علامة الصليب المعقوف
إن الصعوبة الرئيسية التي تُقلق المجتمع المفتوح، هو الإرهاب والعنصرية، وتعتبر معضلة من حيث التوازن السياسي، واستقرار الدولة، حيث إن الطبقات المختلفة تنحاز إلى بعضها البعض، وتنبذ الآخر، وتفرض قيوداً قاسية للغاية، ومن أجل ذلك فإنها تقصد الانهماك الكامل في إشاعة الوحشية والتوتر والبلبلة.
وعبرت المستشارة الألمانية "انجيلا ميركل" في عدة مناسبات عن آرائها، في فترة عملها الثالثة، وبالتحديد في أكتوبر 2010 (قالت: إن تجربة التعددية الحضارية فشلت فشلًا ذريعاً في ألمانيا. وقالت لاحقًا في مؤتمر لحزبها إنها تأخذ على محمل الجد الجدل الدائر حول الإسلام والهجرة، وقالت "إننا لا نعاني من وفرة في الإسلام، بل نعاني من قلة في المسيحية، لا توجد في ألمانيا حاليًا نقاشات جدية حول الرؤية المسيحية للإنسانية (وعلى الرغم من عدم اكتمال الحقيقة بشكل كامل عن العنصرية التي بدأت تنتشر في أوروبا، إلا أن شارة النازية لازالت تُرسم على الجدران، حيث تناقلت وسائل الإعلام الغربية، وبالتحديد (ذكرت وكالة الأنباء السُويدية، أن الجماعات النازية في ستوكهولم، رسمت علامة الصليب المعقوف الذي يرمز إلى النازية، على جدران كنيسة تعود الى الأرثوذكس الإرتيريين، في منطقة هاكسترا، جنوب العاصمة ستوكهولم صباح الأحد، بعد أيام قليلة من رسمها على جامع في المدينة نفسها).
في حضرة المؤسسات الحكومية، وهذا عرض يعبر عن إحساس ضعف للطبقة المسيطرة، وتمرد للجماعات المتفرقة والمختلفة، وتراكم الأخطار الطائفية وتنظيمات تحرض الجماعات على احتراف القتل والتصفية في الشوارع، والتي تستهدف المهاجرين غير الشرعيين والأقليات المسلمة.
إننا بصدد جزء من نظرية المجتمع المدني والذي أظهر عبر السطوة الاجتماعية، حقيقة القبلية، والسيادة الكاملة لها، وطرح بالمقابل أيضا على أرض الواقع تصنيف طبقي يدعو لخنق التعاليم الدينية والتربوية، ويفرض نماذج مختلفة تستند إلى مبادئ غيرت مفهوم الثقافة العامة ككل، ما جعلها على النقيض في كل شيء، تمارس الرقة والوحشية بدعوى العدالة الاجتماعية.
ومن المحتمل أن ينتقل الناس من الخصوصية القبلية إلى فضاء أرحب، وحياة متوفرة بجميع خواصها تمهد إلى ارتباط وثيق بالإنسانية، كما تأصلت حضارة الغرب مع الإغريق، فكانت تتماثل في الشأن القبلي الذي تكوّن من عدة جماعات صغيرة تسكن مستوطنات محصنة، تحكمهم أسر ارستقراطية أو رئيس القبيلة، مع وجود الفروق والعادات، إلى أن تغيرت النظم والقوانين القبلية، مع الاختلافات والمستجدات، ولكن بقي بعض من تلك التبعية، ما لبثت أن عادت، تفتك بالإنسانية، لذلك ينبغي الفصل بين الضحايا والمشتبه بهم، لمنع الصراع والتشنج، وإعطاء دور كبير للمسؤولية السياسية، التي تنظم الوعي، وتحقق الموضوعية بين المجتمعات، وبالتالي يصبح النظام الاجتماعي والأخلاقي طابعاً سائداً في الوسط الإنساني.
وهذا هو المؤشر الذي صنّف العالم من الأول إلى الثالث، وقدمه بناء على تطوره ودخله القومي وتعليمه، وتُرك كثير قيد الكتمان، ان التركيز على تلك الجزئية في الدول الكبرى مثل ألمانيا وبريطانيا وفرنسا والسويد وغيرها من الدول المتقدمة، لمن الدلالات المتعلقة بالبنية العميقة غير الموضوعية.التي منحت حيزاً من مساحاتها للأحزاب المتشددة في كل بلد وأوجدت لهم أصواتاً مسموعة.