التربية في ظل العولمة

أميرة أحمد عبيد

كيف يمكنني اربي ابني في ظل العولمة وانتشار الفضائيات والانترنت والمحافظة على القيم الاسلامية دون النفور من والديه سواء كان ذلك بنتا او ولدا وكيف ابني معه او معها الصداقة والعلاقة الصحيحة في ظل الظروف المختلفة التي من حولنا .

 

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله رب العالمين

جزاك الله خيرا على حرصك على تربية أبناءك على قيم التربية الإسلامية ،والحقيقة أن مد العولمة والانفتاح في وسائل الاتصال أصبح أحد أهم التحديات التي تواجه الأسرة المسلمة،ولما كانت الأسرة شبه عاجزة عن الانعزال عن هذه المتغيرات فإن واجبها التربوي أن تستفيد من التحدي في تدعيم جوانب التربية لدى الأبناء وذلك بتوظيف التحدي في تقوية الجانب الديني والفكري والأخلاقي...

فيتم تعزيز التربية الدينية من خلال غرس مبدأ الرقابة الذاتية ،وذلك بالحرص على توجيه عقول الأبناء وأفئدتهم إلى عظمة الله وواسع علمه وأنه لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء ،ثم غرس العزة بالدين منذ الصغر من خلال تعريف النشء بالتراث الإسلامي وتوعيته بأن تهميش وتغيب الفكر والحضارة الإسلامية هو تغيب لحاضر الأمة ومستقبلها،كما على الوالدين أن يحرصا على تحقيق التربية التعبدية بطريقة عملية.

وفي جانب البناء الفكري يسعى الوالدين إلى فتح باب الحوار والمناقشة الحرة ،والسماح للطفل بطرح ما يريد من أسئلة ليحصل على معرفة صادقة وحقيقية من والديه أفضل من أن يحصل على معلومات مزيفة من جهات أخرى،كما تحرص الأسرة على إكساب أبناءها مهارات التفكير النقدي والبرهان العقلي ،وفن البحث عن المسببات ،وحكمة إدراك النتائج والتبعات ،والقدرة على التمييز بين الغث والسمين،ودراسة الأفكار وتمحيصها وقياسها على الثوابت الإسلامية قبل قبولها والعمل بها، وتوعيتهم بأن دور المسلم الصادق ألا يرفض المدينة ولكن يرفض ما يمكن أن ينتج عنها من شرور،ويستفيد في ذات الوقت من خيرها وتعيد تشكيله بما ينفع الناس.

وفي جانب الأخلاق لابد من غرس القيم الأخلاقية في نفوس الأبناء من بداية نشأتهم وتعويدهم عليها وإلزامهم بها ،والحرص على أن يطّلع الأبناء ويتابعوا الآثار والتبعات التي خلفها الانحلال الأخلاقي والبعد عن الطريق القويم والاندفاع وراء الشهوات على المجتمع والفكر الغربي،ويخص جانب المرأة بمزيد من الرعاية والاهتمام والتوضيح.

ولا بد حقيقة من الاهتمام بشغل وقت الفراغ ومساعدة الأبناء على تكوين الصحبة الصالحة المعينة على الاستقامة.

وبعد تحقيق جميع ما سبق يظل على الوالدين مسؤولية كبيرة في متابعة الأبناء وفلترت المدخلات المختلفة إعلامية وغيرها ،والحرص على إيجاد البديل الإسلامي وترغيب الأبناء فيه.

وحتى تنجح الأسرة في ذلك لابد من بناء ومد جذور الصداقة والثقة مع الأبناء منذ الصغر بالاعتماد على:

1.     تحقيق الوالدين للقدوة في أنفسهم أولا،فلا يلزمون الأبناء بتطبيق شيء إلا وقد سبقوهم إليه.

2.     الحرص على  إعطاء الأبناء الوقت الكافي من الرعاية والاهتمام.

3.     العمل على إشباع الحاجات،وتقدير المواهب،وتقبل الأبناء.

4.     والاهتمام بجانب التعزيز والتشجع والمدح .

5.  إتباع طرق التوجيه التي تعتمد على الحوار والاستماع للآراء واحترامها،وتحقيق الطرق السوية للتربية والبعيدة عن القسوة وفرض الآراء أو التقريع والإهانة.

6.     تنوع الأساليب التربوية وعدم الاكتفاء بطريقة واحدة للتوجيه بل يتم التوجيه من خلال القصة وضرب الأمثال والسؤال...وغيرها.

7.     التغاضي والتغافل عن الأخطاء البسيطة التي لا تمس الدين والأخلاق.

8.     مصاحبتهم والحرص على اصطحابهم في قضاء الشؤون والزيارات ،وتعريف الآخرين عليهم بفخر وتقدير.

9.     الدعاء للأبناء بظاهر الغيب وأمامهم يزيد من الترابط العاطفي والثقة.

وأخيرا نوصي الآباء بالحرص على التعامل مع الأبناء بصبر وتقبل وإدراك ووعي ،وأن يحتسبوا الأجر في التربية.

المصدر: http://www.almurabbi.com/DisplayItem.asp?ObjectID=13225&MenuID=2&TempID=4

الأكثر مشاركة في الفيس بوك