بعض مخاوف المستقبل.. الماء والغذاء !

د. فايز بن عبدالله الشهري

    لا أحد يعلم ماذا يخبئ لنا المستقبل سوى الله وحده، وهذه حقيقة إيمانيّة لا مماراة فيها. ولكن مجالات دراسات مؤشرات المستقبل جزء من التخطيط والاستعداد له وهو باب شرعي أيضا ما يدعونا للحوار حوله وسبل الإعداد له.

والراصد لدراسات المستقبل يجد أن معظم النتائج تتفق على أن أكبر مشكلتين يُتوقع أن تكونا أساس الصراع والفناء البشري هما: مشكلة نقص الغذاء، وتوقعات ندرة الماء. وفي هذا السياق تكشف دراسات المعاهد المتخصصة عن أن خطر نقص المياه بحلول عام 2050 سيهدّد أكثر من نصف سكان العالم ويؤثر أيضا في أكثر من نصف إنتاج الحبوب العالمي. والمتتبع لمؤشرات هذه القضايا يعلم أن المقدمات باتت واضحة إذ يوجد حاليا أكثر من 3.4 ملايين شخص يموتون سنويا من تلوث ونقص المياه ومشكلات الصرف الصحي ولأسباب تتعلق بالنظافة.

وفي مجال الغذاء أطلقت الحكومة الأمريكيّة نداءات مؤخرا مطالبة أن ترتفع إمدادات الأغذية العالميّة بنسبة 50% لتلبية الطلب المتوقع في السنوات العشرين المقبلة. وحيث يعتمد العالم اليوم في غذائه على عدد من الدول من بينها الولايات المتحدة والبرازيل وبالطبع الصين والهند ودول أوروبا وأستراليا. وقد اتّضحت معالم طرفي المشكلة بين المنتج والمستهلك عام 2008 م حين ضربت الأزمة الغذائيّة العالميّة منبئة عن الخطر القادم لأسباب كثيرة. وأطرف تلك الأسباب تقول إن تحسّن أحوال الناس في الهند والصين مكّن الفقراء وطبقة العمال من تناول وجبتين منتظمتين يوميا ما جعلهم يستهلكون جزءا مهما من حصص التصدير.

وهذا السبب بدوره أدى إلى قلّة المعروض ومعه القلق في دول الاستهلاك ومنها نحن في هذا الجزء من العالم. والسؤال هنا ماذا ستكون عليه حالنا لو قاد الازدهار الاقتصادي إلى المزيد من الرفاه في الهند والصين ومكّن كلّ الناس هناك من تناول ثلاث وجبات منتظمة يوميا؟

وفي الوقت الحالي يصنّف البنك الدولي حوالي 22 دولة في جميع أنحاء العالم بأنها تحت خط الفقر المائي منها تسع دول تقع في منطقة الشرق الأوسط. ومع هذا الفقر في المياه نجد أن الهدر المائي في العالم العربي يرتفع عن المعدل العالمي إلى حد يعد فيه المستهلك السعودي ثالث أعلى مستهلك للمياه في العالم بمعدل 231 لتراً يومياً وهذا ضعف استهلاك الفرد العالمي.

وفي جانب نقص الغذاء يؤكد البنك الدولي في تقريره لهذا العام (2014) أن العالم (يهدر) ما نسبته 25% إلى 33% من الغذاء المخصص للاستهلاك. وهو ما دفع مدير البنك الدولي إلى التساؤل عن حال ملايين الناس حول العالم الذين ينامون جوعى في العراء، ومع ذلك ينتهي المطاف بملايين الأطنان من الغذاء في حاويات القمامة أو تفسد في الطريق إلى الأسواق.

والسؤال اليوم .. ونحن نعيش بكرم الله ومنّته في عصر السنبلات الخضر هل يمكن أن نعين القوي الأمين فينا لينهج منهج سيدنا يوسف عليه السلام استعدادا للسنين المقبلات؟

*مسارات

قال ومضى: قد تملك الحقيقة ألف عنوان ولكن بابها الوحيد مفتاحه الكرامة.

http://www.alriyadh.com/936872

الحوار الداخلي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك