اكتشاف المجهول

يوسف القبلان

    الذين يبحثون عن الأمان سوف يستمعون الى نصيحة تقول: (لا تمكث إلا في الأماكن التي تعهدها، ولا تتجول أبدا في مكان تجهله).

وهناك من يعتقد أن الانسان لو استمع الى هذه النصيحة لما نجح في الاكتشافات والاختراعات، وأن هذه النصيحة تمنع الانسان من تحقيق ذاته.

النصيحة الأولى تربط المجهول بالخطر أما الثانية فهي تشجع الانسان على ارتياد المجهول وتحفز على الفضول والاستطلاع، والاكتشاف والتجريب والمحاولات.

في عالم التعليم والتربية تؤدي الأساليب المتبعة في البيت والمدرسة الى التأثير في سمات الشخصية وفي القدرات والمهارات والعادات السلوكية.

في البيت العربي عاطفة قوية تقود الى قيود اجتماعية وفكرية يتم فرضهما على الأبناء بمبررات عاطفية واجتماعية مثل مبرر الخوف وهذا سبب قوي يجعل الأب يسيطر على وقت الابن وتفكيره وعاداته وصداقاته ورغباته الاجتماعية والعلمية والعملية.

بهذا النوع من التربية نضع الحواجز والعراقيل في طريق الأبناء وتكون النتيجة ضآلة فرص الابداع والابتكار والاكتشافات إذ لا يجتمع الخوف مع الاكتشاف.

وهنا يختلف تعليمنا عن الدول المتقدمة التي تتيح المجال للثقة بالنفس، وتعطي مساحة من الحرية لابراز الفروق الفردية مع الايمان بأن كل انسان لديه قدرات معينة اذا توفرت البيئة التي تكتشف هذه القدرات وتنميها.

فى بيوت أخرى تربية من نوع آخر، ليست هي الأمثل ولكنها تتضمن ايجابيات منها تعويد الطفل على الاعتماد على النفس، والمشاركة، والتعبير عن رأيه، والتعرف على حقوقه وواجباته، وفي المدرسة أساليب تركز على بناء الشخصية، واكتشاف القدرات وتعزيزها.

في البيت العربي يكبر الطفل ويظل طفلا فلا يستطيع أن يتخذ قرارا مستقلا من أي نوع دون الرجوع الى والديه وهذا يعني وجود خلط بين بر الوالدين وأساليب التربية.

بر الوالدين واجب ديني وعاطفي، أما التربية فلها متطلبات ومبادئ ومن هذه المبادئ على سبيل المثال توفير الظروف التى تنمي لدى الطفل الرغبة فى المشاركة، والقدرة على الحوار الموضوعي، واتخاذ القرارات.

أليس فى واقعنا آباء وأمهات لا يستطيعون قبول رأي للابن أو البنت مخالف لآرائهم ؟

وماذا عن المدرسة، هل يشجع المعلم الطالب على طرح الأسئلة وابداء رأيه الخاص في أي موضوع.؟ ، وهل تركز أساليب تقييم الطالب على قياس مهارة الحفظ أم مهارة التفكير؟

هل البيت العربي والمدرسة العربية يؤهلان الطفل لارتياد واكتشاف المجهول ؟

http://www.alriyadh.com/952928

الحوار الداخلي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك