رمضانيات: تسوية جميلة..!!

زينب إبراهيم الخضيري

    لا تعتبر القدوة أهم عنصر من عناصر التأثير على الآخرين، بل هي العنصر الوحيد (البرت شفايتزر). تصدرت صور المستشارة الالمانية السيدة انجيلا ميركل التلفاز والصحف وهي بين اعضاء المنتخب الالماني على ارض البرازيل تساندهم وتشجعهم وتفخر بهم، ومظهر الوحدة والوطنية يخيم على الصورة، فترى المجد متكورًا في محجر عيني ميركل، ونفاذ رؤيتها تتغلل فيك وقد توحد عندها شروق الترقب والاستقصاء والعمق، فالسيدة ميركل كانت متفوقة في دراستها ولا سيما في اللغة الروسية والرياضيات، وعملت في شبابها نادلة في حانة بينما كانت تدرس الفيزياء في ألمانيا الشرقية الشيوعية، وعندما انتقلت للعيش في برلين عملت في المركز الرئيسي للكيمياء الفيزيائية في أكاديمية العلوم في برلين، وبعد حصولها على درجة الدكتوراه، عملت في مجال فيزياء الكم. وفي أواخر الثمانينات، نما حسها السياسي وانضمت لحزب نهضة الديمقراطية، وبعد إجراء أول انتخابات حرة أصبحت وزيرة لشؤون المرأة والشباب (1994-1990) وبعدها صعدت لتصبح أمينة عامة لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي كأول امرأة تتولى مثل هذا المنصب، وفي عام 2005 تم الاتفاق على تشكيل حكومة ائتلاف تقودها ميركل لتصبح أول مستشارة لألمانيا حتى الآن، والسيدة ميركل هي قدوة للنساء بجميع انحاء العالم، ولكن لا يمكن ان تصل الى ما وصلت اليه والمجتمع ساخط عليها، والكيد ان المجتمع اعطاها الرصة المتكافئة مع أخيها الرجل لتصبح هكذا، وهذا التصالح السلس الجميل لوجود المرأة يدفعني لأتساءل كيف وصل العالم المتقدم الى عملية التسوية مع المرأة بهذه العظمة ؟ فالأكيد ان هناك الكثير من دعمها وآمن بقدرتها ورأيها وصواب قراراتها فلم يكن عملها فرديًا. ولكن عندما نتوجه نحو الشرق نجد أن حكاية المرأة لدينا هي حكاية الكفاح الفردي في الحياة وهي الأرهف مشاعر بعزيمة قوية، وهي ثروة موفورة لتموين المجتمع بالعطاء والتقدم، تحمل العطف الرحيب اليقظ في صدرها طوال الوقت، وتعطيلها هو شلل لكل اطراف المجتمع، نحن في عصر يجب ان نئد صور الماضي المتعلقة بالمرأة من اجل ان نعيش بسلام، لم اجد من يتحدث عن المستقبل وبنائه ومصير سكان العالم القادمين. كيف نمزق ما رثّ من العادات والتقاليد المتغلغلة في رؤوس الكثير ممن يعيشون بيننا ويحيلون كل شيء الى الشريعة، مع ان الشريعة سمحة (فلا ضرر ولا ضرار)، ووسط هذا الاصطخاب المفتعل تجاه المرأة، حيث يختلط الاخلاص بالتبجح، والعزّ بالهوان، وعسل تمجيد المرأة بسم التقليل من شأنها، متى تتم المصالحة والتسوية بين المرأة والمجتمع.

 

كَلِمَاتٌ مُعتّلةَ الآخِرْ:

زَرَعَتْ فَيش قَلبِهَا لَهُ أوَلَ قَوَامِ لِشَجَرِةِ الحُبْ فَسَقَاها الَماً وَرَحَلْ.

الصَمَتُ دَائِمَا جَمِيلٌ فَهَو يُعَلِمُنَا كَيِفَ نُرَتِبُ الكَلاَمْ .

مَنْ غَيِرُنَا يَسَمَعُ الصَدَى المُوحِشُ لِوَقعِ خُطَانَا عِندَمَا يَمُوتُ ضَمِيرُ الإنِسَانِ؟

بِعت مُسَلَمَاتِي فِيِ مَزَادٍ علَنِي، وَحَضَرَتْ شَمَسُ الأصِيِل فِي وَادِي الحُبْ دُونَ الإنِزلاَق فِي مُسَتنقَعَاتِ الَرَتاَبَةِ.

http://www.alriyadh.com/955693

أنواع أخرى: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك