مواجهة تقنية الإرهاب
لا يمكن لأحد أن يقلل من الجهود الأمنية الجبارة التي أدارتها باقتدار الجهات الأمنية في منع العديد من الحوادث الإرهابية وإسقاط من يقفون وراءها من المفسدين في الأرض، وتجلت في تقديم رجال الأمن التضحيات في سبيل حماية أمن واستقرار الوطن، وعكست هذه الجهود العمل الدءوب لكافة القطاعات الأمنية التي تواصل دورها في حفظ الأمن ومنع المخربين والحاقدين من تنفيذ مخططاتهم، ضمن منظومة عمل متكاملة لمكافحة الإرهاب تشمل الركائز التشريعية والتنظيمية.
ولا شك أن الرؤية المنهجية لمحاربة الإرهاب في المملكة حققت نتائج إيجابية كبيرة، اقترنت باهتمامها بمعايير حقوق الإنسان في عملها في مكافحة الإرهاب، وساهمت في تصحيح الأفكار الضالة عبر مركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية، ورسمت تدابير أمنية للأجهزة المتخصصة لإجراء أعمال الاستدلال للجرائم الإرهابية.
إلا أننا يجب أن نقف أمام معلومات وزارة الداخلية التي أكدت أن المنظمات الإرهابية تجند الأشخاص عبر المواقع الإلكترونية، مستغلة التطور التقني وهذا يعني أننا أمام خطر يجب الحذر منه، فالإرهاب لم يعد يقتصر على حوادث قتل وتدمير، بل أصبح يشكل خطرا محدقا، وعلى المجتمع أفرادا ومؤسسات أن يتنبهوا له ويعدوا العدة لمواجهته، إذ تحولت أدواته إلى الفكر والآيدلوجيات الهدامة وبث السموم المضللة والمغرضة والمدعمة بمعلومات عن الجماعات الإرهابية وإبراز أعمالها وخططها الإجرامية من خلال استغلالها للتقنية وإنشاء أكثر من 8 آلاف موقع على شبكة الإنترنت.
ومن هنا فإن الضرورى والملح الآن إعداد استراتيجية فكرية توازي الاستراتيجية الأمنية في مكافحة آيدلوجيات وأفكار الإرهاب ومنعها من التسلل إلى مجتمعنا وتفخيخ عقول أبنائنا، ولن يتأتى هذا إلا بالجهد الدءوب والعمل المحكم والعقلية الواعية بمخاطر الفكر الإرهابي الذي يستهدف كل جميل في هذه الحياة.. والوطن.
المصدر: صحيفة عكاظ.