صناعة الإنسان قبل السيارة

راشد محمد الفوزان

    أتمنى اليوم قبل غد أن يكون لدينا صناعة استراتيجية «كالسيارات»، وكان هناك محاولات «بحث» من جامعة الملك سعود وطائرة بدون طيار وهي كلها تصب في مجال «البحث العلمي» وأعلن رسمياً عن ذلك، الآن وقبل أيام أعلنت وزارة التجارة عن عدم منح ترخيص لمصنع أعلن عنه بالمنطقة الشرقية سيكلف ما يقارب 7.5 مليارات ريال كما أعلن لأسباب إجراءات وتراخيص، وهذا مشروع ومبرر من وزارة التجارة لا شك، فلا يجب بدء مشروع أياً كان بدون أن يستوفي كل الشروط والمتطلبات، فلا يجوز جمع أموال الناس بدون إشراف ومتابعة من جهات الاختصاص ولايجب أن يندفع الناس حول هذه المشاريع بدون موثوقية حكومية وتراخيص حتى لا تتكرر كالمساهمات السابقة سواء عقارية أو غيرها وتذهب أموال الناس.

المهم لدي هنا هو التركيز قبل «الصناعة « هل تم بناء «الإنسان» بمعنى تأهل وتدريب وتعليم في مجال صناعة السيارات؟ أو غيرها من الصناعات؟ هذا ما أود ويجب التركيز عليه بتوفير القدرات «الوطنية» المؤهلة والمستعدة لتلقي التعليم والتدريب والتأهيل لكي يكون لدينا قاعدة من «الشباب» للعمل بالمجال الصناعي ولا أقصد هنا السيارات فقط، بل كل الصناعة بمختلف أنواعها، وأعتقد هذا ما يجب أن نعمل عليه قبل التفكير «بمصنع» فالمهم «الإنسان» الذي سيقود هذه الصناعة يجب أن يكون لدينا مراكز متخصصة، وجامعات، وشركات تدرب، واستثمارات أجنبية تساعد على التدريب والتأهيل، يجب أن نعمل على التركيز على « البناء الصناعي للإنسان» لا يجب أن يكون كل متخرج مصيره بالضرورة هي الجامعة وكلية وشهادة، بل التنويع هو الأساس ونحن نحتاج الصناعة في وضعنا الاقتصادي بصورة استراتيجية وأساسية.

يجب على وزارة التجارة والصناعة ووزارة العمل وكل ما يتعلق ببناء مصانع جديدة أن يشترط «تدريب وتعليم وتأهيل «المواطن، ويكون شريكا بالعمل مع السنوات سنوفر قدرات بشرية كبيرة قادرة على قيادة الصناعة، قبل أن نفكر ببناء مصنع يكون معظمه من عمالة أجنبية مستوردة، ويجب أن يكون هناك محفزات مالية ومعنوية تجذب هؤلاء الشباب بدون ذلك لن تنجح.

http://www.alriyadh.com/929297

الحوار الداخلي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك