الصفات العشر في تمييز الفاشلين!

د. فايز بن عبدالله الشهري

    أتاني محتجّاً يسأل كيف لم يجد في المكتبة كتباً تحدّد له العلامات التي يُعرف بها الإنسان الفاشل من غيره. وتابع تساؤله مؤكدا انه وجد كتبا كثيرة تسرد وتفصّل في مواضيع النجاح والناجحين ولكن "خصومه" الفاشلين – على حد قوله - لم يجد عنهم كتابا نافعا. قلت له: الأمر بسيط ..أنت لو عكست صفات النجاح بطريقة سلبيّة لوجدتها سمات أولئك الذين تبحث في شؤونهم. ولكن لأنك "المدير الجديد" والصديق القديم فخذ يا صاحبي خلاصة التأمل في ابرز صفات عشر اختص بها الفاشلون وحدهم واتسموا بها عن بقيّة الخلق:

الصفة الأولى: أن الفاشلين يرون في كل ناجح من حولهم تهديدا لتبلدّهم وخيبتهم، فتراهم يتناوبون بنشاط عجيب للتنقيب في سلبيات الناجحين ونشر الشائعات حولهم، فإن لم يجدوا ما يعيبونهم به اختلقوا القصص المحبوكة وروجوها بلذة واستمتاع.

الصفة الثانية: أن الفاشلين يتميزون بمهارة التبرير وسك الأعذار في تفسير أسباب بقائهم في الصفوف الخلفيّة لمجتمعاتهم، وإذا قلت لأحدهم ها هو زميلك العالم "فلان" أو رجل الأعمال "علاّن" اخرج سلّة التبريرات التي تبدأ منذ كان فتيّا حين قمع مدير المدرسة الابتدائيّة طموحه.

الصفة الثالثة: أنّك لن تجد في حياة من يحملون الصفتين السابقتين ممن استحقوا لقب "الفاشلين" أيّة إنجازات حقيقيّة في الميادين الأساسيّة التي يتشارك فيها اغلب الناس مثل التنافس على مقاعد الدراسة أو تحسين فرص كسب العيش أو حتى في مجال الخدمة الاجتماعيّة والنفع العام التي لا تتطلب سوى نفس كريمة وروح نقيّة.

الصفة الرابعة: أنّك حينما تحاور المرء الفاشل عن قصص النجاح وتذكر أسماء الناجحين ومجالات التميّز يحدّثك باستفاضة عن عيوب نماذجك التي تتبعها وأحصاها جيدا وكأنه لا يعرف بأن النقص سمة بشرّيّة والكمال صفة ربانيّة. وحين تستشهد بنماذج عصاميّة يعرفها يجيبك بشكل "أتوماتيكي" "يا رجال صدفة".

الصفة الخامسة: يمكنك أن تميز الفاشل بخاصيّة المراوغة والتهرّب من المسؤوليّة وإن أوكلت إليه مهمّة محدّدة فتجده يبتدع ويتفنن في رسم دوائر الروتين واصطناع المعوقات لأنه لا يملك رؤية واضحة لدوره وما هو مسؤول عنه.

الصفة السادسة: تأكد أنّك لن تجد فاشلا كريم الطبع سخي اليد واللسان ولهذا تجد الفاشل في أعماله وسلوكه يميل إلى التعصّب في الرأي والتشدّد في المعاملات والتحامل على من يخالفه.

الصفة السابعة: لا يطيق الفاشل المشاريع والمبادرات المبنيّة على المنافسة والتحدي مع أقرانه، ويمقت المبادرين ويسعى لتعطيل برامج التطوير والإبداع فإن لم ينجح لجأ إلى زوايا التبرّم والشكوى والتأليب على كل مجدّد وجديد في أساليب الحياة والإدارة.

الصفة الثامنة: لا يمتلك الفاشل الثقة فيما يقول ولا يحتفظ برأي ثابت حول المواقف المبدئيّة في عمله وعلاقاته ويغلب عليه التردد في القرار والتذبذب في المواقف.

الصفة التاسعة: يتسم الفاشلون بالنمطيّة في التعامل والاتصال ويتصفون بعدم القدرة على التكيّف مع بيئات وفرق العمل الجديدة.

الصفة العاشرة: الفاشلون لا يعلمون (نعم لا يعلمون) أنهم فاشلون فهم في غيهم سادرون، وحولهم مستثمرون مشجعون يزينون لهم كل عمل حتى يحفظوا من خلالهم مصالحهم الكبيرة والصغيرة.

* مسارات..

قال ومضى: "أشهد لك بالإبداع في تبرير اقتراف كل ما يحذّر منه المبدعون".

http://www.alriyadh.com/944679

الحوار الداخلي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك