عصر تواصل الصراع

تركي عبدالله السديري

    تداول أحداث العراق الراهنة على أنها مفاجأة محاصرة من فئات نظمت مؤخراً باعتبارها فئة إسلامية تختلف عن فئات أخرى حيث واقع العالم العربي الآن بصفة عامة وبالذات في العراق وسوريا أصبحت تختلق قدرات لم يعد خلافها مع أي وجود غير عربي خارج حدودها وإنما أصبحت تمارس الخلافات المتتابعة داخل حدودها..

هناك ملاحظة مهمة ذات علاقة بهذا الواقع وهي أن التدني السائد في مواقع عربية معينة لم يكن وليد اليوم، ولم يكن استمرارا لطموحات بقدر ما هو استمرار لفرض تجزؤات متوالية لأي تقارب في دول عربية معينة بظروف هذا الواقع المؤلم..

ما كان يمكن أن يحدث في العراق ما هو واقع تمزق مشهود وأن يأتي احتمال تدخل دولي لإعادة العراق إلى حكمه المتمزق تماماً في هذا الوقت لولا أنه أساساً سبق أن تم تأهيل العراق منذ إسقاط حكم صدام حسين الذي كان شجاعا جريئا أمام إيران وأحمق غير أخلاقي حين اتجه إلى الكويت.. نعرف أن ذلك النظام تم إسقاطه بعنف مذهل بعد نهاية حكم الرئيس الأمريكي الذي حرر الكويت ثم أتى بعده من قضى على حياة صدام حسين وتحول الحكم إلى خصوصية مذهبية فتح معها دروب الاختلاف مع كل واقع عربي.. مقارنة خيالية.. غير معقولة أن تضع معلوماتك القديمة.. ليس كثيراً ربما قبل ستين عاماً فيما كان عليه العراق من ازدهار أمن وعلوم وثقافة ثم تقارن ذلك بما أصبح عليه ليس الآن، ولكن عبر مرحلة التمهيد للضياع في سنوات سابقة ليست بالقليلة حيث تعتبر البداية منذ إسقاط النظام الملكي العراقي بأسلوب همجي ووحشي.. البداية ثم الاستمرار..

في العراق بالذات البلد الرائع في ذاكرتنا ومتعدد الكفاءات في ماضيه الذي نجد أنفسنا أمامه الآن ونحن لا ندري كيف أمكن أن يكون تقاربه مع إيران أفضل ما هو الحال مع أي بلد عربي آخر وأن يكون اتصال واقعه الأمني بجزالة مع ما هو قريب في إيران أو بعيد في أمريكا دون وجود لأي جانب عربي.. علماً أن هناك جانبا إيجابيا في الوجود العراقي الراهن عبر الصراعات لعقليات عراقية واعية ورافضة للتوجه نحو طائفية خاصة أو دولة أجنبية خاصة.. لكن كيف سيصلون؟..

http://www.alriyadh.com/944805

الحوار الخارجي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك