حوار بريء بشأن الإرهاب والإرهابيين!
هل صحيح أن من العسير تحديد مفهوم الإرهاب، ومن هم الإرهابيون؟ وإذا كان الأمر كذلك وإن الإرهاب مفهوم غامض وظاهرة غير قابلة للتعريف، وأسابها ودوافعها وأشكلها غير محددة على وجه الدقة واليقين دوليا، فكيف يتيسر لكائن من كان وصم الأفراد أو الأحزاب والجماعات وأحيانا الدول بسمة الإرهاب؟ وإحالة المتهمين به إلى المحاكم ومقاضاتهم عن تهمة غير قابلة للقياس، هذا التساؤل لم يدر بخلدي قبل أن يفاجئني حفيدي وهو طالب إعدادي بأسئلة غير عادية، جعلتني أتصور العالم كله يدور في حلقة مفرغة حين يرفع لافتة محاربة الإرهاب، ولا يعرف ماهية الإرهاب بحدود!
كلف حفيدي بإعداد تقرير عن شخصية أسهم في تغيير وجه بلاده، وبمحدودية تجاربه راح يبحث، عن ياسر عرفات، غاندي، مانديلا، وصدام حسين، الشاعر احمد شوقي، وبعد البحث راح يسألني: لماذا كل الشخصيات المهمة طوردوا واعتقلوا وعذبوا وسجنوا وقضوا سنيين طويلة في غياهب السجون وخارج أوطانهم قبل أن يصبحوا زعماء هادين مهديين؟ ومنهم زعماء حكموا بلادهم واعترف بهم العالم وتعامل معهم ثم اتهموا بالإرهاب! وسألني: أكان يمكن لابن لادن لو سجن ولم يقتل أن يأتي زمن يصبح فيه بطلا؟ كما أصبح من قبله أبطالا بعد أن كانوا مجرمين بحكم القانون. ثم قال: كأني بمن يريد أن يخدم وطنه ويصبح زعيما عليه أن يكون إرهابيا في طور من أطوار حياته؟
وأضاف: الأسد قتل 160 ألف سوري وهجر الملايين، ولما أرادت فرنسا إحالته إلى المحكمة الدولية لتنظر فيه وفي نظامه، أهو بريء أم مجرم؟ رفضت روسيا والصين فعطلتا العدالة وحميتا الإرهاب، وتساءل كيف تنسخ دولتان أصوات ثلاث عشرة دولة تريد مقاضاته، أين الديمقراطية وحكم الصندوق من مقاضاة الإرهابيين، وخلال النقاش كان يقول، الإرهابي من يقتل الناس ويسلبهم حق الحياة، فكل إنسان يسلب الآخرين حق من حقوقهم بالقوة إرهابي، قلت له نعم، قال أوباما بحكم أنه رئيس اكبر دولة ساوم الفلسطينيين وهددهم وتوعدهم علنا ليمنعهم من ممارسة حقهم الطبيعي بالانضمام إلى جمعيات دولية سمح لهم القانون الدولي بالانضمام إليها، مع انه منح جائزة السلام، إذن هو إرهابي وليس نصيرا للسلام. وهل إسرائيل حينما تبني بيوتا للصهاينة الوافدين إليها من أنحاء العالم وتهد بيوت أهل الأرض الفلسطينيين ليست إرهابية، لماذا منع العالم محاكمة بشار وصدق روسيا؟ ولم يتوقف بوش عن غزو العراق حين لم توافق بعض الدول بمجلس الأمن على شن الحرب على العراق؟ ولماذا لم تتفاهم أمريكا مع صدام بالتي هي أحسن؟ ولماذا لم تتفاهم روسيا مع أوكرانيا؟ ولماذا لم تتفاهم فرنسا مع مالي؟ ولماذا تزود أمريكا المالكي بالسلاح ليقتل أطفال الفلوجة ولا تنصحه بالتوقف عن قصف المدن وإعطاء الناس حقوقها ولا تسمع منظمة هيومن رايتس ووتش التي أقرت بمهاجمة قوات المالكي للمدنيين في الفلوجة ببراميل متفجرة عمياء؟ لماذا الدولة التي لها جيوش قوية تُهاب وتُحترم وتفعل ما تريد بغير حساب، ودائما قضاياها عادلة وقضايا غيرها إرهابية؟ وبالنهاية قال لي: انا محتار وما عدت اصدق بما يكتب هناك أشياء خافية ما دمت لا أعرفها.
اضطررت أن أقول له أنت تقول الدول العظمى القوية قضاياها عادلة، ولكي نكون دولة قوية علينا الاهتمام بالعلم والابتكارات والاختراعات لتحسين حياتنا حتى نصبح أقوياء نصون حقوقنا نبتعد عن العنف والقتل والحروب التي تسيل فيها الدماء ويسقط فيها أبرياء لا ذنب لهم، وهذه مهمتكم انتم الشباب، صمت حفيدي عن غير قناعة، وللحقيقة اختلط لدي الشعور بالرضا حيث كنت اشتري الصحف ثم اتركها في البيت ولم يدر بخلدي أن الطفل يقرأ ويتابع، فكأني أسهمت في تفتح آفاقه الفكرية، ولا اخفي إحساسي بالرهبة والرعب من أن هذه الأفكار التي لا تجد جوابا شافيا تغرس في نفسه الإحساس بالظلم والقهر الذي قد لا تحمد عقباه، ترى لو أحلنا السؤال إلى أوباما وكل الرؤساء والسياسيين هل يستطيعون الإجابة على تساؤل هذا الطفل الذي لم يتجاوز الخامسة عشرة ويقنعوه بأن علينا التفاهم والتعامل بالحكمة والرفق والسلام وننبذ العنف؟ فمن يا ترى يدفع الأبرياء إلى الإرهاب؟ ومن هو الإرهابي الحقيقي الذي ينبغي محاسبته أولا الأفراد أم الدول التي تصنع الإرهاب؟
- See more at: http://www.alnoor.se/article.asp?id=245022#sthash.EIy49diN.dpuf
هل صحيح أن من العسير تحديد مفهوم الإرهاب، ومن هم الإرهابيون؟ وإذا كان الأمر كذلك وإن الإرهاب مفهوم غامض وظاهرة غير قابلة للتعريف، وأسابها ودوافعها وأشكلها غير محددة على وجه الدقة واليقين دوليا، فكيف يتيسر لكائن من كان وصم الأفراد أو الأحزاب والجماعات وأحيانا الدول بسمة الإرهاب؟ وإحالة المتهمين به إلى المحاكم ومقاضاتهم عن تهمة غير قابلة للقياس، هذا التساؤل لم يدر بخلدي قبل أن يفاجئني حفيدي وهو طالب إعدادي بأسئلة غير عادية، جعلتني أتصور العالم كله يدور في حلقة مفرغة حين يرفع لافتة محاربة الإرهاب، ولا يعرف ماهية الإرهاب بحدود!
كلف حفيدي بإعداد تقرير عن شخصية أسهم في تغيير وجه بلاده، وبمحدودية تجاربه راح يبحث، عن ياسر عرفات، غاندي، مانديلا، وصدام حسين، الشاعر احمد شوقي، وبعد البحث راح يسألني: لماذا كل الشخصيات المهمة طوردوا واعتقلوا وعذبوا وسجنوا وقضوا سنيين طويلة في غياهب السجون وخارج أوطانهم قبل أن يصبحوا زعماء هادين مهديين؟ ومنهم زعماء حكموا بلادهم واعترف بهم العالم وتعامل معهم ثم اتهموا بالإرهاب! وسألني: أكان يمكن لابن لادن لو سجن ولم يقتل أن يأتي زمن يصبح فيه بطلا؟ كما أصبح من قبله أبطالا بعد أن كانوا مجرمين بحكم القانون. ثم قال: كأني بمن يريد أن يخدم وطنه ويصبح زعيما عليه أن يكون إرهابيا في طور من أطوار حياته؟
وأضاف: الأسد قتل 160 ألف سوري وهجر الملايين، ولما أرادت فرنسا إحالته إلى المحكمة الدولية لتنظر فيه وفي نظامه، أهو بريء أم مجرم؟ رفضت روسيا والصين فعطلتا العدالة وحميتا الإرهاب، وتساءل كيف تنسخ دولتان أصوات ثلاث عشرة دولة تريد مقاضاته، أين الديمقراطية وحكم الصندوق من مقاضاة الإرهابيين، وخلال النقاش كان يقول، الإرهابي من يقتل الناس ويسلبهم حق الحياة، فكل إنسان يسلب الآخرين حق من حقوقهم بالقوة إرهابي، قلت له نعم، قال أوباما بحكم أنه رئيس اكبر دولة ساوم الفلسطينيين وهددهم وتوعدهم علنا ليمنعهم من ممارسة حقهم الطبيعي بالانضمام إلى جمعيات دولية سمح لهم القانون الدولي بالانضمام إليها، مع انه منح جائزة السلام، إذن هو إرهابي وليس نصيرا للسلام. وهل إسرائيل حينما تبني بيوتا للصهاينة الوافدين إليها من أنحاء العالم وتهد بيوت أهل الأرض الفلسطينيين ليست إرهابية، لماذا منع العالم محاكمة بشار وصدق روسيا؟ ولم يتوقف بوش عن غزو العراق حين لم توافق بعض الدول بمجلس الأمن على شن الحرب على العراق؟ ولماذا لم تتفاهم أمريكا مع صدام بالتي هي أحسن؟ ولماذا لم تتفاهم روسيا مع أوكرانيا؟ ولماذا لم تتفاهم فرنسا مع مالي؟ ولماذا تزود أمريكا المالكي بالسلاح ليقتل أطفال الفلوجة ولا تنصحه بالتوقف عن قصف المدن وإعطاء الناس حقوقها ولا تسمع منظمة هيومن رايتس ووتش التي أقرت بمهاجمة قوات المالكي للمدنيين في الفلوجة ببراميل متفجرة عمياء؟ لماذا الدولة التي لها جيوش قوية تُهاب وتُحترم وتفعل ما تريد بغير حساب، ودائما قضاياها عادلة وقضايا غيرها إرهابية؟ وبالنهاية قال لي: انا محتار وما عدت اصدق بما يكتب هناك أشياء خافية ما دمت لا أعرفها.
اضطررت أن أقول له أنت تقول الدول العظمى القوية قضاياها عادلة، ولكي نكون دولة قوية علينا الاهتمام بالعلم والابتكارات والاختراعات لتحسين حياتنا حتى نصبح أقوياء نصون حقوقنا نبتعد عن العنف والقتل والحروب التي تسيل فيها الدماء ويسقط فيها أبرياء لا ذنب لهم، وهذه مهمتكم انتم الشباب، صمت حفيدي عن غير قناعة، وللحقيقة اختلط لدي الشعور بالرضا حيث كنت اشتري الصحف ثم اتركها في البيت ولم يدر بخلدي أن الطفل يقرأ ويتابع، فكأني أسهمت في تفتح آفاقه الفكرية، ولا اخفي إحساسي بالرهبة والرعب من أن هذه الأفكار التي لا تجد جوابا شافيا تغرس في نفسه الإحساس بالظلم والقهر الذي قد لا تحمد عقباه، ترى لو أحلنا السؤال إلى أوباما وكل الرؤساء والسياسيين هل يستطيعون الإجابة على تساؤل هذا الطفل الذي لم يتجاوز الخامسة عشرة ويقنعوه بأن علينا التفاهم والتعامل بالحكمة والرفق والسلام وننبذ العنف؟ فمن يا ترى يدفع الأبرياء إلى الإرهاب؟ ومن هو الإرهابي الحقيقي الذي ينبغي محاسبته أولا الأفراد أم الدول التي تصنع الإرهاب؟
- See more at: http://www.alnoor.se/article.asp?id=245022#sthash.EIy49diN.dpuf
هل صحيح أن من العسير تحديد مفهوم الإرهاب، ومن هم الإرهابيون؟ وإذا كان الأمر كذلك وإن الإرهاب مفهوم غامض وظاهرة غير قابلة للتعريف، وأسابها ودوافعها وأشكلها غير محددة على وجه الدقة واليقين دوليا، فكيف يتيسر لكائن من كان وصم الأفراد أو الأحزاب والجماعات وأحيانا الدول بسمة الإرهاب؟ وإحالة المتهمين به إلى المحاكم ومقاضاتهم عن تهمة غير قابلة للقياس، هذا التساؤل لم يدر بخلدي قبل أن يفاجئني حفيدي وهو طالب إعدادي بأسئلة غير عادية، جعلتني أتصور العالم كله يدور في حلقة مفرغة حين يرفع لافتة محاربة الإرهاب، ولا يعرف ماهية الإرهاب بحدود!
كلف حفيدي بإعداد تقرير عن شخصية أسهم في تغيير وجه بلاده، وبمحدودية تجاربه راح يبحث، عن ياسر عرفات، غاندي، مانديلا، وصدام حسين، الشاعر احمد شوقي، وبعد البحث راح يسألني: لماذا كل الشخصيات المهمة طوردوا واعتقلوا وعذبوا وسجنوا وقضوا سنيين طويلة في غياهب السجون وخارج أوطانهم قبل أن يصبحوا زعماء هادين مهديين؟ ومنهم زعماء حكموا بلادهم واعترف بهم العالم وتعامل معهم ثم اتهموا بالإرهاب! وسألني: أكان يمكن لابن لادن لو سجن ولم يقتل أن يأتي زمن يصبح فيه بطلا؟ كما أصبح من قبله أبطالا بعد أن كانوا مجرمين بحكم القانون. ثم قال: كأني بمن يريد أن يخدم وطنه ويصبح زعيما عليه أن يكون إرهابيا في طور من أطوار حياته؟
وأضاف: الأسد قتل 160 ألف سوري وهجر الملايين، ولما أرادت فرنسا إحالته إلى المحكمة الدولية لتنظر فيه وفي نظامه، أهو بريء أم مجرم؟ رفضت روسيا والصين فعطلتا العدالة وحميتا الإرهاب، وتساءل كيف تنسخ دولتان أصوات ثلاث عشرة دولة تريد مقاضاته، أين الديمقراطية وحكم الصندوق من مقاضاة الإرهابيين، وخلال النقاش كان يقول، الإرهابي من يقتل الناس ويسلبهم حق الحياة، فكل إنسان يسلب الآخرين حق من حقوقهم بالقوة إرهابي، قلت له نعم، قال أوباما بحكم أنه رئيس اكبر دولة ساوم الفلسطينيين وهددهم وتوعدهم علنا ليمنعهم من ممارسة حقهم الطبيعي بالانضمام إلى جمعيات دولية سمح لهم القانون الدولي بالانضمام إليها، مع انه منح جائزة السلام، إذن هو إرهابي وليس نصيرا للسلام. وهل إسرائيل حينما تبني بيوتا للصهاينة الوافدين إليها من أنحاء العالم وتهد بيوت أهل الأرض الفلسطينيين ليست إرهابية، لماذا منع العالم محاكمة بشار وصدق روسيا؟ ولم يتوقف بوش عن غزو العراق حين لم توافق بعض الدول بمجلس الأمن على شن الحرب على العراق؟ ولماذا لم تتفاهم أمريكا مع صدام بالتي هي أحسن؟ ولماذا لم تتفاهم روسيا مع أوكرانيا؟ ولماذا لم تتفاهم فرنسا مع مالي؟ ولماذا تزود أمريكا المالكي بالسلاح ليقتل أطفال الفلوجة ولا تنصحه بالتوقف عن قصف المدن وإعطاء الناس حقوقها ولا تسمع منظمة هيومن رايتس ووتش التي أقرت بمهاجمة قوات المالكي للمدنيين في الفلوجة ببراميل متفجرة عمياء؟ لماذا الدولة التي لها جيوش قوية تُهاب وتُحترم وتفعل ما تريد بغير حساب، ودائما قضاياها عادلة وقضايا غيرها إرهابية؟ وبالنهاية قال لي: انا محتار وما عدت اصدق بما يكتب هناك أشياء خافية ما دمت لا أعرفها.
اضطررت أن أقول له أنت تقول الدول العظمى القوية قضاياها عادلة، ولكي نكون دولة قوية علينا الاهتمام بالعلم والابتكارات والاختراعات لتحسين حياتنا حتى نصبح أقوياء نصون حقوقنا نبتعد عن العنف والقتل والحروب التي تسيل فيها الدماء ويسقط فيها أبرياء لا ذنب لهم، وهذه مهمتكم انتم الشباب، صمت حفيدي عن غير قناعة، وللحقيقة اختلط لدي الشعور بالرضا حيث كنت اشتري الصحف ثم اتركها في البيت ولم يدر بخلدي أن الطفل يقرأ ويتابع، فكأني أسهمت في تفتح آفاقه الفكرية، ولا اخفي إحساسي بالرهبة والرعب من أن هذه الأفكار التي لا تجد جوابا شافيا تغرس في نفسه الإحساس بالظلم والقهر الذي قد لا تحمد عقباه، ترى لو أحلنا السؤال إلى أوباما وكل الرؤساء والسياسيين هل يستطيعون الإجابة على تساؤل هذا الطفل الذي لم يتجاوز الخامسة عشرة ويقنعوه بأن علينا التفاهم والتعامل بالحكمة والرفق والسلام وننبذ العنف؟ فمن يا ترى يدفع الأبرياء إلى الإرهاب؟ ومن هو الإرهابي الحقيقي الذي ينبغي محاسبته أولا الأفراد أم الدول التي تصنع الإرهاب؟
- See more at: http://www.alnoor.se/article.asp?id=245022#sthash.EIy49diN.dpuf