لكل من يعزف على وتر الطائفية .. أنتهى الدرس يا غبي

كتب الكثير عن التظاهرات في المنطقة الغربية من العراق منهم من انصفها ومنهم من قزمها ومنهم من ضخمها وحملها اكثر مما تحتمل و في كل الحالات والاحوال تبقى هذه وجهات نظر نحترمها و نكن لها كل التقدير و الاحترام اذا كانت نيات من كتبوا خالصة للعراق وشعبه.

ثم أن مهما كانت الحقائق موثقة كما يقال الا انها لو طرحت من خلال الاشخاص أو الاعلام ستكون نسبية استنادا الى أن لا مطلق في الحياة السياسية أو الاجتماعية فالكل يحتمل الخطأ والصواب او يحمل جانب من الخطأ او الصواب أضافة الى انها تنقل بمشاعر انسانية واحيانا غير حيادية.

ولقراءة ما يحصل اليوم على الساحة العراقية السياسية بوجهة نظرنا والتي لا يمكن ان تقرأ بمنعزل عن المكان والزمان والاحداث التي يعشها الشعب العراقي من خلفيات دينية وعرقية واحيانا مناطقية أذن لابد ان نضع اليات لهذه القراءة منها:

ما هي الاسباب والمسببات التي دفعت للتظاهرات؟

ما هو دور الاعلام العراقي والاقليمي؟

كيف تعامل رجال الدين و العشائر وما هي ردود افعالهم؟

ما هو دور الحكومة والبرلمان تجاه الاحداث؟

ما هو دور المتطرفين او قادة الصدفة في اشعال فتيل الفتنة الطائفية ؟

واخيرا هل نجحت هذه التظاهرات؟

اذا نظرنا الى الاسباب التي ادت للتظاهرات فهي كثيرة وكثيرة جدا أي ان ساسة العراق وخلال اكثر من عشر سنوت لم يحاولوا ولو بنسبة 5% ان يعملوا على خدمة الشعب العراقي بل بالعكس عملوا جاهدين على تجاهل حقوقه وكرامته وانسانيته وتعطيل الكثير من القوانين وشلوا عمل الحكومة والبرلمان معا واهتموا بمصالحهم الشخصية ومشاريعهم ومكاسبهم المشبوهة فكل شيء اخذ بالتصاعد نحو الأسوأ من فساد وسرقات و مظلوميات وتهميش وتجهيل وغيرها وبما ان الشعب العراقي تعود على الصبر والكبت فتحمل اكثر من طاقته بالرغم من انه قام بمظاهرات هنا وهناك الا انها كانت تؤد قبل ولادتها او تهمل من قبل الاعلام او رجال الدين و العشائر فلا يكتب لها النور و هذا يعني أن قاعدة التمرد موجودة وموجودة بقوة عند كل اطياف الشعب العراقي ولا ننسى ان الشعب العراقي متعب من كثرة الحروب والاحتلال والطائفية و انشغاله بأمور الحياة المتعبة حقا في توفير الماء والكهرباء والسكن والتعليم والمواصلات لذا نجدة احيانا يميل للامبالاة تجاه تصرفات ساسة العراق ويجب الحذر من هذه الحالة لأنها لو انفجرت تدمر كل شيء وتأخذ بطريقها الصالح والطالح .

اذن الاسباب موجدة والمظلومية تعم الجميع ولا يمكن ان نتجاهلها او نزعم انها مصدرة لنا ونعزف على وتر المؤامرة وندعي ان البرلمان والحكومة وساستنا ملائكة مظلومين مغدور بهم بل بالعكس طالت السنتهم وتطايرت احذيتهم واغلب السياسيين عروضهم متلفزة منفرة بعيدة عن الذوق العام والخاص و مهاتراتهم اصبحت لها برامج شرقية وبغدادية وقطرية لشر غسيلهم الوسخ وخيبتهم وفشلهم في ادارة وزاراتهم وبرلمانهم هذا من ناحية

ومن ناحية اخرى ان اسلوب التظاهر حق مكفول دستوري في كل الانظمة التي تعتمد الديمقراطية اسلوبا لنظامها لأنها تعترف بالراي الاخر مهما كان مخالفا لسياستها ويجب احتوائه والسعي لحل الاشكالات المطروحة من قبل المتظاهرين ولكن لابد من اصحاب التظاهرات ان يحصلوا على تصريح او سماح لهم وبشروط معترف بها اولها عدم الاضرار بالمصالح العامة وان تكون سلمية بعيدة عن العنف والتطرف والارهاب ومراعات للذوق العالم والامن القومي .

اذن بداية التظاهرات في الانبار كانت فردية شخصية حشدت الشارع الانباري بشكل عاطفي عازفين على وتر التهميش السني وانتهاك الاعراض فثار الشارع على سبب غير مقنع اطلاقا الا وهو الدفاع عن الارهابيين والغاء مادة 4 ارهاب وعدم الاعتراف بالدستور و تبيض السجون وهذه بحد ذاتها مطالب مخيفة وتدعو للدمار وبداية لأشكال العنف المختلفة

ثم بدأت المرحلة الثانية بالسب والشتم والتهديد وقطع الطرقات و الاضرار بالمصالح العامة وبالأحرى تعطيل الحياة بكل مرافقها ورفع الشعارت التي تهدد بالقتل والدمار جهارا نهارا وتحشيد للتسليح وقطع الرؤوس وهذه دستوريا مخالفة للنهج الديمقراطي وكان من المفترض على الحكومة ان تحسم الموقف للصالح العام عند هذا الحد.

الذي ضخم من الموقف ولأجندات مختلفة هو الاعلام فاصبح يضرب اخماس بأسداس يفبرك ويخطط ويعد عدة انتظرها طويلا فاشتعلت الاجواء هذه المرة لصالح هذه الاجندات المدفوعة الثمن لان الاعلام اليوم و الكل يعرف أصبح سلعة مربحة كأي سلعة من السلع الاستهلاكية عرض وطلب مكسب وخسارة ومصلحته الوحيدة ان تكون الاجواء ساخنة لتستمر ماكنة الدولارات تضخ وبهذا نجح الاعلام الاصفر وهزم الاعلام النظامي او الملتزم بتأجيج الشارع العراقي .

الذي زاد الطين بله اعلاميا هو رجل الدين والعشيرة فكان تواجدهم له الدور الكبير في الاستمرار على التحريض و التأجيج وللأسف الشديد رجال الدين في الغالب اليوم يؤدون دور مهني وظيفي مدفوع الثمن ومن المفروض ان يبثون الايمان والمعرفة بالله بالوئام والحب والتكاتف والوقوف بوجه الظالم لكننا نرى العكس تدجيل وترهيب وتجهيل لعامة الناس .

لا يختلف دور رجال العشائر عن رجال الدين فهم ايضا لهم دور وظيفي مسنود من الدولة والمجتمع يعني المادة اليوم تحرك كل الاطراف بما فيهم المتظاهرين وعليه اصبحت الكلمات والتحريض بقوة الدفع أي لمن يدفع اكثر يكون الولاء .

طيب اصبح التحشيد اذن تتحكم به اطراف كثيرة شخصية وعامة ودولية و اقليمية وقادة صدفة وعشائر ورجال دين ومنظمات ارهابية واعلام اقليمي ولكل هؤلاء لهم اجندات و طلبات من العراق منهم من يريد عودة البعث ومنهم من يريد تصدير القاعدة ومنهم من يريد استقلال إقليمه ومنهم من يريد السيطرة على اقتصاد البلاد ومنهم من يحلم بعودة امبراطوريته ومنهم من استغلها بتهريب النفط ومنهم من يحلم ان يكون رئيس للإقليم الانباري المرتقب فوضعوا طلباتهم وكتبت سرا وعلنا و كل هذا بمنأى عن مطالب المتظاهرين ولا يوجد مطلب حقيقي واضح لأبناء الانبار عدا تخويفهم بانتهاك اعراضهم ولا اعرف من ينتهك اعراضهم هناك مقولة تقال اكثر واحدة تتحدث عن الشرف هي العاهر فيا ترى من عاهر هذه المظاهرات الذي يتحدث عن الشرف والخوف من انتهاكه !!!!!

المهم وصل الدور للحكومة والبرلمان وشكلت اللجان وتغاضوا عن الكثير من التجاوزات وكان من المفترض ان تستغل هذه البادرة والمبادرة من قبل المتظاهرين وتستثمر فعلا لصالح الشارع الانباري الا ان مبدا القائمين على المظاهرات لا يعرف اسلوب التعامل الديمقراطي لأنهم تربوا على القمع والسلاح والغدر وعرض العضلات ومبدأ أتغده بيك قبل أن تتعشه بيه ! اعتبروا استجابة الحكومة لهم نوع من الضعف ولوي الذراع وعدم القدرة على السيطرة فهم أذا الغالبون فكشروا عن انيابهم اكثر فاكثر الامر الذي ضربوا كل الجهات الحكومية والبرلمانية والعشائرية والسياسية وكل من يصل الى ساحة المظاهرات بالحذاء واعلنوها اعتصامات وهنا بدء الاضرار الحقيقي بمصالح الدولة والبلد والمجتمع .

الحقيقة كان نفس الحكومة غير متوقعا لقد طال اكثر مما كنا نتوقع وكان اكثر حكمة وصبرا من حكومات اقليمية وتعامل بمبدأ ديمقراطي رغم كل الاستفزازات !!

للأسف قادة التظاهرات كانوا يعزفوا على وتر الطائفية والدعم الخارجي لكنهم تناسوا ان الدولة اليوم غير دولة الامس فهي تملك جيش مدرب ومسلح واستخبارات وشرطة اتحادية وسلاح جوي وبري ودعم دولي وعلى راسها الولايات المتحدة الامريكية !!

والاكثر من هذا وذاك خبرة الشعب العراقي بمرارة الحرب الطائفية لان الجاهل من يلدغ من الجحر مرتين يعني وبالمختصر المفيد كان لابد لهم ان يقرئوا معطيات الوضع الان وليس معطيات عام 2005- 2006

ليدركوا ان مهما طالت الاعتصامات لا يمكن ان تعود الطائفية بمفهومها السابق لان مفعولها انتهى فعلا يعني انتهى الدرس يا اغبياء!!!!

والرهان الوحيد هو القاعدة بتفجيرها للأبرياء والفقراء لأنها تعمل بالظلام وكما اشار احد قادة المظاهرات بأن للحكومة النهار ولهم الليل وهذا هو سبيلهم الوحيد الظلام والغدر وهنا يجب على الحكومة ان تأخذ ما قيل مأخذ جد لإنقاذ البلاد والعباد من قادة الصدفة والمتطرفين الذين سيحرقون شارعهم قبل الشارع الاخر لانهم جهلة ومرضى يسقطون مشاكلهم على الناس ويرون انفسهم ضحية لتأمر عليهم ويهلوسون هلوسات كاذبة خيالية لا تمت للواقع بشيء فيحسبون انفسهم القادة الفعليين ويجب على الجميع اطاعتهم ويدعون انهم يدافعون عن الحشود وهو كلام حق يراد به باطل لانهم لا يبالون الا لمصالحهم وانا اجزم هنا لو تصالح س من القادة مع الحكومة لضرب الحشود عرض الحائط !!

المهم المظاهرات بدأت فردية سلمية ثم شعبية وانتهت فردية تدعو للطائفية وبمعنى ادق فشلت المظاهرات او الاعتصامات لأنها تحولت الى مسار اخر بعيد كل البعد عن مطالب الشارع الانباري ولو كان هدفهم فعلا الشارع لطالبوا بما يطالب به الشعب العراقي من توفير الخدمات وعدم التهميش والقضاء على الفساد واعادة البنى التحتية ويجب ان يصروا على تحقيق المطالب لا ان يطالبوا بأسقاط الحكومة والبرلمان والدولة بأكملها والغاء 4 ارهاب و القائمة تطول اذن ارادوا تمييع مطالب الشارع لصالح اجنداتهم وهذا بحد ذاته فشل ما بعدة فشل بالرغم من اطلاق سراح للكثير من السجناء كما ارادوا وهذا مأخذ على الحكومة العراقية اذا كانوا هؤلاء المطلق سراحهم ابرياء بأي حق سجنوا واذا كانوا مجرمين كيف يطلق سراحهم واين العدالة هنا وهو موضوع يحتاج اجابة من الحكومة !!!!

ثم ان منظمي التظاهرات بطروحاتهم الطائفية خلقوا اعداء لهم من المكون الشيعي شريكهم بالوطن على الاقل وبدلا ان يكسبوا هذا الشارع لان الكل يشترك بنفس المظلومية زرعوا في نفوسهم النفور والخوف من المستقبل لو تمكنوا هؤلاء من الحكم وبهذا على رأي المثل ما رضوا بجزة رضوا بجزة وخروف يعني بتصرفاتهم الصبيانية خسروا كل شيء بعد ان كان الكل معهم اضف الى ان الشعب التف حول الحكومة وبعد ان كان يتظاهر ضدها اصبح يتظاهر للدفاع عنها وهذا مكسب لم تتوقعه الحكومة الامر الذي تركتهم يصولوا ويجولوا لتنكشف كل اوراقهم ليطالبوا بالانفصال والزحف والذبح وبهذا لم ولن نرى في أي بلد ديمقراطي وصلت المظاهرات به الى هذا المستوى من الهمجية التي تتبجح بها القاعدة والسلفية ولذا دعوة مخلصة ان تكتفوا بهذا العرض البائس وتفكروا في ابداع اخر عسى ولعل به ننسى الصورة الحالية لمظاهرات فاقت التصور العالمي في بلد ديمقراطي حكومته منتخبه والتغيير فيه تقوده الانتخابات لا الذبح والسيف واقول لكل من يريد حرب الشوارع و اعادة الطائفية انتهى الدرس يا غبي عد من حيث أتيت !!

المصدر: http://almothaqaf.com/index.php/qadaya/72368.html

الحوار الداخلي: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك