صدام حضارات أم صدام سياسات!!

محمد حسين فضل الله

 

اختلاف حضارتين أم اختلاف نظرتين؟

س: مدرستان تستأثران اليوم بالفكر الغربي تجاه مسألة «الإرهاب» وستثير جملة مدارس متضاربة في الداخل الأميركي خاصّة وفي الغرب عموماً:

1 ـ مدرسة صدام الحضارات التي يروج لها هانتنغتون والتي لا ترى في «الإرهاب» سوى تعبير من تعبيرات الحرب الحتمية بين الحضارتين الإسلامية والغربية وهذه المدرسة تبدو مكتسحة هذه الأيام.

2 ـ المدرسة الثانية هي المدرسة التاريخية الواقعة التي يمثِّلها المؤرخ برنارد لويس التي ترى ضرورة التمييز بين القلة الأصولية المتطرفة وبين الأكثرية الإسلامية المعتدلة.

ج: في تصوّري أنَّ كلمة صدام الحضارات لا تملك الكثير من الدقة، لأنَّ صدام الحضارات قد لا يرتبط بالمناطق الساخنة أمنياً وعسكرياً، بل إنَّه قد يتحرّك في العنف الفكري في تغليب حضارة على حضارة، أمّا الواقع الموجود اليوم، فهو صدام السياسات، لأنَّ المسألة ليست، أنَّ الحضارة الإسلامية تتبنى شيئاً ترفضه الحضارة الغربية، فالخطوط العامّة الحضارية لمواجهة الاحتلال هي من القضايا التي تتبناها كلّ الحضارات الإنسانية، وهذا الذي يدور الجدل حوله في أنَّ الشعب الفلسطيني في مواجهته لإسرائيل، هل هو شعب يبحث عن حريته؟ وهل أنَّ إسرائيل تملك الشرعية لاستيلائها على فلسطين لمجرّد أنَّه قبل آلاف السنين كان اليهود يسكنون في فلسطين؟

إذاً المسألة ليست مسألة اختلاف حضارتين، بل اختلاف نظرتين في واقع الاحتلال هنا وهناك.

إقبال غربي على دراسة الاسلام

س: بعد أحداث 11 سبتمبر حصل توجه لدراسة الإسلام، هل تعتقدون بإيجابية ذلك؟

ج: أعتقد أنَّ هناك إيجابية كبرى مما حدث، أي كنتيجة لما حدث على طريقة رُبَّ ضارة نافعة، من خلال نقطتين:

الأولى: إنَّ هذه الاعتداءات المتحرّكة ضدَّ العرب والمسلمين في أكثر من بلد من بلدان الغرب ولا سيّما في أمريكا دفعت المسؤولين في الغرب وعلى أعلى المستويات للتحدّث عن الإسلام بطريقة إيجابية على أنَّه دين السَّلام والتسامح والمحبة، وأنَّه الدِّين الذي لا يشجع الإرهاب، وأنَّ القائمين بالعمليات الإرهابية بعيدون عن الخطّ الإسلامي، وهذا ما ساعد على امتصاص الكثير من الدعايات الإعلامية ضدَّ الإسلام تحت تأثير اتّهام المسلمين بالقيام بعمليات التفجيرات. ثُمَّ إنَّنا نجد أنَّ هذه الأحداث نبهت الغربيين إلى الإسلام الذي يجهلونه بشكلٍ عام من الناحية الثقافية. ولهذا أقبل الغربيون على شراء الكتب الإسلامية ولا سيّما القرآن في ترجماته الفرنسية والإيطالية والإنجليزية، بشكلٍ لافت، مما يتيح الفرصة للغربيين، لأن يطلعوا على الإسلام، ليعرفوا أنَّ الإسلام ليس عنفاً ولا إرهاباً، وليس ضدَّ القيم الحضارية، وليس ضدَّ الحريات الإنسانية والرخاء الإنساني، بل هو ضدَّ الظلم والاستكبار والتدمير الإنساني في القيم الروحيّة والأخلاقيّة والحضاريّة.

الشعوب الغربية تعيش الاستضعاف

س: هل برأيكم ضربة 11 (سبتمر ـ أيلول) الماضي هي الشرارة التي سينطلق منها لهيب حرب الحضارات؟

ج: نحن لا نتصوّر أنَّ للحضارات درواً في هذه الحرب، بل إنَّ المسألة هي في حرب السياسات. هناك عالـم رأسمالي مستغل للشعوب الفقيرة وهي تبحث في زاوية هنا وزاوية هناك أمام العجز الذي فرض عليها. هذا ما لاحظناه في الشعوب الغربية أيضاً عندما قامت المظاهرات العنيفة في (جنوى) إيطاليا ردّاً على الكبار الذين اجتمعوا في مؤتمر العولمة، لأنَّنا نعتبر أنَّ الشعوب التي تعيش في الغرب لا تملك الثروات التي تملكها دولها. هناك الكثيرون من المسحوقين الذين يرون أنَّ مشروع العولمة يقضي على حقوقهم ويجعلهم في أعلى درجات التوتر النفسي الذي يفرضه الواقع الاقتصادي. لذلك فإن تحرّك بعض النَّاس الذين يعيشون هذا التوتر يدفعهم إلى أعلى درجة من الحرارة ضدَّ مصالح أميركية داخل أميركا أو خارجها.

نحن نتساءل لماذا لـم تكن هناك أيُّ حركة إرهابية ضدَّ أيّ دولة أوروبية؟ إنَّ هذا الحدث، على رغم فظاعته ووحشيته، ينبغي أن يدفع المسؤولين الأميركيين في الإدارة الأميركية وكلّ الذين يملكون الفكر السياسي في الجامعات وغيرها إلى دراسة مسببات هذا الحدث. ولكن المشكلة أنَّ أميركا تحاول أن تفرض عنفوانها على العالـم، وليست مستعدة أن تفكّر في الأسباب، ولكنَّها تلاحق النتائج، ونحن نعرف أنَّ الطريقة التي تعالج فيها هذا الحدث سوف تخلق ألف سبب وسبب لأعمال مماثلة، لأنَّ الضغط بحسب القانون العلمي لا بُدَّ أن يولّد الانفجار.

الغرب ليس الإدارة السياسية

س: استهداف الولايات المتحدة في 11 أيلول / سبتمبر ألـم يوحد الغرب؟

عندما ندرس الغرب، نرى أنَّه ليس الإدارات السياسية، بل الإنسان الغربي، وليس لدينا إحصائيات تفيد توضيح وجهة نظر الإنسان الغربي على هذا الصعيد، ولا سيّما المثقفون الغربيون الذين يدركون ولا يعيشون بالضرورة حالة صدام حضاري، قد يكون لديهم بعض التحفظات على بعض المفردات في الحضارة الإسلامية، وهناك بعض التحفظات على بعض المفردات لدى المفكّرين المسلمين على الحضارة الغربية، وهذا جزءٌ من حوار الحضارات، فحوار الحضارات ليس معناه أن تسلم حضارة بما لدى الحضارة الأخرى، بل أن تبحث القضايا التي تختلف فيها الحضارتان.

لذا المسألة هي مسألة صدام السياسات، وقد لا تكون كلمة الصدام دقيقة في معناها السياسي عندما تكون المسألة تمثِّل توازن القوى بين المتصادمين، فالصدام محاولة استعادة الاستكبار العالمي أو الاستعمار سيطرته على المستضعفين، إذاً المسألة ليست مسألة صدام الحضارات، بل هي صدام المستكبرين مع المستضعفين لحساب مصالحهم وأحكام سيطرتهم كما هي المسألة التي تتحرّك فيها توافق المصالح بين الإدارات الغربية الأوروبية والولايات المتحدة، وهذا ما لاحظناه عندما انضمّت روسيا إلى التحالف ووافقت على فتح أجوائها للطائرات الأميركية في الجانب غير العسكري. هي إذاً المصالح المشتركة التي ستتيح لروسيا التحرّك بحرية أكثر فيما يتعلّق بمنطقة الشيشان.

حرب كونية شاملة (صدام الحضارات)

س: برأي سماحتكم هل أنَّ أمريكا تخطّط لحربٍ كونية شاملة أشبه ما تكون بصدام الحضارات؟

ج: أنا أتصوّر أنَّ المسألة هي مسألة صدام الحضارات بما يعنيه هذا العنوان، ولكنَّها تعني صدام مصالح المستكبرين والمستضعفين بغض النظر عمّا إذا كان هؤلاء المستضعفين ينتمون إلى حضارة تتوافق مع الحضارة الغربية أو إلى حضارة تنسجم مع الحضارة الإسلامية.

إنَّها تماماً كما ذكرها القرآن، إنَّ مسألة الصراع في العالـم هي مسألة الاستكبار والاستضعاف.

وهذا هو ما كان الإمام الخميني (رحمه اللّه) قد وعاه بشكلٍ جيِّد عندما بدل كلمتي المستعمرين والمستعمرين بكلمتي المستكبرين والمستضعفين.

حول إمكانية إشعال حروب أهلية في المنطقة

س: هل تتوقع أن تُبادر أميركا إلى إشعال حروب أهلية في بعض دول المنطقة كما بدأ يظهر في باكستان لوضع اليد على ثروات المنطقة؟

ج: أنا لا أتصوّر أنَّ أميركا تستهدف ذلك، لأنَّ ذلك ليس من مصلحتها خصوصاً وأنَّ الحروب الأهلية عندما تنشأ فإنَّها تنشأ في خطّ معارضتها للسياسة الأميركية، وهذا ما يزيد الموقع الأميركي سوءاً عند هذا الشعب أو ذاك، لكنَّنا نتصوّر أنَّ أميركا في الكثير من القضايا تتحرّك من خلال ذهنية الغطرسة التي تنظر إلى الأمور بعين واحدة ولا تنظر إليها بعينين مفتوحتين فهي تريد أن تنفذ سياستها في الضغط على أفغانستان وذلك بالاتفاق مع باكستان لتسهيل الشروط التي تحتاجها أميركا في مواجهتها لأفغانستان.

ومن الطبيعي أن يخلق هذا الجو إرباكات وربَّما فتناً أهلية، ولكنَّني لا أتصوّر أنَّ المسألة تصل إلى مستوى الحرب الأهلية في بلدان المنطقة.

س: ماذا بعد العمليات العسكرية على أفغانستان وهل يتوقع سماحة العلاّمة أن تشمل دولاً أخرى؟

ج: لعلّ الطريقة الأمريكية في الحرب النفسية التي تخوضها ضدَّ كلّ دول العالـم سواء كانت هذه الدول دولاً كبرى تحاول أميركا أن تطوقها بمشاريعها المستقبلية التي قد تتأثر بها مصالحها، كما جاء في تصريح رئيس الوزراء البريطاني الذي علّق على حديث بأنَّ هناك دولاً أخرى مستهدفة أو يمكن أن تستهدف من العالـم الثالث، الذي يُراد تخويفه وإرهابه سياسياً من أجل أن تبتعد بعض هذه الدول عن تحفظاتها حول الالتحاق بالتحالف ضدَّ الإرهاب، وأنَّ أمريكا تعيش هذه المرحلة في حربها ضدَّ أفغانستان وهي مرحلة خطرة جداً، لأنَّ الرمال المتحرّكة في هذا البلد بفعل التجربة التاريخية هي رمال تغرق أي احتلال أو أيّ عدوان، لذلك فإنَّ أمريكا تريد أن تحقق أهدافها في إسقاط طالبان، والإمساك ببن لادن وجماعته من خلال الجماعة الأفغانية وهي جماعة التحالف، لأنَّ الأفغان يمكن لهم أن يخوضوا في الرمال المتحرّكة ضدَّ الآخرين، لذلك فإنّي أعتقد أنَّ الحديث عن دول أخرى هو حديث معقّد قد لا تملك أمريكا أن تأخذ به، لأنَّه يصطدم بأكثر من مشكلة سياسيّة واقتصاديّة وأمنيّة، وأكثر من مصلحة أوروبية وروسية وغيرها من الدول.

مجلس الأمن ومكافحة الارهاب

س: هناك سباق محموم مع الوقت حول مكافحة الإرهاب، وقد أصدر مجلس الأمن قراره الرقم 1373 الخاص بمكافحة الإرهاب وأناط مهمة وضع آلية تنفيذه بلجنة دولية برئاسة بريطانيا، وعلى أن تنجز مهمتها قبل 13 الجاري. كيف يصدر هذا القرار في نظركم من دون تعريف محدّد للإرهاب، علماً أنَّ بند التدابير للقضاء على الإرهاب مدرج على جدول أعمال الجمعية العمومية للأمم المتحدة منذ سنة 1972؟

ج: إنَّ مشكلة قرارات مجلس الأمن منذ وقتٍ غير بعيد أنها تخضع بدرجة كبيرة لخطّ السياسة الأميركية تحت تأثير وضع سياسي وأمني محموم، ونتيجة لاعتبارات المصالح التي تربط الولايات المتحدة بدول مجلس الأمن، لا سيّما الدول التي تملك حقّ الفيتو. ما يجعل هذه القرارات بعيدة عن الدقة، أو أنَّها لا تدرس الأمور بطريقة ترتبط بمصالح شعوب العالـم.

وإذا أردنا أن نأتي إلى هذا القرار فإنَّنا نجد أنَّ مجلس الأمن قد أعطى هذا القرار شرعيته الدولية من دون أي تحديد يفرضه الخلاف في مفهوم الإرهاب، لأنَّ مفهوم الإرهاب الأميركي يجعل المقاومة في فلسطين وفي لبنان عملاً إرهابياً باعتباره عدواناً على دولة شرعية معترف بها من الأمم المتحدة، متجاوزة مسألة الاحتلال وشرعية المقاومة، فهذا القرار من خلال الجوّ الانفعالي المحموم الذي اجتاح أميركا والعالـم نتيجة الموقف الأميركي المندرج تحت شعار «من لـم يكن معنا فهو مع الآخرين» هذا القرار هو قرار أميركي تبنته الأمم المتحدة وليس قرار الأمم المتحدة الدولي الشرعي.

إنَّ الفكرة التي خرج بها الكثيرون من المتابعين للأحداث الجارية في العالـم هي: إذا ما كانت أميركا معرّضة للاعتداء، فليعلن العالـم الحرب على الجهات التي تقوم بهذا الاعتداء وعلى أيّ دولة كان حتَّى لو كانت دولة أوروبية لا تتفق مصالحها مع مصالح أميركا. لذلك لا نعتقد أنَّ الخصوصية في هذه المسألة هي خصوصية الإرهاب كمحور يهدِّد العالـم، ولكن القضية هي خصوصية الإرهاب الموجه ضدَّ أميركا بالذات. وهذا ما لا ينسجم مع النظرة الموضوعية للمسألة.

هنا نسأل أميركا، التي بقيت تحاكم المسؤول عن تفجير أوكلاهوما ثلاث سنوات، لماذا استعجلت الاتهام من دون القيام بمسح شامل للجهات المستفيدة من هذا الحدث؟ ولماذا عملت على إصدار الحكم وعلى تنفيذه من دون أن تدقق في الاتهام، قالت إنَّها اقتنعت بعلاقة تنظيم «القاعدة» ورئيسه أسامة بن لادن فقط، ولا يكفي لإصدار الحكم وتنفيذه أن يقتنع المدّعي فقط.

إنَّنا نتساءل لماذا أعلنت أميركا الحرب على أفغانستان وعلى حكومة طالبان؟ هل يبرّر الحرب على حكومة طالبان أن تسقط أميركا كلّ البنية العسكرية والتحتية لدولة أفغانستان وتعتدي على المدنيين؟ إنَّنا نتصوّر أنَّ دولة تعتبر نفسها في موقع المدّعي العام والحاكم المنفذ على كلّ المواقع المؤاتية، تحول المسألة إلى شريعة غاب، وإلى فوضى في كثيرٍ من القضايا.

مرحلة القيادة الشاملة!

س: ألا ترون سماحة السيِّد أنَّنا بعد مرحلة 11 أيلول قد دخلنا في مرحلة قيادة أمريكية شاملة للعالـم.

ج: ربَّما كانت القيادة الأمريكية قيادة معترفاً بها كأمر واقع، لأنَّ العالـم كان يتحرّك بين قيادتين، باعتبار أنَّ أوروبا كانت على هامش أمريكا ولـم يكن للصين دور، بل كانت على ضفاف الاتحاد السوفياتي مع بعض التحفظات، وكانت اليابان على يمين أمريكا، فلهذا لـم تكن مسألة القيادة الأمريكية جديدة ـ على الأقل ـ بحسب الواقع بعد سقوط الاتحاد السوفياتي، حين لـم يبقَ إلاَّ أمريكا، لكنَّنا لاحظنا بعد سقوط الاتحاد السوفياتي بدأ الاتحاد الأوروبي يبحث عن نفسه، وإن بطريقة تحتاج لوقت ما، وبدأت الصين تناور بين أن تنجذب إلى أمريكا في موقع لتبتعد عنها في موقع آخر، وبدأت روسيا تفكّر كيف يمكن أن تتخلص من هذا الضغط الأمريكي لتبدأ رحلة جديدة في استعادة العنفوان الروسي.

إنَّ أمريكا لا تملك كلّ الأوراق، ولهذا فإنَّ علينا أن نعرف أنَّ أمريكا التي تحوّلت في ساعات معدودات إلى «نمرٍ من ورق» كما يقول ماوتسي تونغ، سوف تتحرّك لتكون نمراً من خشب تارةً، ونحاس أخرى وغيرها، لأنَّ العالـم يتقدّم والدول الكبرى تشيخ، وربَّما تبدأ أمريكا في مرحلة الكهولة ثُمَّ الشيخوخة، ثُمَّ الموت..

س: سماحة السيِّد، هل تعتقد أنَّنا مقبلون على قيادة جماعية للعالـم بعد الأحداث الأمريكية؟

ج: إنَّ تحرّك أمريكا، ولهاثها لاستثارة الاتحاد الأوروبي، ليقوم بالنيابة عنها بجولة شرق أوسطية أو غيرها، ليقنع من يُراد إقناعه، وليضغط على من يُراد الضغط عليه، ولعلّ التوسل بروسيا يندرج في هذا السياق بطريقة وبأخرى، في حين أنَّ الصين لا تزال خارج دائرة الضوء.

إنَّ اضطرار أمريكا لرشوة باكستان الدولة المهشَّمة الضعيفة اقتصادياً وإدارياً، لتقبل السير مع أمريكا، يعني أنَّ العصا الأمريكية ليست وحدها هي التي يمكنها قيادة العالـم. ولكن هناك «الجزرة» الأمريكية من جهة والعصا من جهة أخرى، ولعلّ بعض «الجزرات» قد تأتي من هذه الدولة أو تلك وهي أكثر «فيتاميناً» من غيرها.

المصدر: http://arabic.bayynat.org.lb/kadaya/4.htm

الحوار الداخلي: 
الحوار الخارجي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك