الصيف وتوقعات شح المياه

عبد العزيز المحمد الذكير

    الفرق بيننا وبين الأوروبيين في قياس مدى الاستعمال للمياه أننا في - بلادنا - نملك أحواشاً أو - سياجات تطوق المنازل والقصور الكبيرة. فلا تستطيع الرقابة على المسرفين مجادلتهم أو إنذارهم أو نهرهم أو حتى نصح المستهترين في عملية الإفراط، ومراعاة الحفظ. فالكل تقريباً من أهل القصور يغسلون مركباتهم يومياً دون خوف. وهذه آفة مستأصلة – أقصد كبر الأحواش في المنازل-.

اعتادت شركة المياه أن تُراقب التسرب وتُنذر المهملين أو توقف الخدمة عنهم. لكن أي مهملين؟ وهم لا يرون في الشارع قطرة واحدة – مُعضلة حلها يقترب من المستحيل إن لم يكن هو المستحيل ذاته.

دعونا نحصِي عدد سيارات الركوب (نستبعد النقل) في بلادنا ثم نعطِي رقماً - متحفظاً - بأن نصفها يجري غسله بمعدل ثلاث مرات في الأسبوع. وربعها بمعدل يومي. وسوف نصل إلى حقيقة مزعجة وهي أننا نستورد الترف من السيارات الفارهة بملايين وننفق عليه ملايين اللترات من ماء الإسالة (المصلحة) لكي يلمع ويسر الناظرين..!.

ثم نأتي بعد هذا كله ونشكو من شح المياه، ونوزع مطويات ترشيد عن كيفية ضبط مواسير المنزل والعمارة والمكتب.

في بريطانيا، أذكر، تمر البلد بفترات صيف جاف. يتوقف الأهالي عن ري الحدائق وغسيل السيارات ذاتياً. هكذا، بمجرد السماع عن حلول الأزمة. بريطانيا - للعلم - يخترقها العديد من الأنهار التي يصعب إحصاؤها. ومع هذا تحل الأزمة.

واعتاد الإنجليز أن يغسلوا مركباتهم أيام الآحاد. ويتوقفون عن ذلك في بوادر الشح. دون أن ينهرهم أحد، أو ينذرهم أحد، أو يغرمهم أحد، حساً بالمسؤولية فقط، وتجنباً لنظرات الجوار المستهجنة لمن يغسل سيارته رغم أخبار حلول الأزمة.

قفوا لنسأل أنفسنا هل المركبات لراحتنا أم لشقائنا. نُحرق مواردنا في استيرادها لتُحرقنا في الهجير ظمأ. والمراقب في الحارات يجد أن أغلب تلك المركبات لا تُستعمل، واقفة فقط، جربوا أن تنظروا في أي ساعة من ساعات النهار أو الليل فستجدونها واقفة.

لا يزال الحديث عن الجفاف وانحباس الأمطار يسيطر على الشارع المحلى، خاصة ونحن على مشارف الصيف، ونتوقع قلة المياه. ولذلك أسباب عديدة منها هدر كميات هائلة من المياه في غسيل السيارات.

المصدر:http://riy.cc/917141

الحوار الداخلي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك