كابوس عربي

محمد الطميحي

    غزة تحت القصف، مستقبل غامض للثورة السورية، تنظيم داعش على أعتاب بغداد، بينما يقترب الحوثيون من بوابات صنعاء.

لبنان بلا رئيس، ومصر مشغولة بأزمتها الاقتصادية ومواجهاتها الدائمة مع فلول الإخوان والتنظيمات المتطرفة.

انفرد البشير بالسلطة في الخرطوم فانفصل الجنوب وتداعت الولايات السودانية إلى المزيد من التقسيم، أزمة الصحراء الغربية تشتعل مجددا بين المغرب والجزائر، ليبيا تبحث عن الكرامة في بنغازي والجماعات المسلحة تحكم سيطرتها على البلاد.

في الكويت مساع لاحتواء الأزمة بين المعارضة والحكومة، والخلافات الخليجية تعود إلى الواجهة بعد إعلان الإمارات القبض على عناصر استخباراتية قطرية في تراجع عن تعهدات الدوحة بالعودة إلى صف الأشقاء لا بالبقاء مع (الإخوان).

حتى التحليلات الأكثر تشاؤما لم تتوقع هذه الحال العربية المريرة، فأي واقع هذا؟ وإلى أين تتجه بنا الأقدار؟

وعلى الرغم من سوداوية المشهد إلا أن هناك بارقة أمل تتمثل في التحالف الاستراتيجي بين دولة الإمارات والمملكة ومصر وهو التحالف الذي قد يشكل نواة لتكتل عربي مصغر يضم الأردن والمغرب والجزائر، وتلك الدول الست بما تملكه من موارد وإمكانات قادرة على إحداث الفرق إذا ما اتفقت الأهداف والتوجهات.

وحتى ذلك الحين.. لابد من تجاهل غطرسة المالكي والوقوف مع العراق بسنته وشيعته وكرده في مواجهة ما أصبح يعرف بالدولة الإسلامية وأميرها البغدادي حتى لا تتاح الفرصة أمام المزيد من التدخلات الإيرانية.

في سورية.. على المعارضة أن تتجاوز خلافاتها للحفاظ على ما تبقى تحت سيطرتها من مناطق، وعلى حلفائها تجاوز العقبات الدولية وإمدادها حالا ًبالسلاح فعناصر المواجهة وخريطة التحالفات لم تعد خافية على أحد.

في اليمن.. يتطلب الوضع الأمني المتدهور وجود قوات عربية شبيهة بدرع الجزيرة للحيلولة دون سقوط صنعاء في يد الحوثيين الذين لا يقل خطرهم عن القاعدة وداعش؟

وقبل ذلك كله لابد من وقفة مشرفة مع غزة من خلال فتح معبر رفح أمام المساعدات الإنسانية بعيدا عن الخلافات المصرية مع حماس، والتهديد بالانسحاب من عملية السلام ومن المنظمات الدولية التي وقفت عاجزة عن إنقاذ الشعب الفلسطيني المغلوب على أمره، بانتظار أن يكون للعرب قوة رادعة في مواجهة الآلة العسكرية الإسرائيلية.

في الأخير هناك أمل في وطن عربي واحد ولا بديل عن ذلك، فمجرد اليأس وإقفال الحدود أمام الأشقاء قد يقودان إلى (سايكس - بيكو) جديدة في منطقة لا تحتمل المزيد من التقسيم.

http://www.alriyadh.com/952187

الحوار الداخلي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك