المكتبات الخاصة: فلسفة الثقل المادي للفكر
علاء خالد
أتصور أن كل من يحب القراءة والكتابة، تمر عليه فترات من اليأس في حياته يود فيها أن يتخلص من عبء هذا الحب، وعادة ما تكون الكتب هي المستهدفة، هي الرمز الذي سيعلق عليه الأسباب وراء الأسباب لشعوره بسجن كبير يلف حياته. عندها سيتبادر إلى ذهنه إما حرق هذه الكتب التي تملأ رفوف مكتبته، وهي الفكرة الأكثر شاعرية في التخلص من هذا السجن، أو تسليمها بدون مساومة لبائع الكتب القديمة. عادة ما تأتي هذه الأفكار في لحظات التحول التي يمر بها هذا المحب في حياته، أن يلعب بالعلاقة مع أقرب الأشياء إليه، ليثبت في نفسه القدرة على التخلي عنها. ربما هذا السلوك الرومانسي هو أحد الطرق التي يستخدمها الصوفيون في قطع علاقتهم بكل ما يشوش على علاقتهم بالله. ولكن في حالتنا هذه، لا يكون هناك ما هو مستهدف سوى الرغبة في إنقاذ النفس من تأثير الأفكار المتضاربة التي تبثها الكتب، وكذلك التخلص من أي شاهد على حياة سابقة كانت الكتب فيها هي أهم مثير للاستمتاع.