كفانا اختلافاً

هاشم عبده هاشـم

•• كنت أتمنى ألا تظهر دول مجلس التعاون بهذا المظهر الذي ظهرت به في انتخابات رئاسة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم .. لأننا نعلم أن هذه الانتخابات كانت ستؤدي في النهاية إلى اختيار أحد الثلاثة المتقدمين لها .. وأنه لن تحصل معجزة غير طبيعية أو غير متوقعة غير ما انتهت إليه يوم أمس الأول الخميس وفاز مرشح مملكة البحرين الشيخ سلمان آل خليفة بهذا المنصب .. ولم ينل مرشح دولة الإمارات (يوسف السركال) أكثر من (6) أصوات فقط .. فيما انسحب المرشح السعودي (حافظ المدلج) من السباق قبل إتمامه..
•• أقول .. كنت أتمنى أن تتفق دول المجلس على اسم مرشح واحد منذ البداية وتجنب نفسها هذا المظهر التنافسي غير اللائق .. والذي أعطى رسالة غير دقيقة عن دول الخليج تقول .. إن هذه المجموعة الإقليمية الصغيرة مختلفة حتى على الحد الأدنى مما يجب تحقيقه بين مجموعة يفترض أنها متجانسة .. بل ومتحدة على ما هو أكبر وأعقد من مجرد الحصول على كرسي هش لا يقدم كثيرا ولايؤخر وتحوطه المشاكل والتوترات من كل جانب..
•• فإذا حدث هذا المظهر السلبي حول الترشح لهكذا منصب عابر.. فما الذي يمكن أن يحدث إذا نحن دخلنا في العمق .. وتطلعنا إلى تعاون وتفاهم وتنسيق وتكامل أشمل يقود إلى الاتحاد الخليجي المنشود أو حتى إلى ما هو أدنى من ذلك غدا..
•• لقد اختلفنا قبل هذه المرة ولم نتفق حتى الآن على بعض التفاصيل المتصلة ببعض الكيانات الاقتصادية.. أو النقدية .. أو الجمركية .. وتكاد الفكرة تتعرض للتجميد لمجرد أننا مختلفون على اختيار دولة المقر.. أو من يكون الأمين العام .. أو كيف تتشكل هيئة هذا المجلس أو ذاك .. وختمنا مسلسل الاختلاف على بعض التفاصيل الصغيرة .. بتعدد المرشحين لهذا الكرسي .. ولا أدري على ماذا سنختلف غدا أيضا..؟ أو على ماذا يمكن أن نتفق بعد اليوم..؟!
•• أسأل بقلق عن مستقبل مسيرة خليجية ناجحة بكل المقاييس وإن تعثرت في بعض الجوانب وذلك شيء طبيعي .. لأن كل مواطن خليجي يحلم بأن تكون دولنا أبعد نظرا.. وأكثر قدرة على تجاوز كل المعوقات .. والاتفاق على أهمية ألا نختلف بعد اليوم كسبا للوقت وحصدا لثمرة (32) عاما مضت على مسيرة هذا الكيان .. وحان الوقت الذي نغلق فيه باب الاختلافات إلى الأبد.
***
ضمير مستتر:
•• الأهداف العليا والإرادة الموحدة لا تستسلم لصغائر الأمور وتوافهها.

المصدر: عكاظ.

الحوار الخارجي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك