تدين الدوله يحمل المجتمع على المدنيه

من أكثر الاديان التي كثر التشنيع عليها من قبل مناوئيها وأتباعها هو "الدين الاسلامي" فحمّلوه ما ليس فيه. القسم المناوئ له أتهم العقيده الاسلاميه بأمور هي من أوضح البديهيات في الدين الاسلامي ومن تلك (المآخذ) هو أنه دين "عنصري ورجعي أي الرجعيه الفكريه ودين لايقيم لحقوق الفرد والمجتمع وحتى الحيوان وزناً ويتعكز على ثقافه الرواه والقصص فمقوماته الفكريه قوامها النقل وليس العقل والتفكّر. وحقيقه الامر أن من يتهم العقيده الاسلاميه بتلك الامور أمّا متعصب لقوميته أو غير ملم ألمام كامل بالتوجه الاسلامي العام. وأغلب الخائضين في دراسه العقيده والرؤيه الاسلاميه في الحياه يبني آرائه ومبتنياته أما أن يأخذها من كتب الغير مسلمين أي من أقلام غير مسلمه أو من خلال ممارسات المسلمين "المعاينه"

وفي كلا الحالتين مجانبه للحقيقه وللمنهج في النقد والتقيم لان الغير متدين بالاسلام لا يمكن له أن يفهم النصوص الاسلاميه فهماً موضوعياً كي تكون كتاباته محايده وتستقرأ النصوص بما هي لا بما يحمله الكاتب من مسبقات فكريه تؤثر على نقده من حيث لايشعر. آتى الاسلام مبشراً بالعلم والقلم من خلال أول آيه قرآنيه  نزلت " وكتب المسلمين المعتبره مليئه بنصوص تتحدث عن العلم وفضله ومكانته - والاسلام الدين الوحيد يجعل للعقل مرتبه " الزعامه " والمقياس التقييمي للانسان. في الاديان الاخرى يكتفي من أتباعها الايمان الكلي بها أي القبول بكل ما فيها دون الحاجه الى سبر أغوارها وادراكها واخضاعها للعقل لغربله مفاهيمها. وفي الاديان الاخرى الالهيه  والوضعيه، هي ديانات أتهمت " الله " بالعنصريه ! من خلال نظريه التفضيل  والاقنوم أو الاقانيم الثلاث! وقبلت بما لديها ورفضت رفضاً مصحوباً بالسخريه والاستهجان للديانات  الاخرى   وهذا المعنى معروف لكل متتبع منصف لايرى الاشياء بنظّارته القوميه  وخلفيته الفكريه. وهنا لست بصدد ذكر الايات القرآنيه والمصادر من الكتب المعتبره للتدليل على دور العقل في الاسلام وما يحمله من ميزه جعلته الحاكم المطلق واليه المرجعيه في كل الامور. فهي أكثر من أن تحصى وأكبر من أن يتجاهل عليها البعض لسبب،، ما فالجهل في النظريه ليس معناه جهل النظريه وفسادها بل " ليس ذنب الماء بل سبخ الارض ! أي الاشياء تدرك بشروطها فمتى تحققت تحقق المدرك أنت في الظلام لاترى الاشياء وليس معناه أن العين مصابه بالعمى بل لعدم وجود الضياء فيتحقق النظر ويشترط بالضياء كذالك المعرفه الحقّه والمنصفه تتحقق بالتجرد من المسبقات والانتماءات والهوس القومي فتكون علاقتك بالنص الاسلامي لفهمه والغوص في أعماقه كعلاقه الباحث بالنص من أي مدرك كان. وفي العقيده الاسلاميه لاوجود للروح المتشنجه عند مخاطبه الاخرين الغير مسلمين ومعنى هذا أنه ينظر للانسان بهيئته المجرده الغير منتميه " ولهذا نجد في القرآن الكريم وكتب المسلمين المعتبره نصوص لكل الاديان والفلسفات الوجوديه رغم غزاره وخصب المنهج الاسلامي الا أنه يتقبل آراء وأفكار ونظريات الاخرين دون عصبيه كونهم على غير دينهم. ودوننا القرآن الكريم والمكتبات الاسلاميه وكتب الاخرين ومكتباتهم. وهذه النظره الابويه الحانيه على كل البشريه منذ يومها الاول الى زوالها من النظريه الاسلاميه تجعله دين عالمي يتقبل القوميات والالوان واللغات دون تمايز وتفضيل بين المختلفات. ومن هنا نجد في كتاب الاسلام أنه يخاطب علماء اليهود والمسيح وغيرهم " بالعلماء " رغم موقفه من أفكار هؤلاء العلماء ! لكنه وسمهم بالعلماء تعظيماً لدورهم وفكرهم " روح أنسانيه غايه في الرفعه والسمو والابتعاد عن لغه التهاتر وسلب الحقوق المعنويه والماديه. الاسلام المدرسه الدينيه والفكريه الاوحد التي تمزج الاخلاق في كل حقل من حقول الحياه فهنالك ملازمه لاتنفك الا في ممارسات وكلام المتأسلمين لكن في النصوص هي باقيه لايمكن التدليس عليها لانها من البديهيات الفكريه لاصحاب الفكر الحقيقي. فأشترطت الاخلاق في الاقتصاد الاسلامي فمنعت الاحتكار والتلاعب في السلع والاسعار وما الى ذالك من الاخلاقيات في الاقتصاد وكذالك الحال في السياسه والاجتماع والتربيه والى آخر السلسله الحياتيه. أما في الديانات الالهيه مثل اليهوديه والمسيحيه فلا وجود في نصوصهم لاي جانب من جوانب الحياه ماعدا " الايمان الكلي بالديانه وهذا الايمان والقبول الكلي المفهوم  الوحيد لديهم حول الحياه . وهذا ماصرّح به مارتن لوثرن الامريكي . وأتهام الاسلام بالعنف أو وصمه بتلك السمه من خلال ممارسات البعض في الدول المسلمه ينطوي هذا الجانب على أما جهل بنصوص ومفاهيم الاسلام أو تجاهل لتجهيل الاخر بنشر المغالطات. الاسلام دين أراده الله للعالمين والله رب العالمين ومن البديهي اللهُ لايريد أن يرهب عباده لايمكن أن يوصف الاسلام بالعنف وهو القائل (ومن قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الارض كأنما قتل الناس جميعاً) والذين يمارسون العنف بأسم الدين ليسوا من الاسلام بشئ بل هم عدو له وأجهل الناس بتعاليمه ونصوصه. وأنا هنا لست باحثاً عن مجد لاسجله للاسلام فهو من صنع المجد من خلال ما جاء به من تعاليم لو أتيح لها أن تُطبق لانهت معاناه البشريه وتخبطها في مضيعات الفلسفه والسياسه المتوحشه التي أحالت الحياه الى حروب ومجاعات ونزاعات قوميه ومذهبيه لان الكل يحتكم الى ما عنده دون الاخذ بمعايّر القياس الصحيحه والابتعاد عن السلبيات التي تخل بالمنهج أيا كان.

وأما المدارس الوضعيه تنظر الى البشريه المتدينه على أنهم " سوقّه " وتوسمهم بالرجعيه ونبذ العمل بالعقل وما الى ذالك من السخافات المخجله للعقليه  البشريه السالكه لتلك المدارس "  وما توصلت اليه من تهريج وتهويش على الاخرين لانهم أختلفوا بالرؤى معهم. ومن العناصر الفنيه لاي نظريه يراد لها أن تحكم مجتمع هي أحترام الاديان والالوان واللغات وأصحاب المنطلقات الفكريه الاخرى. وفي مجتمع مثل الصين يستهجن الرأسماليه وقبل عقود كان يجرّمها ! وفي مجتمعات تحكم بالرأسماليه تقف بالضد من الاشتراكيه وشيوع الماده. والعلمانيين يستهجنون أصحاب الاديان وينعتوهم بأقسى النعوت. لكن في النظريه الاسلاميه للحياه تختفي العوالق ويبقى الانسان أخ للانسان بالانسانيه _ لان كل الانطباعات الفكريه والمذهبيه ومن خلالها تكونت الانتماءات الحزبيه كلها تصنّف ضمن المعارف المكتسبه التي أكتسبها الانسان وعلقت به وهي من المتغيرات  لكن حقيقته وجوهره ثابته والاسلام يتعامل مع الانسان وفق تلك الحقيقه الثابته لهذا يمنح الانسان حقه ويحافظ على هذا الحق من خلال الرؤيه المجرده للانسان. وليس من خلال أي أعتبار قومي أو جغرافي أو لون  أو طبقه أجتماعيه أستقراطيه أو كادحه. وهذا التعريف الامثل للمدنيه الحقّه. فالاسلام في مفاهيمه ورؤيته للحياه وللبشريه جمعاء يمثل أسمى معاني المدنيات الحضاريه الفكريه والاخلاقيه. وأما المدنيات المصطنعه قد تعالج الانسان وفق رؤيتها هي فمن عارضها تنعته بالتخلف والرجعيه أو أقسى من ذالك. وهذه عنصريه ترتدي زوراً لبوس " المدنيه.. فالدوله كونها مؤسسات المجتمع المتعدده أن تعاملت بنظريه الاسلام في الحياه أنعكس بالايجاب على المجتمع وطبقت " المدنيه الحقّه لا المدنيه المتعنصره لنفسها.وفكرها

المصدر: http://almothaqaf.com/index.php/qadaya/72899.html

الحوار الخارجي: 
أنواع أخرى: 

الأكثر مشاركة في الفيس بوك