تطوان-المغرب
15-17 رجب 1417 هـ
26-28نوفمبر 1996م
المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة - الرباط
وشعبة الدراسات الإسلامية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية
بجامعة عبد المالك السعدي - تطوان بالمغرب.
لغة المؤتمر : اللغة العربية ، ولكن قدمت ثلاثة بحوث باللغة ا؟لإنجليزية والإسبانية والفرنسية.
موجز عن البحوث المقدمة:
لم يكن هذا المؤتمر الأول حول الاستشراق الذي يعقد في المغرب فقد عقد قبل سنتين تقريباّ مـؤتمر في كلية الآداب بجامعة محمد الخامس في الرباط بالتعاون مع مكتب تنسيق التعريب التابع لجامعة الدول العربية حول الدراسات الاستشراقية وكان برئاسة الدكتور أحمد شحلان عميد الكلية حينذاك .كما عقدت ندوة أصيلة اجتماعها السنوي في الصيف الماضي تناول صورة الغرب في العالم الإسلامي وأوصت الندوة بإنشاء أول مركز للدراسات الأمريكية في العالم العربي في مدينة أصيلة المغربية.
أما هذا المؤتمر فكان والحمد لله فرصة للإشادة بالقسم الذي لا مثيل له في العالم الإسلامي وأن المنتسب لهذا القسم يجد نفسه على معرفة بالاستشراق بصورة أوضح وأشمل من الذين يدرسون الاستشراق من خلال دراسة أحد العلوم العربية أو الإسلامية.كما إن وجود هذا القسم في المملكة يثبت هذه الريادة لجامعة الإمام. ولم يظهر هذا في بحثي الذي قدمته بعنوان (لمحات من الاستشراق الأمريكي المعاصر) فحسب بل كان ذلك أيضاً من خلال الفرص التي أتيحت لي لمناقشة بعض البحوث الأخرى وكذلك من خلال الندوة التي عقدتها القناة الفضائية لراديو وتلفزيون العرب (إي آر تي) والتي استغرقت حلقتين بعنوان (الإسلام وقضايا المجتمع) ومن خلال بعض اللقطات السريعة التي صورها المخرج الدكتور رفيق حكيم على هامش المؤتمر وكذلك من خلال بعض اللقاءات الصحافية مع جريدة "المسلمون" وجريدة "المستقلة" (اللندنية)، ومن خلال الحديث في برنامج إذاعي بث على الهواء مباشرة من إذاعة طنجة. وقد وجدتها فرصة مناسبة خلال هذه النشاطات أن أشيد بقسم الاستشراق بكلية الدعوة وأهميته العظيمة في فهم الاستشراق والتصدي له.
أما بحثي فكان حول الدراسات الإسلامية في الولايات المتحدة الأمريكية أو الاستشراق الأمريكي المعاصر، وقد اخترت ثلاثة محاور في هذا الموضوع هي:
أولاً: المعرفة حقيقتها وأساليب الحصول عليها: أوضحت فيه أن المعرفة في الغالب ليست من أجل المعـرفة نفسها ولكنها في الغالب من أجل استمرار الهيمنة والسيطرة كما بين ذلك العلماء المسلمون من قبل و كذلك إدوارد سعيد في كتابه المشهور (الاستشراق). وأما وسائلها فكثيرة من بينها البحوث الأكاديمية والمؤتمرات والندوات واستقدام بعض الأساتذة العرب المسلمين الذين يجرون بحوثاً على بلادهـم في الغرب فيقدمون خبراتهم ومعارفهم إلى الاستشراق الأمريكي.
ثانياً: الاستشراق الإعلامي: وتناولت في هذا المحور النشاطات الاستشراقية في المجال الإعلامي من صحافة وإذاعة وتلفاز وقدمت نماذج لذلك. وأكدت على الارتباط الوثيق بين الاستشراق الأكاديمي والاستشراق الإعلامي.
ثالثاً: الاهتمام بالحركات الإسلامية: وقد ظهر في الآونة الأخيرة في الجامعات الأمريكية ومراكز البحوث ولدى الحكومة الأمريكية اهتمام بالحركات الإسلامية التي تطلق عليها (الأصولية) حتى أصبح بعض الباحثين يتخصص في هذه الحركات في بلد من البلدان.
موجز عن المؤتمر:
كان هذا المؤتمر حافلاً بالبحوث القيمة التي وزعت على عدة محاور وهي :الاستشراق والعلوم الشرعية: القرآن الكريم، والسنّة، والفقه والسيرة النبوية، والاستشراق واللغة العربية وآدابها، ومدارس الاستشراق الجغرافية. وفيما يأتي أبرز البحوث التي قدمت:
الاستشراق والقرآن الكريم
1- الاستشراق وترجمة القرآن الكريم: د. محمد أبو طالب - شعبة اللغة الإنجليزية بكلية الآداب بجامعة محمد الخامس بالرباط. قدم الباحث عرضاً شيقاً وجميلاً لنماذج من الصعوبات والأخطاء التي وقع فيها عدد من المترجمين في أثناء قيامهم بالترجمة وذلك نتيجة عدم إدراكهم لخصوصيات اللغة العربية نحواً وصرفاً وأسلوباً. وأعتقد أن الباحث يملك طاقة كبيرة ومعرفة غزيرة وعميقة بهذا الموضوع ويمكن الإفادة من جهوده لدى الجهات المعنية في المملكة بترجمة معاني القرآن الكريم وهي مجمع خادم الحرمين الشريفين لطباعة المصحف الكريم بالمدينة المنورة ووزارة الشؤون الإسلامية.*
2- الدراسات القرآنية في اسكتلندا: وليام موير وريتشارد بل ومونتجمري وات: د. عبد الرحيم علي محمد إبراهيم - مدير جامعة أفريقيا العالمية بالخرطوم. تناول البحث تعريفاً موجزاً بالمستشرقين الثلاثة ثم ركز على كل من ريتشارد بل ومونتجمري وات، ونظراً لأن ريتشارد بل كان أخطرهم فقد أعطى الباحث مساحة أكبر لعرض آرائه ونقدها.
الاستشراق والسنّة:
3- موقف المستشرق جولدزيهر من السنّة النبوية: د. المكي اقلانيه - شعبة الدراسات الإسلامية كلية الآداب جامعة عبد المالك السعدي -تطوان: اهتم الباحث بالمستشرق جولدزيهر وتناوله للسنة النبوية سنداً ومتناً وربطها بالأعراف والتقاليد الجاهلية، وأوضح الباحث المنهج الذي سلكه جولزيهر والخلل الذي اعتوره في سلوك ذلك المنهج.
الاستشراق وأصول الفقه:
4- علم أصول الفقه من خلال بعض الدراسات الاستشراقية:نقد وتقويم: د. محمد الصمدي، شعبة الدراسات الإسلامية -تطوان. ناقش الباحث مجموعة من وجهات نظر مجموعة من المستشرقين حول أصول الفقه، وتناول مناهجهم في ذلك من خلال دراسة مدى التزامهم بالأمانة العلمية في بناء الأحكام والتصورات.
الاستشراق والسيرة النبوية:
5- محمد صلى الله عليه وسلم بين النبوة والرسالة: د. قوتو أكيرا من معهد الثقافة الشرقية- جامعة طوكيو اليابان. تناول البحث الألقاب والصفات التي كانت تطلق على الرسول صلى الله عليه وسلم وخلص إلى أن أكثرها كانت النبوة والرسالة، وقد بحث في هذا الموضوع من خلال دراسة سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم ومن خلال ترجمات معاني القرآن الكريم.
7- قراءة في كتابات إسبانية عن السيرة النبوية: د. مهدية امنوح، شعبة الدراسات الإسلامية-تطوان، قامت الباحثة بمراجعة عدد كبير من النصوص الاسبانية في مجال السيرة النبوية، واهتمت بصفة خاصة بما أثبتوه للرسول صلى الله عليه وسلم من صفات ومزايا وتلك التي نفوها وأسباب الإثبات والنفي.
8- الاستشراق والسيرة النبوية: د. عز الدين عمر موسى- قسم التاريخ، كلية الآداب بجامعة الملك سعود. قام الباحث أولاً بتقسيم التاريخ الأوروبي إلى ثلاث حقب وتحدث عن الاهتمام بالسيرة النبوية في كل حقبة منها وخصائص الكتابة حول السيرة فيها. وهذه الحقب هي: النصرانية البيزنطية، والثانية نهضة غرب أوروبا وبداية عصر النهضة، والثالثة هي حقبة عصر التقدم الأوروبي العلمي المادي والهيمنة الاستعمارية، وقدم الباحث نماذج من كتابات كل حقبة مع نقدها.
الاستشراق واللغة العربية:
9- "المستشرقون واللغة العربية" ، د. بكري عبد الكريم، مدير المعهد العالي للحضارة الإسلامية بمدينة وهران - الجزائر. من أبرز القضايا التي تناولها الباحث في ورقته ما يأتي: أصالة النحو العربي من حيث النشأة والتنظيم، ومكانة اللغة العربية بين اللغات العالمية وقدرتها على التعبير عن المسميات والمعاني، والإعجاز اللغوي في القرآن الكريم ، واستبدال العامية باللغة الفصحى في البلاد العربية، والرصيد المعرفي في مجال اللغة العربية الذي يملكه المستشرقون الدارسون لعلوم اللغة العربية.
10- "المستشرقون واللغة العربية " نادية انجلسكو، قسم اللغة العربية والدراسات الإسلامية جامعة بوخارست-رومانيا. ألقت الباحثة بحثها بلغة عربية سليمة، وحاولت إبراز دور المستشرقين في مجال دراسة اللغة العربية نحواً وصرفاً وآداباً. وكذلك في مجال الاهتمام بالتراث العربي الإسلامي في مجال اللسانيات والتأكيد على أهمية التفكير اللساني العربي وأصالته.
11- " ما ذا أفاد الأدب العربي من جهود المستشرقين في تاريخه والبحث فيه ؟" د. محمد الكتّاني عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة عبد المالك السعدي، تطوان. ركز الباحث على إظهار إنجازات المستشرقين في مجال خدمة الأدب العربي بغض النظر عن الأخطاء التي وقعوا فيها،أو الأغراض غير الموضوعية التي وجهت بحوثهم أحياناً. وقد قدّم نماذج من جهود المستشرقين في المحافظة على التراث العربي وتحقيق المخطوطات وفق مناهج علمية صارمة.
المدارس الاستشراقية -جغرافياً :
12- " الاستشراق في سويسرا "، د. جريجور شويلر.Greegor Schoeler، جامعة بازل بسويسرا. قدم الباحث ورقته بلغة عربية جيدة مستعرضاً الاهتمام بالدراسات العربية الإسلامية في سويسرا مشيداً بأن بلاده رغم صغر مساحتها لكنها أخرجت عدداً من المستشرقين البارزين، وقدم في ورقته أسماء بعض هؤلاء وإنجازاتهم في هذا المجال.
13-" الاستشراق في هولندا "، د. إسماعيل العثماني، كلية الآداب بجامعة أمستردام. وفي ورقته أوضح الدكتور إسماعيل أهمية دراسة هذا الاستشراق دراسة عميقة لأنه يحتل مكانة بارزة بين الاستشراق الأوروبي وأكد على عدم الاكتفاء بمظاهر الموضوعية والنزاهة والاعتدال التي يمكن أن يتظاهر بها هذا الاستشراق فإنه له باطن يختلف عن ظاهره.
14- " تأسيس الاستشراق الأسباني وتصوراته: البدايات والروافد" د. عبد الواحد العسري، شعبة اللغة العربية - كلية الآداب ، تطوان. تناول الباحث أسباب ظهور الاستشراق في اسبانيا قبل غيرها من الدول الأوروبية ومن ذلك المساجلات الدينية وظهور ترجمات لمعاني القرآن الكريم والاهتمام بالثقافة الإسلامية العربية عموماً.
توصيات المؤتمر:
إن أبرز التوصيات التي خرج بها هذا المؤتمر التأكيد على مواصلة عقد مثل هذه المؤتمرات لفهم أعمق وأدق للظاهرة الاستشراقية ، وكذلك مواصلة الحوار مع المستشرقين أو الباحثين الغربيين في مجال الدراسات الاستشراقية لمحاولة تشجيع المفاهيم الصحيحة وتصحيح ما يمكن أن يكون قد اعترى تصورات المستشرقين من أخطاء نتيجة سوء الفهم أو التعمد.
كما رأى المؤتمر أن تعقد حلقة ثانية من هذا المؤتمر، ولعل كلية الآداب بوجدة هي التي ستقوم باستضافة المؤتمر بعد سنتين .
ولعل أبرز توصية تلك التي دعت إلى إنشاء رابطة للباحثين المسلمين المهتمين بالدراسات العربية والإسلامية في الغرب أو الدراسات الاستشراقية .
|