العقل والقلب!!
أيهما أكثر تأثيراً على قرارك قلبك أم عقلك؟
أيهما يحركك أكثر..؟ هناك من البشر من يكون تأثير عاطفتهم أكثر من قلبهم على قراراتهم وهناك العكس.. ولكن أين نقطة الارتكاز.. هل يتشاور العقل مع القلب في بعض الأمور فيتفقان أو يختلفان.. هل الحيرة التي تواجهنا أحيانا في قراراتنا منبعها اختلاف العقل والقلب.. هل يمكن للإنسان أن يحدد إن كان مصدر قراره العقل أو القلب.. أسئلة محيرة جميعها.. ولو استرجعنا الكثير من القرارات في حياتنا لوجدنا أننا كثيراً ما نكون تحت ضغط هذا الخلاف والاختلاف بين العقل والقلب.
هناك من يفكر بعقله ويتخذ القرار بقلبه.. وهناك العكس.. هناك من حيّد القلب جانباً من قراراته وهناك العكس.. هناك صراع أزلي ودائم بين القلب والعقل.. وقد قيل القلب مكمن العاطفة والعقل مركز الحكمة.. وحين تتصارع العاطفة مع الحكمة يكون الفرد من أكبر الخاسرين أحياناً.
وأحياناً ما يتفق القلب مع العقل.. وتتفق العاطفة مع الحكمة.. وينسجم الإنسان في قراراته وتوجهاته معهما.. فتجده قادراً بدقة أن يتخذ قراره الذي يتناسب معهما دون تردد أو توتر.
هناك قرارات يلتزم بها العقل وتخصه.. وهناك حالات ينفرد بها القلب وتكون خاضعة لاعتبارات لا يمكن للعقل أن يستوعبها لكن القلب يكون بحاجة إليها.. فتجد أن الإنسان يسير مرغماً بطوع قلبه بعيداً عن نداءات عقله وهو مدرك أنها قد لا تتناسب معه لكنه يسير وفقها ويتبعها.. ويتخذ القرارات فيها.
إن أكثر خصوصيات هذا الصراع بين القلب والعقل تكمن في علاقاتنا مع الأشخاص الذين نحبهم أو نصادقهم.. الحب حالة استثنائية.. نحب بقلوبنا لا بعقولنا.. دائماً ينتصر القلب على العقل.. القلوب تقود المشهد في الحب.. هي مكمن المشاعر ومنبع تدفقها.. لذلك مهما حاول العقل أن ينبهنا نرفض الاستجابة ونسير على دربنا الذي اخترناه.. الحب هو رسالة القلب الصافية التي تتجرد من أثقال التفكير.. وحين نحب نترك العاطفة تبحر بأشرعتها.. مستمتعين بها.. دون اعتبار أو تفكير.. لاحتمالات الصدمات القادمة.. ودمتم سالمين.