التيار الديني والتيار العلماني وإشكالية الحوار

التيار الديني والتيار العلماني وإشكالية الحوار
 

تعريف مبسط حسب مفهومي للتيار:هو تجمع يسير بإتجاه معين وحركته نتاج لعدم تجانس أكبر في المحيط والبيئة الحاضنة له، فمثلاً التيارات الهوائية تنتج عن إختلاف في الضغط الجوي فيتحرك الهواء تبعاً لذلك...

ومن هذا المنطلق يمكن القول بأن كلا التياران نتاج عدم تجانس في البيئة الإجتماعية والثقافية والسياسية للمجتمع...لنبدأ بتحليل الشخصيةالإعتبارية للتيار الديني والعلماني...

التيار الديني : يعتمد أحادية التفكير والبعدالعاطفي في صياغة مواقفه ورؤيته...

التيار العلماني : يعتمد العلمية في التفكيروالمصلحة في صياغة رؤيته ودوافعه....

وضع التياران في الساحة :

التيار العلماني مهمش ويبحث عن دور ويرى أن التيار الديني قد فشل لذا فمن المنطقي بالنسبة له أن يطرح نفسه كبديل.

التيار الديني يعيش الآن أزمة خانقة بسبب الطلاق الذي تم بينه وبين البنية السياسية الحاكمة في الوطن العربي...

فالبنية السياسية ترى ان التيار الديني ألحق بمصالحها الوطنية الضرر عقب احداث 11 سبتمبر...وقد تسبب في تعريض مستقبلها ومستقبل الوحدة الوطنية للخطر خاصة في ظل موازيين القوى المفقود بين الوطن العربي والغرب الذي يرى أنه كان الضحية للتطرف الديني... وترى البنية السياسية الحاكمة أن التيار الديني لايمكن توجيهه والثقة به في ظل مغامراته التي لاتأخذ في الإعتبار المصالح الوطنية...

التيار الديني يرى أنه لم يأخذ فرصته كاملة وإن معركته مع الغرب حتى وإن تسببت في تدمير كل شيء فهناك بارقة أمل بالنصر على المدى البعيد دون أن يأتي بأدلة تثبت صحة فرضيته..

التيار العلماني يرى أن التيار الديني أخذ فرصته كاملة وأنه دوماً كان يستخدم كمخلب قط من قبل البنية السياسية الحاكمة لحماية مصالحها وقمع أي توجهات نحو الإصلاح.....

وهكذا بقي الطرفان على طرفي نقيض....

فظهر في الآونة الاخيرة تيار ديني حاول التوفيق : بين البنية السياسية الحاكمة التي ترى مصالح الوطن ألزم من النظرة الشمولية لمصالح الأمة، بناء على قراءة الواقع فالتجزئة والحدود السياسية أصبحت واقع لايمكن تجاوزه....وبين التيار الديني الذي يرى إن عليه الغاء البعد الوطني والنظر الى مصلحة الامة بغض النظر عن ماهية الواقع المعاش..

فكان هذا التيار الوسيط هو تيار الوسطية ، والذي قد لاتكون لديه في الوقت الحالي رؤية واضحة وقناعة بكيفية التوفيق ولكنها محاولة يهدف منها التخفيف من الإحتقان والعداء الدولي الغربي للتيار الديني المتطرف بشكل خاص كنتيجة من النتائج الكارثية التي جلبتها أحداث 11 سبتمبر وما تلاها من أحداث وتفجيرات .....

التيار العلماني بدوره : شهد تحولات نحو القبول بأخذ الإعتبارات الإجتماعية والدينية المعاشة في حسبانه وأنتج ما يسمى بالتيار الوطني...الذي يحاول الإقتراب من التيار الوسطي...

وهكذا نجد أن الساحة السياسية والثقافية والإجتماعية تشهد المزيد من الفرز والإستقصاء والتشذيب...والى أن يتم إتضاح الصورة وركود غبار المعركة على المواطن البسيط أن يضع يده على قلبه.....

المصدر: http://www.hdrmut.net/vb/t171360.html

الحوار الخارجي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك