صداع ثمانية جيجا

فهد عامر الأحمدي

    حين نصاب بالصداع نقول من باب المبالغة دماغي تكاد تنفجر..

والحقيقة هي أن هناك حالات استثنائية يمكن أن ينفجر فيها الدماغ فعلاً وتسيل أجزاء منه للخارج.. وهناك حالة مشهورة حدثت أثناء المنافسات الحامية على بطولة الأساتذة للشطرنج في موسكو للاعب الروسي نيكولاي تيتوفيتش الذي كان يخوض مباراة صعبة حين انفجر دماغه فجأة وتطايرت من أنفه قطرات الدم وبقايا الدماغ...

وفي ذلك الوقت خرجت عدة فرضيات لتفسير الوفاة الغريبة لتيتوفيتش؛ فهناك من قال إنها سكتة دماغية عادية، وهناك من قال إنها نزيف مفاجئ بسبب تناول جرعة كبيرة من الأقراص المهدئة حسب إفادة زوجته، وهناك من ادعى انه قتل على يد المخابرات الروسية بسلاح سري غامض (اتضح لاحقاً إمكانية وجوده فعلاً لدى مخابرات الدول المتقدمة)!!

والفرضية الأخيرة راجت لفترة طويلة خصوصاً بعد أن شهد أحد الخبراء بان المخابرات الروسية تملك أسلحة تطلق أشعة ميكروويف تقتل الضحية عن بعد.. وهي أسلحة تطلق أشعة (أكبر من الموجودة في الأفران العادية) وتفجر الدماغ بوجه خاص بسبب طبيعته السائلة !!

ولكن الأطباء اليوم يعيدون ما حدث لنيكولاي إلى حالة استثنائية تدعى إفراط النشاط الكهربائي للدماغ أو (Hyper-Cerebral Electrosis). فمن المعروف أن خلايا الدماغ تتصل ببعضها من خلال نبضات كهربائية سريعة. وهي تشكل بمجملها طاقة محسوسة يمكن قياسها بل وتشغيل لعبة أطفال بواسطتها. وهذه النبضات يمكن أن تزيد أو تنقص بحسب تركيزنا واستعمالنا لقدرات الدماغ؛ فهي تنقص في حالة النوم والاسترخاء، وتزيد كلما تعمقنا في التركيز أو انشغلنا بعدة أعمال في وقت واحد.. وهنا يمكن تشبيه الدماغ بشريحة كهربائية يمكن لفيوزاتها أن تحترق أو تضرب من فرط الضغط والتحميل (وهو ما يذكرنا بطريقة ساخرة بفيلم 8 جيجا لمحمد سعد الذي يزرع فيه أحد الأطباء شريحة إلكترونية سرعان ما تحترق محدثه أضراراً في ملكاته العقلية)..

والحادثة الروسية واحدة من بين خمس حالات معروفة منذ عام 1968 (وإن كان يعتقد ان حوادث كثيرة لم يتم توثيقها أو عدت كسكتة دماغية). وآخر حالة موثقة كانت الوفاة المفاجئة للعالمة الإنجليزية باربرا نيكولاس أثناء عملها في المعهد الأوروبي للطاقة الذرية حين انفجر دماغها فجأة أثناء مراجعة بعض التقارير!!

على أي حال؛ رغم ندرة هذه الحالات.. ورغم ندرة من يفكرون بعمق هذه الأيام، إلا ان هناك سبعة أعراض يجب التنبه إليها ليس فقط لتلافي هذا المصير وبل لتحاشي الصداع المزمن الذي تعود به كل يوم إلى المنزل:

- فهل يؤلمك دماغك مثلاً في منطقة معينة أثناء الانغماس في العمل (فهذا قد يكون دليلاً على التحميل الزائد)!

- هل تسمع طنينا أو أزيزاً في أذنك كلما فكرت بعمق!

- هل تجد صعوبة في إزالة فكرة أو لحن معين من دماغك (فهذا قد يكون دليلاً على سير النبضات في دائرة مغلقة)!

- هل تقضي أكثر من خمس ساعات متصلة في القراءة أو إعداد التقارير ومراجعة الحسابات!

- هل تعاني من زغللة في البصر كلما تعمقت أكثر في التحليل والتفكير!؟

- هل تشعر برغبة في تناول الحلويات والسكريات بعد انتهائك من الأعمال الذهنية (فهذا قد يشير إلى حاجة الدماغ لمزيد من الجلوكوز)!

.. هذه الأعراض جميعها قد تكون دليلاً على فرط التحميل الكهربائي في الدماغ يجب التنبه إليها.. وأهم نصيحة يمكن تقديمها بهذا الخصوص هي ان قليلاً من القيلولة يُحدث كثيراً من التفريغ..!

المصدر: http://riy.cc/910418

الحوار الداخلي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك