ساعدي زوجك!!

 

كثير من الزوجات يعمدن إلى المشاكسة والإثارة واستغلال نقط الضعف في الرجال للسيطرة عليهم وتحقيق مطالبهن. والواقع أن هذا المسلك إذا كان قد نجح في الأجيال الماضية أحياناً، فإن عاقبته وخيمة في الظروف الراهنة. فقد يكون الزوج جاف الطبع، لا يعرف كيف يعامل الناس، ولكن هذا النقص فيه من الممكن تداركه برقة زوجته في الحديث ولطفها في المعاملة. وعلى عكس ذلك، قد يكون الزوج دبلوماسياً رقيقاً في معاملته للآخرين ولكن خشونة زوجته تشوه هذه الصورة الجميلة التي يبدو بها أمامهم. 



وإذن، ينبغي أن تعمل الزوجة على أن يكون جديرة بما تصل إليه، إذا بلغ زوجها ذروة النجاح والشهرة، بعد عشر سنوات أو عشرين أو ثلاثين. وإذا كانت لا تراعي الذوق وقواعد اللباقة في معاملاتها، فلتروض نفسها على أن تحترم كل من تلقاه، وعلى أن تجد متعة في عُشرة الآخرين وخدمتهم ومجاملتهم. وإذا كانت الظروف قد حالت دون حصولها على ثقافة عالية، ففي وسعها أن تعوض هذا النقص بالقراءة والاطلاع والاختلاط بالمثقفات المهذبات. 



إن المشاكسة مرض عاطفي هدام، ولكن علاجه ممكن ميسور، بأن تروض الزوجة نفسها على ألا تكرر طلب شيء من زوجها، فإذا اضطرت إلى ذلك فليكن الطلب مرة أخرى بلباقة وكياسة، لأن الإلحاح قد يأتي بعكس التيجة المطلوبة. وعلى الزوجة في الوقت نفسه أن تظهر أمام زوجها دائماً بالابتسام والبشاشة، وأن يكون حديثها معه فكهاً مرحاً. ويحسن أن تسجل في مفكرتها كل شيء ترى أنه يضايقه، حتى إذا لم تجد هي فيه وجهاً للمضايقة. ثم لا بأس بعد أن تهدأ أعصابه وأعصابها أيضاً، من أن تراجع معه ما سجلت من تلك الأشياء. 



جاء في كتاب (كيف تكسب الثروة والنجاح والقيادة) قول دايل كارنيجي: شهدت مرة حفلاً عاماً، واتفق أن جلستُ بجانب أحد الأخصائيين الاجتماعيين فسألته: كيف تستطيع المرأة أن تساعد زوجها على النجاح في عمله؟ 



فقال: إنها تستطيع ذلك بسهولة متى أحبته، ثم تركته وحده لا تتدخل في عمله. 



والواقع أن كثيرات يحلن دون نجاح أزواجهن بتدخلهن المستمر في صميم أعمالهم. 



إن الوظيفة الأولى للزوجة هي أن تراعي الأشياء الصغيرة التي تبعث السرور في نفس زوجها ونفوس الآخرين، وأن تتذكر دائماً أن المشاركة في أي شيء- ولو كان لقمة خبز أو فكرة بسيطة- من أهم الأشياء التي تربط الناس بعضهم ببعض، وعلى هذا تحرص أن تشارك زوجها هواياته واتجاهاته وميوله، حتى إذا اقتضى ذلك بعض التضحية من جانبها. 



فلتحرص الزوجة دائماً على أن تهيئ لزوجها في البيت جواً يساعده على تجديد نشاطه واستئناف عمله كل صباح بسرور وبهجة وأمل، وهي أهم النواحي التي ينبغي أن تراعيها الزوجة. 



ومهما يكن الزوج محباً لعمله، فإن أعصابه لابد أن يصيبها شيء من التوتر والإرهاق من العمل، ووظيفة البيت أن يبدد هذا التوتر. 



كما ينبغي أن تراعي الزوجة تقديم وجبات الطعام في مواعيدها، وأن تعرف ما يحب منه وما لا يحب، وتحاول ما استطاعت إلى ذلك سبيلاً أن توفر له ما يحبه. 



إن معظم الرجال يأكلون أكثر مما ينبغي -وخاصة في أواسط العمر- فعلى الزوجة أن تضع نظاماً حكيماً من شأنه ألا يزيد وزن زوجها ويعرضه للمرض، ولتحرص على أن يأكل في جو بعيد عن العجلة والتوتر العصبي. 



لتحرص الزوجة على أن يأخذ زوجها فترات راحة كافية، وأن يقضي يوم عطلته في نزهات خلوية يشيع فيها جو المرح والبهجة. 



إنها إن فعلت ما نصحت به ساعدت زوجها في عمله، وأسرعت في نجاحه، وملأت بيتها سعادة وهناء وربيعاً دائماً. 

 

- المستشار وعضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

 

د.زيد محمد الرماني

 

المصدر: http://www.al-jazirah.com/2013/20130325/rj11.htm

الحوار الداخلي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك