غرائب عالم النشر

عبد العزيز المحمد الذكير

    فى عالم النشر والتأليف شيء يدعو إلى الغرابة، بل والضحك. ففي العام 1928م جاءت دار نشر غربية بكتاب من تأليف تشارلس لورنس داف اسمه "دليل الشنق" أي أن مادته تتحدث من الجلد إلى الجلد عن عملية "الشنق" أبعدنا الله وإياكم عنه. وقد كانت الطبعة الأولى في بريطانيا، وفي العام 1929م تكررت الطبعة ولكن في الجانب الآخر من الاطلنطي - في بوسطن بأمريكا.

وتكررت الطبعة في العام 38وكذلك 48م. وآخر طبعة من هذا الكتاب "الشّيق"....! جاءت من بريطانيا في العام 61م بواسطة دار النشر المعروفة في كتبها في التدريب والتمرين!!، وهي دار" بتمان

البريطانية". واسم الكتاب بالإنجليزية HAND BOOK ON HANGING.

وعلى فرضية كون الطبعات تنفد من الأسواق، فمن هم أولئك القراء الذين استمالتهم هذه الثقافة...!

ولو افترضنا أن الكتاب جاء لخدمة "الممتهن" أي لصالح أولئك الذين يعملون لدى الحكومة.... "منفذ" أو "قطّاع أرقاب أو شانق أو " عشماوي" كما يعرفه أهل مصر، فكم عددهم في العالم كي يستنفدوا هذا السيل المطبعي المتكرر.

غلاف طبعة بتمان يضم أكثر من 35 عوداً يتدلى منه رجل مشنوق.

أعتقد أن ليس ثمة مقياس دقيق نحدد بموجبه ما هو مقروء وما هو غير المقروء، فغربة الإنسان وحيرته وقلقه أشياء تراوح في مكانها عبر الأزمنة. وهذه تجعل المرء يبحث عن الغريب.

راج قول بأن التلفاز سيقضي على الكتاب، ولم يحدث هذا.

وراج قول بأن الشبكة العنكبوتية (الإنترنيت) ستمحو هواية اقتناء الكتب وقراءة الصحافة اليومية، ولم يحدث هذا.

كذلك مواقع التواصل الاجتماعي، قيل إنها ستطغى على البريد اللكتروني. ولم نرَ ذلك.

وأرى أن الأيام تظهر عكس ذلك، فكل واسطة نقل فكري تحتفظ بعشاقها. والحقب التاريخية للنتاج الفكري تقول هذا.

وبُعيد أزمة الكويت أوائل تسعينيات القرن الماضى، رأيت امرأتين إنجليزيتين في مكتبة تعرض مطبوعات عن العالم العربي، تدفعان عربة تسوّق ملأى بإصدارات مختلفة كلها تتحدث عن جغرافية وتاريخ

المنطقة.

أخيراً، وأثناء وجود رئيسة وزراء بريطانيا، راج كتاب عن "السباكة وتجهيزات التركيبات المائية" وسبب رواجه هو اسم مؤلفهِM . Thatcher. والمؤلف فني تخصّصَ في السباكة وليس رئيسة

الوزراء. لكن كان حظه من التوزيع جيداً.

http://www.alriyadh.com/926239

أنواع أخرى: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك