دور الأمن الفكري في تعزيز التقريب بين المذاهب الإسلامية

قد يتعرض مفهوم “الأمن الفكري” في زمن الربيع العربي وحركية الوجدان الفكري العالمي، إلى سؤال معرفي شديد الالتباس والتعقيد، لا سيما وانه مطلب أساسي لاستقرار الحياة. فالأمن الذي يحققه السلام الفكري شرط أولي لكل مجتمع يخطط للحياة ويسعى للنمو والتطور والتقدم والازدهار. فإذا كنا نتفق بإجماع على أن مفهوم السلام الأمني الذي يعني حفظ وحماية حقوق الأفراد وحرياتهم في المجتمع من خلال ما يسمى بالأمن الحسي، فهل نتفق حول كيفية ضبط الأمن الفكري أو الفكر السلمي في المجتمع ؟ كيف نحدد جوهر العلاقة بين الأمن الحسي والأمن الفكري؟ هل يمكن أن يتحقق الأمن المجتمعي لمجتمع ما دون وجود السلام الفكري الذي يمنح للفرد ضمان حماية حقوقه الفكرية وحريته الإنسانية ؟وهل يمكن حماية الأمن الشامل للمؤسسات الاجتماعية والمدنية في ظل تغييب الاهتمام والتركيز على السلام والأمن الفكري ؟
ولنفهم أيضا كيف يستمرئ الإنسان القتل والاحتراب ويرفض السلم والوئام؟ هل هناك مفاهيم عقدية أو دينية أو أخلاقية وراء ذلك؟.
التطرف الفكري هو مشكلة أمنية في حد ذاته. والانحراف الفكري والسلوكي ليس سمة لازمة لفكر أو دين أو مجتمع أو زمن أو مكان معين، وإن اختلفت درجاته بين هذه المتغيرات. الانحراف الفكري، أحد أهم مهددات الأمن العام والسلم الاجتماعي، خصوصاً في هذه المرحلة من تاريخ العالم ، التي تتسم بالصراع الحضاري ، الضمني والمكشوف إن ما نشاهده اليوم من مظاهر عنف واحتراب مذهبي يستدعي العودة إلى الذات لمراجعتها ونقدها، والوقوف على مواضع الخلل فيها لتقويمها ومعالجتها. ثم الارتكاز إلى قيم جديدة تستبعد الكراهية والحقد، وتنفتح على قيم الإنسانية والدين. وهذا يتطلب الغوص في أعماق الفكر بحثا عن جذور المشكلة. أي ينبغي البحث عن الدوافع الحقيقية وراء ثقافة العنف المجتمعي. وتقصي المفاهيم المسئولة عن صياغة البنى الفكرية والمعرفية لاتجاهين أساسين:
الاتجاه الأول : يتلخص في البحث عن أسباب اكتساب الأشخاص لعدوانية موجهة دينيا تجاه الآخر، أيا كان الآخر داخلياً أم خارجياً، دينياً سياسيا، ويمثله تيار ديني متطرف: سعر أجواء الخلافات المذهبية وجذرها داخليا بتكريس صور نمطية متبادلة تختزن حالة الاحتراب المذهبي والفكري ، وخارجيا يعارض المدنية الحديثة وكل ما يتصل بالتقدم الحضاري، فهي من وجهة نظرهم، ليست إلا فسادا في الأخلاق، وتفككا في الأسر وجمودا في العلاقات الاجتماعية، فهم يرون أن الحضارة تجعل الفرد يعيش لنفسه ملبيا لرغباتها متنكرا للآداب والفضيلة. ولذا فكل جانب يرفض فكر الآخر ويقاومه، وينظر إليه نظرة ريب وشك دون تمحيص وتقويم.
والاتجاه الثاني: يركز على البحث في أسباب اكتساب الأشخاص لعدوانية موجهة ثقافيا اتجاه القيم والمبادئ الأخلاقية لنشر قيم الانحلال والضياع والصراع المجتمعي من نوع آخر. ويمثله تيار علماني: يدعو إلى بناء الحياة على أساس دنيوي وغير مرتبط بالأصول الشرعية ولا بالتقاليد والعادات والموروثات الاجتماعية الأصيلة، هي من وجهة نظر أصحاب هذا الاتجاه، عوائق في طريق التقدم والانطلاق نحو الحضارة.
إن عملية ربط علاقة الوسطية بالسلام الفكري تقتضي توظيف العلوم الاجتماعية لتكشف لنا عن طبيعة التفاعل بين التربية على منهج الوسطية والحوار الفكري من حيث هو صيغة عملية تشيع جو السلام والتعايش بين مختلف الانتماءات الفكرية والمذهبية وتزيل التوتر في العلاقات داخل المجتمع.
ومن هذا المنطلق جاء هذا البحث ليناقش أربعة محاور.
أولها : مفهوم الأمن الفكري ؟
الثاني : الوسطية والأمن الفكري.
الثالث : أساليب ووسائل الغزو الفكري والأخلاقي.
الرابع: آليات مواجهة العنف الفكري والأخلاقي قراءة في استشراف المستقبل.

الوسطية والأمن الفكري
أصبحت الوسطية عملية صعبة التعريف بسبب الالتباس في وضع حدود لها. فالوسطية ليست إجماعاً، إنها سعة تحتمل التناقض والخلاف، وحتى الصراع، إذ إنه لا يمكن أن نقول إن كل صراع فيه أطراف متطرفة.
إن الوسطية تختلف باختلاف المجتمعات وتنوعها ، فالوسطية في المجتمع الشرقي لا تتطابق مع الوسطية في المجتمع الغربي مثلاً، والوسطية في التيار الماركسي ليس هي ذاتها الوسطية في التيار القومي والإسلامي أو التغريبي، فالباحث حينما يصحح مفاهيم الوسطية لابد أن يدرس الأفراد داخل المجتمع المخاطب، وكيف يفهم الوسطية وما هي الوسطية المرادة منه.
اذن الوسطية ليس مجرد مفهوم يراد استنباته ضمن النسق القيمي للمجتمع, وإنما هو نسق ثقافي وفكري وعقيدي مغاير، لـه آليته في العمل، وأسلوبه في التأثير، ومنهجه في التفكير، وطريقته في الاشتغال. فلا يمكن سيادة قيم الوسطية مالم تكتمل جميع مقدماته. أي ان قيم الوسطية تقوم على سلسلة عمليات فكرية وثقافية يخضع لـها الفرد والمجتمع كي يعمل بشكل صحيح ومؤثر.
ونحن إذا ماحاولنا استقراء مفهوم اللاسلام الفكري سنخلص إلى انه أحد أهم مهددات الأمن العام والسلم الاجتماعي ، خصوصاً في هذه المرحلة من تاريخ العالم ، التي تتسم بالصراع الحضاري ، الضمني والمكشوف لأن الانحراف الفكري والسلوكي ليس سمة لازمة لفكر أو دين أو مجتمع أو زمن أو مكان معين ، وإن اختلفت درجاته بين هذه المتغيرات.
والانحراف الفكري مفهوم شائع ومدروس في علم الاجتماع بشكل عام ، وفي مجالات علم الاجتماع الجنائي وعلم الإجرام على وجه الخصوص ، حيث ينسحب المفهوم على السلوك غير السوي، والذي قد يؤدي إلى مخالفة الشريعة والنظام ، ومن خلال ارتكاب أفعال، أو القيام بأعمال تتنافى مع القيم والعقائد والنظام وتتطلب محاكمة مرتكبيها ومعاقبتهم ، والانحراف الفكري قد يكون سبباً رئيساً للانحراف السلوكي.
وأداة الانحراف الفكري : هي ” العقل ” وهدفه التأثير في العقول الأخرى . لتغيير الواقع الفكري للأمة، والتشكيك في ثوابتها، وهو خروج بدرجة أو بأخرى، من منظومة القيم ، وقد يكون نتيجة لمؤثرات خارجية (الغزو الثقافي). أو تفاعلات نفسية لها أسبابها السياسية والاقتصادية والاجتماعية كما قد ينتج من التعرض لعملية غسيل دماغ مدروس من قبل اتجاهات فكرية أو حزبية أو مذهبية معينة، أو من خلال الانفتاح المطلق والاستتباع الكلي للمؤثرات الفكرية الغربية ، وعدم التحصّن أمام سلبيات الثقافات الأخرى.

آليات ووسائل الغزو الفكري والأخلاقي وأثره على زعزعة الأمن الفكري
يعتبر الفكر البشرى ركيزة هامة وأساسية فى حياة الشعوب على مر العصور ومقياساً لتقدم الأمم وحضارتها ، وتحتل قضية السلام الفكري مكانه هامة فى أولويات المجتمع الذى تتكاتف وتتآزر جهود أجهزته الحكومية والمجتمعية لتحقيق مفهوم الأمن الفكري تجنباً لتشتت الشعور الوطنى أو تغلغل التيارات الفكرية المنحرفة ، وبذلك تكون الحاجة إلى تحقيق الأمن الفكري هى حاجة ماسة لتحقيق الأمن والاستقرار الإجتماعى.
ويمكن القول أن الأمن الفكري لكل مجتمع يهدف إلى الحفاظ على هويته إذ فى حياة كل مجتمع ثوابت تمثل القاعدة التى تبنى عليها وتعد الرابط الذى يربط بين أفراده وتحدد سلوك أفراده وتكيف ردود أفعالهم تجاه الأحداث وتجعل للمجتمع استقلاله وتميزه وتضمن بقاؤه فى الأمم الأخرى.
وتعانى الدول على اختلاف أيديولوجياتها من ظواهر الانحراف والغزو الفكري والأخلاقي والتى أفرزتها الاتجاهات الفكرية المعادية محاولة الوصول إلى أهداف إستراتيجية مؤداها السيطرة على توجهات هذه الدول الاجتماعية والسياسية ، وتتفاوت الدول فى مدى تأثرها بهذه الأفكار والاتجاهات ومن الدول ما يؤهلها رصيدها الثقافي والحضاري والديني على مجابهة هذه الأفكار والمعتقدات ومنها ما يسهل التأثير عليه تحت ضغط الظروف الاقتصادية والاجتماعية.
لعل أول ضحايا الانحراف الفكري هو الفكر نفسه الذي ينتمي إليه المنحرفون فكرياً ، حيث إن ثوابت وقيم هذا الفكر وفرضياته ومنطلقاته، تصبح مجالاُ للتشكيك ، بما ينعكس على المؤمنين بهذا الفكر فتهتز قناعاتهم، ويتزعزع تماسكهم كجماعة فكرية أو مؤمنة، في مقابل الفكر الأخر.
والضرورات الخمس للفرد المسلم وللمستأمن وللفئات الاجتماعية المختلفة تتأثر بطريق مباشر وغير مباشر ، عبر الزمان وعبر المكان بالانحراف الفكري. والانحراف يصيب أول مايصيب ” عقل ” و” دين ” المنحرف نفسه. ثم يتعداه إلى استهداف عقول ” ” وعقائد ” وقيم الآخرين . وزعزعة أمن واستقرار المجتمعات بمايلي :
- التهديد المادي والمعنوي المباشر للضرورات الخمس، وللأفراد والجماعات، وتحطيم المكتسبات العامة والخاصة .
- إشاعة جو من الخوف في المجتمع .
- إيجاد نوع من الاستقطاب الفكري العقدي والسياسي والاجتماعي.
- هز القناعات الفكرية والإيمانية والثوابت العقدية والتشويش على العامة.

الإعلام ودوره في الغزو الفكري:
تعتبر مسألة الغزو الثقافي والإعلامي من أولى المسائل التي واجهت وتواجه الأمة الإسلامية والوطن العربي تحديدا.
فمما لا شك فيه أن الإعلام بكل أنواعه وتقنياته قد أحرز نجاحاً باهراً في جميع المجالات وهو من أقوى وسائل الإقناع الذاتي في أتباع الأسلوب الهادئ والرزين دون اللجوء الى العنف. لكنه في نفس الوقت أنفذ الى القلوب من السهام وأشد وقعاً على النفوس، إذ له ظاهر أنيق ومنظر جذاب وهيكل أخاذ إضافة الى مجموعات الإثارة الكاملة والمواد الغزيرة والمعلومات المتدفقة الى ما لا نهاية، من التصوير والإضاءة وما شابه. فلا بد من تأثيره الفعال ونفاذه الى الأعماق بصورة سريعة ومباشرة، والغرب من حيث طول الباع لديه في هذا المجال واهتمامه التام في تطويره قد قطع شوطاً مهماً في سبيل ذلك.
لقد قام غزاة الأمن الفكري باستخدام الدعاية المغرضة بجميع أنواعها من خلال السعي المخطط والمنظم، لتشكيل تصورات المتلقين، والتلاعب بمعارفهم وأفكارهم، وتوجيه سلوكهم. وتشتيت أذهانهم. مستخدمين في ذلك أنواع الدعاية المختلفة السياسية، والدينية، والحرب النفسية ومن ثم غسيل الدماغ الذي يسعى إلى تحويل الأشخاص وتقهقرهم عن معتقداتهم. وذلك بأن ينقطع الفرد تماماً عن مناخه الاجتماعي وعن الأخبار والمعلومات، مما يجعل الفرد يعيش في فراغ تام مع نمط حياة قياسية، من حيث العزلة، ونوع الطعام والإضاءة، وغير ذلك مما يزيد من القلق ويؤدي إلى تدمير مقومات الشخص الذاتية ويجعله يشعر بالدونية والانهزامية .وذلك كله ليس بهدف تدميره ولكن لإعادة بنائه من جديد، باستخدام شعارات يتم تكرارها لتنفذ إلى أعماقه بحيث لا يستطيع نسيانها، مع استخدام نمط المناقشة الجماعية، بناء على الطريقة الديمقراطية، ويكون قائد المجموعة رجلاً متفوقاً قادراً على الإجابة على أي سؤال أو اعتراف.
وبما أن القيود الأمنية الإعلامية والثقافية أوشكت على التلاشي في ظل زمن العولمة الكونية، وحل بدلا عنها الانفتاح الإعلامي والثقافي، أصبح الحل الأفضل للحد من هذه المشكلة استخدام المؤسسات المجتمعية التي تساهم في تحصين الشباب من الغزو الفكري القادم بتقوية أمنهم الفكري من خلال تزويدهم بالمعلومات الصحيحة والسليمة التي تزرع في نفوسهم الوعي الثقافي والأمني، للحيلولة دون الوقوع في مخاطر الغزو الفكري الدافع إلى الجريمة أو الخروج عن التعاليم الدينية والشرعية والنظامية.
وأهم هذه المؤسسات المجتمعية التي تساهم في إنشاء جيل مسالم فكريا هي الأسرة، ووسائل التعليم (المدرسة، المعهد، الجامعة) وغيرها، والمسجد، والمجتمع ومؤسساته الأخرى، ووسائل الإعلام المختلفة، لأهميتها الكبرى في التأثير على نسبة كبيرة من الشباب في الوقت الحاضر خاصة بعد انتشار القنوات الفضائية العربية والعالمية التي تتحدث بجميع اللغات وتتطرق لجميع المواضيع الممنوعة وغير الممنوعة والمباحة والمحرمة وغيرها من المصطلحات الأخرى المختلفة. وليس المقصود بالسلام الفكري للأمة أن نغلق النوافذ على الثقافة العالمية، ونتهمها بغزو العقول ونخرها. فنحن نحتاج إلى ثقافات الشعوب، نأخذ منها ما يتوافق وقيمنا وعقائدنا ومبادئنا، ونحتاج إلى نشر ثقافتنا ليستفيد منها الآخرون.
كما نحتاج لمحاولة التعرف على أفضل طرق تحقيق السلام الفكري لتحصين الشباب من الغزو الفكري القادم من الداخل والخارج من خلال وسائل الاتصال غير التقليدية. لاسيما وأن العنف الفكري لا شكل ولا وجهة محددة له، يمكن أن يكون يميناً أو يساراً، ويمكن أن يحمله فرد أو أفراد، ويمكن أن يصدر من مؤسسات، ويمكن أن يكون ممارسة سلطة، أو سلوك جماهير، ويمكن أن يكون على شكل كتاب، أو مقال، أو خطبة، أو برنامج ويمكن أن يقدم في شكل سياسات وقوانين.
وكما أن وسائل الغزو الفكري إعلاميا أو عن طريق الشبكة المعلوماتية العالمية قد تؤدي إلى الانحراف الفكري الموجه عقديا ومذهبيا وأخلاقيا (التعصب_التطرف_الغلو) فإنها أيضا تضعنا أمام وضع عولمي جديد يلزمنا بتبني الأخلاق الأجنبية في كافة المجالات والمحاور الحياتية.. لقد أبانت المعطيات التجريبية وجود علاقة سببية بين ما يقدمه الإعلام المعاصر من أفلام إباحية ومشاهد عنف وبين ازدياد الانحراف لدي الأطفال والشباب، بحيث ساهمت وسائل الإعلام العربية في تعميق الغزو الإعلامي الأجنبي من خلال ما تعرضه من البرامج الغربية وبالأخص ما يسمي برامج تليفزيون الواقع من دون أن تضع تلك الفضائيات بالحسبان قيم المجتمع العربي الاسلامي وتقاليده وأنماطه الاجتماعية بحيث تقتصر برامج القنوات الفضائية العربية علي المادة الترفيهية وأفلام الجريمة والعنف والرعب والعري أي أن ثقافة الصورة تطغي عليها أكثر من ظاهرة سلبية تتمثل بالاغتراب والقلق وإثارة الغريزة الفردية العدوانية، دافعية الانحراف وكلها مفردات تتأسس في إدراك الشباب وسلوكهم ومعارفهم بحيث تتحول من مجرد صورة ذهنية إلي نشاط عملي عن طريق المحاكاة والتقاليد وعمليات التطبيع الاجتماعي.
وحيث إننا نبحث عن دور الغزو الفكري بكل اتجاهاته في اختراق السلام الفكري لمجتمعاتنا إذ يمارس هذا الاختراق دوره المهدد لهويتنا، ووسيلته في ذلك السيطرة على الاختراق هي الصورة السمعية والبصرية التي تسعى إلى ( تسطيح الوعي) وجعله يرتبط بما يجري على السطح من صور ومشاهد ذات طابع إعلامي إشهاري يغير الاختراق ويستفز الانفعال ، وحاجب للعقل ، وبالسيطرة على الاختراق ، وانطلاقاً منها ، تخضع النفوس ، بمعنى تعطيل فاعلية العقل وتكييف المنطق والتشويش على نظام القيم ، وتوجيه الخيال ، وتنميط الذوق وقولبة السلوك ، والغرض تكريس نوع معين من الاستهلاك لنوع معين من المعارف والسلع والبضائع تمثل ـ في مجموعها ـ ما يمكن أن نطلق عليه ” ثقافة الاختراق “.
فالأمن الفكري إذاً مسؤولية اجتماعية تقع على عاتق جميع المؤسسات المجتمعية المختلفة ابتداء بالأسرة ثم المدرسة فالجامعة والمسجد ووسائل الإعلام وبقية المؤسسات المجتمعية الأخرى. وأي تقصير من أي من هذه المؤسسات تكون نتائجه سلبية على المجتمع بأكمله.

آليات مواجهة العنف الفكري والأخلاقي قراء في استشراف المستقبل
إن البحث عن آليات التعامل مع ظاهرة العنف الفكري لا تتطلب إعطاء مسكنات مهدئه في حالات التشخيص الأولي لمن أصيبوا بمن أصيبوا بهذا الداء،أو إجراء عمليات جراحية قصرية لمن استفحل فيهم الداء ،بقدر ما تحتاج إلى وضع إستراتيجية حضارية تتكفل بطموحات الشباب و تقدم لهم ضمانات تفتح شخصيتهم وتوفر لها نمواً طبيعياً ليتمكنوا من الإسهام الإيجابي في البناء الحضاري الذي يقيهم من الانحراف الفكري. ومن مقومات تلك الإستراتيجية ما يلي:
1- الاهتمام بالتنشئة الاجتماعية عموما لأنها (العملية التي يتم بها انتقال الثقافة من جيل إلى جيل ، والطريقة التي يتم بها تشكيل الأفراد منذ طفولتهم حتى يمكنهم المعيشة في مجتمع ذي ثقافة معينة ، ويدخل في ذلك ما يلقنه الآباء والمدرسة والمجتمع للأفراد من لغة ودين وتقاليد وقيم ومعلومات ومهارات ومن ثم فهي تهدف إلى إكساب الأطفال أساليب سلوكية معينة ودوافع وقيم واتجاهات يرضى عنها المجتمع الذي يعيش فيه الفرد بحيث تشكل طرق تفكيره وأنماط سلوكه وحكمه على المعاني والأشياء) .
وينطوي مفهوم التنشئة الأخلاقية على :-
الوعي الأخلاقي: إذ يعتبر تكوين الوعي الأخلاقي من أهم الأهداف التربوية الأساسية وهو الخطوة الأولى من خطوات التنشئة الأخلاقية وضرورة من ضروراتها التي يجب توافرها ، وهو لا يقتصر على المعرفة الخيرة وتعلم واكتساب المفاهيم الأخلاقية وإنما يتجاوز المعرفة إلى تكوين النزعة الصادقة نحو الحقيقة والقيم.
2- تعميق الوعي الديني لأن غياب الوعي الديني والفهم العميق للنصوص الشرعية: وتلقي الفتوى من غير المتخصصين، والملتزمين سلوكاً وقولاً ـ أدى إلى الخلط والفوضى في المفاهيم، وبالتالي انعدم الوسط الثقافي الديني السليم في المجتمع وحدثت قطيعة بين المتحدث والمستمع المتلقي، كل ذلك أدى إلى خلق وسط بديل للشباب، يشبعون فيه أهواءهم ونزواتهم ، فحدثت قطيعة بين المتحدث والمستمعين، والتجأ أبناءنا إلى بدائل أخرى، تشبع نهمهم مثل الأشرطة الدينية والثقافية، غير الخاضعة للرقابة والتمحيص.
فلا بد من إصلاح الخطاب الدعوي ليرتفع إلى مستوى متطلبات المرحلة والعصر لأن المسجد اليوم تؤمه جموع المسلمين من مختلف الفئات والأعمار فلو يقدر لهذا الخطاب أن يكون في المستوى التربوي والعلمي واللغوي المناسب فإنه يمكن أن يفتق في الأفراد الإرادة الحضارية مع إحياء المفهوم الصحيح للعبادة ليشمل العمل الدنيوي الذي به تتحرر البلاد من ربقة التبعية المطلقة لكل وافد وإصلاح الخطاب الدعوي يستلزم النظر في تكوين الإمام ليتكيف برنامجه وفق معطيات العصر, وهذا لا يتم إلا إذا عاد الاعتبار لوظيفة الإمام والداعية لتتوجه لها الاستعدادات العقلية والعلمية والخلقية؛ لأن الإمام اليوم تتلقى منه الآلاف من مختلف الفئات ومن الأمانة إذن أن يكون في مستوى الإفادة والإصلاح. فالمنتظر من الداعية أن يقدم الدين للناس طاقة روحية وخلقا قويما ومعاملة صادقة ونظاما كاملا للحياة وعقيدة تقوي فيه إرادة الصلاح, والتحرك النافع الفعال في اتجاه التاريخ لا أن يضع الناس في خيار بين الدين والدنيا.
3- إبراز وسطية الإسلام واعتداله وتوازنه: وترسيخ الانتماء لدى الشباب لهذا الدين الوسط وإشعارهم بالاعتزاز بهذه الوسطية (وكذلك جعلناكم أمة وسطاَ لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً) ، وهذا يعني الثبات على المنهج الحق. ويستدعي دراسة عناصر ومقومات العنف الفكري وتحصين الشباب وتوجيههم ضده قبل الوقوع في شراكه من خلال غرس قيم التسامح والإيمان بالتعدديةوإتاحة الفرصة الكاملة للحوار الحر الرشيد داخل المجتمع الواحد : وتقويم الاعوجاج الفكري بالحجة والإقناع؛ لأن البديل هو تداول هذه الأفكار بطريقة سرية غير موجهة ولا رشيدة مما يؤدي في النهاية إلى الإخلال بأمن واستقرار المجتمع.

4- ملئ الوسط الفكري والثقافي بالكفاءات:
إن دور المؤسسات التعليمية في إرساء دعائم السلام الفكري وفعاليته وخاصة في المرحلة الجامعية التي يصبح الشباب فيها في قمة الحيوية والنشاط وتدافع الأفكار، وتجاذب الأطراف من خير وشر، فإذا قامت الكفاءات داخل هذه المؤسسات بواجبها في بناء العقول وترشيد المعارف فإنها قد تعيد بناء عقول ناشئتنا بما يؤهلهم للمساهمة في تفعيل المشروع الحضاري لأمتنا عوض الاقتصار على ثقافة الاستهلاك لمشاريع الغزو الفكري بشتى ألوانه. وقد يخطئ من يعتقد أن مهمة المؤسسات التعليمية تقتصر على تعليم القراءة والكتابة، وإعطاء مفاتيح العلوم للطلاب دون العمل على تعليمهم ترجمة هذه العلوم إلى ما يحتاجون إليه في حياتهم العلمية والعملية.

5- التركيز على توظيف الإعلام الجماهيري في مواجهة اللاسلام الفكري:
من بديهيات الأشياء أن الفكرة لا تقارعها إلا فكرة، حيث أن مصدر هذا التطرف هو الفكر، ولهذا لا يمكن التصدي له إلا بالفكر، ولا تقاوم الشبهة إلا بالحجة، ومن الخطأ مقاومته بالشدة والبطش من البداية، بل من الواجب مخاطبة العقول أولاً، ولما كان الإعلام الجماهيري، بوسائله المتنوعة خير أداة لخوض مثل هذه المعارك، فإن ضعفه في تناول هذه الموضوعات ومعالجتها، جعل المجتمع يفقد أقوى وسائل وآليات المواجهة .
6- إعادة التربية لعاداتنا الاستهلاكية التي كونتها وسائل الإعلام والإشهار عن طريق الأفلام والمجلات وهو الأمر الذي يحدث الاختلال بين الدخل والخرج؛ بل إنها تفجر فينا حاجات اصطناعية لا تتناسب ومستوى بلادنا الاقتصادي والحضاري ولعل الإقبال الكبير من شبابنا على اقتناء منتجات الغرب خير دليل على ضرورة إعادة النظر في تلك التقاليد الاستهلاكية المبتدعة في ديارنا وجعلتنا نقتني بناءا على شهواتنا لا على حاجتنا “ولا تسرفوا…”

قراءة في استشراف مستقبل الوسطية والسلام الفكري
إن العنف الفكري يؤكد الطبيعة العدوانية والروح الدموية لتوجهات أصحابه الفكرية، ومن ثم فإنه يبقى علامة شذوذ ودليل انفراد وانعزالية، كما انه يعتبر مرضا اجتماعيا يتطلب تعاون الجميع وتآزر الجهود من أجل محاصرته والحد من استفحاله وتدميره للبنى العقلانية في المجتمع وأسس البناء الاجتماعي السليم..
فما لم يتم استيعاب المتغيرات الجديدة التي طرأت على ظاهرة العنف الفكري في المنطقة والعالم، وما لم تتم مواجهتها بكثير من الحكمة والعقلانية، بعد الفهم العميق للظاهرة، فإن من الممكن ارتكاب أخطاء إضافية تؤدي إلى زيادة حجم المشكلة لا الحدّ منها. فلم يعد ممكناً مواجهة ظواهر التشدد ، بذات الوسائل القديمة التي كان البعض يصرّ على اللجوء، إليها وأثبتت التجربة العملية فشلها.
لا بدّ هنا من التوقف عند نقطتين هامتين:
الأولى: عند العمل على معالجة المشكلة ضرورة التمييز بين التعامل مع العنف في إطاره الفكري الذي يقتصر على الأفكار والقناعات والتوجهات، وبين العنف الذي انتقل إلى دائرة الممارسة المادية السلوكية العنفية. فالأساليب المجدية في التعامل مع النوع الأول، لا تجدي بالضرورة في التعامل مع النوع الثاني. وما هو ضروري للتعامل مع الشكل الثاني قد لا يكون ضرورياً للتعامل مع الشكل الأول.
الثانية: جرت العادة على مواجهة ظاهرة اللاتسامح الفكري بأحد أسلوبين:
1- الأسلوب الأمني المخابراتي: وهو المفضل لدى غالبية الأجهزة الرسمية والمؤسسات الأمنية العربية والإسلامية.
2- الأسلوب السياسي والفكري: عن طريق الاستيعاب، وفتح قنوات الحوار، لإقناع من يحمل فكراً متطرفاً بأن أبواب التأثير والإصلاح بالطرق السلمية بعيداً عن العنف وإراقة الدماء، متيسرة أمامه وليست مغلقة بل تبين أن النخب المتعصبة المتطرفة لا تقبل بالحوار، لأنه ببساطة يعري ويفضح ضعف حججها وتكوينها العلمي والمعرفي وبالتالي تجد اغلب الزعامات المتطرفة تلجأ إلى لغة المظلومية والعنف المضاد للجهات الأمنية كسلاح تستميل به الأنصار وتقوي به منهج القداسة لذاتها مقابل إقصاء وإلغاء الآخر ،ولوحظ أن غالبية الدول التي اقتصرت على التعامل بالأسلوب الأول، لم تنجح بعد سنوات طويلة من المواجهة، في الوصول إلى هدفها بإضعاف التوجهات الفكرية المنحرفة، وكانت النتيجة سلبية للطرفين، للسلطة وللمجموعات المنحرفة فكريا، وغالباً ما دفع المجتمع الثمن غالياً من أمن أبنائه ومن اقتصاده واستقراره نتيجة هذه المواجهة المعكوسة النتائج.
وهنا بعض المقترحات لمواجهة المشكلة:
- نشر ا لوعي والثقافة الاجتماعية بمختلف الوسائل والأساليب والتي من شأنها إيقاظ الوعي والإحساس بالمسئولية الاجتماعية والواجب الديني والوطني مع محاولة إكساب أفراد المجتمع العادات القرائية الصحيحة وتعزيز قيم المعرفة بدل قيم الجهل المفضي للتعصب والسب والإقصاء والانتقام في بعض الأحيان من المخالف.
- إكساب أفراد المجتمع مهارات تقويم المعلومات وتمييز الغث من السمين من خلال القاعدة القرآنية الذهبية (قل هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين).
- تدريب أفراد المجتمع على البحث العلمي وإكسابهم مهارات استخدام تقنيات المعلومات وإطلاق الفكر في التصور والبحث والاستقراء، مع تنمية المهارات الإبداعية النقدية عوض منهج الولاء للشيخ او المذهب أو الانتماء الضيق.
- تقديم الأنشطة المتنوعة التي تعمل على تنمية شخصية أفراد المجتمعو غرس مفاهيم الحوار والوسطية والمعرفة المتبادلة لتقبل الرأي الآخر.
- بث القيم الأخلاقية والاجتماعية بما يؤثر على تصرفات المغايرين في الانتماءات الفكرية أوالسياسية أو الحزبية أو المذهبية وحمايتهم من الانحراف النفسي بتحصين الأمن الفكري ووقاية المجتمع من الأفكار الشاذة المتعصبة.
- معالجة الاختلالات الاقتصادية والاجتماعية، وتقليص الفجوة الآخذة بالاتساع بين أغلبية مقهورة ومسحوقة في المجتمعات العربية، وبين أقلية متنفذة تسيطر على الثروات والمقدّرات والمداخيل. لا سيما أن قناعة تسود لدى أوساط شعبية واسعة بأن الفساد واستغلال المناصب والمواقع للإثراء غير المشروع هي التي تقف وراء ما تتمتع به نخبة مهيمنة محدودة من مكتسبات.
- إعطاء استقلالية حقيقية لمؤسسات التوجيه الديني، كي تكون قادرة على ممارسة دورها بفاعلية في التوعية والتثقف الديني والتصدي لبعض مظاهر التعصب المذهبي والفهم الخاطئ للإسلام.
- التوقف عن وضع جميع توجهات الصحوة الإسلامية في كفة واحدة ومناصبتها جميعها العداء بشكل أعمى، ودون وعي أو تمييز، وإدراك أهمية الدور الذي يمكن أن تلعبه الحركات الواعية في مواجهة الفهم الخاطئ للإسلام.
- المذاهب الأساسية الإسلامية تلتقي حول عناوين الإسلام الكبرى، ولكنها تختلف فيما بينها حول مسائل أخرى أساسية لبنائها المذهبي وقد تتعاظم في بعض الظروف لتشكل عوائق حائلة أمام التواصل السليم فيما بين أهلها. فكل مذهب له مصدره الخاص في تلقي الروايات الدينية، ولكل منها قراءته الخاصة للتاريخ السياسي للإسلام، وكل منها يرى في مخالفه “فرقة” تحيد عن الإسلام أسسا وبناء. فكيف يتم تجاوز هذه الأحكام المهددة لسلامة الأمن الفكري داخل الأمة؟
- تعزيز التقريب بين المذاهب الإسلامية يحتاج حقيقة إلى قفزات جريئة تستدعي تعارف صريح وواضح بعيد عن لغة المجاملات لأن الأحكام التي، بنيت وقرئت وفق أسس تاريخية وبنيت عليها “حقائق دينية” تراكمت لقرون، وتتعلق بالاجتماع والسياسة والاقتصاد والعادات والتقاليد وبكل مناحي الحياة، لا يمكن أن توفر جوا من الأمن الفكري، لأنها قد تجعل في كثير من الأحيان تعاليم المذهب نفسه عائقا أمام التقريب.
- الأمر الذي يستدعي تعزيزدور أهل الرأي والفكر داخل هذه المذاهب ليقدموا خطابا إسلاميا عاما يمنح الأولوية والأهمية للجوامع الدينية والوطنية والقواسم السياسية المشتركة في مواجهة دعوات الانغلاق والتكفير والتوظيف السياسي المشوّه للخلافات الدينية والمذهبية.
- الحذر من دعم مظاهر “التطرف العلماني” في مواجهة “التطرف الديني”، فكلا التطرفين نتائجه خطيرة على المجتمعات العربية والإسلامية، وتنامي الواحد يستفز الآخر ويعمل على تفعيله.
- وقف التصريحات المعادية للإسلام والمسلمين في الغرب، سواء من قبل بعض وسائل الإعلام، أو بعض النخب السياسية والفكرية والدينية، لأن من شأن هذه التصريحات العدائية أن تستفز غضب المسلمين، وتولّد مشاعر الرغبة في رد الفعل غير المحسوبة عواقبه.
خلاصة القول: إن رفض المنهج الوسطي هو رد فعل على منهج عنف مقابل. فالعنف لا يولّد إلا عنفاً مضاداً، وسرعان ما يتحول الأمر إلى حلقة مفرغة لا نهاية لها. وما لم تتم معالجة الأسباب التي تشكل أرضاً خصبة لانتشار الأفكار المتشددة في العالم العربي الإسلامي، فإن أي معالجات أمنية أو مجاملاتية ستكون قاصرة عن مواجهة الظاهرة، بل قد تشكّل سبباً إضافياً لتناميها. ومن الأهمية بمكان أن تدرك كل الأطراف الطور الجديد الذي تمرّ به ظاهرة تبني اللاسلام الفكري في ظل المعطيات والأوضاع القائمة.
إن البحث عن السلام والأمن الفكري غاية سامية لم يحتكرها فرد أو عصر بذاته عبر تأريخ البشرية، فالبحث عنها أزلي ارتبط برغبة الإنسان في اكتشاف أمن ذاته وحياته والكون الذي يعد هو جزء منه، وللوصول إليها علينا ان نوفر مستلزمات الحصول عليها متمثلة: بتحرير تفكيرنا من سيطرة عواطفنا، وبنبذ التعصب الفكري الذي يغذي أهواءنا لا عقولنا، وبتأهيل فكرنا عن طريق إزالة كل المعوقات التي تحجمه كالجهل والتعصب والغلو والفقر وقداسة الذات والاستبداد بكافة الوانه، وأن نسلك طريق الموازنة بين أفكارنا والحريات الفردية والعامة، فلا نتخذ من الأشخاص أصناما تعبد ،ولا من التوجهات والسياسات والإيديولوجيات والمذاهب أديانا تزهق في سبيلها أرواح الأبرياء لمجرد مخالفتهم لهؤلاء الأشخاص أو لتلك التوجهات والانتماءات.

المصادر والمراجع
1- راجع سمير نعيم احمد في «المحددات الاقتصادية والاجتماعية للتطرف الديني»، الدين في المجتمع العربي، مركز دراسات الوحدة العربية، الطبعة الاولى 1990، ص 215.
2- مصطفى محمود منجود : الأبعاد السياسية افهوم الأمن في الإسلام ، سلسلة الرسائل الجامعية ( 26 ) المعهد العالمي للفكر الإسلامي ، القاهرة، 1996 ص 44-45.
3- نادية رمسيس فرح، نقلاً عن المحددات الاقتصادية والاجتماعية، ص 218 – 219.
4- التداعيات النفسية والاجتماعية لظاهرة التعصب(التطرف)(2001)اسعد الامارة،مجلة النبأ ،العدد ( 56 ) بيروت
5- ثامر عباس: ظاهرة العنف وأزمة الثقافات الفرعية مجلة الاسلام والديمقراطية منظمة الإسلام والديمقراطية، العدد 6، السنة الأولى، 15 أب 2004.
6- الدكتور حسنين توفيق ابراهيم، ظاهرة العنف السياسي في النظم العربية، سلسلة اطروحات الدكتوراه، مركز دراسات الوحدة العربية، الطبعة الاولى عام 1992 ص 42 – 43.
7- الإعلام والبحث عن الهوية الثقافية د سهام الشجيري ص 8 وراجع أيضا الاتجاهات التعصبي معتز سيد عبد الله،سلسلة عالم المعرفة،الكويت 1989.
8- الشنقيطي محمد ساداتي ( 1998 ): الإعلام الإسلامي المنهج. الرياض: دار عالم الكتب.
9 – مالك بن نبي، مشكلة الأفكار في العالم الإسلامي ص 111.
10- خالد بن محمد المغامسى: الحوار وآدابه وتطبيقاته في التربية الإسلامية،مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، لرياض ،ص 230.
11- مجلة التذكير فبراير 1990.
12- صحيفة السبيل الأردنية.

 

(*) الدكتورة مريم آيت احمد،رئيسة وحدة الحوار بين الأديان والثقافات بجامعة ابن طفيل،كلية الآداب والعلوم الإنسانية القنيطرة-المغرب).

(*) من بحوث المؤتمر الدولي الخامس للتقريب بين المذاهب الإسلامية في لندن (الصحوة الاسلامية العالمية ومشروع التقريب بين المذاهب الاسلامية)في المركز الاسلامي في انجلترا في 1/10/2011م/الموافق 3 ذي القعدة 1432هـ).

المصدر : http://www.taqrib-london.com

الحوار الخارجي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك