زوجي لايفتح مجالا للحوار فهل أطلب الطلاق؟

د. محمد بن عبدالله الدويش

متزوجة ولدي طفلين والحمدلله وزوجي ملتزم كلما تحصل مشكلة بسيطة في البيت يطلع من البيت ويدهب الى المسجدولايفتح اي مجال للحوار بيننااو نقاش علما بأني ليس لي أهل هنا ويتيمة ألآب ولاأناس أثق فيهم كي يشاركوني في هذه المحنة ولا أريد أن أحرجه عند أصدقائه في حل مشاكلنا فماذا أفعل هل أشارك الكفار لحل مشاكلنا؟أوأطلب منه الطلاق لآتفادي المشاكل والفضائح .أفيدوني لو يوجد حل .. 

ما دام زوجك صالحا وملتزما فلا أرى أن تطلبي الطلاق بل اصبري عليه، خاصة أنك لست في بلاد المسلمين، ويجب أن تعلمي أن البديل في الغالب قد يكون أسوأ. وما أراه لك هو ما يلي: أولا: المشكلات والخلافات من طبيعة الحياة الزوجية، ولا يمكن أن تصل الحياة الزوجية إلى وضع مثالي في كل الأحوال. ثانيا: من طبيعة البشر القصور، وكل زوج لديه سلبيات، وكذا كل زوجة، وقد أرشدنا الله إلى ذلك فقال (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا). وأرشد النبي صلى الله عليه الزوجين إلى هذا المعنى فقال :" لَا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً، إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ، أَوْ قَالَ غَيْرَهُ ". رواه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. ثالثا: قد وقع مثل ما أشارت إليه السائلة ممن هم من خيار الناس، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْتَ فَاطِمَةَ فَلَمْ يَجِدْ عَلِيًّا فِي الْبَيْتِ، فَقَالَ:"أَيْنَ ابْنُ عَمِّكِ؟ قَالَتْ :كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ شَيْءٌ فَغَاضَبَنِي فَخَرَجَ فَلَمْ يَقِلْ عِنْدِي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِإِنْسَانٍ :"انْظُرْ أَيْنَ هُوَ؟" فَجَاءَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هُوَ فِي الْمَسْجِدِ رَاقِدٌ، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُضْطَجِعٌ قَدْ سَقَطَ رِدَاؤُهُ عَنْ شِقِّهِ وَأَصَابَهُ تُرَابٌ فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْسَحُهُ عَنْهُ وَيَقُولُ :"قُمْ أَبَا تُرَابٍ، قُمْ أَبَا تُرَابٍ". متفق عليه. رابعا: لا شك أن تعود الزوجين على جو الحوار أولى، لكن قد يكون هذا الأسلوب هو الأنسب في بعض المواقف، فحين يكون الزوج مغضبا، أو تكون الزوجة عنيفة الرد فلا يناسب حينئذ الحوار بل قد يؤدي إلى تفاقم الأحوال. خامسا: افتحي الحوار معه في أوقات الهدوء وبعيدا عن جو الخلاف، ويمكن أن تصلوا حينئذ إلى تفاهم مشترك، لكن لا بد من أن نتقبل وجود الخلاف، ولا ينبغي أن نسعى على جو المثالية. سادسا: لا يناسب إدخال الآخرين في المشكلة، بل غير المسلمين أولى ألا يتدخلوا بيننا. سابعا: إياك أن تطلبي الطلاق فزوجك صالح ومتدين –كما تذكرين- والبديل في الأغلب سيكون أسوأ، وخاصة أنك لست في بلاد المسلمين.

المصدر: http://www.almurabbi.com/DisplayItem.asp?ObjectID=8137&MenuID=2&TempID=4

الحوار الداخلي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك