الإنترنت أخطر سلاح لصناعة الإرهاب
الإنترنت أخطر سلاح لصناعة الإرهاب
سارة فؤاد - اليوم السابع
الإنترنت ذلك العالم الافتراضى الواسع تحول إلى أداة خطيرة ووسيلة فتاكة لبث الأفكار المتطرفة وصناعة متطرفين وبؤرة خطيرة لإحداث الاحتقان والفتنة بين المسلمين والأقباط ونظرا لما تتمتع به تلك الوسيلة من مميزات عديدة كالسرعة فى النشر وبث الأفكار بالصوت والصورة فى وقت قياسى فالمستخدم يستطيع بضغطة واحدة على الماوس الخاص به بنشر أفكاره وكلماته للعالم أجمع، وتتمثل خطورة الإنترنت أيضا بتأثيره المباشر على مختلف فئات المتصفحين وخاصة فئة الشباب وفى ظل فوضى الأفكار والتيارات المتشددة المنتشرة على الإنترنت ترتب عليه ظهور جيل غاضب ومتشدد فكريا ملىء بالحقد والغضب وعدم تقبله للآخر.
وعند تجولك بين صفحات ومواقع الإنترنت ستجد العديد والعديد من الأفكار المسمومة للتشدد الفكرى وصناعة الإرهاب وأخرى ممن تدعى بإنها تمثل الدين الإسلامى والدين المسيحى وتتحول تلك الصفحات إلى ساحات قتال وفتنة وتشاهد من خلالها مواد مصورة فى بعض الأحيان تكون مفبركة أو إن لم تكن فيوضع عل تلم المواد العبارات والتعليقات المثيرة للكره والفتنة.. والأخطر من ذلك هو تناقل المتصفحين لتلك المعلومات المغلوطة المحفزة لمشاعر الكره والفتنة بين الطرفين ونشرها دون وعى أو تحرى لدقة ذلك المحتوى وتوابع نشرها.. غياب الوعى والثقافة هو العامل الرئيسى الذى يساعد على نشر مثل تلك الأفكار والمسئولية ملقاة على عاتق المسلمين والأقباط معا لذلك يجب عليهم أن يعوا أنه قد يجلس خلف شاشات الكمبيوتر من هو عدو لوطننا أو إرهابى متطرف أو مختل عقليا وفكريا وبالتالى يجب التروى والتعقل عند رؤية مثل تلك المواد المثيرة على الإنترنت ولا يجب أن نتركها تتلاعب بمشاعرنا وأفكارنا وونساق وراء الشعارات والعبارات المضللة.. ولما لا نحول صفحات الإنترنت إلى دعوة للتسامح والمحبة ووقفة أمام الإرهاب والتطرف الفكرى.
من جانب آخر على مؤسسات الدولة وبالأخص التعليمية والدينية أن تواكب العصر وتتفهم أننا فى عصر الإنترنت ولذلك عليها أن تحصن عقول الشباب وتسلحه بالثقافة العلمية والدينية التى تمكنه من مواجهة تلك الأفكار وبالتالى المطلوب هو تطوير المنظومة التعليمية والثقافية لتواكب عصر ثورة المعلومات فعلى تلك المؤسسات أن تستخدم الأدوات المتطورة الحديثة وبالتالى يجب تأهيل العاملين بتلك المؤسسات وبالأخص المؤسسات الدينية الرسمية بالدولة وعليها أيضا البدء فى العلاج الجذرى لتلك المشكلة الخطيرة فلا مكان الآن للشعارات والمجاملات إنما للعمل الجاد لاستئصال المشكلة من جذورها واذا أرادت الدولة أن تعرف كيف يأتى الإرهاب والاحتقان الطائفى فلتبحث على صفحات الإنترنت لتعرف جذور المشكلة فالإرهاب والفتنة أصبح مقره الرئيسى الإنترنت الآن.
وهذا ما يجعلنا نتساءل هل هناك جهة رقابية لمراجعة ما ينشر على الإنترنت من مثل تلك الأفكار المسمومة؟ فإذا كان يوجد فأين هى؟ ولما تترك مثل تلك الأفكار والمواقع لنشر سمومها دون رادع؟ وإذا كان لا يوجد فإن الأوان لنبحث عن حل لتلك المشكلة الخطيرة ونضع عقابا رادعا وحدا لتلك المهزلة.
الإعلام عليه مسئولية أيضا فى توجيه المواطنين وخاصة الشباب ونشر الوعى لديهم لما ينشر من أكاذيب على الإنترنت وتوضيح توجهات تلك المواقع المشبوهة وتلك الأفكار المتشددة المنتشرة على صفحاتها وعليها استضافة وإجراء الحوارات مع المتخصصين والعلماء لمناقشة تلك الأفكار المغلوطة وتوفير معلومات صحيحة وتوضيحية لما يبث وينشر عبر الشبكة العنكبوتية وبالتالى تحديد انتشارها وتداولها.
المصدر: http://www.rpcst.com/articles.php?action=show&id=709