حيثُ هُناك نجاح.. هُناك تميّز

عبد الله إبراهيم الكعيد

    لم تعد تلك النسخ الكربونية الجامدة مطلوبة في أيّ مكان وعلى أيّ مستوى.

حتى في مجال المهن البسيطة يبحث الناس عن البارع من المهنيين لهذا نسأل أولاً: تعرف سبّاكاً شاطراً أو ميكانيكياً جيّداً أو كهربائياً يُتقنْ الصنعة وهكذا.

الجميع يبحث عن المتميّز سواء في الأجهزة الرسمية أو القطاع الخاص أو حتى على مستوى الأفراد. التميّز يعني الانفراد بصفةٍ سلوكية أو مهارة مهنيّة أو مستوى ذكاء. بمعنى آخر هو الاختلاف عن البقيّة بعلامات فارقة. في قاموس المعاني يُعرف التميّز بانفراد الرجل عن غيرهِ بصفةٍ أو عمل عُرف بهِ واشتهر.

على مستوى الشعوب أيضا قد تتميز أُمّة بصفة ما مثل الجدّ في العمل وتحمّل المشاق أو الأمانة أو النظافة أو الدقّة في التنفيذ وغيره.

ثم التميّز لا يقتصر على الأفراد بل ينسحب ذلك على الأجهزة أو الخدمات مثل أن تكون هنالك جامعة ذات ميزات تختلف عن غيرها أو مطعم متميز بأكله أو شركة طيران بخدماتها أو سيارة بمتانتها أو أيّ مُنتج آخر.

كيف يمكن الوصول إلى مرحلة التميّز وهل يتاح ذلك لكل طامح؟

بعد الاقتناع بأن التميز قيمة وانفراد يفترض على الفرد أو المؤسسة السعي بكل دأب لتحقيق هذا الهدف وهو الأمر الذي يتطلب أولاً التفتيش عن القدرات أو المهارات التي يمكن التميّز بها. يلي ذلك تطوير تلك القدرات بالتعلّم والتدريب والممارسة. أثناء ذلك لابد من مراجعة وتقييم الأداء بكل صدق ثم إجراء المقارنات مع من هم في نفس المجال أو التخصص.البعض يتوهم الوصول أو النجاح أثناء ذلك السعي وهذا يعني الفشل.

هل يمكن الوصول إلى التميز لأي طامح؟ نعم يمكن ذلك إذ ان التميز صفة مكتسبة وليست فطريّة. المؤسف أن يعتقد أحدهم أن التميّز يكون بالمظهر كاللباس أو قصّة الشعر المختلفة أو لون السيارة الغريب. وحتى الكيانات قد تظهر شركة ما أو مطعم أو جهاز رسمي بمظهر مختلف كتغيير الشعار وألوانه أو إلباس منسوبيها بزيّ مختلف أو تبديل الشكل الخارجي لمبناها بينما يظل الأداء على ما هو عليه باهتاً أو غير متقن أو غير مرضٍ للمستفيد وهذا بالتأكيد لن يؤدي إلى التميز أبداً وستنكشف الحقيقة للناس من أول تعامل أو تجربة.

الذي يمنح شهادات التميّز هُم الناس أو (العُملاء) أو المستفيدين والقمّة تتسع لكل متميّز حقيقي فهيّا يا شباب الوطن إلى دوائر التميّز.

المصدر: http://riy.cc/906067

 

الحوار الداخلي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك