الذكاء ليس سر النجاح

راشد بن محمد الفوزان

    الذكاء قد يكون هو العنصر الأول للتمييز بين البشر وهذا ما يساعد الكثير على خلق فارق مع أقرانه من الناس، ولكن في العمل «الحر» خاصة لا يكفي أن تكون ذكياً لكي تنجح. فقد قابلت رجال أعمال كثر بحوارات عميقة وطويلة، وهذا لا يعني أنه معدوم الذكاء والفطنة والنباهة لا أبداً، بل لديهم الذكاء المقبول والفهم والإدراك وقراءة المستقبل كتصور وتوقعات، ولكن السر أين في نجاح رجال أعمال لدينا وأصبح يشار لهم بالبنان، أو غيرهم من نجح وبدون أن يكون متميزا كالمشهورين منهم. سر النجاح وفق «خلاصة» حوارات ورؤية شخصية هي في خمسة محاور أساسية مهمة لا تغيب «المثابرة، الصبر، الالتزام، والانضباط، وحب ما تعمل» هذه خلاصة النجاح لكل من يريد العمل الحر خصوصاً ولا يعني بدونها لا نجاح بل هناك أذكياء نجحوا سواءً مخترعين أو غيرهم، ولكن وضعت هنا أن ليس بالذكاء يتحقق النجاح، ولا برأس المال «كمال»، فكثير يجهل أو يغيب عنه أن رأس المال هو «الإنسان نفسه» أي أنت نفسك رأس مال، وهي أحد أهم مكونات رأس المال في العمل أي قدراتك الشخصية وعملك.

يجب أن لا يتوقع «أي أحد» إن واجباً عليه لينجح أن يكون لديه «رأس مال كمال» أو «ذكاء عال»، فكثير من الناجحين ورجال الأعمال وأصحاب الأعمال لا يملك شهادة ابتدائية أو ثانوية أو جزءا من دراسة جامعية، لا قواعد هنا تطبق ونشجع على العلم طبعاً لكن ليس هو الخيار الأول وبدونه لا نجاح، بل «المثابرة والصبر» وعدم الكلل والملل هو الأساس الحقيقي للنجاح والتعلم من الأخطاء واكتساب الخبرة والمعرفة، والصبر وعدم الاستعجال للنجاح فلا نجاح يأتي بسنة ولا عشر سنوات أحياناً والانضباط أقصد به احترام عملك ،التزام بالأداء بوقته ،الوفاء بالعهود والمواثيق، مراقبة عملك وهكذا، وهذا جزء مهم فلا تركن عملك لأحد ببداياته، ولا تتوقع أن أحداً سيقوم بأداء أفضل منك، فيجب أن تواجه وتلتزم وتنضبط بعملك، وأخيرا المهم «حب» عملك لكي تبدع به وتستمر ولا تتوقف وهذا محور أساسي مهم (حب العمل).

يجب أن لا يركن الشباب والشابات على قصص الماضي أنها ماض وانتهت ولا تتكرر، هذا غير صحيح فالفرص لا تنتهي ولا تتوقف، مثال بسيط، حين أتت الهواتف الذكية من آي فون وجلاكسي ماذا حدث بغيرها مثل منتجات نوكيا؟؟ تراجع بحدة وقسوة لماذا؟ هل انتهت الفرص؟ لم تنته وهكذا ما لم تعمل وتتطور باستمرار، لا تتصور أن هناك نهاية لأي شيء بل استمرار وهذه سنة الله في الأرض، وإعمار الأرض فلا تقل إن الفرص أخذها السابقون، ماذا عمن اخترع الواتس آب أليس تم بيعه للفيس بوك بقيمة 73 مليار ريال؟ وهكذا.. ويقاس على كل المنتجات لا التقنيات. الفرص تتوقف حين تتوقف أنت وتأتي الفرص حين تبحث عنها. فالناجح يرى الفرص والمحبط يرى جدراً أمامه فماذا تريد؟

http://riy.cc/921581

الحوار الداخلي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك