من حوارات الأصدقاء حول الأديان !!
من حوارات الأصدقاء حول الأديان !!
شامل عبد العزيز
2011 / 5 / 8
أيها الغرّ إنْ خُصِصْتَ بعقلِِ فاتّبعهُ , فكلّ عقلِِ نبي / المعري / .
رسائل متبادلة بين مجموعة من الأصدقاء .
وبناءاً على مقترح قدّمه الأستاذ الحكيم البابلي على نشر الأفكار المتبادلة في حوار الأديان على صفحات الحوار المتمدن كانت هذه المقالة .
إذا كان النقاش الدائر يحوي أفكاراً متنوعة وقابلة للنقاش فهذا هو الذي نرجوه وخصوصاً أن منطقتنا تعج الآن بالتغيير .
أمّا إذا كانت الأفكار من اجل أن يقول كلّ متعصب بأن ( ديني أفضل من دينك ) فهذا هو الإنحطاط بعينه حسب وجهة نظري الشخصية .
وفي نفس الوقت عدم المسّاس بمعتقدات الأشخاص الشخصية , الموضوع المطروح يتناول الأديان ولا اعتقد بأن هناك أحد مّا وصياً على دين معين فنحنُ بصدد نقاش ونقد وليس تجريح وشتم كما يفعل البعض .
إبراهيم – موسى – عيس – محمد , عائشة , مريم , شخصيات تتعرض للنقد سواء أكانت هذه الشخصيات حقيقية أم وهمية والأصح الأفكار التي قالوها والتي هي عند المتدّين – نص مقدس – إذن نحنُ بصدد نقد النص وليس نقد معتقدات الناس .
هنا يجب التفريق بين نقد الفكر الديني والذي هو أحد الأبواب الرئيسية في بيتنا الثاني – الحوار المتمدن – وبين إيمان س أو ص .
يقول غوته :
النقد يكتبه ذلك الذي يشعر بأهمية الحاضر .
حقيقة هناك بعض التعليقات تدّل على عدم وعي وتنطلق من تعصب بغيض وهذا ما لا نحتاجه الآن .
كان الأستاذ محمد البدري هو محور النقاش مع بعض الأخوة المسيحيين – المتدّينيين – ووصل الأمر في بعض الخطابات إلى حالة استطيع ان أقول عنها – مع الأسف –
ردود متشنجة وكلمات دنيئة وسوقية ولا أستثني أحد من المقصودين .
وهنا تذكرت قول المعري :
في اللاذقية ضجةُ ما بين أحمد والمسيح
هذا بناقوس يدق وذا بمئذنة يصيح
كل يعظّم دينه يا ليت شعري ما الصحيح ؟
في بعض الأحيان نجد من المدعين بالتسامح تعصباً لا حدود له , نقرأ هنا وهناك بعض التعليقات حول نقد ( الكتاب المبين ) , الكتاب الصحراوي , وكأن الكتب الاخرى من اكسفورد ؟ هي الصحراء نفسها هنا وهناك .
الطريقة العلمية هي نقد الكتب بأجمعها لا تفضيل لكتاب على كتاب آخر وهذا هو الحق وغيره هو الباطل فمن يجد في نفسه هذه الكفاءة فهو فعلاً علماني – ليبرالي – ديمقراطي غير مدعي .
هل نحن الآن بحاجة لكي نقول بأن عائشة لم تكن بريئة أو أن مريم كانت عاهرة و صاحبة النجار ؟
بتقديري الشخصي هذا اسفاف ما بعده اسفاف , نتحاور عن عائشة ومريم ونترك مآسينا وحُكامنا وقاذوراتنا ووساختنا والجهل والفقر والمرض وكلّ واحد منا يقول فلتحيا عائشة أو لتكن مريم هي قدوتنا ؟
هذا هو العيب بحد ذاته .
ما قيمة عائشة أو مريم وقد مضى عليهما الآف السنيين ؟ ألا تملكون عقولاً , الا تفكرون ؟
الأستاذ محمد البدري معروف بأفكاره من خلال كتاباته وهو رجل علماني لا ديني واستطيع أن أقول انه لا يشتري أيّ شخصية تاريخية / بقشر بندورة / .
علماً بأن نقده الديني يرتكر على نقد الإسلام وهو مسلم بالولادة .
يقول سارتر :
لا يلّيق بالمثقف إلا أن يكون ناقداً .
سوف أتجاوز جميع الخطابات وناتي على بيت القصيد في رأي الأستاذ محمد البدري وكما ورد في الرسائل المتبادلة وبعيداً عن شتائم – المتدّينيين –
سوف أختار رأي الأستاذ محمد البدري حول الأديان والأنبياء لكي يتبين صدق ما نقول :
المسيح لم يقدم شيئا بأكثر مما قدمته الأساطيرالقديمة الأرقى منه ومن بيئته الاجتماعية والسياسية .
لقد ضلل الناس بقوله أنه أبن الإله وسكت على إدعاء الأم انها عذراء .
أنا لا أقبل أن أُضلل ( بهذا ) مثلما لا أقبل أن أُضلل بمن وجد سلماً وصعد إلى السماء وجاء بوعود النكاح أو ذلك المعتوه الذي شق البحر .
إذا كان هناك أسطوري فهو أصبح في خبر كان ... لكن :
أن يُعاد إنتاج الأساطير وجعلها مقدسة فتتوقف المعرفة والعلوم طوال عصور سيادة الأديان على العقول بل وصودرت حقوق الناس في أوطانها بسبب أقوالهم الكاذبة فهذا غير مقبول موضوعيا
نحن في زمن لا يصلح معه التضليل مرة أخرى وكفانا تضليلا من مبارك وخادم الصنمين وبشار الاسد والقذافي وكل هؤلاء الذين حكموا بالدين والعروبة .
محمد البدري
هذا الرأي أيضاً كان الأستاذ عبد القادر انيس من مؤيديه ومن المشاركين في الحوار إلاّ انه توقف بعد وصول الأمر إلى شتائم وتشنجات .
السؤال هل تجدون في كلام الأستاذ البدري أي تحيّز لنبيّ ؟ ومَن هو ؟
توقفت الرسائل المتبادلة ثم جاءت رسالة السيد سعد موسيس وكما يلي :
رسالة السيد سعد كانت باللغة الأنكليزية :
MR. mohamad al badri i believe the godfather for mohamad is different than jesus and even the others prophets so i believes all religions in this world can live together accept islam never ever,,, what you say? please give me approve for that
فكان جواب الأستاذ البدري كما يلي :
أشكرك هذه المرة لمدى التهذيب والتهذب في رسائلك ولطرحك السؤال بقصد اكتشاف الفرق بين الإمكانات التي يمكن للأديان العيش فيما بينها وبين العدم عن الوفاء بهذا الالتزام .
فلو قررنا البحث في الأديان بحد ذاتها باعتبأرها أمراً مفارقاً عن الوجود الإنساني والعقل البشري وفحصناها في ذاتها لأكتشفنا أنها كائنات نصية كل منها يحمل كما من التناقضات الذاتية من الأفكارالمخربة - الأنانية - والمحطمة .
وهذا بالضبط ما تمت صياغته في جميع نصوص الأديان الثلاثة على أساس أن هناك كائن هو مصدر تلك النصوص وهو مفارق للكون والبشر لكنه أتى بكل ما هو متعاكس ومتضارب شانه شأن الجاهل الأمي الذي لا يعرف كيف يتصرف في ثروته.
لكن حقيقة ما هو قائم لو فحصناها بقليل من العمق طبقا لمعرفتنا الحديثة بعلومها الطبيعية والاجتماعية والسياسية وليس حسب ما ورثناه من القدماء (باعتباره كلام من الخالق) لأكتشفنا أن بصمة البشر في كل حقبة زمانية بمواصفات بيئتها ومكنونها الثقافي موجوده في كل نص ولا يمكن إحالة القيم , مخربة كانت ام بناءة الى كائن مفارق خالق لكل شئ يحمل كل هذه التناقضات المشوهه والتي تجعله مريضا بانفصامات لا علاج لها .
فاكتشاف التناقضات والركاكة القيمية والأخلاقية لم يتم إلاّ حديثاً مع اكتشاف البشر لإنضباطات الواقع المادي وتساوقه مع ذاته واكتشاف أن البشر يمكن أن يكونوا أيضاً متجانسين وفي تناغم لو أنهم افرزوا قيما من واقع أفضل يمكن خلقه بدلاً من واقع لم يكن أحد يسيطر عليه سوى طلباتهم غير المجابة وحاجاتهم غير المتحققة (الأخير هذا هو ذاته الواقع الذي ظهرت به الأديان ) .
وهذا بالضبط ما حدث عندما تجاوز العقل الاوروبي الثقافة الـ Judeo-Christian الى العلمانية. فحقيقة ما وقع عندهم انهم لم يكتشفوا التصالح الخفي بين اليهودية والمسيحية باعتباره خافياً عليهم إنمالأنّ العقل الفلسفي والعلمي المعرفي على كل المستويات لديهم هو الذي اكتشف قدرته على الاعتماد على ذاته منجزاً نصوصه المعرفية بدلاً من الانصياع والإذعان للنصوص الدينية الملقاه عليه والمتناقضة مع ذاتها وايضاً فيما بينها.
فعندما كانت اليهودية منفردة بالبشر وجدنا الذبح والقتل الى حد أنّ الله ذاته كان يعطل غروب الشمس حتي يفرغ القائد اليهودي من جز رأس كل من ليس مؤمناً به. وعندما كانت المسيحية سائدة بانفراد على البشر وجدنا أصحابها يحملون السيف لأنّ قائلها قال ما جئت لإلقي سلاماً بل لإلقي سيفاً (النصوص متاحة ولا داعي لاستدعائها في هذه الرسالة). وعندما جاء الفهم البروتستانتي دخل ايضاً في اتون القتل بالحرب والقتال إماً دفاعاً عن النفس أو دفاعااًعن فهم خاص به لنفس النص. في مصر قامت الارثوزكسية بالقتل والذبح وهدم المعابد الفرعونية بل قاموا بحريق مكتبة الاسكندرية للمرة الاولى ثم أتى البرابرة الجدد لإكمال الحريق مستخدمين العهد الأخير .
ولم ينفض هذا السرك الديني الدموي إلاّ بانتقال البشر من حالة ذهنية ومعرفية قديمة الى حالة آخرى مختلفة تماما أساسها العلوم الحديثة بكل تفريعاتها.
هنا وبالذات تقبع الإششكالية في سؤالك بنصه الذي تعني به عدم قابلية الإسلام للتعايش مع التصحيح باللون الأحمر ( بين مزدوجين في اللغة الأنكليزية ) :
- so i believes all religions in this world can live together accept (except) islam -
فالإشكالية ليست إختلاف الأب الروحي لمحمد عن الأب الروحي لموسى وعيسى
- i believe the godfather for mohamad is different the jesus and even the others prophets -
أو لأنّ الإسلام مختلف عن باقي الديانات، فهو يعج بنفس القدر من تناقضاته الداخلية وتشاكله بالكراهية مع الآخرين مثله مثل باقي الأديان بل وينقل نصوصا من التوراه ، لكن لأنّ اهله ومن يتبنونه لازالوا في مرحلة بدائية ربّما أكثر قدماً في التاريخ عن العصور الوسطى . بل أني اؤكد أن حالة البداوة العربية تجعل أهل الإسلام بشكل عام والمدافعين عنه بشكل خاص هم معبرون تماماً عن النص بكل ما فيه من أمراض . وساحيلك الى كتاب فقه الجهاد في الإسلام :
http://www.4shared.com/document/oTm7SAtP/___.htm
الكتاب ليس سوي شرح وتفسير وتموضع فقهي و قانوني لنصوص القرآن نكتشف من خلاله مدى تطابقه ونصوص العهد القديم .
في حقيقة الأمر فإن العهد القديم والجديد والأخير يمكنها أن تتعايش مع بعضها على أساس القتل والتدمير والخراب ولا شئ آخر. لكن العقل الإنساني الذي غادر إنصياعه لها وشكل معرفته ونصوصه العلمانية الخاصة به هو الذي يمكنه أن يتعايش باساليب تختلف جذرياً عن القتل والتدمير والخراب. وسيبقي خارج السرب هؤلاء المنتمين الى الأمة التي نبيها أمي ولازالت تعتقد بمصداقية النص وقدرته علي الفعل وعجز العقل بعلومه الحديثة عن إدارة شؤونه.
وللجميع مودتي ...
محمد البدري
إذن هذا هو الذي لا بدّ أن نبحث عنه وأن نقارن بين فهم الغرب للأديان بالرغم من احتلاف الإرهاصات وبين فهم الشرق لتلك الأديان التي جلبت لنّا الدمار وفي كافة فترات وجودها .
أي اننا لسنا بصدد شتم الشخصيات التاريخية ولا التفاخر بمريم دون عائشة فهذه هي السذاجة ولا أريد ان أقول بأنه – الغباء- الذي ياتي بطبيعة الحال من المتعصبين بغض النظر عن الدين الذي ينتمون إليه .
من يستطيع أن يؤكد لنّا بأن عائشة كانت في فراش صفوان بن المعطل ؟
وفي نفس الوقت من يستطيع ان يؤكد لنّا بأن مريم لم تكن صاحبة النجار ؟
أليس النص هو الحكم ؟ فلماذا نختار ما نشتهي ؟ هل هذه هي العلمانية وقبول الآخر والتعايش السلمي والأديان التي تدعي التسامح ونبذ العصبية ؟
في مصر اليوم تؤكد الأحداث ( حريق الكنائس ) على أنّ الطريق الصحيح ليس ( ديني افضل من دينك ) بل أن يكون التعامل بين المواطنيين على أساس الإنسانية وليس على أساس الدين ... فهل سوف تفعلون ؟
لم أجد على صفحات الحوار المتمدن او بين الرسائل المتبادلة ومن أصول مسيحية ولكن بفهم علماني رائع سوى السيدتين آمال صقر مدني ( مُعلقة ) وليندا كبرييل ( كاتبة ) .
هناك بعض المُعلقين أيضاً من أصول مسيحية – عدلي جندي – مايسترو . الخ .
أمّا بالنسبة للكُتّاب ومن أصول مسيحية فيكفي أن أذكر الأستاذ سامي لبيب والأستاذ سامي إبراهيم , ناهيكم عن الأستاذ سيمون خوري والأستاذ نادر قريط .
يجب التركيز على الطريقة العلمية في النقاش والكتابات والأبتعاد عن المهاترات التي لا تقدم ولا تؤخر فالأديان من منبع واحد ومن مصدر واحد لا غير :
الخرافة .
( إذا أراد الإنسان أنّ يعلم أيّ دين هو الحق – مع أنّ كلّ الأديان وهم وخرافة – فإن الإنسانية ستبقى أجلّ وأعظم شيء يتبعها الإنسان ويمارسها مع غيره ) إحدى الصديقات على الفيس بوك ...
يقول المعري :
وينشأ ناشىء الفتيان منا – على ما كان عوّده أبوه
وما دام الفتى بحجى ولكن - يعلمه التدين أقربوه