لغتنا وتحديات الثقافة المعاصرة

سليمان إبراهيم العسكري

 

لعله مما يلفت الانتباه، ويدعو للتفاؤل في الوقت نفسه، انطلاق متزامن لعدد من الفعاليات العربية والدولية التي رفعت جميعًا شعار الحفاظ على اللغة العربية خلال الشهور القليلة الماضية، في عدد من الدول العربية، سواء في مجمع اللغة العربية بالقاهرة في شهر فبراير الماضي، أو في مؤتمري اللغة العربية اللذين عقد أحدهما في المملكة العربية السعودية في مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي لخدمة اللغة العربية، بالرياض، في شهر مايو الماضي، تحت عنوان «الملتقى التنسيقي للجامعات والمؤسسات المعنية باللغة العربية في دول مجلس التعاون»، والآخر في دبي، تحت عنوان  «الملتقى الثاني للغة العربية»، الذي نظمه المجلس الدولي للغة العربية، برعاية الشيخ محمد بن راشد، إضافة إلى مؤتمر آخر عقد في العاصمة الأردنية عمّان.

  • لعل أهم خطوة ينبغي أن تتخذ لكي تستعيد اللغة العربية مكانتها بين أبنائها أن يشعر هؤلاء الأبناء بالفخر بلغتهم، وأن يتعرفوا على المنجز الهائل الذي تم تدوينه بها في العلم والأدب والفكر والفلسفة، قبل أن يعرف الغرب النهضة بقرون عديدة.
  • إن انتشار اللغة الأجنبية، في غير بلدها الأصلي، على هذا النحو، يعد امتداداً للقوى الأجنبية وسطوتها على السيادة الوطنية في المؤسسات الوطنية، التي يفترض ألا تكتمل السيادة فيها إلا باستكمال سيادة اللغة الوطنية عليها.
  • لغة أي مجتمع من المجتمعات تمثل الوعاء اللغوي لثقافة هذا المجتمع. ومن جهة أخرى، فاللغة  تعد أقدم تجليات الهويّة، على اعتبار أن اللغة المشتركة هي التي تجعل من كلّ فئة من الناس «جماعة» واحدة.
  • هناك العديد من المشروعات المهمة التي يمكن أن تكون موضوعا للاستثمار في اللغة العربية، من مثل إنشاء معاجم عربية معاصرة تتوافر للشباب العرب في وسائط حديثة، أو تمويل مؤسسات عربية حكومية أو خاصة لمجامع اللغة العربية.

 لا شك في أن مثل هذا الانتباه إلى اللغة العربية من أكثر من جهة، في الوقت نفسه، يؤكد على أن هناك تحديات كبيرة وخطيرة تواجه اللغة العربية في الوقت الراهن، من خلال العديد من الشواهد التي يمكن أن نراها جميعًا بوضوح، والتي تنعكس؛ سواء في الإعلام العربي الذي أصبحت الكثير من قنواته الفضائية تهرب إلى اللهجات المحلية على حساب اللغة الفصحى، ونراها بوضوح في تدني مستوى عربية الذين يقدمون البرامج ويقرأون نشرات الأخبار، أو من خلال انتشار ظاهرة التعليم الأجنبي في دولنا العربية، مما أدى إلى ظهور أجيال جديدة من الطلاب والطالبات العرب الذين لا يجيدون القراءة بلغتهم الأم، إضافة إلى انتشار العلامات التجارية الأجنبية في الشوارع وفي اللوحات الإعلانية وفي التلفزيون والراديو والصحافة مع العديد من الظواهر الأخرى، وبينها عدم إتقان الكثير من أبنائنا الدارسين والطلاب العرب للغتهم الأم، وتفضيل الكثير منهم للقراءة بلغات أجنبية.

ومع انتشار استخدام وسائل التواصل الحديثة  كالإنترنت والتويتر وغيرهما انتشرت لغة جديدة للتواصل إما باستخدام الشباب للغة الأجنبية في التواصل وإما بابتكار لغة عربية مشوّهة مكتوبة بحروف لاتينية، وهي جميعًا ظواهر خطيرة وتحتاج إلى اهتمام المؤسسات العربية الثقافية والتعليمية والإعلامية بتوجيه الاهتمام الواجب لهذه الظاهرة.

 لغتنا ينبغي أن تكون مجالاً للفخر

ولعل الأخطر من هذا كله هو النظرة التي ينظر بها الشباب العربي إلى لغتهم، وهي نظرة، مع الأسف، لا تحمل التقدير الواجب، وهو ما يظهر من خلال تفضيلهم للحديث باللغات الأجنبية، كما أنهم يتصورون، بسبب استخدامهم للغات أجنبية في تحصيل العلم، أن اللغة التي ينتمون إليها ليست لغة تعليم وعلم، خصوصا أن أغلب المصطلحات العلمية التي يحصلونها في تعليمهم لا يوجد بينها أي مصطلح باللغة العربية.

وهذه أيضًا أزمة أخرى خطيرة تتحمل مسئوليتها بشكل مباشر المؤسسات التعليمية التي لا تهتم بأن توضح للطلاب والدارسين العرب أن لغتهم العربية كانت اللغة الأولى في العالم قبل عدة قرون، حين كان العالم الغربي ينقل عنها ما أنجزه العلماء العرب الأوائل في الكيمياء والطب والرياضيات والتشريح وعلم الفلك والفلسفة والموسيقى، وغيرها من فروع المعرفة والعلم، مما أنجزه العرب في الفترة من القرن العاشر حتى القرن الرابع عشر باللغة العربية.

ولعل أهم خطوة ينبغي أن تتخذ لكي تستعيد اللغة العربية مكانتها بين أبنائها أن يشعر هؤلاء الأبناء بالفخر بلغتهم، وأن يتعرفوا على المنجز الهائل الذي تم تدوينه بها في العلم والأدب والفكر والفلسفة، قبل أن يعرف الغرب النهضة بقرون عديدة. بل إن العلماء والباحثين في الغرب تعلموا اللغة العربية لكي ينقلوا عنها ويؤسسوا نهضتهم العلمية حين بدأ عصر النهضة، لأن الانكفاء عن اللغة الأم وعدم الاعتداد بها، تعبير عن الهزيمة النفسيَّة. وأي لغة أصحابها مهزومون حضاريًا، لا يمكن لها أن تصمد في وجه أي تحدٍّ، وعلى أي مستوى ينتظر منه أن تقوم فيه هذه اللغة بدورها المأمول.

من المهم الإشارة هنا إلى المبادرة التي أطلقها وزير التعليم الكويتي د.نايف الحجرف عبر مشروع تعمل عليه وزارة التربية لتعزيز اللغة العربية ومحاربة ظاهرة الـ SMS Language. وجاء ذلك في إشارة من الوزير إلى أن ظاهرة تأثر كثير من الطلبة بهذه اللغة الدخيلة على مجتمعاتنا باتت واضحة، ومقلقة، «وقد شاهدت ورقة اختبار أحد الطلبة كتب اسمه بهذه اللغة»، محذرًا من أن هذه الظاهرة تحتاج إلى وقفة جادة من الوزارة، وكل الميدان التربوي مسئول عن حماية اللغة العربية، وتعزيز هذه اللغة وتشجيع الطلبة على حبها ودراستها وتعلمها.

وربما من المهم هنا أن أعود للتذكير بما كنت أشرت إليه في مقال سابق، نشر في شهر فبراير الماضي في هذه الزاوية، من أن اللغة العربية أصبحت واحدة من اللغات الرسمية التي تحتفي بها منظمة اليونسكو سنويا، منذ أعلنت يوم الثامن عشر من ديسمبر من كل عام «يوما عالميا للغة العربية»، والذي  تم اعتماده ضمن برنامج احتفالات المنظمة السنوي، لما لهذه اللغة من «دور وإسهام في حفظ ونشر حضارة الإنسان وثقافته»، وأن هذه اللغة هي لغة اثنين وعشرين عضوا من الدول الأعضاء في اليونسكو، وهي لغة رسمية في المنظمة ويتحدث بها ما يزيد على 422 مليون عربي، ويحتاج إلى استعمالها أكثر من مليار ونصف من المسلمين.

وهذه لفتة في غاية الأهمية ينبغي أن يحتفي بها الشباب العرب، ويتأكد بها، وبغيرها من ثوابت الثقافة والتاريخ، إن اللغة العربية لا يمكن إلا أن تكون مصدرا للفخر والاعتزاز لمن ينطق بها، وهذا من صميم مسئولية مؤسسات التعليم وواجبها.

وحين يتأمل الفرد الأسباب التي أدت إلى ابتعاد الشعوب العربية، وخصوصا الأجيال الجديدة، عن لغتهم الأم، يجد أن من بين تلك الأسباب، ما يعد ظرفا ثقافيا يعود إلى ارتباط اللغة العربية بأنها لغة القرآن الكريم، ولغة الفقه والعبادة، وهو ما منحها لونًا من القداسة جعل الكثير من أفراد الشعوب العربية ينظرون إليها بهذه القداسة، وليس كلغة حياة يومية، تطورت عبر التاريخ، وهو ما أدى إلى أن تنزع عنها سمة الحيوية وإمكان دخولها في الحياة العامة للأفراد.

 إحياء اللغة وتطويرها

وهذا تقريبًا عكس ما فعله الغربيون جميعًا، حين حاولوا باستمرار أن يقللوا الفجوة بين لغتهم الفصحى واللهجة المستخدمة في الحياة اليومية، مما أثرى لغاتهم، كما أنهم للسبب نفسه كانوا، ولايزالون، يعكفون على القواميس والمعاجم اللغوية الخاصة بلغاتهم، ينقحونها، ويستبعدون منها الكلمات الميتة، ويضيفون إليها الكلمات الجديدة التي دخلت في حيز التعامل اليومي في الحياة اليومية للأفراد، وكذلك الأمر بالنسبة للمصطلحات الجديدة في العلوم، وفي غيرها من وسائل المعرفة، ما جعل معاجمهم تتطور باستمرار وتمارس دورها في تطوير اللغة وإحيائها.

وهنا تظهر مفارقة أخرى تعود إلى أن اللغة العربية التي كانت الدول العربية جميعا تعتبرها واحدة من السمات المشتركة التي يجتمع عليها العرب ويعدونها وسيلة للتقارب والوحدة، مع الأسف، وربما بسبب عدم الاهتمام بها على الوجه المأمول، أو تراجع هذا الاهتمام، لم تتسبب في تحقيق أهداف التكتل العربي. بينما نرى، على الجانب الآخر أن الدول الأوربية التي لا تجمع بينها لغة واحدة، استطاعت أن تكون تكتلاً أوربيًا قويا يقوم على الجغرافيا والاقتصاد وارتباط المصالح بين أبناء دول أوربا.

إن هناك أيضًا العديد من المتغيرات التي أدت إلى هذا التغيير في النظر إلى اللغة العربية الأم من قبل أبنائها، من بينها زيادة عدد الشركات الأجنبية، متعددة الجنسيات، أو العابرة للقارات، التي تتيح فرص عمل لهؤلاء الشباب، بشرط أن يكونوا من خريجي الجامعات الأجنبية، وبمقابل مادي كبير، ما خلق توجها كبيرا لدى الأفراد من أصحاب الدخل المرتفع نسبيا إلى إلحاق أبنائهم بتلك المدارس، والجامعات لاحقًا، على اعتبار أنها تعد الخطوة الرئيسية، للحصول على فرص عمل في تلك الشركات.

وبسبب عدم فرض الدول العربية بعض المعايير والقوانين التي تلزم تلك الشركات بأن تكون اللغة العربية لغة رسمية بين اللغات التي يتم التعامل بها في تلك المؤسسات، كشرط للعمل على أراضيها مثلًا، فإن اللغة الأجنبية تصبح هي اللغة الوسيطة للتعامل بين الموظفين العرب والمديرين الأجانب، وتصبح هي أيضا لغة الاتصال بين الموظفين العرب جميعًا. وهي ازدواجية لا يمكن أن نجد مثلها في أي دولة تحترم لغتها الأم وتحافظ عليها، خصوصا أن انتشار اللغة الأجنبية، في غير بلدها الأصلي، على هذا النحو، يعد امتدادا للقوى الأجنبية وسطوتها على السيادة الوطنية في المؤسسات الوطنية، التي يفترض ألا تكتمل السيادة فيها إلا باستكمال سيادة اللغة الوطنية عليها، بل إن اللغة الأجنبية تعمل على التمييز بين أفراد المجتمع وتعميق الصراع بين شرائحه.

وحين نتأمل أكثر الأوراق التي تم تداولها خلال المؤتمرات السابقة الإشارة إليها عن اللغة العربية سنجد أن الكثير منها أشارت إلى مواطن الأزمة، التي أصبحت ربما معروفة للجميع من كثرة ما كررناها. ومع ذلك فلا بد من تكرار الإشارة إلى هذه الظاهرة الخطيرة دونما كلل حتى تعود للغة المكانة التي تستحقها في مجتمعاتنا العربية.

إن مثل هذه الظواهر جميعًا قد تعد نتيجة وسببا مشتركا لأزمة خطيرة، هي أزمة الهوية التي تتمثل في انقطاع الشباب والمواطنين العرب عن لغتهم الأم، لأن هذا الانقطاع عن اللغة الأم، وعدم امتلاك أدواتها، يعني انقطاع هؤلاء الشباب عن ثقافتهم التي ينتمون إليها.

 اللغة وعاء الثقافة والهوية

فلغة أي مجتمع من المجتمعات تمثل الوعاء اللغوي لثقافة هذا المجتمع. ومن جهة أخرى، فاللغة  تعد أقدم تجليات الهويّة، على اعتبار أن اللغة المشتركة هي التي تجعل من كلّ فئة من الناس «جماعة» واحدة، ذات هويَّة مستقلة، ويزداد الاهتمام باللغة والهويّة معا، ويشيع الحديث عنهما، في المفاصل التاريخيَّة في حياة الجماعات، وفي الغالب يتمُّ الربط بينهما ويتماهيان إلى درجة أنهما يكادان يصبحان شيئا واحدًا.

ولهذا يرى الكثير من الباحثين في الفكر واللغة أن اللغة والهويَّة هما وجهان لشيء واحد، وأن الإنسان في جوهره ليس سوى لغة وهويَّة، اللغة تعد بالنسبة له فكره ولسانه وانتماءه، وهذه الأشياء تجسد حقيقته وهويته.

وفي مقالة سابقة قلت: «إن اللغة العربية تحتاج إلى تضافر الجهود من القائمين على التعليم والإعلام والثقافة والدبلوماسية العربية، وتحتاج هذه الجهود أولاً إلى لون من التخطيط والتنسيق يشترك فيه الجميع لوضع مبادرات يمكن أن تخص كل بلد عربي على حدة، ثم يمكن تعميم منها ما يصلح لكل الدول العربية في مرحلة أخرى».

لذلك فإن المبادرة التي أطلقها الملتقى الثاني للغة العربية، الذي نظمه المجلس الدولي للغة العربية، في دبي، والتي أعلن عنها في البيان الختامي للملتقى، سيكون لها دور كبير في استعادة اللغة العربية جزءًا كبيرًا من مكانتها التي تستحق.

فقد أعلن د.علي موسى، الأمين العام للمجلس الدوليّ للغة العربية عن مجموعة من التوصيات، من بينها الموافقةُ على مشروعِ قانونِ اللغة، الذي ينظّم وضع اللغة الوطنية والمحلية والأجنبية، وتأييد عرضه على جهات قانونية متخصصة لمراجعته، ثم إرساله لجميع الدول والمنظمات الحكومية والأهلية والمؤسسات، لعرضه على المسئولين وأصحاب القرار والمشرّعين وواضعي السياسات والمخططين والمهتمين والغيورين على لغتهم، بهدف الاستفادة مما جاء في بنوده من مواد قانونية تسهم في وضع سياسات لغوية وطنية تعمل على تعزيز اللغة العربية السليمة وحمايتها من الإقصاء، وتمكينها من إثبات ذاتها في مواقعها الطبيعية بقوة القانون، وبما يسهم في وحدِة المجتمع ويدعم الاستقرار والسيادة الوطنية، وإعادة إنتاجِ المجتمعات العربية بلغتِها الجامعة والموحدة التي تحافظ على هويتها، وتعزز ولاءها وانتماءَها لأوطانها ولعروبتِها، وتحافظُ على مرجعياتها وثوابتها وقيمِها.

أما تفاصيل هذا المشروع كما تم شرحها في فعاليات المؤتمر فتتلخص في تعريب سوق العمل والتعليم والإدارة والإعلام وجميع المؤسسات الوطنية والعربية، وسد الفجوة الهائلة بين اللغة العربية والمعارف والعلوم والتقنية والصناعة في جميع المجالات، وربط اللغة العربية بجميع معطيات العصر وتطوراته في الميادين كافة، وتوفير الكتاب الجامعي في جميع التخصصات العلمية في الجامعات العربية، بالإضافة إلى التواصل المستمر والآني مع مراكز البحث ودور النشر العلمية والجامعات في دول العالم المختلفة، والاطلاع على أحدث المخترعات والمكتشفات ونقلها للغة العربية، والنهوض بالترجمة على مستوى الكوادر البشرية والتجهيزات التقنية، ودعم المكتبة العربية بالمؤلفات الحديثة في جميع التخصصات، وزيادة تدريب المترجمين والمعجميين والتقنيين في مجال اللسانيات، بالإضافة إلى دعم الأبحاث والدراسات اللغوية المرتبطة بالتقنية والصناعات الحديثة، وربط الجامعات العربية ببعضها البعض علميًّا ومعرفيًّا وبحثيًّا وتقنيًّا.

وهو مشروع لو تمكنت المؤسسات العربية المختصة، والحكومات العربية من دعمه لأمكن بالفعل تحقيق نقلة مهمة لتعزيز مكانة اللغة العربية في أوطانها.

 

الاستثمار في اللغة العربية

كما أعرب الملتقى عن نيته بأن يكون موضوع الدورة المقبلة من الملتقى  هو «الاستثمارُ في اللغة العربية ومستقبلِها الوطني والعربي والدولي»، ومن هذا المنطلقِ فإن المجلس يدعو جميع المؤسسات الحكومية والأهلية والأفراد للمشاركة بالدراسات الجادة والتجارب الناجحة والمبادرات الخلاقة والمشاريع العملية التي تسهم في أن تتبوأَ اللغة العربية مواقعَها الطبيعية في كلِّ المحافلِ والميادين.

وهو موضوع على جانب كبير من الأهمية لأنه سيحفز أصحاب رأس المال في التفكير في مشروعات من شأنها أن تساعد اللغة العربية على تبوؤ المكانة التي تستحقها.

وهناك العديد من المشروعات المهمة التي يمكن أن تكون موضوعا للاستثمار في اللغة العربية، من مثل إنشاء معاجم عربية معاصرة تتوافر للشباب العرب في وسائط حديثة، أو تمويل مؤسسات عربية حكومية أو خاصة لمجامع اللغة العربية التي تبتغي أن تقوم بعمل معاجم جديدة تنقح اللغة العربية وتضيف إليها العديد من المصطلحات المستحدثة.

ولعله من المهم اليوم أن نرى في مثل هذه الملتقيات الخاصة بدعم اللغة العربية وجوها مختلفة من شباب العالم العربي، الذين يثبتون، من جهة، اهتمام الجيل الجديد بلغته الأم ووعاء ثقافته والحضارة التي ينتمي إليها، كما يكون لهم دور في تحقيق الرؤى الحديثة والعصرية الخاصة بالحفاظ على اللغة، والتي سيكون هؤلاء الشباب في مثل هذه الحال، هم الجيل الذي سيستمر في مشروع الحفاظ على اللغة، لأن المستقبل كما هو مرهون باستمرار الحفاظ على لغتنا العربية وثقافتنا وتأكيد أصالتها وقدرتها على المنافسة في المستقبل، فإنه مرهون أيضًا بحماس الأجيال الجديدة للغتهم ومستقبلها ومستقبلهم أيضًا.

 

 

أنواع أخرى: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك