المطلوب: «المتطرف» !!
أ. د. صالح عبدالعزيز الكريِّم
يبقى للإنسان أي إنسان حقه فيما يحفظ عليه كرامته وإنسانيته وخاصة عبادته وما يتصوره من معتقد وما يؤمن به من فكر وهو يتحمل ما يترتب عليه من أجر أو وزر يوم أن يلقى الله يوم القيامة، لكن أن يحمل ذلك التصور أو الفكر ضررا للآخرين وتمتد ناره لتحرق الوطن أو تمس عز أهله ووحدة صفه فذلك ما يجب الوقوف أمامه بحزم لأنه أصبح فكرا متطرفا مثل الفيروسات الضارة لا تفرق بين الأنسجة وأنواعها إنما تهاجم وتقتل وتدمر وتفجر محتوياتها الوراثية الضارة لتنتشر في جميع أنحاء الجسم فهي متطرفة ومطلوبة وتلاحق دوائيا وطبيا كما الفكر المتطرف المتوغل في عقل من يحمله فهو يقتل ويدمر ويهاجم دونما وعي في جميع أنحاء الوطن، لذلك وجب على الوطن أن يلاحق المتطرف وأن يكون في قائمة «المطلوبين»، لقد لاحقت القوة الأمنية في وطننا جميع أشكال الفكر المتطرف والمعتدي ودحرته بعدة وسائل، منها التوضيح والمناصحة، ومنها المحاكمة الشرعية والملاحقة القضائية، ومنها المتابعة الأمنية والرصد العسكري، ومن أجمل الأمور أن الوطن كله بجميع أطيافه وفئاته، وجميع أماكنه وأركانه، وجميع رجاله ونسائه، وجميع شعوبه وقبائله، الكل يعتبر المساس به خطا أحمر لاينفع معه إلا اعتراف المعتدي بخطئه وإعادته إلى صوابه ورشده، ومنذ عهد الملك عبدالعزيز إلى عهد الملك المبارك عبدالله بن عبدالعزيز، حفظه الله ذخرا لأمته ووطنه، والوطن في عز دينه مرفوع الرأس بدعم شعبه ومواطنيه الشرفاء الذين جعلوا حياتهم رهنا له وللدفاع عنه، وقبل ذلك كله وبعده يبقى أن يتسلح الجميع بالفكر المعتدل ويواجه أرباب الفكر الضلالي أي كان مصدره، وأن من أسوأ الأمور أن يجير أي ابن من أبناء الوطن ليكون يدا أجنبية بعد أن تغذت جميع خلايا جسمه ونفسه من خير هذه البلاد ولا أظن أحدا يجرؤ على مثل هذا التصرف إلا من كان غائبا وعيه أو مضللا أمره ولكن والحق يقال فإن أولياء أمورهم وأهليهم وذويهم أكثر حرصا على إعادتهم إلى الصواب والجادة.
http://www.okaz.com.sa/new/Issues/20...0115470195.htm
المصدر: http://al7ewar.net/forum/showthread.php?27799-%C7%E1%E3%D8%E1%E6%C8-%AB%...!!