محبة الناس

د. خليل محمد إبراهيم

يُقال أنك إذا أردْتَ معرفة حب الله تعالى لك، فانظر محبة الناس الحقيقية لك.
وفي يوم الثلاثاء 25/ 3/ 2014؛ بدا لي شكل من أشكال محبة الناس الحقيقية لي، تلك المحبة الناتجة عن محبتي الحقيقية للناس، فقد كانت لي/ في ذلك اليوم الممتلئ\ ثلاثة مواعيد؛ أولها موعد عملي، فلما أنجزْتُ عملي وخرجْتُ منه قرب الثالثة عصرا؛ كان عليَّ أن أزور معرض الكتاب في معرض بغداد الدولي، وقد وصلْته فعلا، ورأيْتُ بعض ما أحببْتُ رؤيته من المعروضات العظيمة والجميلة من الكتب، ومن ثمة؛ جلسْتُ في المقهى الثقافي، وكان على أبواب أن يُلقي الأستاذ (غالب الشابندر)؛ فيه محاضرة، ولم أكُنْ قادرا على البقاء لحضور تلك المحاضرة، لأنني كُنْتُ على الموعد الثالث؛ مع صديقي الأستاذ (علاء الخزرجي)/ في مقر حزب الأمة، حيث كانت له ورشة عمل في الساعة الخامسة؛ عصر ذلك اليوم مع مرشحي حزب الشعب للانتخابات\ لكن الأصدقاء في المقهى الثقافي؛ أصرّوا على بقائي، ولم أتمكن من ردهم، فاستمعْتُ إلى المحاضرة التحليلية القيمة، وعقّبْتُ عليها، وانتهت المحاضرة والتعقيبات، وكان بودهم أن ألقي محاضرة عن (عراقة العراق) في اليوم التالي، لكنني اعتذرْت، لمواعيد أخرى لم يكُنْ بمقدوري تأخيرها، وخرجْتُ من المعرض، وذهبْتُ إلى الورشة، وكان في ذهني الاعتذار عن التأخّر، فلما وصلْت ودخلْت، كانت الورشة قد انتهتْ، وفي لحظات دخولي؛ كانوا يخرجون، فاستقبلوني بأسفهم على تأخري، وأنهم التقطوا الصور/ في آخر الورشة\ بدوني/ علما بأنني مستقلّ\ وهنا؛ عرضْتُ عليهم أن نعود لالتقاط الصور من جديد، ولم يتأخّر واحد منهم كما لم تتأخّر واحدة منهُنَّ عن العودة للدخول، والتقاط الصور فما أشد شكري لهم ولهنَّ على هذه المحبة المتبادلة؟!
وما أحلى هذه المحبة التي أحبُّ دوامها على كل حال، بل أتوقّع دوامها على كل حال؟!
فلهم ولهُنَّ كل ودي، كما لحظْتُ أنهم يحبونني، وأنهُنَّ يحببْنَني، فنحن نتبادل الود، وكل ما أقوله هو رجاء أن يُديم الله تعالى علينا هذا الود الصحيح، وأن ينشره بين أبناء شعبنا المحبوب.

- See more at: http://www.alnoor.se/article.asp?id=239061#sthash.os6sl2Bl.dpuf

 

 

الحوار الداخلي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك