تعايُش
خليل الذيابي
الاختلاف سنة من سنن الحياة ولم يكن هناك عصر من العصور الفانية إلا وكان أحياءة مختلفين فيما بينهم ولكن تختلف درجات الخلاف بينهم بحسب وعيهم وثقافتهم التي يمارسونها .
ولو تبصرنا في عصرنا هذا لوجدنا أننا من أكثر العصور خلاف فيما بيننا والسبب باعتقادي هو أننا انتقلنا إلى العالم الافتراضي والتعددية الفكرية دون أن تكون لدينا ملكة فكرية نستطيع من خلالها الموازنة بين الأفكار التي تخالفنا وطريقة نقدنا لها فأصبح الكثير منا هجوميين لأتفه الأسباب ودائما ما تستخدم الألفاظ العنيفة والشخصنة في نقد كل فكرة مخالفة
إن الانقسام الحاصل داخل البيت الإسلامي إن صح التعبير أمر ربما تتضح سيئاته بالمستقبل وتعدد التيارات والمسميات أفقدنا الكثير من روح التعايش الذي ننشده فأصبحنا نتجه للحزبية السلبية التي دائما ما تنتج لنا مزيدا من الضغينه والتباغض فيما بيننا
البعض أصبح يكره الأخر لانه سمع عنه ! أو لأنه ينتمي لإحدى الاحزاب التي يختلف معها في الأمور التي تقبل الخلاف وتعدد الأراء حتى وصل بنا الحال لكرة الأشخاص الذين لم نلتقي بهم يوما ولم نناقشهم لنتعرف على طبيعة ما يؤمنون به
حتى إن حصل حوار بين تلك الطوائف المختلفة فإنه يبدأ كالمعركة التي يتسابق فيها الخصوم إلى إيقاع الأخر وغالبا ما ينتهي بهم الحال إلى جدال .
إن التعايُش يعني أن تقبل الأخر و تناقشه بالحق الذي تعتقد من دون أن تشخصن أفكاره أو تصفها بالانتماء لأي طائفة
المصدر: http://www.aljoufnews.com/sa/articles.php?action=show&id=904