هل هناك شعب كذوب وآخر أقل كذباً

عبد العزيز المحمد الذكير

    قرأت أن الأبحاث تُجرى على طرح مُنتج جديد من الهواتف النقالة. وميزة ذاك الهاتف -لو صدق ماقيل عنه- أنه (أي الهاتف) يُصاب بالخرس عندما يكذب حامله وهو يتحدّث إلى الطرف الآخر. اعتماداً على كيميائية دم المتحدث.. وانفعاله، أو نبضات العروق واختلاف عملية التنفس. وقد علّق أحد المتابعين عندنا بقوله إن الخشية بأن تخسر شركة الاتصالات..!

 ظنّ البشر في مرحلة من مراحل حياته أنه سيصل إلى تحقيق وسيلة أو أداة تقنية أو دواء يعطّل المقدرة الطبيعية أو الشحنة التي تُعطي الإنسان ضوءاً أخضر لكي يكذب.. ولكن الزمن بمعطياته الكثيرة يزيد الرغبة والشهوة والتفنّن في الكذب، سواءً كان ذلك الكذب خيراً أو شرّاً أو بينهما.

وأقول إن الكذب صار عند الكثير من الناس رغبة ومراماً ومبتغى وإدماناً لا يستطيعون الفكاك منه.

في مجتمع متدين جداً، قال راعي الكنيسة لحضوره:

يوم الأحد القادم سيكون حديثنا وموعظتنا عن الكذب وأريد منكم قراءة الفصل السابع عشر من إنجيل مرقص. وذلك كي نتهيأ للحديث والتوسع والنقاش في هذه المادة المنبوذة.. والعادة القبيحة.. الكذب.

وفي اليوم المحدد طلب القس ممن قرأ ذلك الفصل، من الحضور رفع يده فرفع أكثر من نصف الحضور أياديهم. فضحك كاهن الكنيسة.. قائلاً لهم إنه لا يوجد شيء اسمه الفصل السابع عشر في ذلك الكتاب الذي ذكرته.

هنا نشاهد أنه حتى من جاء إلى الكنائس لسماع المواعظ يظل يجافي الصدق، خصوصاً إذا كان يعلم أن كذبه لن ينتهي به في التحقيق والمساءلة.

أمام ذلك كتب بعض المهتمين أن الناس في الواقع يفاجئهم الصدق لا الكذب، في إشارة الى انتشار هذه السلبية بين الناس. وقرأت وجهة نظر باحثة نفسية تقول: لربما كذبت المرأة في عمرها ومكان شراء ملابسها.

أمام ذلك جاء خبر طريف آخر وتناول هذه الآفة البغيضة ومفاده أن الرجال في ألمانيا لديهم طرق للعيش في سلام مع زوجاتهم، فهم يكذبون عليهن في كل شيء، ابتداء من مستوى دخلهم وحتى الادعاء بأنهم لا ينظرون إلى أي امرأة أخرى.

وكشف الاستطلاع الذي قالت وكالة الأنباء الألمانية أنه شمل 1066 من الرجال الألمان تتراوح أعمارهم بين 20 و60 عاماً أن الرجال يكذبون فيما يتعلق بالمال ليبدو كالعباقرة في الشؤون المالية ولتجنب الدخول في مجادلات مع زوجاتهم.

وأنا ممن يقرون تركيب ذلك النظام في سنترالات الوزارات وشركات والخدمات، وأيضاً مكاتب سكرتارية المسؤولين الكبار.

وعجز الباحثون عن الإجابة للعنوان الذي طرحته أعلاه.

وأظن الموضوع سيبقى غيبياً.

http://www.alriyadh.com/938200

الحوار الداخلي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك