من يواجه ثقافة التطرف؟
صلاح حسن السيلاوي
الموت الذي يتمشى في الشوارع ، والحدائق التي أدمنت عصافيرها أن تجفل من صوت الانفجارات ، والوجوه التي تنطق ملامحها عن صفرة المعنى وخواء الأرواح ، كل ذلك من سلالة التطرف .
الجباه التي يعتصرها عرق الفقر ، والبكاء المعلق في قلوبنا مثل مراوح صيف حار على رؤوسنا ، والأمهات اللواتي يعلقن على حائط حزنهن اليومي ، الكثير الكثير من صور أبناء مغدورين ، كل ذلك من سلالة التطرف .
صنابير الماء العطشى ، والشوارع المعدودة الحفر ، بخطى الأطفال إلى المدارس ، البيوت التي تغلي غرفها صيفا ، وتغرق شتاء ، الآباء الذين ذهبوا للحرب وماتوا ، والأبناء الذين كنسوا المدارس وتخرجوا ليكنسوا الأزقة ، كل ذلك ، طبعا ، طبعا ، من سلالة التطرف .
وأكثر من هذا ، فالتطرف ولاّد ومزواج ، وحياتنا العراقية دليل على كل ذلك ، وكلنا يعرف أن التطرف الديني والسياسي والاجتماعي ، وراء كل تراجع يحدث في النظم المرجوة لحياتنا ، ولكن الغريب الغريب ، صمت رؤوس القوم على كل هذا ، فالتساؤل المهم هنا ، ما دمنا نعرف علة هذا المريض ، فإلى متى نتركه ملقى على سرير المرض ، أليس علينا أن نتفحص هذا الجسد المذهبي والديني والاجتماعي لنعالج سبب انتشار هذا الفايروس المميت ، هل مناهجنا التربوية والتعليمية خالية من لغة العنف ، هل نملك رادعا قانونيا لأي دعوى تطرفية تصدر من أية جهة مهما علا شأنها السياسي أو الديني ، أنستطيع القول أن القانون العراقي ضَمَنَ ذلك ؟ الا يجب علينا الان ان نلتفت في كل جانب من جوانب عقلنا الاجتماعي ، ما الذي يلبس الانسان هذا الثوب؟ ما الذي يجعل ثقافة التطرف تسيطر على ذاته؟ وما الذي يغذي ذلك؟ ألسنا بحاجة إلى تأسيس وعي نقدي لدى المجتمع عبر المؤسسات التربوية والتعليمية؟ ودعم كل هذا بحزمة من القوانين ، ثم أليس المثقف العراقي غائبا أو مغيبا عن طرح الحلول لمواجهة ثقافة التطرف؟ هذه التساؤلات سنبحث لها عن أجوبة مع نخبة متميزة من مثقفينا عبر هذا الاستطلاع .
جملة مكاشفات
الشاعر جمال جاسم امين رأى التطرف في وصفه الاول ضديدا للاعتدال وهو سمة ايديولوجيا تحتكر الحقيقة عموما لا المعرفة والفرق هنا - حسب أمين - ان المعرفة تكشف ولا تحتكر منصات الكشف ، بينما الايديولوجيا تتصنم وتدافع عن صنميتها لتمارس احتكارا للمعنى الذي تدعي تمثيله او تقديمه وهنا تقع في مطب تكفيري بالمعنى الديني لانها معادل ( الفرقة الناجية ) .
وأضاف قائلا : الاعتدال اذن ابن المعرفة وعندما يتراجع الحوار المعرفي تتقدم طروحات التطرف التي لا تصغي لغير صوتها ، المتطرف ألاصم ، مأخوذ بعصبوية عمياء لذا فان محاربة التطرف تستلزم محاربة حواضن كل عصبوية وهي مسالة تربية قبل اي شيء آخر تتدخل فيها ظروف النشأة ومناهج التعليم والاطار الاجتماعي العام لأني اعتقد ان الثقافة الاجتماعية اخطر الثقافات وهي تتسلل الى وعي النخب التي تدعي محاربتها ، المؤسف في العراق ان توصيف النخب ودورها يحتاج الى مراجعة بمعنى علينا ان نفصل بين المثقف والمشتغل في حقل الثقافة ، لدينا شغيلة في مرافق ثقافية وهؤلاء لا رسالة لهم سوى المعاش من خلال الاشتغال في مؤسسات الثقافة اما ثقافة الموقف التي تذهب باتجاه كشف التصدعات فهي غير مربحة قطعا الا انها رسالة ينبغي عدم التفريط فيها ، هذا التوصيف هو الذي صنع نخبا محايدة حيادا سلبيا ازاء واقع يحتاج الى موقف ! وبالعودة الى موضوعة التطرف فالامر يحتاج الى جملة مكاشفات لتخفيف اثره وتعطيل جزء من فواعله .
مواجهة من داخل النص
الشاعر مهدي النهيري تحدث عن محاربة التطرف الديني وأهم مفاصله ، وضرورة الإقلاع عن أي تشوه في التراث العقائدي ، في سبيل الوصول إلى حالة السلام الداخلي لحياتنا الإسلامية ، وقد ذهب برأيه إلى أهمية أن تصل الحياة برمتها إلى القناعة بقيم المدنية الحقة ، ولم يغفل الحديث عن ضرورة وطبيعة دور المثقف العراقي بمواجهة ذلك التطرف بوصفها ثقافة تتغذى على قيم وسلوكيات يعيش المجتمع العراقي بين يومياتها المريرة ، فها هو يقول : المفصل المهم في محاربة التطرف الديني - وبكل صراحة - الإقلاع تماماً عن التراث العقائدي للعقائد والمذاهب الإسلامية ، لأن الفكر العربي ما دام منهمكاً في قراءة تلك الملفات الحمراء ، فإن حنينه الى نفض التراب عنها وكشفها سيلح عليه ..
إنها مهمة شاقة وربما مستحيلة على السواد العام ، لكن المدنية لا بد لها من تضحية بماضٍ ما لمستقبل طيب ، ويمكنني أن أعد محاولات المثقف العراقي للوقوف ولو بنسب بسيطة امام ذلك التطرف من ملامح تلك المدنية ، فالمثقف العراقي ( المنتج للنص الأدبي ) انشغل في محاربة التطرف بالتأكيد لكن تلك المواجهة مع الاسف داخل النص فهي حروب طاحنة على جبهات الورق والحبر ، لا بد لتلك المواجهة أن تنقل أسلحتها الى ساحة الواقع بلغة أخرى غير لغة النص المكثف ( الدلالي ، الانزياحي ، البلاغي ) وعند ذاك سيكون دوره اكثر اهمية ، مع اجلالي لكل كلمة مبدعة .
اما المثقف العراقي ( الكاتب : في السياسة والفكر )
فهو ربما انجر الى ما يكتب في الواجهات الاعلامية للاحزاب المتصارعة التي تغذي ذلك النزاع الطائفي .
وبقيت نخبة قليلة من ( الكتاب والمبدعين ) تخوض غمارها بقلة اسلحة وقلة ناصر ، ومع هذا فالأمل معقود على ما يكتبون ، والمسؤولية طوق لن يتنازل عن اعناقهم ..
وعن سؤالنا للنهيري عما يغذي ذلك التطرف في مناهجنا الدينية ، وحياتنا الاسلامية ، ورأيه بضرورة تأسيس وعي نقدي لدى المجتمع عبر المؤسسات التربوية والتعليمية ، وكذلك دعم كل هذا بحزمة من القوانين قال : طبعاً لابد من ذلك ، فلو نقلنا مناهجنا من الانشغال بتعبئة اطفالنا بالمقولات التراثية ( السلبية ) إلى مقولات إنسانية ولا بأس أن يُستقى بعضها من المنظمومة الدينية ، على أن لا تثير حساً بانشقاق طائفي أو مذهبي ،
أما ذكرك لحزمة القوانين ، فإن تلك هي الحل الأمثل للخلاص من كل الألغام المودَعة في الرؤوس ، لو أجرى القانون إجراءاته الصارمة بسلطة تنفيذية لا تأخذها في الحق لومة لائم لاستقر كل شيء بمكانه ، ولكن ذلك لا يكون ما لم نقض على العالقين بالقانون وما هم بقانونيين .
هامش لتفاعل الأنانية
يرى القاص عدنان عباس سلطان أن التطرف ينطلق أساسا من حب الذات وما يمكن ان تتسلح به تلك الذات من قوة لاستلاب الآخرين والتحكم بهم مشيرا إلى أن الأنانية صفة تكوينية في الانسان الا ان المعادل لها هم الاخرون الذين يشكلون مرآة نقدية او تشجيعية بما لديهم من ثقافة وقوة تحجم قوة الفرد. لافتا إلى وجود هامش واسع لتفاعل الانانية في ثقافتنا، هامش يتربى فيه الفرد منذ الصغر للاستهانة بالاخر او التشكيك فيه باعتباره عدوا محتملا وعلى هذا فان الافراط في حب الذات يتحول الى تطرف مدمر .
وأضاف سلطان بقوله : ولا يحد من عنفوان هذا التطرف الا البنى التعليمية والمؤسسات الثقافية من خلال الانساق الديمقراطية والقانونية والسياسية . فهذه البنى ان لم تكن فاسدة هي قادرة ان تلجم التطرف وتحد من قوته على وفق رؤى حضارية متطورة ، كما يجب علينا تتبع بذرات تغذية التطرف والعنف في مناهجنا التعليمية والدينية واقتلاعها والسعي إلى تأسيس وعي نقدي وقانوني وتربوي وتعليمي ، وهذا برأيي يحتاج إلى طريقين وهما طريقان عسيران في مرحلتنا الحالية سواء في النطاق العراقي أو العربي على وفق التطورات المنتكسة للعقلية العربية ورؤاها النقدية لرسالة الرب والتعديل عليها بما نراه من الفتاوى المنوعة واذن فان الامر بالغ العسر واذا كنا نزمع ذلك فاننا طوباويون بامتياز حيث ان المجتمع بشكل عام فقد خصوبته الحضارية منذ زمن بعيد اما الطريق الثاني فهو التثقيف المعارض النقدي للثقافة السائدة الى حين حدوث الانقلابات السياسية والاقتصادية وبلوغ المأساة المجتمعية أوجها وهذا يحتاج إلى زمن كبير أما فيما يخص الدين فليس له اية علاقة بما يدور من تطرف في الوقت لكنه يستعمل على نطاق واسع في التطرف رغم كونه بعيدا عن تلك التاويلات والمسوغات التي يستعمل فيها
الإيحاء الاجتماعي
الباحث عبد الهادي البابي يرى الإيحاء الاجتماعي مؤثرا رئيسا في تكوين الاتجاهات والعواطف فيما يخص الآراء والأفكار والمعتقدات والنظم الاجتماعية ، وتزداد قابلية الفرد لتقبل الإيحاء من دون مناقشة أو نقد أو تمحيص في حالة كونه طفلاً أو جاهلاً أو منفعلاً أو مريضاً أو في حشد من الناس ، أو كان الإيحاء صادراً من شخصيات بارزة أو ذات نفوذ ، على حد قوله ، لافتا إلى تشرب الإنسان إبان طفولته لكثير من الآراء والاتجاهات والمعتقدات الشائعة في إسرته من دون قصد منه ، ومن دون نقد أو تحليل لاتجاهات الأسرة نحو الدين والوطن والنظام الاجتماعي أوالاقتصادي نحو المباح أو المحظور ، نحو النظام أو الفوضى ، نحو المسالمة أو العدوان ، نحو حب جماعة أو كره أخرى ، لذا فنحن نحمل معنا - حسب البابي - من عهد الطفولة كثيراً من الانحيازات الضحلة والاتجاهات الحمقاء إزاء بعض الأشخاص أو الجماعات أو الآراء أوالمعتقدات الأخرى .
وأشار البابي إلى عدم تمثيل الأسرة وحدها لمصدر كل ذلك التطرف عن طريق القابلية للإيحاء، محملا جهات عديدة مسؤولية ذلك كالمدرسة والصحافة والدعاية والمطالعات الخاصة وأفكار قادة الرأي والأصدقاء ورجال الدين .
وأضاف قائلا : على هذا النحو تتكون الكثرة من اتجاهاتنا وعواطفنا، فنحن لم نكتسبها عن طريق التعقل والتفكير والتحليل، بل بطريقة لا شعورية غير مقصودة عن طريق التكرار والعدوى الأجتماعية ، على أن هذا لا ينفي أننا نكتسب عواطفا نتيجة التفكير الذاتي والتحليل، لكن هذا له تأثير كما للآخر من تأثير.
وقد عرف الذين صنعوا [المعتقدات الخرافية ] هذه الخاصية النفسية، فإعتمدوا في نشر أفكارهم ومعتقداتهم وطقوسهم عن طريقها بالدرجة الأساس، مستغلين زمن الطفولة لغرسها، وجهل الناس بالعلم وحقيقة الأمور، وكذلك إعتماد التهييج العاطفي عن طريق الأساطير والحكايات(المقدسة) المرنمة الشجية ، وإضافة هالة من السرية والإبهام والفوقية على الشخصيات الخرافية ، كل هذا من أجل أن يؤدي الإيحاء وظيفته لغرس ما يريدون في نفوس الناس قبل عقولهم. فيكون ترسيخ المعتقدات في العقول لا عن طريق الممر الطبيعي وهو مخاطبة العقل مباشرة، وإنما تسريبها إليه من النافذة الخلفية وهي النفس ، لأنهم يعلمون أنها لو سلكت الطريق المعتاد وحاولت دخول العقل من بابه لربما صدت ولم تتمكن من الدخول ، وهو ما يمكن أن نطلق عليه مصطلح [التفكير النفسي]، هذا مع اعتماد وسيلة الدعاية والإعلام والتكرار المستمر دون كلل أو ملل للأفكار نفسها على أسماع الجماهير..!!!
وقال أيضا : لقد استمعت إلى قارئ منبر يقرأ في منطقتنا كل ليلة جمعة منذ خمس سنوات ، فوجدته يعيد ويكرر نفس ( النهيق والنعيق) السابق ، ولكنه يصيغه بعبارات منمقة جديدة خالعاً عليها القداسة والوجوب الإلهي ..وكلها طبعاً تصب في خانة التثوير العاطفي والهياج المذهبي والحقد والكراهية على التاريخ وعلى فئة معينة من خلق الله ..!! بحيث لاحظت بأن أطفال المنطقة الذين كانوا يستمعون إليه وهم بعمر خمس سنوات واليوم هم بعمر عشر سنوات لاحظتهم وهم يرددون مع بعضهم البعض نفس (هرطقات وتخاريف الشيخ القاريء) ..!!
أن هؤلاء يستغلون زمن الطفولة لغرس هذه الأفكار البالية ، وتجهيلهم بحقيقة العلم والأمور ، وكذلك إعتماد التهييج العاطفي عن طريق الأساطير والحكايات الغيبية التي تسبب غلق الأفهام وتحجر العقول عندهم ...!
وبسبب مخاوف الإنسان من الألغاز التي أحاط نفسه بها فيما يخافه على نفسه وماله وعرضه وأهله ،وما تثيره تلك من تصورات ومخاوف أو يطلقه من تهاويل تمنعه من الانطلاق في الحركة وفي خط المسؤولية الإنسانية ،لأن الخوف والقلق من العوامل المؤثرة سلباً في عمق التصور الإنساني، وفي حركة الكائن الإنساني، تحولانه إلى ما يشبه حالة الشلل عن التفكير الذي قد يتجمد في حدود الخوف من الحركة ، وعن العمل الذي قد يبتعد عن التركيز والثبات، فيصاب على إثر ذلك بهذه العقدة النفسية الخطيرة .
الجهل المركب
القاص انمار رحمة الله أكد أن الجهل والجهل المركب ودعاة الفتنة والتطرف هم السبب الكبير في انهيار منظومة التعايش والمسالمة .مشيرا إلى أن المجتمعات التي يغزوها الفقر والعوز والجهل وتراكم العقد النفسية والاجتماعية والسياسية ،تكون لقمة سهلة المضغ في فكوك بعض علماء السوء المتهتكين ، وهذا ما تعانيه الأمة بالطبع.
ثم تحدث عن دور المثقف العراقي بمواجهة التطرف بكل اشكاله فقال : أرى أن المثقف ليس عاجزاً بتاتاً ، لكن دوره قد سُرِقَ من قبل المؤسسات الكثيرة التي اجتاحت المجتمع ،الإعلامية وغيرها، في حين كان المثقف والأديب والشاعر هو اللسان الناطق في أزمان سابقة. والى ذلك يلعب دور الاصطفاف والخوف الناشئ من الآخر ، إلى تكتلات مذهبية وطائفية ، سببها الجهل والغيبوبة الفكرية ، مما يجبر الفرد إلى الانتماء أكثر إلى العشيرة والطائفة بدلا من الانتماء إلى التيار الثقافي ، إيماناً أن المثقف في هذه الفترة يعاني الوحدة ، فينتاب الافراد عدم الطمأنينة من الاصطفاف معه ، على عكس التكتل المذهبي يشيع في قلوب الأفراد الشعور بالأمن. وهذا تفكير خاطئ سببه الأول كما أسلفت غيبوبة الفكر والثقافة .
متى ما استشعر المواطنون إضافتين كبيرتين ومهمتين ،الأولى التوجه صوب خلق توجيه فكري مُصحح في التربية والتعليم ،وبشكل حقيقي مدروس،لا كما نراه من إسقاط للفروض في واقعنا التربوي الحالي ،وتكوين دولة ونظام عادل.هناك سيحدث انسلاخ عن التطرف والاصطفاف ،لان العدل هو المعيار الحقيقي والأساسي للقضاء على مثل هذه الأفكار ،وهو المُبتغى الذي نجحت الكثير من الدول في تطبيقه نسبياً،بالعدل سيكون هناك انتعاش اقتصادي واجتماعي وسياسي ،وهذه كلها مؤثرات تأتي بالسلب او الإيجاب في خلق التطرف والتعصب بجميع
أشكاله.
ثقافة مقيدة
الشاعر احمد الهيتي نظر إلى موضوعة التطرف من زاوية الثقافة العراقية ومستوى فعلها وتأثيرها في حياتنا ، كما تطرق إلى التغييرات التي تحصل في المناهج التربوية من دون الاخذ بفكرة محاربة ذلك التطرف تربويا وتعليميا فها هو
يقول :
إن فعل الثقافة العراقية مقيّد الآن تماما من قبل بعض المؤسسات الدينية المتطرفة !وهذا بطبيعة الحال واقع مرير، فالمؤسسات التربوية والتعليمية قد استبدلت الكثير من مفردات المناهج التعليمية ، من دون الاخذ بنظر الاعتبار اهمية مواجهة بذرة التطرف في رأس التلميذ الصغير وهو يقرأ دار دور ثم يقرأ بعد ذلك ( آية الجهاد ) .
ثمة خلط مفتعل وتطرف خفي تقوده عقول خربة في منظومة حياتنا فمنظومة ( س) تصدح
ومنظومة (ش ) تصدح حتى صارت اماكن العبادة (مسالخا) ، فكيف بالشارع ؟ وكيف بالانسان العادي وهو يرى مؤسساته تنهار بهذا الشكل المسيّس
دينياً؟ .
ثمة قول لسيوران ( اتوقع ان يأتي يوم لا نقرأ فيه الا البرقيات والادعية ) . نعم الان لم نعد نقرأ غير ظلاميات دائرة بلا وعي .
وفي ظل كل هذا أرى أن دور المثقف العراقي بسيط ان لم يكن ملغيا ، فلا ثقافة ضد التطرف ولا ثقافة ضد الجهل كل شيء مُحجّب . أتمنى مخلصا ً أن تكون هناك قوانين حقيقية رادعة ووعي نقدي ابتداءً من الصف الأول الابتدائي إلى الجامعات والمعاهد .. وعي مكتوب بمناهج نيّرة ، تخطه كل فئات الشعب من المخلصين والمثقفين والعلماء بعيدا ً عن التطرف والسب واللعن .
http://www.alsabaah.iq/ArticleShow.aspx?ID=48565
المصدر: http://www.alimbaratur.com/index.php?option=com_content&view=article&id=...