اليهود أسياد كوكب الأرض بلا منازع

نوري خزعل صبري الدهلكي

 

سيطرة اليهود على القرار السياسي في العالم                    

 

الجزء الاول :  المراحل التي مر بها  اليهود ليسيطروا فيها على القرار السياسي في العالم         

اولا : مراحل نشوء دولة اسرائيل                                                                         

من خلال قراءة التاريخ المعاصر والاحداث التي مرت بها البشرية نلاحظ ان احداثا جساما تمر على البشرية كل 20 او 10 اعوام , يتم فيها تغيير الخارطة السياسية للعالم , فعندما سيطر اليهود على مراكز القرار السياسي في اوربا اشتعلت الحرب العالمية الاولى عام 1914 - 1918 خسر العالم من جرائها مايقارب ال 10 ملايين قتيل  و 22 مليون جريح و 8 ملايين مفقود  .

وفي الحرب العالمية الثانية  التي بدأت في الاول من سبتمبر 1939لغاية الثاني من سبتمبر 1945, كانت خسائر الانسانية تفوق الخيال , اكبر كارثة انسانية منذ فجر التاريخ وكلفت البشرية 54 مليون قتيل خسر فيها الاتحاد السوفيتي قرابة 25 مليون قتيل والصين قرابة 8 ملايين , المانيا  6 ملايين وبولندا 6 ملايين قتيل .   

تركت الحرب عشرات الملايين من الجرحى والمعاقين والمشوهين من جميع الاعمار , الولايات المتحدة الامريكية قامت بأغتيال ذري لشعب اليابان في ضربها لهيروشيما بأول قنبلة ذرية حيث امر الرئيس ترومان في 3 – اب – 1945 باستخدام القنبلتين الذريتين – الولد الصغير والرجل السمين – وفي السادس من اب انطلق سرب من 3 طائرات بقودها الكولونيل بول جيروم وكانت طائرته تحمل القنبلة – الولد الصغير – والتي كان وزنها 4080 كغم , القيت  في تمام الساعة  ال 8  و 8 دقائق و 17 ثانية على هيروشيما وفي ثوان قليلة احترق الالاف من الناس ورافق الحرائق ريح بسرعة 1200 كم بالساعة وبلغ مجموع ضحايا القنبلة  78150  قتيلا و 9274 جريحا واكثر من 20 الف جندي واصيب اكثر من 70 الف ياباني بحروق وتشوهات تسبب في موتهم فيما بعد  .   

وفي ال 9 من اب – 1945 وفي تمام الساعة ال 11 صباحا القيت القنبلة الثانية – الرجل السمين – على ناكازاكي وبلغت الخسائر فيها 73884 قتيلا و 60 الف جريحا . 

هذه حصيلة ما خسرته البشرية في الحربين العالميتين , حيث خسر الجميع , الا اليهود فقد كانوا هم الفائزون منها , فكيف كان ذلك :

في الحرب العالمية الاولى استفاد اليهود من تدمير الامبراطورية العثمانية التي كانت حائلا بينهم وبين حصولهم على فلسطين , حيث عرض اليهود على السلطان عبد الحميد الثاني – تولى الخلافة في 31 اب 1876وخلع بانقلاب في 27 نيسان 1909 – عرض عليه اليهود تسديد كل ديون الامبراطورية العثمانية وتحديث جيشها واسناد اقتصادها مقابل ان يتنازل عن فلسطين لهم , الا انه رفض ذلك وكانت النتيجة عزله ومن بعدها انهاء الامبراطورية العثمانية واسناد بريطانيا بدلا عنها .

ومن ثمارها انهم حصلوا على وعد بلفور في 2 – تشرين الثاني – 1917 م  وكان الرئيس الامريكي ولسن قد اطلع على نص التصريح قبل اعلانه ووافق عليه ببرقية ارسلت الى وزارة خارجية بريطانيا في 16 – ت1 – 1917 م وقال ويلسن في بيان للشعب الامريكي – انا مقتنع بأن اهم الحلفاء بالاتفاق التام مع حكومتنا وشعبنا , قد اتفقوا ان في فلسطين سترسي اسس كومنولث يهودي , وذكر الكاتب اليهودي لندمن ان الولايات المتحدة الامريكية لم تدخل الحرب العالمية الاولى الا بعد ان تأكدت ان وعد بلفور سيكون ثمنا لمشاركتها  .                                                              

وفي العام 1919 زار فلسطين القاضي الامريكي – لويس برندس – وهو صديق الرئيس الامريكي ولسن وصرح مخاطبا القائد البريطاني -  يجب ان لا تنسى ان اعمالك يجب ان تكون مستمدة من تعهد حكومتك بأنشاء وطن قومي لليهود – وكان لويس هذا مستشارا للرئيس ولسن الذي لم يكن يخالف مستشاره الراي ودلت احداث التاريخ ان اليهود كانوا يحيطون برؤساء امريكا من يمين وشمال .

في 20 ايلول 1920 وقع الرئيس الامريكي هاردن الذي خلف ولسن قرار الكونكرس بتهويد فلسطين وتحويل فلسطين الى دولة يهودية واجلاء العرب عنها .

لم يكن الموقف الامريكي حديث عهد بل هو امتداد لسياستها منذ القرن التاسع عشر وهو نتاج لتحالف سابق مع الصهيونية لتحطيم الخلافة العثمانية ففي عام 1818 م كان – مستر نوح – قنصل امريكا في تونس يخطب في حفل افتتاح احد معابد اليهود قائلا : ان القضاء على السيطرة التركية في اوربا سيترتب عليه تحرير اليهود وسيكون باستطاعتهم السير مرة اخرى لامتلاك سوريا .

اما استفادة اليهود من الحرب العالمية الثانية فكانت كسب اليهود لقرارات انشاء دولتهم اسرائيل وتقسيم فلسطين  , ففي يوم 29 – ت2 – 1947 م فاز اقتراح تقسيم فلسطين بأغلبية 33 صوتا ضد 13 صوت 

كان ممثلوا الدول العربية مطمئنين الى ان المشروع لن ينل اغلبية الثلثين لكن اليهود ومن ورائهم الولايات المتحدة بذلوا قصارى جهدهم فتمكنوا من تغيير موقف هاييتي وليبريا وسيام فوقفوا الى جانب مشروع التقسيم فقال مندوب هاييتي والدمع في عينيه انه يعارض التقسيم لكنه لايسعه الا ان ينفذ اوامر حكومته ورفض الرشوة التي قدمها له اليهود 40 الف دولار , اما سيام فقد اضطرت لتبديل مندوبها المعارض للتقسيم باخر مؤيد له , اما ليبريا فقد اضطرت لتأييد القرار نزولا عند رغبة تجار المطاط الذي يعتبر الايراد  الرئيسي للبلاد وانصاعوا لضغوط شركة فايرستون العالمية والمؤيدة لليهود .وكان موقف الفلبين ان مندوبها الذي وعد بمعارضة القرار هرب حتى لا ينقض وعده الذي قطعه بمعارضة القرار .

عندما اشتدت معارضة العرب لقرار التقسيم في الجمعية العامة للامم المتحدة تقدمت الولايات المتحدة المنحازة اصلا بتسوية تبنى على اقتطاع قسم من اراضي النقب بما فيها العقبة وضمه الى اراضي الدولة العربية المقترحة , يقول الدكتور وايزمن عندها اصبت بالفزع وسافرت الى واشنطن حيث استقبلني ترومان يوم الاربعاء 19 – ت2 – 1947 وقلت للرئيس اذا كان لابد من تقسيم النقب فيجب ان يقسم على اساس عمودي , ينال كل من العرب واليهود جزءا من الاراضي الخصبة وجزءا من الصحراء ولكن العقبة لابد ان تكون يهودية , فأمر ترومان ان تكون النقب كلها لنا .

عندما اصدرت الامم المتحدة في 29 – ت2 – 1947 قرارها بتقسيم فلسطين بقرار يحمل الرقم 181 , اعلنت بريطانيا انها ستنسحب من فلسطين في 15 – ايار – 1948 واعلنت جامعة الدول العربية قرارا انها ستدخل جيوشها فورا قبل نهاية الانتداب .

اعلن اليهود قيام دولتهم في 15 أيار 1948 وسرعان ما اعترف الرئيس الامريكي ترومان بهذه الدولة وزحفت الجيوش العربية على فلسطين لتواجه جماعات يهودية نظمتها وسلحتها بريطانيا وامريكا .

كان الاتفاق ان يبدأ زحف الجيوش العربية في مساء  يوم 15 أيار 1948 لتلقي جيوش سوريا ولبنان والعراق والاردن لدى العفولة وسط فلسطين ثم تواصل زحفها لتصل الساحل الفلسطيني وأن يزحف الجيش المصري نحو عسقلان و غزة و المجدل ليلتقي مع الجيوش العربية .

تولى القيادة العامة للجيش العربي الملك عبد الله ملك الاردن فيما تولى رئاسة اركان الجيش الفريق كلوب البريطاني يعاونه في قيادة الجيش 48 ضابطا بريطانيا يحملون رتبا في الجيش الاردني ويحتلون مناصب قادة فرق , فكان هذا القائد البريطاني يقود الجيش العربي ليقيم دولة يهودية بطريقة تضمن هزيمة الجيش العربي امام اليهود فنفذ القادة الانكليز الذين يقودون الجيش العربي العمليات الحربية بطريقة تضمن الهزيمة .

وحين تدخل الملك عبد الله وحاول ان يفعل شيئا واتصل بالقائد عبد الله التل قائلا : فين مدافع العراقيين , .... , انا ارسلتها تحت امرتك هيا ادب بها اليهود , اجابه التل بان المدفعية العراقية تحت امرة الزعيم  نورمان لاش قائد الفرقة الاولى التي زحفت الى فلسطين وان لاش رفض استخدام المدفعية لان امريكا تدخلت وبريطانيا توسطت .

اذا كانت الحالة بهذا الشكل , انكليز يعملون على قيام دولة لليهود وفي نفس الوقت هم نفسهم يقودون الجيوش العربية فكيف يمكن ان تكون شكل المعركة , قطع شطرنج يحركها لاعب واحد , دمروا جيش العرب , فحدثت النكبة وقامت دولة اسرائيل .

 

 

ثانيا : الخطط العشرية التي سيطر بها اليهود على العالم 

نعم هناك خطط عشرية ينفذ على اساسها اليهود خططهم على مستوى العالم كله , ليس من حقي ولا من قابليتي الفكرية ان اتهم اليهود بأنهم سبب قيام الحربين العالميتين الاولى والثانية  , قد يكونون هم المسبب لها باعتبارهم يملكون ثروات العالم ولهم نفوذهم المالي والسياسي على مقدرات الدول  , او انهم استغلوا الفرصة حين اشتعلت هذه الحروب وأججوها بما ينفذ اهدافهم , او انهم ركبوا الموجة مستفيدين مما حصل , استفاد اليهود كما رأينا من الحربين العالميتين فجمعوا كل ثروات العالم والذهب بأيديهم كما تطرقنا لذلك في مباحثنا الاولى وأسسوا دولتهم التي دفع ثمنها الكثير من الارواح عبر العالم .

نعم فهناك خطة عشرية تخضع لها منطقتنا ويتم تغيير السيناريو كل عشرة سنوات ليكتمل فيها تنفيذ الخطة المرسومة والتي يقوم بتنفيذها بيادق لاحول لها ولا قوة غير تنفيذ ما يؤمرون بتنفيذه , فقد قامت الماسونية العالمية بأنشاء احزاب قومية في منطقتنا لتحارب بها الدولة الاسلامية العثمانية فقاموا بتدمير الامبراطورية العثمانية بالاحزاب القومية التي ساعدت القوة العسكريةالغربية في تدمير الامبراطورية العثمانية .

وبهذه الاحزاب القومية فتتوا الوطن العربي وقسموه الى دول متناحرة متضاربة يحارب بعضها بعضا فدمروا الحلم العربي بأقامة الدولة العربية الواحدة والتي لو قدر لها ان تقوم لكانت قوة اقتصادية هائلة في منطقة الشرق الاوسط . 

 

ما حدث ويحدث في العراق والشرق الاوسط ,  ليس بأرادة حزب سياسي او مجموعة سياسيين جهلة , بل هو مرحلة من المراحل التي خططت لها الماسونية العالمية ان تمر بها المنطقة  وفق خطط عشرية تم ترتيبها بأتقان وما على كل رئيس تولى زمام الحكم الا ان ينفذ برنامج الخطة بحذافيرها وفق ما رسموه له , وهذا ينطبق  على كل رؤساء الشرق الاوسط .

ولنأخذ العراق مثالا ولنا ان نعمم على بقية الدول العربية على نفس هذا القياس  :

قامت ثورة 14 تموز في العراق عام 1958 بعد اول عشر سنوات من قيام اسرائيل  ,  وكان السبب الذي مهدت له الماسونية هو لضرب التقارب ولضرب مشروع الوحدة في اقامة مملكة هاشمية عراقية اردنية – الاتحاد الهاشمي - تنضم اليها الكويت الغنية بالنفط والتي اقتطعت من العراق , فلو قدر لهذا الاتحاد ان يرى الوجود  والذي سعى المرحوم نوري باشا السعيد لاقامته لشكلت قوة اقتصادية كبيرة وهددت امن اسرائيل فكانت النتيجة دمار المشروع ومقتل السعيد .

 

وبعد 10 سنوات , في 17 تموز 1968 جاء الانقلاب البعثي وسيطر الفكر القومي الذي كان يقوده المستشرق ميشيل عفلق والذي يعتبر من اخطر المستشرقين في التاريخ الحديث , قام بتدمير القومية العربية بأسم القومية , وبعد 10 سنين اخرى قاد صدام حسين انقلابا اخر ضد البكر في اواخر عام 1979 ليشعل حربا ضروسا بين العراق وايران قام خلالها بتدمير القدرة الاقتصادية والعسكرية للعراق وايران على حد سواء خادما بذلك مخططات الماسونية كلاهما ساعد بتنفيذ ذلك صدام والخميني على حد سواء .

 

وبعد 10 سنوات اخرى من الحرب التي اشتعلت في العام 1980 قام صدام بمغامرة اخرى مدفوعة الثمن حين قام بغزو الكويت في اغسطس - اب – 1990 ليدفع العراق نتيجنها سنوات ثقال من الحصار والحروب المتتالية انهكت العراق واقتصاده ومجتمعه .

 

وبعد عشرة اعوام اخرى ويزيد من السنين عليها قليلا في عام 2003 قامت الولايات المتحدة بأحتلال العراق وتدميره كاملا عبر تسليم السلطة لأحزاب اسلامية قامت بتنفيذ الصفحة العشرية الاخرى من المخطط الماسوني على العراق والمنطقة وبمساعدة ايران والسعودية على دعم الاحزاب الدينية المتنافسة.

 

والان وبعد ان اكتملت العشر الاواخر من هذه المرحلة اي بعد مرور 10 سنوات على احتلال العراق بدأت الان المرحلة الاخطر التي سيدخلها العراق والتي تعتبر المرحلة الاخيرة لما مهدت له الماسونية العالمية والتي ستقوم بتفجير الحرب الاهلية وستساعد على اشعال نار الفتنة وستكون العشر سنوات هذه هي مرحلة تنفيذ سيناريو التدمير الكامل لبنية المجتمع والاقتصاد العراقي بالكامل .

 

جاء الان  دور الاحزاب الدينية الحالية ليدمروا بها الفكر القومي ولينتهي والى الابد هذا الحلم , فكان الصراع الديني بين الاحزاب الاسلامية التناحرة المتصارعة حد الاقتتال الدموي , احزاب اسلامية سنية وشيعية جميعا صناعة ماسونية قامت بتدمير مقدرات الوطن الواحد وجعلتها دول مدمرة اقتصاديا وامنيا وبمهزلة سياسية شيطانية جعلونا نكره الدين ورجال الدين بل ونكره الانتماء الوطني .

 

لم يأتي هذا بمحض صدفة او تصارع اعتيادي على السلطة والاصطفافات المذهبية والعرقية والدينية , بل جاء نتيجة جهود كبيرة زرع فيها اليهود بذور الاحزاب الدينية التي تدعي الاسلام والاسلام منها براء وجاء الان وقت استخدامها لتنفذ ما مرسوم لها لتدمير الدول والمجتمعات الاسلامية على حد سواء .

 

ومع المشاكل التي رافقت وسترافق الانتخابات في العراق وما سيحدث في مرحلة ما بعد الانتخابات ستكون فتيلة اشعال الحرب الاهلية جاهزة لتفجير القنبلة الطائفية والتي ستفجر ليس العراق فقط بل كل المنطقة بما فيها ايران والسعودية وتركيا ومنطقة الخليج بالكامل ليسدل الستار بعدها على اكبر سيناريو فلم تم انتاجه في المنطقة وبأخراج ماسوني ابطاله كانوا كل الرؤساء الدمى الذين مروا على العراق وعلى الدول المحيطة به .

 

حقيقة ان الاحزاب الاسلامية اشد خطرا علينا من الامريكان واسرائيل , بحيث لو ان دولنا عقدت احلافا اقتصادية او مجموعات اقتصادية تضم دولنا واسرائيل لكان الامر ارحم بنا من وقوعنا فريسة لاحزاب اسلامية جاهلة دمرت دولنا  ومجتمعاتنا واعادتنا قرونا الى الوراء بحجة تطبيق الشريعة الاسلامية والتي لا يفقهون منها الا قشورها وحسب , فلماذا اقول ان الاحزاب الاسلامية لكل المذاهب هي اشد خطرا على مجتمعاتنا من الامريكان واسرائيل  :

 

ان الامبريالزم هو نتاج اندماج الراسمالية في اعلى درجاتها مع قوة السلطة فتكون السلطة بكل مقوماتها خادمة ومنفذة لاوامر الراسمالية في السيطرة على العالم اما الاسلاميالزم 

فهو نتاج اندماج الفكر الاسلامي المتطرف مع سلطة الدولة مضافا لها قوة المال المتاح لديهم فينتج من ذلك قوة غاشمة لا احد باستطاعته الوقوف بوجهها لانهم اسهل ما يوصمون به معارضيهم هو الكفر وانهم ممثلوا الله سبحانه والمدافعين عن دينه  

عندما ظهر النبي محمد صلوات الله عليه ودعا للاسلام , ما كان اعتراض قادة قريش لانه اراد ان يجعل الالهة الها واحدا فما الذي يغيض ابو لهب وغيره ان كان الله احدا او كان عشرات بل الذي كان يقلقهم هو القوة التي سيفقدونها بهذا والاصنام التي ستتوقف عبادتها في مراكزهم التجارية فحاربوا الاسلام ,

اوربا في القرون الوسطى تخلصت من سلطة الكنيسة عند ظهور الدول القوية وكان من نتاجها ظهور الثورة الصناعية والتي التي نقطف ثمارها الان , حدث ذلك عندما تخلصوا من الخرافات ومحاكم التفتيش التي كان يقطع بها رجال الكنيسة رؤوس  معارضيهم بتهمة مخالفة اوامر الرب 

ااالراسمالية  اكثر فائدة  لنا لان الصراع بين راس المال يتطلب التنافس بين اصحاب رؤوس الاموال وبالتالي نشوء صناعات  وخدمات تقدم لكسب المزيد من الارباح   

اما في في حالة  سيطرة طبقة رجال الدين المتاجرين بعقول الناس فانهم لايحتاجون الى التنافس في انشاء مصانع وتقديم خدمات ليحصلوا على مردود  

كل  ما يحتاجون  اليه هو المزيد من المزارات والتكايا ومناسبات دينية مفتعلة لكسب المزيد من الاموال وهذا امر لا  يحتاج  الى استثمارات بل مردود مالي ضخم دون تقديم سلعة او خدمة وعلى ذلك تبقى البلدان تتراجع وتعم فيها ا البطالة  والجهل لان هذا هو راس المال الذي عليهم الاعتماد عليه ,  الجهل ومزيد من الجهل لغرض نشر افكارهم  وسيطرتهم وبالتالي المزيد من الواردات المالية والنفوذ الذي لن يقف بوجهه احد 

ان سيطرة اسرائيل وامريكا على العالم سيؤدي في اقل الاحوال الى انشاء صناعات وخدمات قد تساهم في تطوير مجتمعاتنا ولكن سيطرة اهل الدين لن يؤدي الا الى مزيد من التخلف والى سيطرة طبقة جديدة دكتاتورية لا تستطيع الاعتراض على سلوكهم لانك ستكون كافرا وزنديقا وانك سبب خراب البلد.

فما حدث الان في العراق وفي بقية دول العالم العربي ,  لنا الحق ان نقول اننا اكتشفنا وعرفنا ان ماتقوم به الولايات المتحدة الامريكية لم يكن سببه انهم حملوا الينا الديمقراطية المزعومة التي وعدونا بها بل انهم جاؤا ليفتتوا عالمنا                                                                                        ا 

لعربي اكثر مما عليه الان من تفتيت ويقطعوا اوصاله اكثر مما هو مقطع الان

 

زعم الامريكان انهم حرروا العراق من دكتاتورية البعث ليبنوا نموذجا ديمقراطيا يحتذى به في الشرق الاوسط ليكون مركز اشعاع لبناء انظمة حكم عصرية حضارية متطورة في الشرق الاوسط عموما وفي العالم العربي بالذات , ما مدى صحة هذه الادعاءات :                                   

جاء الامريكان بأساطيلهم وطائراتهم وجنود لاقبل لنا على مواجهتهم وصرفوا الاموال وازهقت منهم ارواح كثيرة فهل يعقل انهم ضحوا بكل ذلك من اجل سواد عيون اهل العراق والشرق الاوسط والعربان المتخلفين عن ركب الحضارة والانسانية .                                           

هل حقا ان الانسان العربي يستحق ان تضحي الولايات المتحدة بما ضحت لتنقلنا الى عالم التمدن والتحرر والتطور الانساني الذي بتنا ابعد ما نكون عنه .       

وبحجة ادخال الديقراطية الى الوطن العربي وكانت البوابة هي العراق , رعت الصهيونية العالمية  ظهور الاحزاب الاسلامية التي انشأتها منذ زمن بعيد وحاربت بواسطتها الدول القومية وزعزت الاستقرار والامن فيها وقامت بتدمير هذه الدول بحجة الفكر الاسلامي والدولة الاسلامية فكانت احزابا اسلامية متنوعة الولاء والاتجاهات , شيعية وسنية وقسمت هذه الاحزاب الى احزاب متناظرة متنافرة متعادية حتى في المذهب الواحد ليسهل السيطرة من خلالها على الوطن العربي المتشرذم المنهك .                                                                        

ما فعله الامريكان في العراق انهم سلموا زمام الامور بيد احزاب اسلامية متخلفة لاتؤمن بنظام ديمقراطي ولا ببناء دولة عصرية من كلا المذاهب والاتجاهات فنشأت دولة متخلفة متضاربة المصالح فيما بينها داخليا وخارجيا وما حدث في العراق خير دليل على ما تحقق على يد الامريكان فبالاضافة لما حققوه من اضعاف للدول العربية وانهاك لمجتنعاتها واقتصاداتها فانهم دمروا المجتمع العربي باكمله وما سياتي لاحقا من حروب طائفية سوف تحرق الاخضر واليابس وتدمر البلاد والعباد كفيل بان تضمن اسرائيل امنها القومي وسيطرتها لاحقا على منطقة الشرق الاوسط برمتها .                                                                                            

لو كانت الولايات المتحدة الامريكية تريد فعلا بناء نظام حضاري متطور في العراق يكون مركز اشعاع للديمقراطية المطلوب ايجادها في الشرق الاوسط ما سلطت علينا احزاب اسلامية فاشلة متخلفة ادت الى تدمير العراق واججت الصراع المذهبي والذي سيفتك ببلدنا والذي سيؤدي لاحقا ليس الى تشرذم وتقسيم العراق فقط وانما سيؤدي وهو الاهم الى تزايد روح الكراهية الى كل ما يمت الى الاسلام من قريب او من بعيد .                                                          

صرنا نكره نحن اهل العراق او قل الغالبية منا ليس رجال الدين وحسب بل اصبحنا نكره كل ما هو اسلامي وما ينتمي الى الاسلام حتى بتنا نرحب بكل اتجاه ولو كان الحاديا لنتخلص من هذه المعاناة التي نعيشها وسياتي قريبا اليوم الذي يخلع فيه رجال الدين حتى الصالحين منهم عماماتهم ويشدوها على اوراكهم ليرقصوا بواسطتها رقص المجانين السكارى لينقذوا انفسهم واهليهم من تهمة التدين                                    

وهذا هو اهم ما ارادت الصهيونية العالمية ان توصلنا اليه حيث صار المسلم بنظر العالم رمزا للارهاب وبتنا نخجل حتى التصريح باننا ننتمي للاسلام .

نوري خزعل صبري الدهلكي

 

سيطرة اليهود على القرار السياسي في العالم                    

 

الجزء الاول :  المراحل التي مر بها  اليهود ليسيطروا فيها على القرار السياسي في العالم         

اولا : مراحل نشوء دولة اسرائيل                                                                         

من خلال قراءة التاريخ المعاصر والاحداث التي مرت بها البشرية نلاحظ ان احداثا جساما تمر على البشرية كل 20 او 10 اعوام , يتم فيها تغيير الخارطة السياسية للعالم , فعندما سيطر اليهود على مراكز القرار السياسي في اوربا اشتعلت الحرب العالمية الاولى عام 1914 - 1918 خسر العالم من جرائها مايقارب ال 10 ملايين قتيل  و 22 مليون جريح و 8 ملايين مفقود  .

وفي الحرب العالمية الثانية  التي بدأت في الاول من سبتمبر 1939لغاية الثاني من سبتمبر 1945, كانت خسائر الانسانية تفوق الخيال , اكبر كارثة انسانية منذ فجر التاريخ وكلفت البشرية 54 مليون قتيل خسر فيها الاتحاد السوفيتي قرابة 25 مليون قتيل والصين قرابة 8 ملايين , المانيا  6 ملايين وبولندا 6 ملايين قتيل .   

تركت الحرب عشرات الملايين من الجرحى والمعاقين والمشوهين من جميع الاعمار , الولايات المتحدة الامريكية قامت بأغتيال ذري لشعب اليابان في ضربها لهيروشيما بأول قنبلة ذرية حيث امر الرئيس ترومان في 3 – اب – 1945 باستخدام القنبلتين الذريتين – الولد الصغير والرجل السمين – وفي السادس من اب انطلق سرب من 3 طائرات بقودها الكولونيل بول جيروم وكانت طائرته تحمل القنبلة – الولد الصغير – والتي كان وزنها 4080 كغم , القيت  في تمام الساعة  ال 8  و 8 دقائق و 17 ثانية على هيروشيما وفي ثوان قليلة احترق الالاف من الناس ورافق الحرائق ريح بسرعة 1200 كم بالساعة وبلغ مجموع ضحايا القنبلة  78150  قتيلا و 9274 جريحا واكثر من 20 الف جندي واصيب اكثر من 70 الف ياباني بحروق وتشوهات تسبب في موتهم فيما بعد  .   

وفي ال 9 من اب – 1945 وفي تمام الساعة ال 11 صباحا القيت القنبلة الثانية – الرجل السمين – على ناكازاكي وبلغت الخسائر فيها 73884 قتيلا و 60 الف جريحا . 

هذه حصيلة ما خسرته البشرية في الحربين العالميتين , حيث خسر الجميع , الا اليهود فقد كانوا هم الفائزون منها , فكيف كان ذلك :

في الحرب العالمية الاولى استفاد اليهود من تدمير الامبراطورية العثمانية التي كانت حائلا بينهم وبين حصولهم على فلسطين , حيث عرض اليهود على السلطان عبد الحميد الثاني – تولى الخلافة في 31 اب 1876وخلع بانقلاب في 27 نيسان 1909 – عرض عليه اليهود تسديد كل ديون الامبراطورية العثمانية وتحديث جيشها واسناد اقتصادها مقابل ان يتنازل عن فلسطين لهم , الا انه رفض ذلك وكانت النتيجة عزله ومن بعدها انهاء الامبراطورية العثمانية واسناد بريطانيا بدلا عنها .

ومن ثمارها انهم حصلوا على وعد بلفور في 2 – تشرين الثاني – 1917 م  وكان الرئيس الامريكي ولسن قد اطلع على نص التصريح قبل اعلانه ووافق عليه ببرقية ارسلت الى وزارة خارجية بريطانيا في 16 – ت1 – 1917 م وقال ويلسن في بيان للشعب الامريكي – انا مقتنع بأن اهم الحلفاء بالاتفاق التام مع حكومتنا وشعبنا , قد اتفقوا ان في فلسطين سترسي اسس كومنولث يهودي , وذكر الكاتب اليهودي لندمن ان الولايات المتحدة الامريكية لم تدخل الحرب العالمية الاولى الا بعد ان تأكدت ان وعد بلفور سيكون ثمنا لمشاركتها  .                                                              

وفي العام 1919 زار فلسطين القاضي الامريكي – لويس برندس – وهو صديق الرئيس الامريكي ولسن وصرح مخاطبا القائد البريطاني -  يجب ان لا تنسى ان اعمالك يجب ان تكون مستمدة من تعهد حكومتك بأنشاء وطن قومي لليهود – وكان لويس هذا مستشارا للرئيس ولسن الذي لم يكن يخالف مستشاره الراي ودلت احداث التاريخ ان اليهود كانوا يحيطون برؤساء امريكا من يمين وشمال .

في 20 ايلول 1920 وقع الرئيس الامريكي هاردن الذي خلف ولسن قرار الكونكرس بتهويد فلسطين وتحويل فلسطين الى دولة يهودية واجلاء العرب عنها .

لم يكن الموقف الامريكي حديث عهد بل هو امتداد لسياستها منذ القرن التاسع عشر وهو نتاج لتحالف سابق مع الصهيونية لتحطيم الخلافة العثمانية ففي عام 1818 م كان – مستر نوح – قنصل امريكا في تونس يخطب في حفل افتتاح احد معابد اليهود قائلا : ان القضاء على السيطرة التركية في اوربا سيترتب عليه تحرير اليهود وسيكون باستطاعتهم السير مرة اخرى لامتلاك سوريا .

اما استفادة اليهود من الحرب العالمية الثانية فكانت كسب اليهود لقرارات انشاء دولتهم اسرائيل وتقسيم فلسطين  , ففي يوم 29 – ت2 – 1947 م فاز اقتراح تقسيم فلسطين بأغلبية 33 صوتا ضد 13 صوت 

كان ممثلوا الدول العربية مطمئنين الى ان المشروع لن ينل اغلبية الثلثين لكن اليهود ومن ورائهم الولايات المتحدة بذلوا قصارى جهدهم فتمكنوا من تغيير موقف هاييتي وليبريا وسيام فوقفوا الى جانب مشروع التقسيم فقال مندوب هاييتي والدمع في عينيه انه يعارض التقسيم لكنه لايسعه الا ان ينفذ اوامر حكومته ورفض الرشوة التي قدمها له اليهود 40 الف دولار , اما سيام فقد اضطرت لتبديل مندوبها المعارض للتقسيم باخر مؤيد له , اما ليبريا فقد اضطرت لتأييد القرار نزولا عند رغبة تجار المطاط الذي يعتبر الايراد  الرئيسي للبلاد وانصاعوا لضغوط شركة فايرستون العالمية والمؤيدة لليهود .وكان موقف الفلبين ان مندوبها الذي وعد بمعارضة القرار هرب حتى لا ينقض وعده الذي قطعه بمعارضة القرار .

عندما اشتدت معارضة العرب لقرار التقسيم في الجمعية العامة للامم المتحدة تقدمت الولايات المتحدة المنحازة اصلا بتسوية تبنى على اقتطاع قسم من اراضي النقب بما فيها العقبة وضمه الى اراضي الدولة العربية المقترحة , يقول الدكتور وايزمن عندها اصبت بالفزع وسافرت الى واشنطن حيث استقبلني ترومان يوم الاربعاء 19 – ت2 – 1947 وقلت للرئيس اذا كان لابد من تقسيم النقب فيجب ان يقسم على اساس عمودي , ينال كل من العرب واليهود جزءا من الاراضي الخصبة وجزءا من الصحراء ولكن العقبة لابد ان تكون يهودية , فأمر ترومان ان تكون النقب كلها لنا .

عندما اصدرت الامم المتحدة في 29 – ت2 – 1947 قرارها بتقسيم فلسطين بقرار يحمل الرقم 181 , اعلنت بريطانيا انها ستنسحب من فلسطين في 15 – ايار – 1948 واعلنت جامعة الدول العربية قرارا انها ستدخل جيوشها فورا قبل نهاية الانتداب .

اعلن اليهود قيام دولتهم في 15 أيار 1948 وسرعان ما اعترف الرئيس الامريكي ترومان بهذه الدولة وزحفت الجيوش العربية على فلسطين لتواجه جماعات يهودية نظمتها وسلحتها بريطانيا وامريكا .

كان الاتفاق ان يبدأ زحف الجيوش العربية في مساء  يوم 15 أيار 1948 لتلقي جيوش سوريا ولبنان والعراق والاردن لدى العفولة وسط فلسطين ثم تواصل زحفها لتصل الساحل الفلسطيني وأن يزحف الجيش المصري نحو عسقلان و غزة و المجدل ليلتقي مع الجيوش العربية .

تولى القيادة العامة للجيش العربي الملك عبد الله ملك الاردن فيما تولى رئاسة اركان الجيش الفريق كلوب البريطاني يعاونه في قيادة الجيش 48 ضابطا بريطانيا يحملون رتبا في الجيش الاردني ويحتلون مناصب قادة فرق , فكان هذا القائد البريطاني يقود الجيش العربي ليقيم دولة يهودية بطريقة تضمن هزيمة الجيش العربي امام اليهود فنفذ القادة الانكليز الذين يقودون الجيش العربي العمليات الحربية بطريقة تضمن الهزيمة .

وحين تدخل الملك عبد الله وحاول ان يفعل شيئا واتصل بالقائد عبد الله التل قائلا : فين مدافع العراقيين , .... , انا ارسلتها تحت امرتك هيا ادب بها اليهود , اجابه التل بان المدفعية العراقية تحت امرة الزعيم  نورمان لاش قائد الفرقة الاولى التي زحفت الى فلسطين وان لاش رفض استخدام المدفعية لان امريكا تدخلت وبريطانيا توسطت .

اذا كانت الحالة بهذا الشكل , انكليز يعملون على قيام دولة لليهود وفي نفس الوقت هم نفسهم يقودون الجيوش العربية فكيف يمكن ان تكون شكل المعركة , قطع شطرنج يحركها لاعب واحد , دمروا جيش العرب , فحدثت النكبة وقامت دولة اسرائيل .

 

 

ثانيا : الخطط العشرية التي سيطر بها اليهود على العالم 

نعم هناك خطط عشرية ينفذ على اساسها اليهود خططهم على مستوى العالم كله , ليس من حقي ولا من قابليتي الفكرية ان اتهم اليهود بأنهم سبب قيام الحربين العالميتين الاولى والثانية  , قد يكونون هم المسبب لها باعتبارهم يملكون ثروات العالم ولهم نفوذهم المالي والسياسي على مقدرات الدول  , او انهم استغلوا الفرصة حين اشتعلت هذه الحروب وأججوها بما ينفذ اهدافهم , او انهم ركبوا الموجة مستفيدين مما حصل , استفاد اليهود كما رأينا من الحربين العالميتين فجمعوا كل ثروات العالم والذهب بأيديهم كما تطرقنا لذلك في مباحثنا الاولى وأسسوا دولتهم التي دفع ثمنها الكثير من الارواح عبر العالم .

نعم فهناك خطة عشرية تخضع لها منطقتنا ويتم تغيير السيناريو كل عشرة سنوات ليكتمل فيها تنفيذ الخطة المرسومة والتي يقوم بتنفيذها بيادق لاحول لها ولا قوة غير تنفيذ ما يؤمرون بتنفيذه , فقد قامت الماسونية العالمية بأنشاء احزاب قومية في منطقتنا لتحارب بها الدولة الاسلامية العثمانية فقاموا بتدمير الامبراطورية العثمانية بالاحزاب القومية التي ساعدت القوة العسكريةالغربية في تدمير الامبراطورية العثمانية .

وبهذه الاحزاب القومية فتتوا الوطن العربي وقسموه الى دول متناحرة متضاربة يحارب بعضها بعضا فدمروا الحلم العربي بأقامة الدولة العربية الواحدة والتي لو قدر لها ان تقوم لكانت قوة اقتصادية هائلة في منطقة الشرق الاوسط . 

 

ما حدث ويحدث في العراق والشرق الاوسط ,  ليس بأرادة حزب سياسي او مجموعة سياسيين جهلة , بل هو مرحلة من المراحل التي خططت لها الماسونية العالمية ان تمر بها المنطقة  وفق خطط عشرية تم ترتيبها بأتقان وما على كل رئيس تولى زمام الحكم الا ان ينفذ برنامج الخطة بحذافيرها وفق ما رسموه له , وهذا ينطبق  على كل رؤساء الشرق الاوسط .

ولنأخذ العراق مثالا ولنا ان نعمم على بقية الدول العربية على نفس هذا القياس  :

قامت ثورة 14 تموز في العراق عام 1958 بعد اول عشر سنوات من قيام اسرائيل  ,  وكان السبب الذي مهدت له الماسونية هو لضرب التقارب ولضرب مشروع الوحدة في اقامة مملكة هاشمية عراقية اردنية – الاتحاد الهاشمي - تنضم اليها الكويت الغنية بالنفط والتي اقتطعت من العراق , فلو قدر لهذا الاتحاد ان يرى الوجود  والذي سعى المرحوم نوري باشا السعيد لاقامته لشكلت قوة اقتصادية كبيرة وهددت امن اسرائيل فكانت النتيجة دمار المشروع ومقتل السعيد .

 

وبعد 10 سنوات , في 17 تموز 1968 جاء الانقلاب البعثي وسيطر الفكر القومي الذي كان يقوده المستشرق ميشيل عفلق والذي يعتبر من اخطر المستشرقين في التاريخ الحديث , قام بتدمير القومية العربية بأسم القومية , وبعد 10 سنين اخرى قاد صدام حسين انقلابا اخر ضد البكر في اواخر عام 1979 ليشعل حربا ضروسا بين العراق وايران قام خلالها بتدمير القدرة الاقتصادية والعسكرية للعراق وايران على حد سواء خادما بذلك مخططات الماسونية كلاهما ساعد بتنفيذ ذلك صدام والخميني على حد سواء .

 

وبعد 10 سنوات اخرى من الحرب التي اشتعلت في العام 1980 قام صدام بمغامرة اخرى مدفوعة الثمن حين قام بغزو الكويت في اغسطس - اب – 1990 ليدفع العراق نتيجنها سنوات ثقال من الحصار والحروب المتتالية انهكت العراق واقتصاده ومجتمعه .

 

وبعد عشرة اعوام اخرى ويزيد من السنين عليها قليلا في عام 2003 قامت الولايات المتحدة بأحتلال العراق وتدميره كاملا عبر تسليم السلطة لأحزاب اسلامية قامت بتنفيذ الصفحة العشرية الاخرى من المخطط الماسوني على العراق والمنطقة وبمساعدة ايران والسعودية على دعم الاحزاب الدينية المتنافسة.

 

والان وبعد ان اكتملت العشر الاواخر من هذه المرحلة اي بعد مرور 10 سنوات على احتلال العراق بدأت الان المرحلة الاخطر التي سيدخلها العراق والتي تعتبر المرحلة الاخيرة لما مهدت له الماسونية العالمية والتي ستقوم بتفجير الحرب الاهلية وستساعد على اشعال نار الفتنة وستكون العشر سنوات هذه هي مرحلة تنفيذ سيناريو التدمير الكامل لبنية المجتمع والاقتصاد العراقي بالكامل .

 

جاء الان  دور الاحزاب الدينية الحالية ليدمروا بها الفكر القومي ولينتهي والى الابد هذا الحلم , فكان الصراع الديني بين الاحزاب الاسلامية التناحرة المتصارعة حد الاقتتال الدموي , احزاب اسلامية سنية وشيعية جميعا صناعة ماسونية قامت بتدمير مقدرات الوطن الواحد وجعلتها دول مدمرة اقتصاديا وامنيا وبمهزلة سياسية شيطانية جعلونا نكره الدين ورجال الدين بل ونكره الانتماء الوطني .

 

لم يأتي هذا بمحض صدفة او تصارع اعتيادي على السلطة والاصطفافات المذهبية والعرقية والدينية , بل جاء نتيجة جهود كبيرة زرع فيها اليهود بذور الاحزاب الدينية التي تدعي الاسلام والاسلام منها براء وجاء الان وقت استخدامها لتنفذ ما مرسوم لها لتدمير الدول والمجتمعات الاسلامية على حد سواء .

 

ومع المشاكل التي رافقت وسترافق الانتخابات في العراق وما سيحدث في مرحلة ما بعد الانتخابات ستكون فتيلة اشعال الحرب الاهلية جاهزة لتفجير القنبلة الطائفية والتي ستفجر ليس العراق فقط بل كل المنطقة بما فيها ايران والسعودية وتركيا ومنطقة الخليج بالكامل ليسدل الستار بعدها على اكبر سيناريو فلم تم انتاجه في المنطقة وبأخراج ماسوني ابطاله كانوا كل الرؤساء الدمى الذين مروا على العراق وعلى الدول المحيطة به .

 

حقيقة ان الاحزاب الاسلامية اشد خطرا علينا من الامريكان واسرائيل , بحيث لو ان دولنا عقدت احلافا اقتصادية او مجموعات اقتصادية تضم دولنا واسرائيل لكان الامر ارحم بنا من وقوعنا فريسة لاحزاب اسلامية جاهلة دمرت دولنا  ومجتمعاتنا واعادتنا قرونا الى الوراء بحجة تطبيق الشريعة الاسلامية والتي لا يفقهون منها الا قشورها وحسب , فلماذا اقول ان الاحزاب الاسلامية لكل المذاهب هي اشد خطرا على مجتمعاتنا من الامريكان واسرائيل  :

 

ان الامبريالزم هو نتاج اندماج الراسمالية في اعلى درجاتها مع قوة السلطة فتكون السلطة بكل مقوماتها خادمة ومنفذة لاوامر الراسمالية في السيطرة على العالم اما الاسلاميالزم 

فهو نتاج اندماج الفكر الاسلامي المتطرف مع سلطة الدولة مضافا لها قوة المال المتاح لديهم فينتج من ذلك قوة غاشمة لا احد باستطاعته الوقوف بوجهها لانهم اسهل ما يوصمون به معارضيهم هو الكفر وانهم ممثلوا الله سبحانه والمدافعين عن دينه  

عندما ظهر النبي محمد صلوات الله عليه ودعا للاسلام , ما كان اعتراض قادة قريش لانه اراد ان يجعل الالهة الها واحدا فما الذي يغيض ابو لهب وغيره ان كان الله احدا او كان عشرات بل الذي كان يقلقهم هو القوة التي سيفقدونها بهذا والاصنام التي ستتوقف عبادتها في مراكزهم التجارية فحاربوا الاسلام ,

اوربا في القرون الوسطى تخلصت من سلطة الكنيسة عند ظهور الدول القوية وكان من نتاجها ظهور الثورة الصناعية والتي التي نقطف ثمارها الان , حدث ذلك عندما تخلصوا من الخرافات ومحاكم التفتيش التي كان يقطع بها رجال الكنيسة رؤوس  معارضيهم بتهمة مخالفة اوامر الرب 

ااالراسمالية  اكثر فائدة  لنا لان الصراع بين راس المال يتطلب التنافس بين اصحاب رؤوس الاموال وبالتالي نشوء صناعات  وخدمات تقدم لكسب المزيد من الارباح   

اما في في حالة  سيطرة طبقة رجال الدين المتاجرين بعقول الناس فانهم لايحتاجون الى التنافس في انشاء مصانع وتقديم خدمات ليحصلوا على مردود  

كل  ما يحتاجون  اليه هو المزيد من المزارات والتكايا ومناسبات دينية مفتعلة لكسب المزيد من الاموال وهذا امر لا  يحتاج  الى استثمارات بل مردود مالي ضخم دون تقديم سلعة او خدمة وعلى ذلك تبقى البلدان تتراجع وتعم فيها ا البطالة  والجهل لان هذا هو راس المال الذي عليهم الاعتماد عليه ,  الجهل ومزيد من الجهل لغرض نشر افكارهم  وسيطرتهم وبالتالي المزيد من الواردات المالية والنفوذ الذي لن يقف بوجهه احد 

ان سيطرة اسرائيل وامريكا على العالم سيؤدي في اقل الاحوال الى انشاء صناعات وخدمات قد تساهم في تطوير مجتمعاتنا ولكن سيطرة اهل الدين لن يؤدي الا الى مزيد من التخلف والى سيطرة طبقة جديدة دكتاتورية لا تستطيع الاعتراض على سلوكهم لانك ستكون كافرا وزنديقا وانك سبب خراب البلد.

فما حدث الان في العراق وفي بقية دول العالم العربي ,  لنا الحق ان نقول اننا اكتشفنا وعرفنا ان ماتقوم به الولايات المتحدة الامريكية لم يكن سببه انهم حملوا الينا الديمقراطية المزعومة التي وعدونا بها بل انهم جاؤا ليفتتوا عالمنا                                                                                        ا 

لعربي اكثر مما عليه الان من تفتيت ويقطعوا اوصاله اكثر مما هو مقطع الان

 

زعم الامريكان انهم حرروا العراق من دكتاتورية البعث ليبنوا نموذجا ديمقراطيا يحتذى به في الشرق الاوسط ليكون مركز اشعاع لبناء انظمة حكم عصرية حضارية متطورة في الشرق الاوسط عموما وفي العالم العربي بالذات , ما مدى صحة هذه الادعاءات :                                   

جاء الامريكان بأساطيلهم وطائراتهم وجنود لاقبل لنا على مواجهتهم وصرفوا الاموال وازهقت منهم ارواح كثيرة فهل يعقل انهم ضحوا بكل ذلك من اجل سواد عيون اهل العراق والشرق الاوسط والعربان المتخلفين عن ركب الحضارة والانسانية .                                           

هل حقا ان الانسان العربي يستحق ان تضحي الولايات المتحدة بما ضحت لتنقلنا الى عالم التمدن والتحرر والتطور الانساني الذي بتنا ابعد ما نكون عنه .       

وبحجة ادخال الديقراطية الى الوطن العربي وكانت البوابة هي العراق , رعت الصهيونية العالمية  ظهور الاحزاب الاسلامية التي انشأتها منذ زمن بعيد وحاربت بواسطتها الدول القومية وزعزت الاستقرار والامن فيها وقامت بتدمير هذه الدول بحجة الفكر الاسلامي والدولة الاسلامية فكانت احزابا اسلامية متنوعة الولاء والاتجاهات , شيعية وسنية وقسمت هذه الاحزاب الى احزاب متناظرة متنافرة متعادية حتى في المذهب الواحد ليسهل السيطرة من خلالها على الوطن العربي المتشرذم المنهك .                                                                        

ما فعله الامريكان في العراق انهم سلموا زمام الامور بيد احزاب اسلامية متخلفة لاتؤمن بنظام ديمقراطي ولا ببناء دولة عصرية من كلا المذاهب والاتجاهات فنشأت دولة متخلفة متضاربة المصالح فيما بينها داخليا وخارجيا وما حدث في العراق خير دليل على ما تحقق على يد الامريكان فبالاضافة لما حققوه من اضعاف للدول العربية وانهاك لمجتنعاتها واقتصاداتها فانهم دمروا المجتمع العربي باكمله وما سياتي لاحقا من حروب طائفية سوف تحرق الاخضر واليابس وتدمر البلاد والعباد كفيل بان تضمن اسرائيل امنها القومي وسيطرتها لاحقا على منطقة الشرق الاوسط برمتها .                                                                                            

لو كانت الولايات المتحدة الامريكية تريد فعلا بناء نظام حضاري متطور في العراق يكون مركز اشعاع للديمقراطية المطلوب ايجادها في الشرق الاوسط ما سلطت علينا احزاب اسلامية فاشلة متخلفة ادت الى تدمير العراق واججت الصراع المذهبي والذي سيفتك ببلدنا والذي سيؤدي لاحقا ليس الى تشرذم وتقسيم العراق فقط وانما سيؤدي وهو الاهم الى تزايد روح الكراهية الى كل ما يمت الى الاسلام من قريب او من بعيد .                                                          

صرنا نكره نحن اهل العراق او قل الغالبية منا ليس رجال الدين وحسب بل اصبحنا نكره كل ما هو اسلامي وما ينتمي الى الاسلام حتى بتنا نرحب بكل اتجاه ولو كان الحاديا لنتخلص من هذه المعاناة التي نعيشها وسياتي قريبا اليوم الذي يخلع فيه رجال الدين حتى الصالحين منهم عماماتهم ويشدوها على اوراكهم ليرقصوا بواسطتها رقص المجانين السكارى لينقذوا انفسهم واهليهم من تهمة التدين                                    

وهذا هو اهم ما ارادت الصهيونية العالمية ان توصلنا اليه حيث صار المسلم بنظر العالم رمزا للارهاب وبتنا نخجل حتى التصريح باننا ننتمي للاسلام .

نوري خزعل صبري الدهلكي

 

سيطرة اليهود على القرار السياسي في العالم                    

 

الجزء الاول :  المراحل التي مر بها  اليهود ليسيطروا فيها على القرار السياسي في العالم         

اولا : مراحل نشوء دولة اسرائيل                                                                         

من خلال قراءة التاريخ المعاصر والاحداث التي مرت بها البشرية نلاحظ ان احداثا جساما تمر على البشرية كل 20 او 10 اعوام , يتم فيها تغيير الخارطة السياسية للعالم , فعندما سيطر اليهود على مراكز القرار السياسي في اوربا اشتعلت الحرب العالمية الاولى عام 1914 - 1918 خسر العالم من جرائها مايقارب ال 10 ملايين قتيل  و 22 مليون جريح و 8 ملايين مفقود  .

وفي الحرب العالمية الثانية  التي بدأت في الاول من سبتمبر 1939لغاية الثاني من سبتمبر 1945, كانت خسائر الانسانية تفوق الخيال , اكبر كارثة انسانية منذ فجر التاريخ وكلفت البشرية 54 مليون قتيل خسر فيها الاتحاد السوفيتي قرابة 25 مليون قتيل والصين قرابة 8 ملايين , المانيا  6 ملايين وبولندا 6 ملايين قتيل .   

تركت الحرب عشرات الملايين من الجرحى والمعاقين والمشوهين من جميع الاعمار , الولايات المتحدة الامريكية قامت بأغتيال ذري لشعب اليابان في ضربها لهيروشيما بأول قنبلة ذرية حيث امر الرئيس ترومان في 3 – اب – 1945 باستخدام القنبلتين الذريتين – الولد الصغير والرجل السمين – وفي السادس من اب انطلق سرب من 3 طائرات بقودها الكولونيل بول جيروم وكانت طائرته تحمل القنبلة – الولد الصغير – والتي كان وزنها 4080 كغم , القيت  في تمام الساعة  ال 8  و 8 دقائق و 17 ثانية على هيروشيما وفي ثوان قليلة احترق الالاف من الناس ورافق الحرائق ريح بسرعة 1200 كم بالساعة وبلغ مجموع ضحايا القنبلة  78150  قتيلا و 9274 جريحا واكثر من 20 الف جندي واصيب اكثر من 70 الف ياباني بحروق وتشوهات تسبب في موتهم فيما بعد  .   

وفي ال 9 من اب – 1945 وفي تمام الساعة ال 11 صباحا القيت القنبلة الثانية – الرجل السمين – على ناكازاكي وبلغت الخسائر فيها 73884 قتيلا و 60 الف جريحا . 

هذه حصيلة ما خسرته البشرية في الحربين العالميتين , حيث خسر الجميع , الا اليهود فقد كانوا هم الفائزون منها , فكيف كان ذلك :

في الحرب العالمية الاولى استفاد اليهود من تدمير الامبراطورية العثمانية التي كانت حائلا بينهم وبين حصولهم على فلسطين , حيث عرض اليهود على السلطان عبد الحميد الثاني – تولى الخلافة في 31 اب 1876وخلع بانقلاب في 27 نيسان 1909 – عرض عليه اليهود تسديد كل ديون الامبراطورية العثمانية وتحديث جيشها واسناد اقتصادها مقابل ان يتنازل عن فلسطين لهم , الا انه رفض ذلك وكانت النتيجة عزله ومن بعدها انهاء الامبراطورية العثمانية واسناد بريطانيا بدلا عنها .

ومن ثمارها انهم حصلوا على وعد بلفور في 2 – تشرين الثاني – 1917 م  وكان الرئيس الامريكي ولسن قد اطلع على نص التصريح قبل اعلانه ووافق عليه ببرقية ارسلت الى وزارة خارجية بريطانيا في 16 – ت1 – 1917 م وقال ويلسن في بيان للشعب الامريكي – انا مقتنع بأن اهم الحلفاء بالاتفاق التام مع حكومتنا وشعبنا , قد اتفقوا ان في فلسطين سترسي اسس كومنولث يهودي , وذكر الكاتب اليهودي لندمن ان الولايات المتحدة الامريكية لم تدخل الحرب العالمية الاولى الا بعد ان تأكدت ان وعد بلفور سيكون ثمنا لمشاركتها  .                                                              

وفي العام 1919 زار فلسطين القاضي الامريكي – لويس برندس – وهو صديق الرئيس الامريكي ولسن وصرح مخاطبا القائد البريطاني -  يجب ان لا تنسى ان اعمالك يجب ان تكون مستمدة من تعهد حكومتك بأنشاء وطن قومي لليهود – وكان لويس هذا مستشارا للرئيس ولسن الذي لم يكن يخالف مستشاره الراي ودلت احداث التاريخ ان اليهود كانوا يحيطون برؤساء امريكا من يمين وشمال .

في 20 ايلول 1920 وقع الرئيس الامريكي هاردن الذي خلف ولسن قرار الكونكرس بتهويد فلسطين وتحويل فلسطين الى دولة يهودية واجلاء العرب عنها .

لم يكن الموقف الامريكي حديث عهد بل هو امتداد لسياستها منذ القرن التاسع عشر وهو نتاج لتحالف سابق مع الصهيونية لتحطيم الخلافة العثمانية ففي عام 1818 م كان – مستر نوح – قنصل امريكا في تونس يخطب في حفل افتتاح احد معابد اليهود قائلا : ان القضاء على السيطرة التركية في اوربا سيترتب عليه تحرير اليهود وسيكون باستطاعتهم السير مرة اخرى لامتلاك سوريا .

اما استفادة اليهود من الحرب العالمية الثانية فكانت كسب اليهود لقرارات انشاء دولتهم اسرائيل وتقسيم فلسطين  , ففي يوم 29 – ت2 – 1947 م فاز اقتراح تقسيم فلسطين بأغلبية 33 صوتا ضد 13 صوت 

كان ممثلوا الدول العربية مطمئنين الى ان المشروع لن ينل اغلبية الثلثين لكن اليهود ومن ورائهم الولايات المتحدة بذلوا قصارى جهدهم فتمكنوا من تغيير موقف هاييتي وليبريا وسيام فوقفوا الى جانب مشروع التقسيم فقال مندوب هاييتي والدمع في عينيه انه يعارض التقسيم لكنه لايسعه الا ان ينفذ اوامر حكومته ورفض الرشوة التي قدمها له اليهود 40 الف دولار , اما سيام فقد اضطرت لتبديل مندوبها المعارض للتقسيم باخر مؤيد له , اما ليبريا فقد اضطرت لتأييد القرار نزولا عند رغبة تجار المطاط الذي يعتبر الايراد  الرئيسي للبلاد وانصاعوا لضغوط شركة فايرستون العالمية والمؤيدة لليهود .وكان موقف الفلبين ان مندوبها الذي وعد بمعارضة القرار هرب حتى لا ينقض وعده الذي قطعه بمعارضة القرار .

عندما اشتدت معارضة العرب لقرار التقسيم في الجمعية العامة للامم المتحدة تقدمت الولايات المتحدة المنحازة اصلا بتسوية تبنى على اقتطاع قسم من اراضي النقب بما فيها العقبة وضمه الى اراضي الدولة العربية المقترحة , يقول الدكتور وايزمن عندها اصبت بالفزع وسافرت الى واشنطن حيث استقبلني ترومان يوم الاربعاء 19 – ت2 – 1947 وقلت للرئيس اذا كان لابد من تقسيم النقب فيجب ان يقسم على اساس عمودي , ينال كل من العرب واليهود جزءا من الاراضي الخصبة وجزءا من الصحراء ولكن العقبة لابد ان تكون يهودية , فأمر ترومان ان تكون النقب كلها لنا .

عندما اصدرت الامم المتحدة في 29 – ت2 – 1947 قرارها بتقسيم فلسطين بقرار يحمل الرقم 181 , اعلنت بريطانيا انها ستنسحب من فلسطين في 15 – ايار – 1948 واعلنت جامعة الدول العربية قرارا انها ستدخل جيوشها فورا قبل نهاية الانتداب .

اعلن اليهود قيام دولتهم في 15 أيار 1948 وسرعان ما اعترف الرئيس الامريكي ترومان بهذه الدولة وزحفت الجيوش العربية على فلسطين لتواجه جماعات يهودية نظمتها وسلحتها بريطانيا وامريكا .

كان الاتفاق ان يبدأ زحف الجيوش العربية في مساء  يوم 15 أيار 1948 لتلقي جيوش سوريا ولبنان والعراق والاردن لدى العفولة وسط فلسطين ثم تواصل زحفها لتصل الساحل الفلسطيني وأن يزحف الجيش المصري نحو عسقلان و غزة و المجدل ليلتقي مع الجيوش العربية .

تولى القيادة العامة للجيش العربي الملك عبد الله ملك الاردن فيما تولى رئاسة اركان الجيش الفريق كلوب البريطاني يعاونه في قيادة الجيش 48 ضابطا بريطانيا يحملون رتبا في الجيش الاردني ويحتلون مناصب قادة فرق , فكان هذا القائد البريطاني يقود الجيش العربي ليقيم دولة يهودية بطريقة تضمن هزيمة الجيش العربي امام اليهود فنفذ القادة الانكليز الذين يقودون الجيش العربي العمليات الحربية بطريقة تضمن الهزيمة .

وحين تدخل الملك عبد الله وحاول ان يفعل شيئا واتصل بالقائد عبد الله التل قائلا : فين مدافع العراقيين , .... , انا ارسلتها تحت امرتك هيا ادب بها اليهود , اجابه التل بان المدفعية العراقية تحت امرة الزعيم  نورمان لاش قائد الفرقة الاولى التي زحفت الى فلسطين وان لاش رفض استخدام المدفعية لان امريكا تدخلت وبريطانيا توسطت .

اذا كانت الحالة بهذا الشكل , انكليز يعملون على قيام دولة لليهود وفي نفس الوقت هم نفسهم يقودون الجيوش العربية فكيف يمكن ان تكون شكل المعركة , قطع شطرنج يحركها لاعب واحد , دمروا جيش العرب , فحدثت النكبة وقامت دولة اسرائيل .

 

 

ثانيا : الخطط العشرية التي سيطر بها اليهود على العالم 

نعم هناك خطط عشرية ينفذ على اساسها اليهود خططهم على مستوى العالم كله , ليس من حقي ولا من قابليتي الفكرية ان اتهم اليهود بأنهم سبب قيام الحربين العالميتين الاولى والثانية  , قد يكونون هم المسبب لها باعتبارهم يملكون ثروات العالم ولهم نفوذهم المالي والسياسي على مقدرات الدول  , او انهم استغلوا الفرصة حين اشتعلت هذه الحروب وأججوها بما ينفذ اهدافهم , او انهم ركبوا الموجة مستفيدين مما حصل , استفاد اليهود كما رأينا من الحربين العالميتين فجمعوا كل ثروات العالم والذهب بأيديهم كما تطرقنا لذلك في مباحثنا الاولى وأسسوا دولتهم التي دفع ثمنها الكثير من الارواح عبر العالم .

نعم فهناك خطة عشرية تخضع لها منطقتنا ويتم تغيير السيناريو كل عشرة سنوات ليكتمل فيها تنفيذ الخطة المرسومة والتي يقوم بتنفيذها بيادق لاحول لها ولا قوة غير تنفيذ ما يؤمرون بتنفيذه , فقد قامت الماسونية العالمية بأنشاء احزاب قومية في منطقتنا لتحارب بها الدولة الاسلامية العثمانية فقاموا بتدمير الامبراطورية العثمانية بالاحزاب القومية التي ساعدت القوة العسكريةالغربية في تدمير الامبراطورية العثمانية .

وبهذه الاحزاب القومية فتتوا الوطن العربي وقسموه الى دول متناحرة متضاربة يحارب بعضها بعضا فدمروا الحلم العربي بأقامة الدولة العربية الواحدة والتي لو قدر لها ان تقوم لكانت قوة اقتصادية هائلة في منطقة الشرق الاوسط . 

 

ما حدث ويحدث في العراق والشرق الاوسط ,  ليس بأرادة حزب سياسي او مجموعة سياسيين جهلة , بل هو مرحلة من المراحل التي خططت لها الماسونية العالمية ان تمر بها المنطقة  وفق خطط عشرية تم ترتيبها بأتقان وما على كل رئيس تولى زمام الحكم الا ان ينفذ برنامج الخطة بحذافيرها وفق ما رسموه له , وهذا ينطبق  على كل رؤساء الشرق الاوسط .

ولنأخذ العراق مثالا ولنا ان نعمم على بقية الدول العربية على نفس هذا القياس  :

قامت ثورة 14 تموز في العراق عام 1958 بعد اول عشر سنوات من قيام اسرائيل  ,  وكان السبب الذي مهدت له الماسونية هو لضرب التقارب ولضرب مشروع الوحدة في اقامة مملكة هاشمية عراقية اردنية – الاتحاد الهاشمي - تنضم اليها الكويت الغنية بالنفط والتي اقتطعت من العراق , فلو قدر لهذا الاتحاد ان يرى الوجود  والذي سعى المرحوم نوري باشا السعيد لاقامته لشكلت قوة اقتصادية كبيرة وهددت امن اسرائيل فكانت النتيجة دمار المشروع ومقتل السعيد .

 

وبعد 10 سنوات , في 17 تموز 1968 جاء الانقلاب البعثي وسيطر الفكر القومي الذي كان يقوده المستشرق ميشيل عفلق والذي يعتبر من اخطر المستشرقين في التاريخ الحديث , قام بتدمير القومية العربية بأسم القومية , وبعد 10 سنين اخرى قاد صدام حسين انقلابا اخر ضد البكر في اواخر عام 1979 ليشعل حربا ضروسا بين العراق وايران قام خلالها بتدمير القدرة الاقتصادية والعسكرية للعراق وايران على حد سواء خادما بذلك مخططات الماسونية كلاهما ساعد بتنفيذ ذلك صدام والخميني على حد سواء .

 

وبعد 10 سنوات اخرى من الحرب التي اشتعلت في العام 1980 قام صدام بمغامرة اخرى مدفوعة الثمن حين قام بغزو الكويت في اغسطس - اب – 1990 ليدفع العراق نتيجنها سنوات ثقال من الحصار والحروب المتتالية انهكت العراق واقتصاده ومجتمعه .

 

وبعد عشرة اعوام اخرى ويزيد من السنين عليها قليلا في عام 2003 قامت الولايات المتحدة بأحتلال العراق وتدميره كاملا عبر تسليم السلطة لأحزاب اسلامية قامت بتنفيذ الصفحة العشرية الاخرى من المخطط الماسوني على العراق والمنطقة وبمساعدة ايران والسعودية على دعم الاحزاب الدينية المتنافسة.

 

والان وبعد ان اكتملت العشر الاواخر من هذه المرحلة اي بعد مرور 10 سنوات على احتلال العراق بدأت الان المرحلة الاخطر التي سيدخلها العراق والتي تعتبر المرحلة الاخيرة لما مهدت له الماسونية العالمية والتي ستقوم بتفجير الحرب الاهلية وستساعد على اشعال نار الفتنة وستكون العشر سنوات هذه هي مرحلة تنفيذ سيناريو التدمير الكامل لبنية المجتمع والاقتصاد العراقي بالكامل .

 

جاء الان  دور الاحزاب الدينية الحالية ليدمروا بها الفكر القومي ولينتهي والى الابد هذا الحلم , فكان الصراع الديني بين الاحزاب الاسلامية التناحرة المتصارعة حد الاقتتال الدموي , احزاب اسلامية سنية وشيعية جميعا صناعة ماسونية قامت بتدمير مقدرات الوطن الواحد وجعلتها دول مدمرة اقتصاديا وامنيا وبمهزلة سياسية شيطانية جعلونا نكره الدين ورجال الدين بل ونكره الانتماء الوطني .

 

لم يأتي هذا بمحض صدفة او تصارع اعتيادي على السلطة والاصطفافات المذهبية والعرقية والدينية , بل جاء نتيجة جهود كبيرة زرع فيها اليهود بذور الاحزاب الدينية التي تدعي الاسلام والاسلام منها براء وجاء الان وقت استخدامها لتنفذ ما مرسوم لها لتدمير الدول والمجتمعات الاسلامية على حد سواء .

 

ومع المشاكل التي رافقت وسترافق الانتخابات في العراق وما سيحدث في مرحلة ما بعد الانتخابات ستكون فتيلة اشعال الحرب الاهلية جاهزة لتفجير القنبلة الطائفية والتي ستفجر ليس العراق فقط بل كل المنطقة بما فيها ايران والسعودية وتركيا ومنطقة الخليج بالكامل ليسدل الستار بعدها على اكبر سيناريو فلم تم انتاجه في المنطقة وبأخراج ماسوني ابطاله كانوا كل الرؤساء الدمى الذين مروا على العراق وعلى الدول المحيطة به .

 

حقيقة ان الاحزاب الاسلامية اشد خطرا علينا من الامريكان واسرائيل , بحيث لو ان دولنا عقدت احلافا اقتصادية او مجموعات اقتصادية تضم دولنا واسرائيل لكان الامر ارحم بنا من وقوعنا فريسة لاحزاب اسلامية جاهلة دمرت دولنا  ومجتمعاتنا واعادتنا قرونا الى الوراء بحجة تطبيق الشريعة الاسلامية والتي لا يفقهون منها الا قشورها وحسب , فلماذا اقول ان الاحزاب الاسلامية لكل المذاهب هي اشد خطرا على مجتمعاتنا من الامريكان واسرائيل  :

 

ان الامبريالزم هو نتاج اندماج الراسمالية في اعلى درجاتها مع قوة السلطة فتكون السلطة بكل مقوماتها خادمة ومنفذة لاوامر الراسمالية في السيطرة على العالم اما الاسلاميالزم 

فهو نتاج اندماج الفكر الاسلامي المتطرف مع سلطة الدولة مضافا لها قوة المال المتاح لديهم فينتج من ذلك قوة غاشمة لا احد باستطاعته الوقوف بوجهها لانهم اسهل ما يوصمون به معارضيهم هو الكفر وانهم ممثلوا الله سبحانه والمدافعين عن دينه  

عندما ظهر النبي محمد صلوات الله عليه ودعا للاسلام , ما كان اعتراض قادة قريش لانه اراد ان يجعل الالهة الها واحدا فما الذي يغيض ابو لهب وغيره ان كان الله احدا او كان عشرات بل الذي كان يقلقهم هو القوة التي سيفقدونها بهذا والاصنام التي ستتوقف عبادتها في مراكزهم التجارية فحاربوا الاسلام ,

اوربا في القرون الوسطى تخلصت من سلطة الكنيسة عند ظهور الدول القوية وكان من نتاجها ظهور الثورة الصناعية والتي التي نقطف ثمارها الان , حدث ذلك عندما تخلصوا من الخرافات ومحاكم التفتيش التي كان يقطع بها رجال الكنيسة رؤوس  معارضيهم بتهمة مخالفة اوامر الرب 

ااالراسمالية  اكثر فائدة  لنا لان الصراع بين راس المال يتطلب التنافس بين اصحاب رؤوس الاموال وبالتالي نشوء صناعات  وخدمات تقدم لكسب المزيد من الارباح   

اما في في حالة  سيطرة طبقة رجال الدين المتاجرين بعقول الناس فانهم لايحتاجون الى التنافس في انشاء مصانع وتقديم خدمات ليحصلوا على مردود  

كل  ما يحتاجون  اليه هو المزيد من المزارات والتكايا ومناسبات دينية مفتعلة لكسب المزيد من الاموال وهذا امر لا  يحتاج  الى استثمارات بل مردود مالي ضخم دون تقديم سلعة او خدمة وعلى ذلك تبقى البلدان تتراجع وتعم فيها ا البطالة  والجهل لان هذا هو راس المال الذي عليهم الاعتماد عليه ,  الجهل ومزيد من الجهل لغرض نشر افكارهم  وسيطرتهم وبالتالي المزيد من الواردات المالية والنفوذ الذي لن يقف بوجهه احد 

ان سيطرة اسرائيل وامريكا على العالم سيؤدي في اقل الاحوال الى انشاء صناعات وخدمات قد تساهم في تطوير مجتمعاتنا ولكن سيطرة اهل الدين لن يؤدي الا الى مزيد من التخلف والى سيطرة طبقة جديدة دكتاتورية لا تستطيع الاعتراض على سلوكهم لانك ستكون كافرا وزنديقا وانك سبب خراب البلد.

فما حدث الان في العراق وفي بقية دول العالم العربي ,  لنا الحق ان نقول اننا اكتشفنا وعرفنا ان ماتقوم به الولايات المتحدة الامريكية لم يكن سببه انهم حملوا الينا الديمقراطية المزعومة التي وعدونا بها بل انهم جاؤا ليفتتوا عالمنا                                                                                        ا 

لعربي اكثر مما عليه الان من تفتيت ويقطعوا اوصاله اكثر مما هو مقطع الان

 

زعم الامريكان انهم حرروا العراق من دكتاتورية البعث ليبنوا نموذجا ديمقراطيا يحتذى به في الشرق الاوسط ليكون مركز اشعاع لبناء انظمة حكم عصرية حضارية متطورة في الشرق الاوسط عموما وفي العالم العربي بالذات , ما مدى صحة هذه الادعاءات :                                   

جاء الامريكان بأساطيلهم وطائراتهم وجنود لاقبل لنا على مواجهتهم وصرفوا الاموال وازهقت منهم ارواح كثيرة فهل يعقل انهم ضحوا بكل ذلك من اجل سواد عيون اهل العراق والشرق الاوسط والعربان المتخلفين عن ركب الحضارة والانسانية .                                           

هل حقا ان الانسان العربي يستحق ان تضحي الولايات المتحدة بما ضحت لتنقلنا الى عالم التمدن والتحرر والتطور الانساني الذي بتنا ابعد ما نكون عنه .       

وبحجة ادخال الديقراطية الى الوطن العربي وكانت البوابة هي العراق , رعت الصهيونية العالمية  ظهور الاحزاب الاسلامية التي انشأتها منذ زمن بعيد وحاربت بواسطتها الدول القومية وزعزت الاستقرار والامن فيها وقامت بتدمير هذه الدول بحجة الفكر الاسلامي والدولة الاسلامية فكانت احزابا اسلامية متنوعة الولاء والاتجاهات , شيعية وسنية وقسمت هذه الاحزاب الى احزاب متناظرة متنافرة متعادية حتى في المذهب الواحد ليسهل السيطرة من خلالها على الوطن العربي المتشرذم المنهك .                                                                        

ما فعله الامريكان في العراق انهم سلموا زمام الامور بيد احزاب اسلامية متخلفة لاتؤمن بنظام ديمقراطي ولا ببناء دولة عصرية من كلا المذاهب والاتجاهات فنشأت دولة متخلفة متضاربة المصالح فيما بينها داخليا وخارجيا وما حدث في العراق خير دليل على ما تحقق على يد الامريكان فبالاضافة لما حققوه من اضعاف للدول العربية وانهاك لمجتنعاتها واقتصاداتها فانهم دمروا المجتمع العربي باكمله وما سياتي لاحقا من حروب طائفية سوف تحرق الاخضر واليابس وتدمر البلاد والعباد كفيل بان تضمن اسرائيل امنها القومي وسيطرتها لاحقا على منطقة الشرق الاوسط برمتها .                                                                                            

لو كانت الولايات المتحدة الامريكية تريد فعلا بناء نظام حضاري متطور في العراق يكون مركز اشعاع للديمقراطية المطلوب ايجادها في الشرق الاوسط ما سلطت علينا احزاب اسلامية فاشلة متخلفة ادت الى تدمير العراق واججت الصراع المذهبي والذي سيفتك ببلدنا والذي سيؤدي لاحقا ليس الى تشرذم وتقسيم العراق فقط وانما سيؤدي وهو الاهم الى تزايد روح الكراهية الى كل ما يمت الى الاسلام من قريب او من بعيد .                                                          

صرنا نكره نحن اهل العراق او قل الغالبية منا ليس رجال الدين وحسب بل اصبحنا نكره كل ما هو اسلامي وما ينتمي الى الاسلام حتى بتنا نرحب بكل اتجاه ولو كان الحاديا لنتخلص من هذه المعاناة التي نعيشها وسياتي قريبا اليوم الذي يخلع فيه رجال الدين حتى الصالحين منهم عماماتهم ويشدوها على اوراكهم ليرقصوا بواسطتها رقص المجانين السكارى لينقذوا انفسهم واهليهم من تهمة التدين                                    

وهذا هو اهم ما ارادت الصهيونية العالمية ان توصلنا اليه حيث صار المسلم بنظر العالم رمزا للارهاب وبتنا نخجل حتى التصريح باننا ننتمي للاسلام .

http://www.alnoor.se/article.asp?id=245660

الحوار الداخلي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك