لابد.. لابد.. من فهم الحقائق

                                                                                                تركي عبدالله السديري

    في العالم الثالث؛ نادراً جداً أن تجد من القادة التقليديين الذين هم في نفس الوقت يقال عنهم إنهم يعطون من كامل وقتهم كل ما لديهم من جهود متابعة أداء.. فتجد منهم من لا يتفق وشمولية المسؤوليات..

حقاً هذا ما يتكرر فيه الامتداح.. ما يتكرر فيه الرضى بوجود واقع لا يعطل المساعي التقليدية أملاً بأن تكون الاتجاهات جميعها نحو ما هو مفيد.. هنا واضح أن الروتين هو روح توجه الحضور المقبولة عند من يريدون ما يوفر حقيقة التحرك في العمل حتى ولو نحو بعض ما هو مطلوب..

عموماً؛ في عالمنا الثالث يصعب أن تجد نشاط أداء مسؤوليات كاملة.. لكنك تجد البعض فقط.. والجانب الأسوأ أنك أمام أي قصور.. كمتابع أو ناقد.. لا تستطيع أن تصف ما حدث على أنه خلل واجب أو تواضع غير منطقي بالاكتفاء ببعض ما هو مطلوب، بل ما هو ضرورة..

كل عالمنا الثالث عايش هذا الواقع الأسوأ.. أي عالمنا العربي عموماً.. فقد خرج من تلك العزلة بين رغبة المواطن وطبيعة ممارسة المسؤول إلى الانصراف خائفاً، ومتفرجاً في الوقت نفسه، أمام ما يؤلمه من إهدار مصالح عامة، وأمام أصعب حالات المعيشة في أبعاد المواطنة عن واقعها إلى أسوأ موجودات صراعها..

أين نحن في المملكة من ذلك؟.. نحن الذين كنا في بدايات تقدّر بعشرات السنين لا مئاتها، كما هو الحال في معظم الدول العربية، عندما كنا لا نفهم ما يحدث عند غيرنا، ولا نستطيع ممارسة محاولات الوصول إلى بعض بسيط مما عند غيرنا، لأننا على الأقل كنا نفتقد أولويات مراحل التعليم.. نفتقد وجود كفاءات كافية ترسم اتجاه منطلقات التحديث ثم التطوير.. يعرف الجميع.. نعم الجميع.. كيف كانت القرية هي مدينة الأمس.. وأن جزالة الغذاء البسيط - نوعية وفائدة - هو ما يؤخذ من منتجات الصحراء المحدودة النوعية والفائدة..

إذا كنا نحترم جيداً طبيعة واقعنا الراهن فإن علينا أن نعرف جداً ما هو فيه غيرنا من صعوبة أوضاع، واتساع تنوّعات مخاطر، حتى ندرك جيداً حجم مسؤولية ما يجب أن يتوفر لنا من الوعي وجزالة ما نحتاجه من قدرات كفاءة مفاهيم تبتعد بنا عن مساوئ ما ينتقل فيه العرب من نوعيات المخاطر، وسهولة انتشارات القتل.. احترمنا أنفسنا جيداً في الماضي القريب والبعيد حين لم ننحنِ بقناعة وجود عزلة تبعدنا عما لا نفهم وما لا نملك، عندما كان العالم العربي في واقع تطورات ماضية.. وهو الآن في صراعات حاضرة.. ويقول الكل عنا إننا تميّزنا بمفاهيم عقل واعية، وجهود قدرات متمكنة حتى أصبحنا في زمالات دولية راقية، لا عضوية خلافات عربية دامية..

 المصدر: http://www.alriyadh.com/2014/01/02/article897517.html

الحوار الداخلي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك