، فهم لا يرونها كذلك، بل يرونه عملا من المفترض أن يؤجروا عليه، وأن تكون مكافأتهم الجنة مع الأنبياء والقديسين.
يقول شيخ الأزهر على ما حدث في النرويج: «إن ما حدث يؤكد أن الإرهاب لا دين له ولا وطن»، وهذا كلام ضبابي وغير واضح، فكل من قام بمثل هذه العمليات الإرهابية، يؤكد أن ما قام به نصرة للدين.
إذن الدين تم إقحامه بشكل ما لقتل الناس دون أن يشعر القاتل بتأنيب الضمير، فمن أقحم الأديان في هذه الجرائم؟
لا يمكن معرفة أول رجل دين وظف الدين لقتل البشر، فالتاريخ البشري مليء بالحروب الدينية منذ القدم، وقبل ظهور الأديان السماوية الثلاثة، بيد أنه يمكن لنا معرفة أن كل دين تم توظيفه من بعض رجال الدين لحض بعض مريديه العدوانيين لإخراج شرورهم وقتل البشر باسم الدين.
لهذا كل ما يحتاجه سكان هذه الأرض، مطاردة رجال الدين الذين يبيحون دم الإنسان بسبب معتقده، يحتاجون أكثر تأمل دينهم بغض النظر عن معتقدهم، فهو يخبرهم أن الله عز وجل أعد الجنة للمؤمنين والنار للكفار، بمعنى أن محاسبة الإنسان على معتقده، أمر مرتبط بالخالق وليس برجل الدين.
http://www.okaz.com.sa/new/Issues/20...0726436258.htm
المصدر: http://al7ewar.net/forum/showthread.php?27056-%C7%E1%C5%D1%E5%C7%C8-%E1%...